صرف النصف الثاني من معاش إبريل 2021 للمتقاعدين المدنيين    صورة نصرالله تثير جدلا في لبنان    معاريف الصهيونية: التكتيك اليمني يُفشل الجيش في اكتشاف المسيرة قبل انفجارها    الشيخ الزنداني رفيق الزبيري وصانع الوعي الجمهوري    تعز تنتصر للعدالة    معارك اليمنيين مع الإمامة    إعلام إسرائيلي: توقف الحركة الجوية في مطار بن غوريون وصفارات الإنذار تدوي في عدة مناطق    عدن.. نقطة أمنية تعتقل محامي    الفريق السامعي يدين العدوان الصهيوني على العاصمة صنعاء    المفوضية الأوروبية تعلن عن مساعدات عاجلة لليمن    ضابط استخبارات يستولي على مستشفى خيري ويحوله إلى سجن    سريع: ضرب يافا بصاروخ انشطاري .. وافشال جزء من الهجوم على صنعاء    جهاز الامن والمخابرات: غارات اليوم في اطار مخطط لاثارة الفوضى    ميدان التحرير بصنعاء يشهد إيقاد شعلة ثورة 26 سبتمبر الخالدة    الرئيس الزبيدي: القوة لن تزيل الحوثي وحل الدولتين هو الأمثل    الرئيس الزُبيدي يُعزي حاكم الشارقة في وفاة الشيخ سلطان بن خالد القاسمي    بعروض كشفية وحضور رسمي.. مارب توقد شعلة العيد ال63 لثورة 26 سبتمبر    وزير الدفاع ورئيس الأركان يهنئان الرئيس المشاط بعيد ثورة 26 سبتمبر الخالدة    اعتقال محامي من مكتبه في صنعاء    مصادر البروتينات النباتية.. تَعَرف عليها ؟    بدء صرف نصف معاش ابريل 2021 للمتقاعدين    الهجري: اليمن على أعتاب التخلص من مخلفات الإمامة ويتطلع إلى الشراكة مع الصين    تعز تُوقد شعلة العيد ال63 لثورة 26 سبتمبر وتُضيء سماء المدينة بالألعاب    تراجع الأسهم الأوروبية بضغط من خسائر قطاعي الصحة والصناعات    صرف إعاشة أبناء وأرامل الشهداء والمفقودين لشهر سبتمبر    المقيل اليمني .. طقس اجتماعي بين الحميمية والتحديات    إتلاف 62 طن من المواد الغذائية منتهية الصلاحية في العاصمة    الداؤودي: استمرار حملة التفتيش لضبط المواد الغذائية الفاسدة بالمنصورة    محافظ حضرموت يتفقد أعمال تطوير منشأة غاز بروم    افتتاح مدرسة النقوب في نصاب بتمويل من الإمارات    تنفيذي الحصين بالضالع يناقش تقارير المكاتب الإدارية للفصل الثالث    الرئيس الزُبيدي يبحث التعاون الأمني مع أوغندا والصومال    الصين تتهم أمريكا بتوجيه ضربة خطيرة للنظام التجاري المتعدد الأطراف    الشاي وصحتك.. 3 أكواب كافية لصنع الفرق    راتب محافظ المركزي المعبقي أعلى من راتب رئيس أمريكا    شرطة تعز تعلن ضبط أحد المطلوبين أمنيا وتواصل ملاحقة آخرين    25 لاعبة يدشن أول منتخب سعودي للفتيات تحت 15 عاما    صنعاء... الحصن المنيع    كوش أول ألماني ينضم إلى الألعاب المحسنة    هاتريك ألفاريز يمنح أتلتيكو انتصارا دراماتيكيا    "جيل الشاشات".. كيف خطفت الهواتف تركيز الطلاب؟ وهل يمكن استعادته؟    نادي 22 مايو يكرم الشاب محمد وهيب نعمان    قرعة صعبة لآرسنال وليفربول في ثمن نهائي الرابطة    الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين ترد على تقرير هيومن رايتس ووتش    العاقل يبحث خطط تطوير المكاتب الإعلامية في العاصمة و3 محافظات    عمار المعلم .. صوت الوطن وروح الثقافة    رئيس هيئة الإعلام والثقافة يبحث مع مركز اللغة المهرية آفاق التعاون المشترك    القسام تدعو لركعتين (ليلة الجمعة) بنية الفرج لمرابطي غزة    المساوى يدّشن مشروع التمكين الاقتصادي لأسر الشهداء    نائب وزير المياه يبحث ترتيبات إحياء يوم اللغة المهرية    إلى أرواح أبنائي الشهيدين    منارة عدن المنسية.. إعادة ترميم الفندق واجب وطني    الراحلون دون وداع۔۔۔    السعودية تسرق لحن زامل يمني شهير "ما نبالي" في عيدها الوطني    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    في محراب النفس المترعة..    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخليج يمهد لسحبها نهائيا بعد تعليقها..رفض الرئيس التوقيع على المبادرة يضعه في مواجهة عزلة خارجية ونذر حرب داخلية
نشر في الوسط يوم 25 - 05 - 2011

عادت المبادرة الخليجية إلى مربع الفشل مرة آخرى وفيما يبدو بأنها أزيحت باتجاه سحبها نهائيا ، فالزياني الذي قدم إلى صنعاء مطلع الأسبوع الجاري في زيارة هي الثالثة بعد تلقيه موافقة الرئيس بالتوقيع على المبادرة إلا انه غادرها بعد يومين دون توقيع الرئيس ، ليصدر بياناً عن مجلس التعاون الخليجي يعلن فيه تعليق العمل بالمبادرة"لعدم توافر الظروف الملائمة للموافقة عليها " . لقد عاشت البلاد وتحديداً العاصمة صنعاء خلال الأسبوع الجاري حالة من التوتر المتصاعد والترقب لما قد تنتج عنه المساعي الخليجية التي انتهت بما أعلن من العاصمة السعودية الرياض عن المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد اجتماعا طارئا بعد عودة أمينه العام عبداللطيف الزياني من صنعاء حيث فشل في الحصول على توقيع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة التي تنص على تخليه عن الحكم بعد شهر من التوقيع، وذلك بسبب تمسك صالح بان تحضر أحزاب اللقاء المشترك إلى دار الرئاسة للتوقيع. الإعلان الخليجي تضمن تأكيد حرص "دول مجلس التعاون على مساعدة الأشقاء لتجاوز الأزمة التي تمر بها الجمهورية اليمنية والوصول إلى توافق شامل يحفظ لليمن أمنه واستقراره ووحدته ويحترم إرادة وخيارات شعبه"، وقال انه "إذ يعبر عن استمرار دعمه للشعب اليمني واستعداده لتقديم كل ما من شأنه مساعدته للخروج من هذه الأزمة ليؤكد على أن هذه المبادرة التي جاءت بناءً على طلب الحكومة اليمنية وبالتشاور مع كافة الأطراف اليمنية ذات العلاقة هي السبيل الممكن والأفضل لتجاوز الحالة الراهنة" لكنه قرر "أن يُعلق المبادرة لعدم توافر الظروف الملائمة للموافقة عليها .ويشكر المجلس الإخوة في المؤتمر الشعبي العام وحلفائه واللقاء المشترك وشركائه وممثليهم الذين وقعوا على الاتفاق، ويتطلع إلى توقيع الرئيس علي عبدالله صالح في أسرع وقت لضمان تنفيذ الاتفاق والانتقال السلمي للسلطة معرباً عن قلقه العميق من تطورات الأحداث داعياً الأشقاء في اليمن إلى التحلي بالصبر والحكمة وتوفير الظروف الملائمة لتجنيب اليمن الكارثة التي قد تحل به في ظل الاستقطاب الحالي".متأسفا لمحاصرة سفارة الإمارات العربية المتحدة في صنعاء وكان أربعة ممثلين عن اللقاء المشترك وقعوا على المبادرة، السبت الفائت، وهم محمد سالم باسندوة، ياسين سعيد نعمان، عبدالوهاب الآنسي، صخر الوجيه. فيما وقع الأحد الماضي من المؤتمر الشعبي العام، عبد الكريم الإرياني، صادق أمين أبو رأس، أحمد عبيد بن دغر، أمة الرزاق علي حمد، وقاسم سلام. وعقب التوقيع، شكر الرئيس صالح "الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وكذلك جهود الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الصديقة مثل روسيا والصين، اللتين كان لهما موقف رائع وثابت سواء في مجلس الأمن أو في اليمن، وهو موقف نقدره"، لكنه قال: "نحن ابلغنا السفير الأمريكي والأشقاء في مجلس التعاون الخليجي استعدادنا للتوقيع على هذه المبادرة المقدمة من قبل مجلس التعاون الخليجي في دار الرئاسة، لكن أحزاب اللقاء المشترك رفضت الحضور إلى دار الرئاسة أو القصر الجمهوري رغم محاولات السفير الأمريكي إقناع المعارضة بالحضور للتوقيع". وقال: فشلت "أكثر من سبع مكالمات مع السفير الأمريكي في إقناعهم بالحضور"، وتابع: المشترك سيكون بموجب الاتفاقية "شريكا في الحكومة الانتقالية التي ستكون مدتها تسعين يوما، منها ثلاثين يوما بعد توقيع الرئيس وستين يوما مع نائب رئيس الدولة، متسائلا: "إذا كيف سنتعامل مع هذه الحكومة هل عبر الهاتف؟ وأمام من سيؤدون اليمين الدستورية؟ ولماذا لم يحضروا؟". وفيما عد إعلاناً صريحا للحرب الأهلية فال الرئيس عن المشترك: "إذا أتوا فنحن مع خيار السلام والأمن والاستقرار، وان ركبوا رؤوسهم سوف نواجههم بكل الوسائل الممكنة في كل مكان إذا لم ينصاعوا، وإذا يريدون أن يدخلوا البلد في حرب أهلية يتحملون مسؤوليتها، ويتحملون مسؤولية الدماء التي قد سفكت والتي ستسفك إذا ركبوا حماقاتهم". وكان أنصار الرئيس صالح، قد قطعوا الطرقات في العاصمة صنعاء وعلى طول الطرق بين المحافظات اليمنية، وازدحمت السيارات على طول الطريق إلى صنعاء من الحديدة أو تعز، ولم تفتح الطرقات إلا وقت متأخر من الليل. كما حاصروا السفارة الإماراتية لحظة تواجد الوفود الدبلوماسية فيها بانتظار التوصل لاتفاق التوقيع. وكان وزير الخارجية الإماراتي أبلغ في اتصال هاتفي وزير الخارجية ابو بكر القربي احتجاج وأسف بلاده إزاء ما حدث وطلب إليه اتخاذ الإجراءات اللازمة والعاجلة لتأمين سلامة سفارة دولته وجميع العاملين فيها. وقال مصدر حكومي مسؤول إن المحتجين كانوا "يعبرون عن آرائهم بسلمية" بيد أن مسؤولاً في الخارجية الأمريكية، اتهم الحكومة اليمنية بالوقوف وراء هذا الاحتجاج. وبعد أن شعر الرئيس بمدى سذاجة المسرحية الهزلية التي نفذها نظامه ، حاول تبرير ذلك في كلمته الافتتاحية لاجتماع مشترك للجنة العامة لحزبه وحلفائه من أحزاب التحالف الوطني، وقال إن نائبه ورئيس وزرائه لم يتمكنوا من حضور الاجتماع بسبب قطع الطرقات من قبل أعضاء المؤتمر الشعبي العام، غير أن الجملة حذفت من كلمة الرئيس في نص الكلمة التي نشرت اليوم التالي في وسائل الإعلام المقروءة وبدلت بكلمة "من الجماهير الغاضبة". الرئيس الذي كان موقع الجيش بث في رسالة إخبارية قصيرة ما مفاده أنه هو المحاصر في مبنى كلية الشرطة لمنعه من الخروج للتوقيع على المبادرة قال "انا ضد هذه الأعمال ولكننا مع العمل في الميدان وحماية مكتسبات الشعب التي حققها في ظل قيادة المؤتمر الشعبي العام". وأضاف: "على أعضاء المؤتمر الشعبي العام وحلفائه أن يكون سلوكهم أرقى من ذلك السلوك الفوضوي لأحزاب التآمر المشترك فأنتم أرقى وأشجع وأكبر فلقد مارس هؤلاء القتل وقتلوا غدراً أكثر من 145 من الجنود، ولقد حرصنا دوماً على عدم إراقة الدماء، وماحدث في يوم الجمعة في حي الجامعة هم المسؤولون عنه وليس نحن، فلقد قاموا بالزحف على بيوت المواطنين وعلى النيابة العامة أن تحقق وتتحمل مسؤوليتها، والذي أراق الدم هو الذي يتحمل المسؤولية". وعقب مغادرة الزياني صنعاء اتصل صالح بالملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، أمير البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وسلطان عمان قابوس بن سعيد ربما للاعتذار منهم لما جرى لأمين عام مجلس التعاون الخليجي . ردود الأفعال على تعليق المبادرة الخليجية تعددت ، لكن جميعها التقت عند تحميل الرئيس مسؤولية فشل المساعي الخليجية المدعومة دولياً ،حيث أصدرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بيانا قالت فيه:إن الولايات المتحدة مستاءة جدا من رفض الرئيس صالح المستمر لتوقيع مبادرة مجلس التعاون الخليجي. فهو يدير ظهره لالتزاماته ولا يكترث بالطموحات المشروعة للشعب اليمني. وأضافت"لقد ظل المجتمع الدولي يبذل بقيادة مجلس التعاون الخليجي جهودا مكثفة دون كلل، واتفقت كل الأطراف – في عدة مناسبات – على توقيع مبادرة مجلس التعاون الخليجي. والرئيس صالح هو الطرف الوحيد الذي يرفض تحويل الأقوال إلى أفعال ونحن نحثه على أن يفي فورا بالتزاماته المتكررة بنقل السلطة بطريقة سلمية ومنظمة وضمان تلبية الإرادة المشروعة للشعب اليمني والآن قد حان وقت العمل. وتابعت"مما يثير غضبنا أيضا أننا علمنا أن الزمر الموالية للرئيس صالح طوقت مقر سفارة الإمارات العربية المتحدة في صنعاء ورفضت السماح لسفير الولايات المتحدة في اليمن جيرالد فيرستاين وسفراء كل من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وغيرهم من الدبلوماسيين الأجانب مغادرة مقر السفارة. ونحن نشجب هذا العمل وندعو الرئيس صالح إلى أن يفي بالتزاماته الدولية بضمان سلامة وأمن كل الدبلوماسيين الأجانب وموظفيهم العاملين في اليمن". ومن جانبها اتهمت فرنسا الرئيس صالح بأنه غير مسؤول لرفضه التوقيع على اتفاق لنقل السلطة.وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "هذا التحول الجديد غير مسؤول وغير مقبول." وأضافت "نحث الرئيس اليمني مرة أخرى على التوقيع على هذا الاتفاق دون تأجيل لانه الوسيلة الوحيدة القابلة للتطبيق لحل الازمة." وقالت وزارة الخارجية "اذا استمر الرئيس صالح في رفض احترام التزاماته فان فرنسا مستعدة للتعامل مع العواقب إلى جانب الاتحاد الأوروبي." التصريحات الامريكية والفرنسية أثارت استغراب الحكومة اليمنية ، حيث عبرت وزارة الخارجية عن أسف الجمهورية اليمنية للتلك التصريحات وقالت إن اليمن تربطها بفرنسا علاقات صداقة متينة ومثل هذا التصريح الذي يستند إلى معلومات غير صحيحة وبعض ما تبثه بعض وسائل الإعلام من تقارير مضللة عن اليمن لا تتماشى ومستوى تلك العلاقات الجيدة مؤكدة :أن موضوع حل الأزمة السياسية في اليمن شأن يمني وأن الجمهورية اليمنية لا تقبل تلقي الأوامر من أي جهة وهي تحترم سيادة الدول ولا تقبل من احد أن يتدخل في شأنها الداخلي. كما عبر مصدر مسئول في وزارة الخارجية عن استغرابه للتصريح الصادر عن السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية حول شعورها بخيبة الأمل لرفض رئيس الجمهورية التوقيع على المبادرة الخليجية. وقال المصدر: من الواضح أن السيدة كلينتون قد استندت في تصريحها على معلومات غير صحيحة من سفارتها بصنعاء, مؤكدا أن قرار التوقيع على المبادرة هو شأن يمني داخلي وأن اليمن لا تقبل بفرض الحلول عليها من الخارج أو التدخل في شؤونها الداخلية. وفي تواصل لردود الأفعال ، قال الاتحاد الأوربي إنه سيراجع سياساته تجاه اليمن خلال الأيام المقبلة، وندد برفض الرئيس علي عبدالله صالح المتكرر التوقيع على الاتفاق الخليجي الذي يتيح خروجه من السلطة مقابل الحصول على ضمانات. وقال بيان صادر عن اجتماع مجلس الشؤون الخارجية الاثنين الفائت في بروكسل: "يتابع الاتحاد الأوروبي التطورات الحاصلة في اليمن بقلق شديد ويشجب إخفاق الرئيس صالح المتكرر للتوقيع على المبادرة الخليجية على الرغم من موافقة جميع الأطراف السياسية عليها بمن فيهم الحزب الحاكم". وشدد بيان الاتحاد الأوربي على وجوب وقف أي استخدام للعنف ضد المحتجين السلميين بشكل فوري.وأشار إلى أنه يدعم الزيارة المرتقبة من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان "والتي تمثل خطوة أولى لتقييم وضع حقوق الإنسان في اليمن ومساعدة اليمن على تحقيق مبدأ المساءلة". وقال بيان الاتحاد الأوروبي: "سيقوم المجلس والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بمراجعة سياساتهم المتصلة باليمن والإعداد للرد المناسب على التطورات الحاصلة". وبالرغم من إعلان مجلس التعاون الخليجي تعليق المبادرة إلا أنه ترك أمر عودتها مفتوحاً بإعطاء الرئيس صالح فرصة أخيرة للتوقيع وإنهاء مسألة انتقال السلطة. ونقلت صحيفة عكاظ السعودية عن مصادرها "ان المجلس الوزاري سيتابع محاولات الرئيس بالتوقيع على المبادرة الخليجية ولم تستبعد أن يعود الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني إلى صنعاء مجدداً في حال اقتنع صالح بالتوقيع"مضيفة أن "دول مجلس التعاون تعمل على خروج الرئيس صالح من هذه الأزمة بشكل مشرف ودون ملاحقة، بما يضمن الأمن والاستقرار في اليمن". وفيما رفضت قيادات اللقاء المشترك ولجنة الحوار الوطني، دعوة المؤتمر الشعبي العام وحلفائه التوقيع على مبادرة مجلس التعاون في لقاء مشترك يجمعهم في القاعة الكبرى بالقصر الجمهوري كونهم قد وقعوا على المبادرة ، وهو ما اتخذه رئيس الجمهورية عذراً للتهرب من التوقيع حيث يقول المؤتمر ان "أي توقيع في الغرف المغلقة لا يمكن الاعتراف به ويعكس نوايا سيئة تجاه المبادرة والالتزام ببنودها". وكان اجتماع للجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي أكد عشية التوقيع على المبادرة على ضرورة التوقيع أن يتم التوقيع بحضور كافة الأطراف. وأن يكون في القاعة الكبرى بالقصر الجمهوري . الرئيس وفي خطابه بمناسبة عيد الوحدة جدد الترحيب بالمبادرة الخليجية لكنه قال إنها عملية انقلابية بحتة "ولكننا قبلنا التعامل معها لأنها بدفع خارجي، وأجندة خارجية بدأت من تونس ومصر وسوريا والبحرين
وعمان، وفي اليمن فهذه أجندة خارجية لأنظمة دولية كبيرة تصدر مشاكلها إلى الآخرين وتدعي الوصاية على هذه الشعوب المغلوبة على أمرها نتيجة لأوضاعها الاقتصادية والسياسية والتخلف الثقافي والاجتماعي ".في أشارة إلى تذمره من الضغوط الأمريكية التي تمارس ضد نظامه للتوقيع على المبادرة والتي وصلت ذروتها من خلال حث الرئيس الأمريكي أوباما ل"صالح" في خطابه يوم الأربعاء الماضي بضرورة التوقيع على المبادرة الخليجية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية. تحدث الرئيس أيضاً وبكل فجاجة عن حكمه للبلد دون انصياع لأوامر الخارج قائلاً إن :" الأنظمة الخارجية أو الدول العظمى على وجه الخصوص تبحث عن أنظمة ضعيفة موالية لا تهش ولا تنش وتبحث عن الضعفاء وتريد أن توصلهم إلى كراسي السلطة في ظل التغيير والرأي والرأي الآخر في ظل الديمقراطية" وقال إنه سبق وأن دعا الأشقاء والأصدقاء أن يلبسوا نظارات بيضاء ليروا الشعب اليمني كيف يتحرك بالملايين إلى ميدان السبعين يقولون نعم للأمن والاستقرار والتنمية والحرية والوحدة والديمقراطية، بدلا من أن يذهبوا وينظروا بنظاراتهم الخاصة فقط للمعتصمين في ما يسمى ساحة "التغرير" ويقولوا هذه إرادة الشعوب، وعلى الانظمة ان ترحل وان تسلم السلطة". ويبدو واضحاً أن تعنت الرئيس ورفضه التوقيع على المبادرة هو تمسكه بالسلطة ،فضلاً عن كونه ردة فعل غاضبة على ما حدث منتصف الشهر الفائت من تكتل جمع الأحزاب والقوى السياسية وائتلافات شباب الثورة والتكتلات المنشقة عن الحزب الحاكم والنقابات والشخصيات الدينية والقبلية وتوحدها في ائتلاف واحد يطالب بإسقاط النظام ، فقد شعر صالح بالعزلة الداخلية وأراد أن يثبت لهم من خلال رفض التوقيع على المبادرة الخليجية بأنه لا زال قوياً وقادراً على المناورة . مخاوف الرئيس من انهيار حزبه بعد رحيله بدت واضحة في خطابه حيث قال" إن المؤتمر الشعبي العام حزب رائد سيظل هو الحزب الرائد وسيظل هو حزب الأحزاب الذي أمنه الشعب ومنحه الثقة سواء في مجلس النواب أو في رئاسة الدولة، أو في السلطة المحلية وشعبنا قال كلمته وأدلى بصوته للمؤتمر الشعبي العام هو الحزب المعتدل وسيظل هو الحزب القائد في الحاضر والمستقبل، لا أحد يعتقد أنه سيقصي المؤتمر الشعبي العام وقيادته هي التي بنت اليمن طوبة طوبة منذ تأسيسه عام1982م وحتى الآن وهو يناضل ويمد يديه إلى كل الشرفاء في كل أنحاء الوطن في الداخل والخارج وخطابه متوازن ومستقيم ومسؤول ولا يؤمن بالعنف ولا يؤمن بالإرهاب". وتابع "أولئك الساعين للسلطة يتحدثون مع البسطاء مع عامة الناس بأنه إذا رحل النظام انتهت القاعدة نعم ستنتهي القاعدة لانها ستكمل سيطرتها على مأرب وحضرموت وشبوة وابين والجوف وستسيطر على الاوضاع، أما أولئك فهم لن يسيطروا، لأنهم غير مقبولين، وسيضطر أبناء تلك المحافظات أن يقبلوا القاعدة، وهذا ما نأمل أن يدركه أصدقاؤنا في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وهذه رسالة أوجهها للجميع من هذا المكان ليعرفون أن الآتي سيكون أسوأ من ماهو حاصل الآن". وفي اتجاه آخر احتفى الثوار بذكرى عيد الوحدة في 17 محافظة بطريقتهم الخاصة قال الكثيرون إنها أعادت لهم الحب الحقيقي للوحدة الذي افتقدوه طوال السنوات الفائتة. في شارع الستين بالعاصمة صنعاء احتشد مئات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ والشباب ، رغم التقطعات من قبل أنصار النظام لمنع مرور المواطنين بإتجاة ساحة الاحتفال ، غير أن الفضائية اليمنية قالت إن حشوداً هائلة من المواطنين تقوم بقطع الشوارع و الطرقات رافضة توقيع رئيس الجمهورية على المبادرة الخليجية. وعلى الطريقة الرسمية في الاحتفالات بالأعياد الوطنية استحضر الثوار اليمنيون العروض الكرنفالية فاستعرضوا لوحات فنية شارك فيها أطباء وطواقم طبية أخرى ممن تطوعت للعمل في إسعاف الجرحى والمصابين من المتظاهرين سلميا في ساحة التغير بصنعاء، تقدمتها مسيرة رمزية لأطفال الشهداء ترفع صور آبائهم وأقربائهم ممن ضحوا بأرواحهم في سبيل إيمانهم بالتغيير والحرية.لحقتها مسيرات رمزية للمحامين والمعلمين والمهندسين وغيرهم من الطاقة البشرية والأيادي العاملة التي تزخر بها اليمن. و انطلقت المسيرة الكرنفالية من جولة مذبح قرب بوابة الفرقة الأولى مدرع إلى جوار سور المجمع الحكومي الجديد قرب جولة عصر لتعكس المسيرة اتجاهها مرة أخرى إلى نقطة الانطلاق. فالأطفال حملوا صور الشهداء والأطباء والمهندسين الزهور في حين رقصت مسيرات أخرى للثوار والمزارعين القادمين من ضواحي صنعاء ، رقص فيها الجندي والفلاح والشاب والطفل على أنغام موسيقى الأناشيد الشبابية المرددة "ارحل يا علي". وكذا على صدى دق الطبول التي تتماشى مع صيحات المطالبين بالتغيير ومحاكمة النظام الحالي. وعلى غرار العروض العسكرية للدبابات والمدرعات والآليات العسكرية في احتفالات السلطة، عرض الشباب سيارات الإسعاف التابعة للجمعيات الخيرية المتخصصة بنقل المصابين في الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام. شارع الستين رغم كبر حجمه إلا انه اكتظ بالأطفال والرجال والنساء ممن خرجوا للتعبير عن تمسكهم بمطلب رحيل الرئيس صالح، كما اكتظت أسقف المنازل المجاورة للشارع والتلال المطلة عليه بالمتفرجين، وأُطلقت مئات البالونات الملونة بألوان العلم اليمني والمنقوشة بشعارات الرحيل الفوري لصالح باتجاه منطقة السبعين.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.