احتشد ملايين اليمنيين في ساحات التغيير والحرية في العاصمة صنعاء و16 محافظة يمنية أخرى في جمعة رفض العقاب الجماعي ، وندد اليمنيون في جمعة رفض العقاب الجماعي بالأساليب القذرة لبقايا نظام صالح ضد الشعب اليمني والمتمثل في قطع الخدمات "الوقود والكهرباء والماء " ومحاصرة المدن ، في محاولة لإثناء الشعب اليمني عن خيار الثورة ألتي أشعلها ضد النظام الفاسد. وقال الملايين من أبناء الشعب اليمني إن هذه الأساليب ليست جديدة على نظام أغتصب السلطة وعبث بالبلاد طيلة 33 عاما. في العاصمة صنعاء احتشد ما يزيد عن مليون مصلي في شارع الستين بالعاصمة صنعاء، وامتدت الساحة من أمام بوابة الفرقة الأولى مدرع وحتى مستشفى آزال جنوبا رغم صعوبة المواصلات وارتفاع أجور النقل جراء أزمة الوقود الخانقة. وأكدت الحشود المشاركة في جمعة رفض العقاب الجماعي الصمود حتى النصر، وتحقيق كافة أهداف الثورة السلمية، مشددين بأن أساليب العقاب الجماعي لن تزيدهم إلا إصرارا على تحقيق ما خرجوا من أجله. وفي خطبته أكد الشيخ عبدالرقيب عباد خطيب الجمعة أن من تبقى من أقارب صالح يمارسون العقاب الجماعي على الشعب اليمني متسببين في وفاة العشرات من الناس خاصة المرضى في المستشفيات والأطفال. وأضاف عباد: إن النظام عجز أمام الثورة السلمية واستخدم كل وسائل الإرهاب والتخويف خلال مرحلة الثورة وأقدم على ارتكاب مجازر سقط فيها المئات من الشهداء، وقام بإحراق المعاقين في تعزواعتقل الشباب في الساحات. وأضاف: "النظام يعاقبنا لأننا أحرار لا نريد أن نكون بهائم .. النظام يعاقب الشعب كي يركع له، ونؤكد أن الشعب اليمني حر يرفض الظلم والاستبداد". واستنكر عباد ما تقوم به قوات الحرس الجمهوري في تعز وأرحب ومناطق أخرى من أعمال قتل تطال المدنيين وتشريدهم من منازلهم جراء القصف المدفعي والصاروخي واستخدام القوة المفرطة ضد أبناء الشعب. وطالب خطيب الجمعة منظمات حقوق الإنسان الخارجية أن تتجاوب مع ما يحدث في اليمن من انتهاكات على مرأى ومسمع العالم إن كانوا فعلا يدعون ذلك. وبعد أداء صلاة الجمعة صلى الثوار صلاة الجنازة على أربعة شهداء سقطوا في أرحب جراء القصف الذي تعرضوا له من قبل الحرس الجمهوري من معسكر الصمع. وفي تعز تظاهر عشرات الآلاف صباح اليوم بمدينة تعز للتعبير عن رفضهم للعقاب الجماعي الذي تمارسه بقايا عصابة عائلة صالح على الشعب اليمني. وقال خطيب الجمعة النائب في البرلمان شوقي القاضي بأن العقوبات الجماعية من إخفاء للوقود وإطفاء للكهرباء وقطع للطرق وإقلاق السكينة العامة وقصف المدنيين بالأسلحة الثقيلة في تعز وأرحب ونهم أبين هي مؤامرة قذرة لتركيع الشعب اليمني الذي يرفض كل هذه الأساليب وسيقف في وجه كل المؤامرات ولن تزيده هذه الأعمال إلا قوة وتمسكا بثورته وحريته وكرامته. وأكد القاضي بأن هذا العقاب الجماعي لن يكسر إلا بانتصار الثورة، مشيرا إلى أن الحقوق تنتزع ولا توهب. وقال: إن من يحاصرون شعبهم ويفرضون عليه عقابا جماعيا بحرمانهم من الخدمات الأساسية والضرورية هم عصابة وليسو دولة أو نظام. وردد الثوار بعد صلاة الجمعة العديد من الشعارات الرافضة لممارسات بقايا نظام علي صالح ، مؤكدين عزمهم على مواصلة ثورتهم حتى النصر ورحيل كافة فلول العائلة ورموز النظام. وفي مدينة إب كما هي العادة احتشد مئات الآلاف في شارع الدائري الغربي بالمدينة لأداء صلاة الجمعة والتنديد بالعقاب الجماعي. واتهم خطيب الجمعة الشيخ قاسم القيسي «بقايا» نظام صالح بمعاقبة الشعب اليمني بأكمله «لأنه قال لهم ارحلوا بفسادكم». وتطرق الخطيب إلى معاناة الناس المتمثلة في انعدام المشتقات النفطية، داعياً لنقل الاعتصامات إلى أمام محطات بيع الوقود. وأعلن شباب الثورة عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم غد السبت أمام المحافظة بسيارتهم ومركباتهم رفضاً لما تقوم به قيادة المحافظة بالتوزيع غير العادل للوقود حسب تعبيره، حيث قالوا إنه تبين تقسيم البنزين والديزل عن طريق قيادات المؤتمر وعن طريق عقال الحارات. وفي سيئون بمحافظة حضرموت أكد خطيب ساحة التغيير بسيئون : أن أرادة الشعب وقوة إيمانه بمبادئ وأهداف الثورة هي التي ستنتصر لأنها التي صمدت أمام الرصاص ، وصمدت أمام القنابل والغازات السامة ، وصمدت أمام السجن وأمام الفتن. وقال وليد صالح الزبيدي مخاطبا الثوار: إن عزيمتكم وثباتكم هما اللذين اسقطا كل الرهانات على الأوراق الهشة، وهي التي صنعت اليوم الشرعية الثورية, وأسقطت الشرعية المدعاة كذبا بالشرعية الدستورية التي تحليتم بها، وهي التي ستسقط بقايا النظام من المتهالكين والمرجفين الذين يصنعون اليوم الأزمات ويطلقون الشائعات ويشهدون شهادة الزور عبر القنوات . وشهدت ساحة الحرية بكرش بمحافظة لحج حضور الآلاف من المصلين في جمعة رفض العقاب الجماعي، حيث ودعا خطيب جمعة رفض العقاب الجماعي بلحج لمواصلة النضال حتى يسقط الظلم والاستبداد. وهتف المصلون بسقوط بقايا النظام الذي يعاقب الشعب اليمني من أجل مصالحه الذاتية، كما رفعوا لافتات منددة بالموقفين السلبيين السعودي والأمريكي من الثورة اليمنية أن الثوار صامدين حتى إسقاط بقايا النظام وأن العقاب الجماعي الذي انتهجه بقايا النظام لن يثني صناع التغيير عن مواصلة نضالهم من أجل تحقيق أهدافهم. وقال الأهدل: من رحم المحن تولد المنح ومع اشتداد العسر يأتي اليسر ، ومن حلكة الظلام المعتمة يبزغ الفجر، وأضاف: قد يستعلي الباطل ولكن ليس استعلاء دائما بل مؤقتا وهزيلا مرتجفا وأن الحق هو من ينتصر في نهاية المطاف. وفي مدينة ذمار تظاهر ما يزيد عن مائة ألف في ذمار جمعة رفض العقاب الجماعي بجموع غير مسبوقة في مسيرات استنكرت ما يقوم به من أسموهم صناع الأزمات من بقايا النظام وأبناء صالح، من فرض عقوبات جماعية على الشعب اليمني بقطع لخدمات المياه والكهرباء والمشتقات النفطية عن أبناء الشعب اليمني. واعتبر المشاركون في المسيرات هذه الممارسات جرائم ضد الإنسانية، مؤكدين أنها لن تثنيهم عن مواصلة ثورتهم حتى الوصول بها إلى أهدافها، كما دعوا إلى الحسم الثوري. وهتفوا تضامناً مع أبناء تعز وأرحب، كما نددوا بما تعرض له رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح من محاولة اغتيال، وحذروا بقايا النظام من المساس بالرموز الوطنية والثورية. وجدد ثوار ذمار استياءهم للموقف السعودي من الثورة اليمنية، مؤكدين أن أبناء اليمن قادرين على حسم ثورتهم، كما هتفوا "يا شعب اليمن الحرة.. عجل في حسم الثورة". وفي ساحة التغيير أعلن العشرات من جنود القوات المسلحة والأمن انضمامهم للثورة، فيما هتف المحتشدون ترحيباً وتحية لهم. وحيا خطيب جمعة ذمار صمود أبناء تعز الأبطال على صمودهم في وجه آلة القتل والبطش التي يديرها بقايا النظام، كما حيا أبناء أرحب الشرفاء الذين يتعرضون لأسوأ أنواع القتل في منازلهم وقراهم لمنعهم ميليشيات النظام من الانتقال لقتل المعتصمين في الساحات. وأكد أن ما يجري في أبين أثبت أن النظام تفنن في صنع الإرهاب، وأضاف "ها هو الجيش المساند للثورة يحرق آخر أوراق النظام البائد التي ظل يتلاعب بها". وفي مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، احتشد آلاف عقب صلاة الجمعة في شوارع المدينة رافعين شعارات تطالب بإسقاط صالح. وفي محافظة صعدة تظاهر عشرات الآلاف صباح اليوم الجمعة رفضا لأساليب العقاب الجماعي والوصاية الخارجية على الشعب، وتنديدا بالتدخل الأمريكي في مسار الثورة اليمنية المباركة. شارك في المسيرة ضيوفا من (ساحة الحرية بمحافظة تعز) قدموا في ثنايا مشاركتهم الشكر العميق لأبناء (محافظة صعدة) على صمودهم وصبرهم واستبسالهم ووقوفهم المشرف مع بقية المظلومين في ساحات البلاد، ونقلوا لهم تحية وسلام الثوار في (محافظة الحرية محافظة تعز) . وقدمت خلال المسيرة عدد من الفقرات الإنشادية والشعرية والخطابية تحدثت عن الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد، وعن التدخلات الخارجية في مسار الثورة وبالذات التدخل الأمريكي الذي يبحث له عن مزيد من المبررات والذرائع ليتدخل في شئون الثورة ويحرف مسارها تحت عناوين زائفة. كما رفعت المظاهرة لافتات تندد بأزمة الوقود عن معظم المدن.