تعيش ألمانيا حالة من الحزن والصدمة بعد تأكيد خبر مصرع أجانب مختطفين في اليمن، ووفقا للارقام الرسمية الواردة فقد تم العثور على جثث ثلاثة من الألمان جميعهم من النساء ينتمين الى مجموعة من تسعة من الرعايا الأجانب كانوا في عداد المفقودين منذ يوم الجمعة الماضي. ووفقا للانباء الواردة فإن النساء تعرضن للتعذيب قبل قتلهن بالرصاص كما أن الجثث التي وجدت كانت مشوهة، وذلك بالقرب من قرية النشور في محافظة صعدة. الأجانب التسعة الذين تم الاعلان عن خطفهم يعملون جميعا ضمن شبكة المنظمة الهولندية للخدمات العالمية في المستشفى الحكومي في مدينة صعدة. وهم عبارة عن مهندس الماني وزوجته التي تعمل ممرضة واولاده الثلاثة (فتاتان وولد) بالاضافة الى ممرضتين المانيتين ومهندس بريطاني ومدرسة كورية تقوم بالتدريس لابناء الموظفين. وكان مكتب المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل أعلن أن السلطات الالمانية في حالة استنفار تام وتقوم بالتنسيق على مختلف الاصعدة وذلك لاعادة الجثث الثلاثة الى المانيا وابلاغ ذويهم بالاضافة لمتابعة اية معلومات قد تؤدي للكشف عن مصير بقية الرهائن. وصرح متحدث رسمي من وزارة الخارجية الالمانية بأن هنالك اختلافا كبيرا في المعلومات الواردة من اليمن فوزارة الداخلية تبلغنا معلومات بينما تعود ادارة الشرطة اليمنية لتنفيه وتبلغنا بشئ مختلف وهو الامر الذي ادى الى عدم تاكيدنا للحادث ريثما تصلنا جميع المعلومات. وكانت هنالك شكوك بأن تكون جماعة عبد الملك الحوثي هي المتورطة بعملية الخطف وذلك للضغط على الحكومة اليمنية، وفقا بيانات وزارة الداخلية اليمنية التي أعلنت بأن ثوارا من الشيعة قاموا بخطف الاجانب، الا أن اتصالات المانية مباشرة تمت مع جماعة الحوثي نفت صلتهم بالحادث بعد ذلك، لتحوم الشكوك حول تورط تنظيم القاعدة في الحادث، حسبما وصفت صحيفة "دي تسيت" الالمانية خاصة ان جثث النساء الثلاثة وجدت بمنطقة ليست بعيدة عن منطقة الجوف والتي تعتبر مركزا هاما لتنظيم القاعدة في اليمن. وكانت مصادر أمنية يمنية اعلنت امس الاثنين العثور على جثث ثلاث نساء، ألمانيتين وكورية جنوبية، من بين تسعة أجانب اختطفوا الجمعة الماضي في مدينة صعدة شمال البلاد. وأوضحت مصادر محلية وحكومية أنه يعتقد أن القتيلات لقين حتفهن رميا بالرصاص قرب بلدة الناشور بالمنطقة الجبلية شمال محافظة صعدة. وكانت وزارة الداخلية اليمنية ذكرت أن الأجانب التسعة، وهم مهندس ألماني يعمل في مستشفى بالمدينة وزوجته وثلاثة من أطفالهما، فضلا عن ممرضتين ومهندس بريطاني ومدرسة كورية، اختطفوا أثناء قيامهم بنزهة في المدينة. ولم توضح السلطات اليمنية مصير بقية المختطفين رغم أنها أكدت في وقت سابق أنها تقوم حاليا بمحاولات لتأمين الإفراج عنهم قريبا. وقال مسوولون يمنيون إنه تم العثور على طفلين ألمانيين على قيد الحياة امس، وقال مسؤول محلي من محافظة صعدة انه تم العثور على الطفلين الألمانيين على قيد الحياة. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أنه عثر على الطفلين بالقرب من الموقع الذي قتلت فيه النساء الثلاث. وأوضح ان النساء كن تعرضن للطعن ولأعيرة نارية. واتهمت السلطات جماعة أنصار الحوثي باختطافهم لكن الجماعة نفت ذلك، واعتبرت أن 'الاتهامات لها مسوغات سياسية لشن الحكومة حربا جديدة على جماعة الحوثيين'. وأدان محمد عبد السلام المسؤول الإعلامي لمكتب القائد الميداني عبدالملك الحوثي هذا الحادث، واعتبر أن الاتهامات الموجهة للجماعة صادرة عن عناصر في السلطة تفيد من الحرب بصعدة. ويذكر أن عملية الاختطاف جاءت في اليوم نفسه الذي أفرج فيه مسلحو إحدى القبائل عن 22 أجنبيا اختطفوا الخميس الماضي شمالي العاصمة صنعاء لإجبار الحكومة على تنفيذ مطالب لهم، وبعد يوم واحد من اعتقال السلطات لرجل وصف بأنه كبير ممولي تنظيم القاعدة في اليمن والمملكة العربية السعودية. واعتقل اليمن الأحد سعوديا يدعى حسن حسين علوان وصف بأنه كبير ممولي تنظيم القاعدة في اليمن والسعودية. وشنت القاعدة حملة عنف في السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم عام 2003 لكن المخاوف تكمن في ان يصبح اليمن قاعدة انطلاق لاحياء جهد يهدف الى اسقاط الاسرة الحاكمة السعودية المتحالفة مع الولاياتالمتحدة. يذكر أن عادة خطف سياح أجانب أمر مألوف باليمن والذي يعد واحدا من افقر دول المنطقة فمنذ حوالي الخمسة عشر سنة الاخيرة خطف اكثر من 200 أجنبي، كان أبرزها حادثة خطف يورجن شروبوج وزير الدولة الالماني السابق مع زوجته واولاده الثلاثة في كانون الاول (ديسمبر) 2005، والذي أطلق سراحه بعدها بايام بعد تعهدات من الحكومتين الالمانية واليمنية بالمساعدة في تنمية المنطقة التابعة لاحدى القبائل اقتصاديا. عن القدس العربي