قالت هيومن رايتس ووتش اليوم في خطاب إلى الرئيس باراك أوباما إن على الولاياتالمتحدة أن تعجل بإعادة المعتقلين اليمنيين المصرح بإخلاء سبيلهم من معتقل غوانتانامو. وأصدرت هيومن رايتس ووتش شريط فيديو يظهر محنة عائلات المعتقلين اليمنيين. وقالت انه ينبغي إعادة جميع معتقلي غوانتانامو أو إعادة توطينهم، أو توجيه تهم إليهم ومحاكمتهم في المحاكم الفيدرالية الأمريكية . وفرض أوباما حظرا على إعادة المعتقلين في غوانتانامو إلى اليمن، بعد القبض على "منفذ تفجير عيد الميلاد"، الذي كان قد تلقى تدريبا في اليمن. ورغم أنه رفع الحظر في مايو 2013، إلا أنه لم تتم إعادة أي من اليمنيين، ويوجد حاليا 56 من بين 76 معتقلا في غوانتانامو تمت التوصية بنقلهم إلى اليمن . وقالت أندريا براسو، الاستشارية والمناصرة الأولى لشؤون الأمن القومي في هيومن رايتس ووتش: "رفع الرئيس أوباما الحظر الذي فرضه على عمليات إعادة المعتقلين إلى اليمن منذ ما يقرب من عام، ومع هذا فقد ظل اليمنيون المصرح بإطلاق سراحهم عالقين في غوانتانامو بسبب جنسيتهم إلى حد بعيد. إذا كان الرئيس يعتزم حقا إغلاق غوانتانامو، فعليه إعادة اليمنيين إلى بلدهم، وبعضهم تم التصريح بإخلاء سبيلهم منذ أكثر من أربع سنوات ".
في ثاني أيام ولايته، تعهد تعهد أوباما بإغلاق مركز الاعتقال في غوانتانامو، وجدد ذلك الالتزام في خطابه عن حالة الاتحاد لعام 2014. وبرغم هذا، فإلى الآن مازال 154 رجلا معتقلين في غوانتانامو، من بينهم 88 يمنيا. وقالت هيومن رايتس ووتش إن عودة المعتقلين اليمنيين، الذين لم يوجه إلى معظمهم أية اتهامات على الإطلاق، تعتبر عنصرا أساسيا في أي خطة لإغلاق مرفق الاحتجاز . قالت هيومن رايتس ووتش إن الاعتقال المطول من دون توجيه اتهام أو محاكمة، وهو من ثم احتجاز لأجل غير مسمى، يخلق معاناة كبيرة لعائلات المعتقلين. قال عبد القادر إدريس، وهو يمني كان قد تم التوصية بنقل شقيقه من غوانتانامو منذ أربع سنوات، قال ل هيومن رايتس ووتش: "إذا لم يفرجوا عنه الآن، فمتى يعتزمون إطلاق سراحه؟... إنه في السجن، لكننا لا نعرف ما إذا كان قد تم إرساله للمحاكمة؟ وهل هو مذنب أم غير مذنب؟ " وقال عزيز أحمد المثالي، وهو والد واحد من المعتقلين اليمنيين لم يوجه له أي اتهام أو يحصل على تصريح بإخلاء سبيله: "عندما تم اعتقاله للمرة الأولى، كنا نتوقع عودته خلال شهر، أو ربما سنة. نحن كنا لا نزال نعتقد أن هناك أنظمة عادلة ومنصفة في الولاياتالمتحدة، ولكن عندما مر على اعتقاله 13 عاما، أدركنا أن الولاياتالمتحدة تفتقر الشعور بالإنسانية، وليس لديهم رحمة. هم لا يستطيعون التمييز بين البريء والمجرم ". وتخضع الغالبية العظمى من المعتقلين في غوانتانامو للاحتجاز لأجل غير مسمى ولفترات طويلة من دون توجيه تهمة لهم أو محاكمتهم، وهو ما يعد انتهاكا للقانون الدولي لحقوق الإنسان. يحاكم خالد شيخ محمد، الذي يزعم أنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وأربعة آخرون من المتورطين في تلك الهجمات، فضلا عن مواطن سعودي متهم في هجوم عام 2000 على المدمرة الأمريكية يو إس إس كول، يحاكمون في محاكم عسكرية في غوانتانامو، يشوبها العوار في جوهرها. دعت هيومن رايتس ووتش الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة إلى أن تقوم إما بمحاكمة المعتقلين في محاكمات تستوفي المعايير الدولية الواجبة، أو تطلق سراحهم . قالت أندريا براسو: "يعد الاحتجاز غير المشروع لأشخاص لسنوات عقابا ظالما لهم ولعائلاتهم. وإعادة الرجال، الموصى بإعادتهم منذ سنوات، هي خطوة أساسية نحو رفض الاعتقال لأجل غير مسمى من دون توجيه اتهام ".