سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الناطق باسم تحضيرية الحوار الوطني: البلاد أمام عملية عسكرة شاملة حتى للحوار، ولعبة ربط القاعدة بالحراك ستضر بالوطن قال بأن السلطة استنفذت كل إمكانات العودة إلى الصواب..
قال الناطق باسم اللجنة التحضيرية للحوار الوطني لا توجد في اليمن سلطة وإنما سلطان، حكم فردي ورَّث عناقيد من الشخصنة تشعبت على البلد بكاملها، ووضعت حجر الأساس للإنتقال من خطر انهيار السلطة إلى خطر انهيار الدولة. وأكد محمد يحيى الصبري في حوار – نشرته الصحوة نت - بأن اليمن مقربة من الانزلاق نحو مجتمع الإغاثة و الكوارث، نتيجة الإهمال السياسي لكثير من المشكلات، التي قال بإنها تحولت إلى أزمات، ثم إلى مخاطر. وأستبعد أن يكون مصير الحوثيين كمصير حزب الله الله، معتبرا ذلك تشبيه خاطئ. وقال الصبري إن الحوثية ليست حزب الله ولا يمكن أن تكون حزب الله، ولا لديها قضية حزب الله، مؤكدا بأنه ليس من مصلحة الحوثي وليس من مصلحتنا كيمنيين أن نسقط مثل هذه التوصيفات، مشيرا إلى أن مصير الحوثي إذا استمر في مشروع العنف هو أمير حرب. وأكد الناطق باسم تحضيرية الحوار الوطني بأن الأوضاع في الجنوب خطيرة جداً وهذا الخطر مصدره احتقان اجتماعي وصل لدرجة الغليان، يقابله إهمال متعمد من قبل السلطة، مؤكدا بأن هذا التجاهل و الغطرسة خلق بيئة من الرفض لكل شيء. وقال الصبري إن هناك ثقافة تنمو في الجنوب و تتسع مساحتها، ليست ثقافة انفصالية، وإنما ثقافة رفض واعتراض، إذ لم يعد المواطن هناك يشعر أنه تبقى له شيء يخسره. وعن دلالات الخلط بين القاعدة و الحراك وتداعياته، قال القيادي الناصري بأن السلطة كانت على درجة عالية من المهارة في خلط الأوراق، وكسبت هذه اللعبة في مرحلة سابقة، لكن مع مرور الأيام أصبحت ممارسة هذه اللعبة مضراً بالبلد أرضاً وإنساناً. وأضاف الصبري " إن الأمريكان كانوا يريدون مبرراً لكي يرفعوا درجة الاهتمام بما يجري في اليمن وقد توفر لهم في المحافظات الجنوبية المبرر المنشود فالأحداث والمشاهد والصور التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين رفعت وتيرة الاهتمام الأمريكي السياسي والثقافي، فضلا عن العسكري إلى الحد الذي لن نستطيع أن نقاومه خلال الفترة القادمة. مؤكداً بأن تأثير هذا المعطى لن يكون على الحراك أو الفعاليات السلمية في المحافظات الجنوبية فحسب وإنما سينعكس على الوطن برمته، لاسيما في ضوء الأجندة الإعلامية وعمل الإعلام والصور والمشاهد التي تنتقل عبر وكالات الأنباء المختلفة والتي تقدم ما يجري في اليمن بهذه الصورة: آلاف من الناس يخطب فيهم شخص باسم القاعدة فيقابل حديثه من قبل ذلك الحشد المسلح بالتصفيق، متسائلاً "برأيك كيف ستكون النتيجة؟!". وقال الصبري بأن الأحداث الأخيرة في أبين فتحت أبواب استباحة الجنوب أمام القوات الدولية التي تبحث عن القاعدة وتلاحقها في كل مكان. ونفى أن يكون ثمة اتفاقاً تحت الطاولة بين السلطة والمعارضة، وقال " للأسف الشديد لم يعد هناك مساحة للمرونة والمناورة، السلطة استنفذت كل إمكانات العودة إلى الصواب، السلطة تتحمل اليوم مسؤولية كل ما يرتكب من مجازر ودماء في حق اليمنيين، السلطة تتحمل اليوم مسئولية الآلاف الم ودعين في السجون، كما تتحمل مسئولية حياة وسلامة المختفين قسرا وفي مقدمتهم الصحفي محمد المقالح، الذي كشف مؤخراً عن وجوده في أحد سجون الرئاسة". ودعا الناطق باسم تحضيرية الحوار الوطني السلطة لأن تكون شريكة للمشترك في موضوع التحضير للمؤتمر الوطني للإنقاذ، لأن تكون شريكة في مناقشة هذا المشروع. مؤكدا بأنها أصبحت اليوم عاجزة عن القيام بمهامها، "ونحن لا نريد لعجزها هذا أن يستمر كي لايؤدي إلى انهيار البلاد". وعن حرب صعدة قال الصبري بأن الحل في صعدة لم يعد اليوم حلاً داخلياً، وهذا ما حذرنا منه مراراً وتكراراً منذ بداية هذه الحرب، رفضنا الأقلمة ورفضنا التدويل، ورفضنا أن تتوسع رقعة المواجهات العسكرية حتى لا نجد أنفسنا عاجزين عن اتخاذ قرار وقف الحرب، نحن أمام حرب ستدون في التاريخ اليمني والإقليمي على أنها من أغرب حروب اليمن وأكثرها دموية، وأنها أكثر الحروب التي ولدت حروباً.