غادر المبعوث الأممي جمال بن عمر صنعاء أمس الاثنين بعد فشل مساعيه في التوصل إلى إقناع علي صالح التوقيع على المبادرة الخليجية. وعلمت "الوحدوي نت" من مصادر مطلعة أن بن عمر غادر البلاد غاضبا من مماطل وتسويف صالح وبقايا نظامه ، والتعامل معه كمطية لكسب الوقت لقتل المواطنين ، وترتيب اوراقهم. بن عمر الخائب في مهمته اصطدمت مساعية بتعنت سادية صالح المتلذذ في قتل المتظاهرين ، والمتشبث في السلطة بإستماتة، وصار واضحا أنه سيتجه إلى الأممالمتحدة موصيا بنقل الملف اليمني إلى مجلس الأمن. ولأول مرة يعترف بن عمر أن سبب تعثر الحل هو رفض صالح التوقيع على المبادرة الخليجية التي توفر له ضمانة عدم المحاكمة هو وأقاربه القتلة. مصادر صحفية أكدت رفض صالح للخطة الأممية القاضية بنقل سلطاته وإجراء انتخابات جديدة، تزامنا مع توجها دوليا لفرض عقوبات على رأس النظام في مرحلتها الأولى ،المصادر فأن العقوبات قد تشمل في مرحلة لاحقة تشكيل لجنة تحقيق دولية . مطلع الأسبوع التقى الدكتور ياسين سعيد نعمان الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك المبعوث الاممي بن عمر الذي أتى محملا بمقترحات من بقايا النظام البائسة لاتحمل جديد ولا جدية في نقل السلطة . مقترح المؤتمر الشعبي العام الحاكم يتضمن اجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 15 يناير المقبل، على ان يبقى صالح في منصبه دون نقل سلطاته الى نائبه عبدربّه منصور هادي خلال هذه الفترة، فيما تسلم السلطة الى الرئيس المنتخب ،وهذا المقترح القديم الجديد ترفضه المعارضة والأممالمتحدة . وحسب صحيفة البيان الإماراتية فان صالح «اعترض على الآلية التنفيذية التي اقترحها المبعوث الاممي وقبل بها هادي والمستشار السياسي لصالح عبد الكريم الارياني، مقرحا ان يظل هو في السلطة وان لا يتم توحيد الجيش إلا بعد انتخاب رئيس جديد. هذا الإصرار على عدم توحيد الجيش وإعادة هيكلته يؤكد أن أمير الحرب علي صالح يجهز لحرب حتى يسعى من خلالها البقاء في السلطة. والواضح أن صالح وبقايا نظامه على موعد للمثول أمام محكمة الجنايات الدولية في جرائم قتل وحرب ضد الإنسانية. وحسب وكالات أنباء فأن الولاياتالمتحدة، والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، ودول مجلس التعاون الخليجي، هددوا بطرح القضية في المجلس خلال ثلاثة أيام، إذا لم يتراجع صالح عن موقفه الرافض للمبادرة الأممية . و قال دبلوماسيون لوكالة رويترز أمس الاثنين ان الدول الغربية تأمل في تكثيف الضغط على صالح للتخلي عن السلطة من خلال مشروع قرار مقترح في مجلس الامن في وقت يتزايد فيه الإحباط بسبب إخفاق محادثات نقل السلطة. وقال دبلوماسي غربي كبير في صنعاء "قرر المجتمع الدولي اننا بحاجة الى زيادة الضغط الان." وأضاف "لم يتخذ أي قرار بعد حول شكل القرار الذي ربما نسعى اليه...لكننا في حاجة الى تخطي مرحلة البيانات في الوقت الراهن." وابلغ عدة دبلوماسيين غربيين في نيويورك رويترز بأن الامريكيين والبريطانيين والفرنسيين يضعون الخطوط العريضة لمشروع قرار محتمل يدعو اليمن للتمسك بخطة نقل السلطة التي توسطت فيها دول الخليج. وقال دبلوماسي اخر في صنعاء "الفكرة تتمثل في ابقاء اليمن تحت الضغط. هذا سيضع جانبي الصراع تحت المجهر." وقال دبلوماسيون في نيويورك ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا لم تطلع روسيا والصين العضوين الدائمين الاخرين في مجلس الامن على الخطوط العريضة لمشروع القرار المقترح. وليست هناك اي دلائل واضحة على ان موسكو وبكين على استعداد لدعم قرار من هذا النوع في المجلس. وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه "لا نريد البدء في التعامل مع اليمن قبل أن يوافق المجلس على شيء بشأن سوريا." دبلوماسيون بمجلس الأمن قالوا ان الأعضاء الأوروبيين بالمجلس يحاولون منذ أيام إقناع روسيا بقبول قرار مخفف بشأن سوريا يهدد باتخاذ "إجراءات موجهة" ضد دمشق إذا لم توقف حملتها ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية دون تهديد صريح بفرض عقوبات في الأممالمتحدة. ويقول مبعوثون أوروبيون أنهم يأملون ان يصوت المجلس على مشروع القرار الخاص بسوريا اليوم الثلاثاء. المؤكد أن المجتمع الدولي يتجه لفرض عقوبات "محدودة" على نظام صنعاء، في البداية، وسيبقى الباب مفتوحاً لاتخاذ المزيد من العقوبات، في حال استمر الموقف الرافض لنقل السلطة، قد تفضي إلى مثول صالح أمام المحكمة الجنائية الدولية