حّل المشاركون في المخيم الشباب القومي العربي المنعقد في تونس ضيوفاً على قصر قرطاج واستقبلهم رئيس الجمهورية الدكتور محمد منصف المرزوقي وأجروا لقاء معه. وشكل اللقاء فرصة ابرز من خلالها رئيس الجمهورية التونسية أهمية دور الجيل الجديد في النهوض بالأمة مؤكدا في ذات السياق على ضرورة تكاثف الجهود على مختلف المستويات لمجابهة الصعوبات التي تعرفها المنطقة العربية في الوقت الراهن، كما شكل اللقاء فرصة لحوار صريحاً وشفاف مع شباب المخيم اللذين طرحوا تساؤلاتهم ووجهات نظرهم حول مختلف القضايا الراهنة مركزين بشكل خاص على موقع القدس في حياة الأمة ومسؤولية الجميع حكاماً ومواطنين تجاهها. وتجول الشباب المشارك في القصر وتعرفوا على ابرز قاعاته ( قاعة الجلسات، قاعة عليسة، رواق القصر، بهو البايات، بهو الرؤساء، مكتبة القصر، القاعة الذهبية، القاعة الكبرى، القاعة الزرقاء، رواق الهدايا ). وقد رافق المشاركون في هذه الجولة عضوا الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي الأستاذ أحمد الكحلاوي والأستاذ عبد الإله المنصوري، ومساعدة الأمين العام للشؤون التنظيمية والإدارية رحاب مكحل، وعضوا لجنة الإشراف على المخيم الأستاذ عبد الله عبد الحميد والأستاذ هزرشي بن جلول ومدير المخيم الأستاذ أحمد كامل. تابع مخيم الشباب القومي العربي أعماله في المركز الجهوي للتربية والتكوين المستمر (نابل) تونس بمشاركة 100 شابا وشابة في دورته الواحد والعشرين. وقد التقوا بالدكتور أحمد النجار الذي تحدث عن التحديات الاقتصادية التي تواجه الثورات العربية مركزا على مصر التي تعتبر مركزا عربيا وإقليميا هاما من حيث ما تتوفر عليه من موارد طبيعية وبشرية ، ومن حيث استهدافها من قبل القوى المهيمنة في العالم كما أشار إلى تجارب اقتصادية في الخليج ومنطقة المغرب العربي وقد استحضر المتدخل تجارب كبيرة بالنهوض الاقتصادي شبيهه بالحالة المصرية انطلاقا من مطلع الستينيات حيث كانت التجربة المصرية في أوجها مع المشروع النهضوي الذي قادة جمال عبد الناصر ليستخلص ما مفاده أن تجارب كثيرة في العالم (كورياج _ اندونيسيا _ البرازيل )وغيرها استطاعت أن تحقق تنمية ذات شأن سواء على مستوى النهوض الاقتصادي أو على مستوى إعادة هيكلة اقتصاديتها وتقويمها في مقابل فشل النموذج الليبرالي العربي في مصر أو المغرب في تحقيقه تنميه شاملة . أما الدكتور ضياء الفلكي فقد قدم محاضرة بعنوان " الهجرة والمهاجرين " تحدث فيها عن واقع المهاجرين العرب في العالم خاصة اوروبا مقدما نماذج لنجاحات مستثمرين وعقول عربية في المهجر كما طرح بعضا من مشاكلهم كأزمة الثقافة والهوية ، وقدم بعض التصورات والحلول لترسيخ قيم العروبة لدى الشباب خارج حدود الوطن . وتحدث في نفس السياق عن دوافع ومسببات الهجرة وصولا إلى علاقة المهاجرين بالبلدان المستضيفة وبلدانهم الأصلية ، وفي السياق ذاته قدم الأستاذ عبدالاله المنصوري محاضرة بعنوان " التحول الديمقراطي في الوطن العربي " ابرز فيها تحديات هذا التحول وعن تداخل عوامل مختلفة داخلية وخارجية وتطرق إلى ما يحاول البعض ترويجه عن عدم جاهزية العرب للديمقراطية ، معتبرا ان القوى الاستعمارية تحاول إجهاض مشروع العرب الديمقراطي . وفي نهاية الحوار تحدث المحاضر عن بعض نماذج التحول الديمقراطي في أوروبا واسيا وأمريكا الجنوبية ، داعيا إلى استلهام تلك النماذج وعدم استنساخها مؤكدا على أهمية النضال الديمقراطي السلمي. كما قدم الأستاذان محمد أنور اللجمي وسمير إدريس محاضرة مشتركة حول القدس في مواجهة تزييف التاريخ والتهويد لإضفاء مشروعية على وجود الكيان الصهيوني من خلال تسريع وتيرة الاستيطان سنه 2011-2012 في ظل انشغال العرب بأوضاعهم الداخلية.