في الوقت الذي يصارع فيه الأسير الغضنفر أبو عطوان، المضرب عن الطعام لليوم ال65 على التوالي خطر الموت في أي لحظة، بسبب تدهور وضعه الصحي، جرى نقل أحد أقاربه وهو الأسير منذر أبو عطوان، إلى أحد مشافي الاحتلال، جراء تدهور وضعه الصحي عند اعتقاله. ونقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأسير منذر أبو عطوان (63 عاما) إلى مستشفى "شعاري تسيدك"، بشبب معاناته من مشاكل مزمنة بالتنفس. وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت أبو عطوان فجر الأربعاء، بعد اقتحام منزله في بلدة دورا بمحافظة الخليل، علما أنه خال الأسير المضرب عن الطعام الغضنفر أبو عطوان. وقال جواد بولس، محامي الأسير الغضنفر، إنّ تقريرا طبيا صدر عن الأطباء في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي، أكد أن أبو عطوان، يعاني من ضعف شديد، وآلام حادة في الصدر والظهر وتحديدا في الجهة اليسرى، إضافة لأوجاع شديدة في البطن، وفقدانه القدرة على تحريك أطرافه السفلى. وبحسب التقرير، فإن استمرار رفض الأسير أبو عطوان أخذ أي نوع من المدعمات، أو الفيتامينات، والسكر والملح، قد يؤدي لوفاته المفاجئة، أو حدوث عجز دائم لديه. والأسير أبو عطوان، اعتقله الاحتلال في شهر أكتوبر من العام الماضي، وأصدر بحقّه أمري اعتقال إداري، مدة كل منهما 6 أشهر، وهو أسير سابق واجه الاعتقال الإداري سابقا، وخاض عام 2019 إضرابا عن الطعام. وشرع الغضنفر بإضرابه المفتوح عن الطعام في الخامس من مايو المنصرم، وكان يقبع في سجن "ريمون"، ونقل إثر إعلانه الإضراب إلى الزنازين، وبقي محتجزا في زنازين سجن "ريمون" لمدة 14 يوما، خلالها تعرض للتّنكيل والاعتداء من قبل السجانين، ونُقل لاحقا إلى سجن "أوهليكدار"، واحتجز في ظروف قاسية وصعبة في زنزانة مليئة بالحشرات، حتى اضطر للامتناع عن شرب الماء عدة مرات. وفي العاشر من يونيو المنصرم عقدت المحكمة العليا للاحتلال جلسة جديدة له للنظر في الالتماس المقدم من قبل محاميه والخاص بإلغاء اعتقاله الإداري، حيث رفضت المحكمة مجددا الالتماس، وفي 21 يونيو، طرأ تدهور خطير على وضعه الصحي، ما استدعى الأطباء للتدخل الطبي السريع، في 24 من يونيو المنصرم، أصدرت المحكمة العليا للاحتلال قرارا يقضي بتجميد الاعتقال الإداري له، والذي لا يعني إلغاءه، لكنه يعني بالحقيقة إخلاء مسؤولية إدارة سجون الاحتلال، والمخابرات (الشاباك) عن مصير وحياته، وتحويله إلى "أسير" غير رسمي في المستشفى، لكن دون السماح بنقله إلى أي مكان آخر. وقالت هيئة شؤون الأسرى، إن سلطات الاحتلال ترفض الإفراج عن الغضنفر، أو السماح بنقله إلى أحد المستشفيات الفلسطينية، خاصة بعد أن أصدرت نيابة الاحتلال قرارا بتعليق اعتقاله الإداري، محملة الاحتلال المسؤولية عن حياته. وأكد نادي الأسير، أن استمرار رفض الاحتلال الاستجابة لمطلب الأسير أبو عطوان رغم وضعه الصحي الحرج هو بمثابة "قرار إعدام". وكانت شقيقته وصفت إضرابه ب"الملحمة البطولية"، محذرة من خطورة وضعه الصحي، وذلك بعد أن فقد قدرته على الحركة حيث يعاني من عدم وضوح الرؤية، وعدم القدرة على النطق، ويرفض التعامل مع الطاقم الطبي. يشار إلى أن الأسير منيف أبو عطوان، والمحكوم بالمؤبد وأمضى 18 عاما في سجن "ريمون"، يخوض إضرابا المفتوح عن الطعام لليوم ال16 على التوالي، إسنادا لابن شقيقته الغضنفر. وأفاد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن الأسيرين كفاح حطاب وخليل أبو عرام دخلا إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ يوم الأربعاء، دعما ومساندة للأسير الغضنفر، حيث قامت إدارة سجن "عسقلان" بعزلهما وفرضت عليهما عقوبات مشددة لثنيهما وإجبارهما على التراجع عن هذه الخطوة. وتواصلت في المناطق الفلسطينية فعاليات الإسناد للأسير المضرب، حيث نظمت حركة فتح في سلفيت وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ومؤسسات المحافظة وحركة الشبيبة وقفة دعم وإسناد له.