في ليلة وضحاها اختفت البسمة من شفاه أطفال اليمن، لترتسم مكانها نبرات الصراخ والبكاء والبؤس والشقاء والمرض، مع استمرار جرائم بشعة ترتكب بحق طفولتهم، جرائم يرتكبها تجار حروب لم يعرفوا للطفولة عنواناً، ولم ينظروا يوماً إليهم بعين الرحمة والشفقة أبداً.. هؤلاء، ماهم إلا تجار أرادوا المتاجرة باﻷطفال ودمائهم وبراءاتهم وهم لايدركون بأن هؤلاء اﻷطفال، الذين ارتكبوا في حقهم أبشع الجرائم اليوم، سيأتي عليهم يوم تزهر فيه حياتهم وسيحاسبونهم حساباً كبيراً لن يستطيعوا احتماله. تجار الحروب الذين أضاعوا أحلام أطفالنا، لتصبح أحلامهم عبارة عن همسات الموت والحقوق المنهوبة والمسلوبة والمقطوعة من جذوعها. كل أطفال العالم يحتلفون باليوم العالمي لحقوق الطفل، بينما صغارنا لا يطرب في آذانهم هذا الحق ولم يشاهدوا اللحظة الآنية تلك، ليظل اليوم العالمي لحقوق الطفل بالنسبه ﻷطفال اليمن يوماً تعيساً ويوم تشريد وحزن، فأي يوم يريد أطفالنا أن يحتلفوا فيه وهم يشاهدون مدارسهم تدمر ومساكنهم تحت الأنقاض وأسرهم في المقابر، ليصبحوا أيتاماً وفقراء ومشردين؟!. بأي ذنب قتلت يا أبي وبأي ذنب قتلوك يا أمي؟!.. هكذا يصرخ أطفال اليمن.. اضحى أطفالنا مشردين، متسولين في الشوارع لا يعرفون دفء البيوت ولا أحضان أمهاتهم، فمن نجا من القصف هو وأسرته بات مهدداً بالموت جوعاً نتيجة سوء التغذية، خصوصاً أسر الأطفال النازحين، ليبقى أطفالنا في صدارة قائمة ضحايا تجار ومجرمي الحروب. أطفال اليمن باتوا اليوم فعلاً يعيشون أوضاعاً تهتز لها الأبدان، وذلك لغياب أدنى مقومات الحياة اﻹنسانية، وتراجع دور المنظمات وانعدام احتياجاتهم الضرورية، وغياب الرعاية الطبية ونقص الغذاء، حيث لايملك هؤلاء اﻷطفال سوى إطلاق الأنات وتوجيه النداءات إلى الجهات والمنظمات المعنية المحلية والدولية لمساعدتهم، وإمدادهم بالوسائل اللازمة للوقاية من قرس برد الشتاء فضلاً عن إمدادهم بالدواء والغذاء وقبل هذا وذاك المأوى المناسب والأمان المفقود. هكذا يحتفل أطفال اليمن باليوم العالمي لحقوق الطفل، فهل سيعيشون يوماً مع كامل حقوقهم؟، أم ستظل حقوقاً يتلفظون بها ولا تنفذ على أرض الواقع؟! نحن هنا نموت، فأين أنتم أيها المنقذون.. هكذا يصرخ طفل يمني بحرقة! ....