كشف تنظيم «القاعدة في جنوب شبه الجزيرة العربية» تفاصيل جديدة عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف السفارة الأميركية في صنعاء في 17 أيلول (سبتمبر) الماضي، بأن المنفذين سبعة وليسوا ستة كما اعلنت السلطات اليمنية آنذاك، وانهم قتلوا جميعاً في الهجوم الذي اسفر ايضا عن مقتل ستة جنود من حراس السفارة وخمسة مدنيين. وأورد بيان للتنظيم حصلت عليه «الحياة» أسماء الانتحاريين السبعة، وهم لطف محمد بحر (أبو عبدالرحمن) وهو أمير المجموعة بحسب البيان، بالإضافة إلى ستة آخرين وصفهم بأنهم «طلاب أمير المجموعة الذين رباهم على التوحيد والجهاد»، وهم محمود سعيد الزكيري وقابوس سعيد مسعد الشرعبي (أبو جعفر) ويحيى فتيني (أبو خطاب) ورشيد الوصابي (أبو جهاد) ووليد العزام الريمي (أبو خالد) وزين نُحمس (أبو عبيدة). وقال البيان إن «كتائب الشهيد ابو علي الحارثي قامت بدك صرح الكفر العالمي (السفارة الأميركية) بعملية هجومية استشهادية جريئة في سريتين مباركتين بقيادة الشيخ الداعية المربي المجاهد الفارس لطف محمد بحر أبو عبدالرحمن وستة من طلابه الذين رباهم على التوحيد والجهاد». واضاف: «قام الأبطال بتدريع السيارتين من جميع الجهات سوى موضع الرؤية والذي لم يتعد السنتيمترات، وقاموا بفتح نافذتين في سقف السيارة الأولى ونافذة في سقف السيارة الثانية وكانوا سبعة فرسان... خمسة في السيارة الأولى وفارسان في السيارة الثانية». وشرح البيان سيناريو الهجوم على النحو التالي: «حال وصول السيارة الاولى الى الموقع، ظهر فارسا الميمنة والميسرة من أعلى السيارة المهاجمة واشتبكا مباشرة مع حماة الصليب. وقام الفارس الثالث والرابع بالترجل مباشرة والاشتباك مع العدو الأمامي، ثم انطلق السائق في طريقه إلى هدفه ليتخطى الحاجز الخرساني الأول اللولبي... وعند أحد المنعطفات توقفت السيارة ليترجل ليث الميمنة، ويغطي نزوله ليث الميسرة، ثم قام بعد تحوله من راكب إلى راجل في التغطية لزميله ليث الميسرة ليكتمل الفتح الثلاثي لمجموعة الإقحام، ثم قاموا بإزاحة الحاجز الحديدي المتحرك وبعض الحواجز الاصطناعية، وما ان تمكن قائد السيارة الأولى من تخطي الحاجز اللوبي الخرساني حتى توجه الى هدفه المرسوم له سلفا بعد ان انحاز الفرسان المهاجمون الى الجوانب قائمين بدور الحماية والاستعداد للهجوم والانقضاض على الصليبيين في داخل وكرهم. وهو ما تم»، حيث «تقدم الاستشهادي بجواده وعقره في المبنى الأيسر للبوابة من السور نفسه ليحدث فجوة هائلة فيه وليتمكن المنحازون بعملية الاقتحام وتطهير من في هذا الوكر مع هتافات التكبير معلنين لإخوانهم في اللجنة الإعلامية عبر الهاتف انهم قتلوا السفير الاميركي. وقد كان السفير ونائبه بداخل هذا الوكر ساعة التنفيذ. والذي يبدو، والله أعلم، انهم قد قتلوا الملحق الاداري الذي فُبرك له بعد ذلك انه توفي في حادث دهس بشاحنة». وفيما قال البيان إن «هناك بعض التفاصيل حول أحداث العملية والإعداد لها تحتفظ بها لحينها حسب مصلحة الاسلام والمسلمين»، أشار الى انه «في هذه الأثناء وصلت السيارة الثانية لتتوجه نحو هدفها من دون معوقات تذكر سوى ركام مبنى السفارة المتناثر في كل مكان. ودخل جل الأبطال الفرسان الى داخل الوكر الصليبي في معركة عظيمة، يحبون الموت ويتسابقون إليه كما يكره عدوهم الموت ويفر منه... وبعد دقائق عدة أوعز لقائد السيارة الثانية أن يستعين بالله ويتقدم الى هدفه، وتقدم فارسنا ليختم المعركة بدويّ هائل معلنا فيها انتصار أهل الايمان والحكمة على وكر الكفر والمكر على الاسلام والمسلمين في بلد المدد ونفس الرحمن». وأورد موقع «صدى الملاحم» الناطق باسم التنظيم الإرهابي نفسه بياناً منفصلا، يؤكد مسؤولية (تنظيم القاعدة في جنوب شبه الجزيرة العربية) عن عملية اغتيال مدير أمن مديرية مدغل بمحافظة مأرب الرائد محمد بن ربيش، برسالة مفخخة، صبيحة يوم الاثنين 20 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، «لتورطه»، حسب البيان، في ملاحقة «ابو علي الحارثي» زعيم «القاعدة» السابق ورفاقه الذين اغتالتهم طائرة اميركية من دون طيار قبل سنوات، ومطاردة من اسماهم «المجاهدين حديثاً»، و «تعامله المباشر مع السفارة الاميركية في حربها على المجاهدين في محافظة مأرب»، و «استقباله السفير الاميركي في منزله مرات عدة، مع مرافقته له وحمايته»، ولأنه «المسؤول عن الحملات الأمنية التي استهدفت بعض المجاهدين من ابناء محافظتي مأرب والجوف ما تسبب في مقتل عدد منهم، وهم عامر بن حسن صالح حريدان المهشمي، وعلي بن علي بن صالح دوحه، وعبدالعزيز بن سعيد بن محمد جرادان، وناجي بن علي بن صالح جرادان». عن الحياة اللندنية