زادت حالة الفوضى والاضطرابات في المحافظات الجنوبية وتحديداً لحج والضالع وأبين ، حيث أعمال القتل والتقطع والنهب لاتتوقف ، في حين دور السلطات المحلية واداؤها ضعيف جداً وهو مايزيد الأوضاع تعقيداً . محافظة لحج استهلت اسبوعها الجاري بمقتل احد ابنائها على يد قوات الأمن عند محاولته تفريق مظاهرة خرجت للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين على ذمة مظاهرات وفعاليات احتجاجية سابقة . وعلى إثر مقتل الشاب علي العسيري عمت فوضى عارمة شوارع المدينة أعقبها اعتداءات على املاك المواطنين ممن ينتمون الى المحافظات الشمالية، حيث قام المحتجون بإحراق نحو سبعة محلات تجارية ، كما تم إحراق أكثر من 40 بسطة للباعة المتجولين، وإحراق الإطارات، كما سمع دوي إطلاق نار بشكل عشوائي ومكثف. وأشارت المعلومات إلى أن أعمال الشغب اندلعت عندما قام أحد جنود الأمن بالقرب من مركز شرطة بقتل متظاهر ويدعا علي العسيري قام برفع العلم الجنوبي، وYصابة آخر. في حين كثف الأمن تواجده بعد إحراق المحلات التجارية و عشرات البسطات والعربيات التابعة للباعة المتجولين وعدد من الأكشاك ظهر السيت الفائت وبالرغم من الانتشار الأمني المكثف فقد خرج مساء ذات اليوم عدد من المتظاهرين وقاموا بإحراق محل عبده محمد للمواد الغذائية والخليدي، وهاشم محمد ومغسلة للملابس ، تابعة لأبناء المحافظات الشمالية. وكان المتظاهرون قاموا ظهر أمس بإحراق محلات أولاد الهلي، ومحل التركي للملابس ومحل الشرعبي للأحذية ، بعد مقتل الشاب علي العسيري أثناء قيام الأمن بتفريق مظاهرة للمطالبة بإطلاق المعتقلين. وأحرق المتظاهرون الإطارات في شوارع المدينة, وشوهدت الحرائق في عدد من أرجاء الحوطة. وفيما كثف الأمن من تواجده في الشوارع وأخرج عدداً من المصفحات عبر المواطنون عن تذمرهم و استيائهم من عدم قيام الأمن بحماية محلاتهم التجارية. ويتهم التجار الأجهزة الأمنية بالتقاعس عن أداء مهامها في الدفاع عن محلاتهم ممن يسمون أنفسهم ب(الحراك الجنوبي) رغم تلقيهم وعوداً من محافظ المحافظة في اعتصام أمام مبنى المحافظة في ال17من يناير الماضي, بنشر دوريات مراقبة, وتركيب إنارة ضوئية في الشوارع، وتشكيل لجنه لتعويضهم وهو مالم يتم . يشار إلى أن أعمال العنف المتصاعدة في مدينة الحوطة(محافظة لحج) منذ مطلع العام الجاري, جعلت العديد من أصحاب المحال التجارية, يفكرون بالخروج منها ، مخلفين وراءهم محلات تقدر بملايين الريالات. وكان مدير أمن مديرية الحوطة(محمد علي محسن) قال الخميس الماضي إن ما يجري في المدينة هو وضع عام لما يجري في عموم مديريات المحافظات الجنوبية, وعندما يتبنى الحراك شعاراً معيناً يخرج بعض من وصفهم بالمشاغبين في المحافظة gإثارة الفوضى ، مؤكدا على أن الوضع تحت السيطرة. وفيما يتعلق بإمكانيات إدارة الأمن بالمديرية قال لديهم 100جندي وطقم وأحد, بالإضافة إلى شرطة النجدة , وقوات الأمن المركزي, وإدارة الأمن بالمحافظة، وكلها تقوم بدورها حيال أعمال الشغب بالمديرية . وأوضح محسن أن أعمال الشغب في المديرية تحصل في أوقات المساء من بعد العصر", ولا تتجاوز حارتين من حارات المدينة من أصل 10حارات, حيث يقوم الناس بإحراق الإطارات وتكسير واجهات بعض المحلات التجارية وترديد شعارات معادية للدولة. وفي محافظة أبين أقدمت عناصر مسلحة تنسب نفسها للحراك الجنوبي على سرقة شاحنة أثناء تأدية مالكها لصلاة الجمعة بمدينة زنجبار. وقال المواطن علي محمد عمر الكرادي –سائق الشاحنة - إن تلك العناصر قامت بسرقة الشاحنة موديل 84 بلوحة "1/259" ديهاتسو تابعة لمؤسسة الحداد للمقاولات والاستثمار التي تنفذ مبنى المركز الثقافي في زنجبار بمحافظة أبين والبالغ تكلفته ب(900) مليون ريال ومن المقرر إنجازه نهاية العام الجاري 2010م . وفيما ابلغ الكرادي الأجهزة الأمنية إلا انها لم تقم بواجبها حتى الأن بإلقاء القبض على العناصر المسلحة واستعادة الشاحنة . وفي محافظة الضالع وجه عدد من مشايخ وأعيان وشخصيات اجتماعية رسالة إلى محافظ المحافظة والأمين العام والهيئة الإدارية لمحلي المحافظة شكوا خلالها أعمال القصف العشوائي الذي يطال منازلهم بين الحين والآخر من قبل قوات الأمن والجيش. وفي المذكرة التي حملت مئات التوقيعات من أبناء hgمدينة ندد سكان الضالع ما وصفوها بالتصرفات اللامسئولة للأجهزة الأمنية ووحدات الجيش لقيامها بقصف واستهداف منازل المواطنين وأحياء المدينة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بصورة عشوائية غير مبررة. وأشارت الرسالة إلى أن القصف العشوائي طال العديد من منازل سكان المدينة ومساجدها وخلق حالة من الهلع والرعب بين أوساط النساء والأطفال. وفي الوقت الذي حمل سكان المدينة السلطة كامل المسئولة في ذلك، طالبت الرسالة سرعة محاسبة المتسببين في هذه الجريمة التي قالت إنها تتنافى مع كل القيم والشرائع السماوية والأنظمة والقوانين الوضعية. وفي تصريحات صحفية أكد عضو الهيئة الإدارية لمحلي مديرية الضالع "عبد الغني الخطيب" بقوله: إن تلك الأعمال دليل على الحرب التي أعلنتها السلطة ضد المدنيين من أبناء الضالع والدليل استخدامها الأسلحة الخفيفة والثقيلة من المدفعية والتي انطلقت من موقع تابع للواء 35 مدرع كما حدث يوم ال10 من يناير الماضي. وقال الخطيب إن مدينة الضالع تعيش منذ شهرين حالة طوارئ غير معلنة وقصفاً شبه عشوائي شبه يومي زادت حده تداعياته -كما حدث يوم 17 يناير الماضي- بإقدام أفراد الأمن المركزي بالتصرف الهمجي ضد المواطنين ومساكنهم. واعتبر مثل تلك الممارسات اللاقانونية والهستيرية دليلاً على تخبط السلطة وإفلاسها، داعيا محافظ الضالع والمجلس المحلي إلى سرعة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق وحصر الأضرار التي لحقت بمساكن المواطنين في هذا الجانب. من جانبهم قال مواطنون في تعليقهم على ما يجري من أعمال عنف واشتباكات مسلحة أثناء الليل بين الأمن ومسلحين مجهولين: إن الرصاص الحي لا يساعد على استتباب الأمن واكتشاف الجريمة بالقدر الذي يفتح أبواب الخزينة العامة ويسيل لعاب أمراء الحرب ولو كان الضحية رجل الأمن المسكين ، فضلا عن المواطن المظلوم. وقد أوردت المذكرة قائمة بأسماء ملاك المنازل التي تعرضت للقصف وعددهم مايقارب الثلاثين إضافة إلى مساجد ودور تاريخية قديمة طالها القصف كما هو الحال لمسجد دار الحيد والجامع القديم ودار الأمير شعفل وهو دار تاريخي قديم . محافظة أبين هي الأخرى تشهد اضطرابات متواصلة ، بل إن زنجبار العاصمة باتت خاضعة لنفوذ طارق الفضلى الذي وصل الأمر به الأسبوع الفائت الى رفع العلم الأمريكي في فناء منزله وذلك كمحاولة منه لدفع تهمة انتمائه لتنظيم القاعدة والذي قال إن رفعه للعلم الامريكي مجرد رسالة سلام للعالم ودليل على بطلان ماتروج له السلطة عن علاقته بالقاعدة .معلناً استعداده للدفاع عن المصالح الامريكية .