الإصلاحات الاقتصادية بين الداخل والرهان الدولي    الحوثيون يهاجمون المبعوث الأممي ويهددون بإنهاء عمله في اليمن    الحكومة: لن نسمح بأي ممارسات احتكارية أو تلاعب بالأسعار ولا تساهل مع المخالفين    رفض عربي لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى".. واليمن يعتبره تحدٍ واضح لإرادة المجتمع الدولي    سريع يعلن عن عملية عسكرية في فلسطين المحتلة    تدشين توزيع الحقيبة المدرسية لأبناء الفقراء والمحتاجين في مدينتي البيضاء و رداع    من يومياتي في أمريكا .. لحظة إسعاف    من يومياتي في أمريكا .. لحظة إسعاف    خبير طقس يتوقع أمطار غزيرة إلى شديدة الغزارة مصحوبة بحبات البرد والبروق والرياح    إنصاف مايو: إجراءات البنك المركزي خطوة مهمة ويجب دعمها بموازنة وإصلاحات شاملة    قيادي حوثي يسطو على شقق سكنية تابعة لأوقاف إب    السامعي بسيطًا مثل الناس، نبيلاً كقضيتهم    حُكَّامُ السُّعُوديَّةِ والإماراتِ والأردنِ يواصُلونَ فتحَ الجِسرِ البريِّ للعدوِّ الإسرائيليِّ، ويمنعُون وصولَ الرَّغيفِ والماءِ والدَّواءِ إلى قطاعِ غزَّةَ !!! .    في سجون الأمن السياسي بمأرب: وفاة معتقل في اليوم الثالث لسجنه    قرار استثنائي سيظل كسيحا    عمرو بن حبريش.. من هضبة الوعود إلى هاوية الفشل    من يخرجها من ظلمات الفساد.. من يعيد المسار لجامعة عدن (وثيقة)    المقدم بن قصقوص المشقاصي يقدم استقالته من مؤتمر بن حبريش الجامع    الجنوب يخلع قفاز الصبر: كسر قبضة الفوضى وفتح معركة استعادة القرار    إجرام مستوردي الأدوية.. تخفيض أسعار أدوية خرجت من السوق قبل 25عاما    خريطة ما يسمى ب "إسرائيل الكبرى" وفق تصريحات نتنياهو (الدول العربية المستهدفة)    مطار تعز.. مشكلات التعويضات والتوسعة المتعثرة    بطولة سينسيناتي.. إيجا إلى ربع النهائي    تدشين مشروع أتمته الاعمال الإدارية بذمار    "عودة الأسطورة".. سعر ومواصفات هاتف Nokia 6600 5G كاميرا احترافية 108 ميجابكسل وبطارية    عبده الجندي: السعودية لا تريد لنا الخير ويكفي ما حدث في فتنة ديسمبر    موريتانيا تكسب بوركينا فاسو    «فيفا» يختار الحكمة السعودية ريم في مونديال الصالات    10 عادات افعلها صباحاً لصحة أمعائك وجهازك الهضمى    باريس يتوج بطلا للسوبر الاوروبي عقب تخطي توتنهام الانجليزي    الرشيد يسحق النور صبر ب14هدفاً في مباراة من طرف واحد    في بطولة " بيسان " تعز 2025 .. -"الاهلي" يتغلب على "التعاون" بثلاثية" تمنحه الصدارة وتعززحظوظه في العبور .؟!    أرقام صادمة وجرائم جسيمة.. عقد من التدمير الحوثي الممنهج للاقتصاد الوطني    تواصل تزيين وإنارة مساجد الحديدة احتفاءً بذكرى المولد النبوي    صنعاء تدعو للاستعداد غدا لحدث عظيم !    اللواء الخامس دفاع شبوة يحيي ذكرى استشهاد مؤسسه    - الفنان اليمني أحمد الحبيشي بين الحياة والموت يا حكومات صنعاء وعدن والمخا ومارب    محافظ ذمار: من يفرّط برسول الله سيفرّط بفلسطين    النفط يستقر بعد بيانات عن تباطؤ الطلب الأميركي        لكم الله يااهل غزه    قرار غير مسبوق يخص حكام الليغا في الموسم الجديد    ضبط شخصين انتحلا صفة رجل المرور في منطقة معين بأمانة العاصمة    وزراء خارجية 24 دولة يطالبون بتحرك عاجل لمواجهة "المجاعة" في غزة    الأرصاد يحذّر من استمرار هطول أمطار رعدية في عدة محافظات    عدن .. ادانة متهم انتحل صفة طبية ودبلوماسية ومعاقبته بالسجن ودفع غرامة    نائب وزير الأوقاف يتفقد سير العمل في مكتب الوزارة بعدن    القطاع الصحي يستعصي على النظام ويتمرد على تخفيض الأسعار    نيويورك حضرموت    اكتشاف حفرية لأصغر نملة مفترسة في كهرمان عمره 16 مليون سنة    مجلس وزراء الشؤون الإجتماعية يتخذ جملة من القرارات للإرتقاء بعمل القطاعات    مكتب رئاسة الجمهورية ينظم دورة تدريبية حول مهارات التفاوض واختلاف الثقافات .    وزير الصحة يطّلع على التجربة الصينية في التحول الرقمي والخدمات الصحية الريفية    من يومياتي في أمريكا .. أنا والبلدي*..!    فريق طبي مصري يستخرج هاتفا من معدة مريض    توكل كرمان، من الثورة إلى الكفر بلباس الدين    حملة ميدانية في مديرية صيرة بالعاصمة عدن لضبط أسعار الأدوية    فيديو وتعليق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تكريس انقسام العاصمة إلى مناطق تماس..التصعيد العسكري يسد منافذ التسوية السياسية
نشر في الوسط يوم 14 - 09 - 2011

لا يبدو أن الأوضاع في اليمن تتجه نحو الانفراج أو أن هناك نية حقيقية لدى كافة الأطراف في الوصول إلى هذه النقطة لأن كل ما يجري على الواقع يدفع باتجاه الانفجار. أواخر الأسبوع الفائت أطلقت اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام في ختام اجتماعها بيانا وصف بأنه يمهد لحرب قادمة ، فالاجتماع الذي كان منتظرا أن يعمل على تهدئة الأوضاع جاء مثقلاً بالاتهامات والتهديد والوعيد ،كما أنه أعاد إنتاج الأزمة من جديد. ومن الناحية السياسية لم يقدم جديدا يذكر،حيث أورد عدد من المقترحات والأفكار المتعلقة بآلية لتنفيذ المبادرة الخليجية وهو الموضوع الذي كرر المؤتمر مرارا ربطها بأن تتفق مع الدستور وتحقيق كامل أهدافها. وفي السياق لايزال الرئيس صالح يرفض مقترحاً أممياً بنقل سلطاته كاملة إلى نائبه عبدربه منصور هادي ويقبل بالتفويض فقط ، وقد أصدر أمس الأول في هذا الجانب قرارا جمهوريا قضى فيه ب": تفويض نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بالصلاحيات الدستورية اللازمة لإجراء حوار مع الأطراف الموقعة على المبادرة التي قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي والاتفاق على آلية مزمنة لتنفيذها والتوقيع بعد ذلك على المبادرة نيابة عنا والبدء بمتابعة التنفيذ برعاية إقليمية ودولية وبما يفضي إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة يتفق على موعدها وتضمن انتقالا سليما وديمقراطيا للسلطة".. وهو ماكان صالح قد أبلغ به وفداً قانونياً من حزبه وصل الرياض الخميس الماضي للغرض ذاته مؤكدا لهم أنه سيحتفظ لنفسه بكل السلطات. وفي أول رد فعل من المشترك على هذا التفويض ، دعا الناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك الثوار إلى الاستمرار في التصعيد الثوري حتى إسقاط النظام وعدم الالتفات إلى ما وصفها ب"البالونات التي يرميها بقايا النظام لغرض البلبلة والإرباك والتنصل من الاتفاقات الإقليمية والأممية". وقال محمد قحطان في تصريح صحفي: إن أي حديث عن حوار قبل التوقيع على المبادرة الخليجية إنما يأتي من باب تضييع الوقت وتضليل الرأي العام، مؤكدا أن الثورة ماضية في طريقها ولن تلتفت إلى أي هراء أو مغالطات معهودة". أما الوفد القانوني الذي التقى صالح مؤخرا وضم رئيس الدائرة القانونية في الحزب الحاكم عبدالله أحمد غانم ووزير الشؤون القانونية رشاد الرصاص ووزير العدل السابق اسماعيل الوزير » فقد تمثلت مهمته في إطلاع صالح على ردة الفعل المتوقع اتخاذها من المجتمع الدولي بإحالة ملف اليمن إلى مجلس الأمن في حال رفض الموافقة على الآلية التنفيذية لتنفيذ المبادرة الخليجية. وكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر قد توصل بعد مباحثاته مع الأطراف اليمنية، وبمباركة من الولايات المتحدة ودول أوروبا والخليج إلى آلية تنفيذية للمبادرة الخليجية تقضي بأن ينقل الرئيس صالح صلاحياته إلى نائبه ويدعو لانتخابات رئاسية خلال ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى تشكيل لجنة لإعادة هيكلة الجيش خلال المدة ذاتها. وعلى إثر ذلك أعطى علي عبدالله صالح في وقت سابق الضوء الأخضر للجنة العامة لحزبه لمناقشة هذه الآلية واتخاذ القرار بالموافقة عليها من عدمها، غير أن الخلافات سادت اجتماع اللجنة العامة ما جعلها تعود إليه مرة أخرى لاتخاذ القرار النهائي بشأنها. ويتبنى الجناح المعتدل في المؤتمر خيار الموافقة على تلك الآلية ونقل صالح لصلاحياته إلى النائب، في حين يرفض الجناح المتطرف مسألة نقل الصلاحيات ويتبنى مقترح تفويض النائب فقط ببعض الصلاحيات المتعلقة بإجراء حوار مع المعارضة بينما يبقى صالح في منصبه حتى انتهاء فترته الانتخابية عام 2013. وبصدور قرار التفويض يكون صالح قد انحاز مجدداً لرغبته التي يتبناها الجناح المتطرف داخل حزبه من خلال رفضه لنقل صلاحياته إلى نائبه والاكتفاء فقط بتفويضه لما يخص إجراء الحوار مع المعارضة والاتفاق على آلية مزمنة لتنفيذ المبادرة والتوقيع عليها. وتتمثل الأهداف التي حرص بيان اللجنة العامة على سردها بأن يؤدي الحل الذي سيفضي عن اتفاق المؤتمر والمعارضة إلى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره ، وأن يلبي الاتفاق طموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح، وأن يتم انتقال السلطة بطريقة سلسة وآمنة تجنب اليمن الانزلاق للفوضى والعنف ضمن توافق وطني. وإلزام كافة الأطراف بإزالة عناصر التوتر سياسياً وأمنياً ووقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات تعطى لهذا الغرض. ووفقا للجنة فإن ذلك يتم من خلال قرار يصدر من رئيس الجمهورية يفوض فيه نائبه بالصلاحيات الدستورية اللازمة، لإجراء حوار مع الأطراف الموقعة على المبادرة، والاتفاق على آلية لتنفيذها ومتابعة التنفيذ، برعاية إقليمية ودولية، وبما يفضي إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة يتفق على موعدها، تضمن انتقالاً سلمياً وديمقراطياً للسلطة. ودعت اللجنة العامة أحزاب اللقاء المشترك وشركاءهم للجلوس بأسرع وقت ممكن على طاولة الحوار مع ممثلي المؤتمر وحلفائه للاتفاق على آلية تنفيذ المبادرة الخليجية برعاية دول مجلس التعاون الخليجي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والأمم المتحدة. ولم يستبعد القيادي في أحزاب اللقاء المشترك عبدالملك المخلافي أن يكون الحزب الحاكم ومن خلال ما خرج به بيان اجتماع لجنته الدائمة يمهد لتفجير الأوضاع في البلاد. وقال " إن البيان الذي صدر في ختام الاجتماع لم يتحدث مطلقاً عن آلية انتقال السلطة، فيما اقتصر البيان في حديثه على أن رئيس الجمهورية يفوض نائب الرئيس لإجراء حوار ولم يذكر أن التفويض لنقل السلطة إليه، مشيراً في ذات السياق إلى أن ذلك أمر مضحك أن يحدث بعد "7" أشهر من الثورة ومن الدماء التي سالت ومن كل الذي جرى على المستوى السياسي والشعبي والمستوى الميداني في عملية القتل التي شملت معظم اليمنيين في معظم المناطق. وأضاف المخلافي في تصريح صحفي إن ما صدر عن اجتماع اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام من آلية تتناقض حتى مع المبادرة الخليجية التي وقعوا عليها حيث لا يوجد فيها نقل سلطة ولا حل ولا يوجد فيها أي جديد، معتبراً أنها قد تكون محاولة جديدة لكسب الوقت هروباً من ضغوط الواقع وضغوط العالم الذي أصبح يدرك أن النظام هو المسؤول عما يجري في اليمن لأنه رفض التوقيع على أي حل بما فيها المبادرة. وكالعادة فإن نظام الرئيس علي عبدالله صالح يراهن على كسب مزيد من الوقت من خلال مماطلته عن تنفيذ المبادرة الخليجية التي أبدى صالح موافقته عليها ورفض توقيعها أكثر من مرة وفي هذا الإطار قالت افتتاحية صحيفة الخليج ان المقترحات التي خرجت بها اجتماعات اللجنة العامة في الحزب الحكم التي كرست لمناقشة آلية تنفيذ المبادرة الخليجية «مخيبة للآمال» وان البيان الصادر عنها لا يحمل جديداً و«يفسر الماء بالماء». وكشفت عن «توصيات سرية» إلى جانب المواقف المعلنة من قبل الحزب الحاكم لكنها قالت إن جميعها تضع المزيد من العراقيل أمام تنفيذ المبادرة ولا تعمل على حلها. ودعت الصحيفة الحزب الحاكم وعلى رأسه صالح «الاتعاظ مما يدور حالياً في المنطقة العربية»، مضيفةً أن «التنازل والمرونة اليوم يعودان بفوائد أفضل من التنازل غداً بخسائر مزلزلة على اليمن والمنطقة بأكملها». وتابعت"على النظام أن يدرك أن اللعب على وتر التأخير، طمعاً في كسب مزيد من الوقت، هو في حقيقة الأمر «لعب في الوقت الضائع»، فالأمور لم تعد تحتمل المزيد من اللعب في ملف خطر ومهم يتعلق بمستقبل اليمن وأمنه واستقراره ووحدته، فاليمن أكبر من الجميع، وعلى النظام والرئيس صالح وحزبه والمعارضة إدراك أن انزلاق البلد إلى مربع العنف، إذا قدر الله أن حدث، فلن يستطيع أحد السيطرة عليه، حتى وإن قدّم تنازلات، لأن الحديث بعدها سيكون للمدافع والرصاص أكثر من الحديث لصوت العقل. تحركات المؤتمر هذه تأتي في ظل مخاوف من سحب المبادرة الخليجية ونقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي. وأشارت مصادر سياسية مطلعة أن مداولات أجراها مؤخرا وفد من رؤساء الممثليات الدبلوماسية الغربية في اليمن مع قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر كرست لإقناعه بعدم التصعيد، مشيرة إلى أن الأحمر نفى علاقة قواته بمظاهر التصعيد العسكري القائمة في العاصمة وعدد من المدن الرئيسة المجاورة والاتهامات الموجهة إليها من قبل الحكومة بالاشتراك في المواجهات المسلحة التي تخوضها مجاميع قبلية مسلحة ضد قوات الحرس الجمهوري في مدينة تعز ومديريتي أرحب ونهم بشمال العاصمة صنعاء . وأوضحت أن السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فالرستاين طلب من اللواء الأحمر خلال استقبال الأخير في مكتبه بالقيادة العسكرية أن يسهم في إقناع قيادات أحزاب المعارضة الرئيسة والقوى الأخرى المناوئة للنظام بالتعاطي بإيجابية مع المبادرة الأخيرة المطروحة من قبل حزب المؤتمر الشعبي العام. وكان من اللافت أن يدعو المؤتمر المعارضة للحوار وفي نفس الوقت يشن هجوما حادا ضدها وقد أعاد بيان اللجنة العامة سقوط المئات من أبناء اليمن خلال الأشهر الستة الماضية، إلى" السلوك المغامر لبعض قيادات المشترك والخارجين على الشرعية الدستورية الذين لا يرون من الوطن إلا ما يخص مصالحهم الضيقة". كما ان نائب الرئيس حاول التحدث عن ثمار جهود قال إنه بذلها " في سبيل تثبيت وقف إطلاق النار، وتهدئة الأوضاع والعمل الدؤوب لتوفير احتياجات المواطنين وإخراج المسلحين من العاصمة ومحاولة البقاء على اتصال مع قيادة المشترك للحفاظ على أمن البلاد واستقرارها" . فيما ما يجري على الواقع غير ذلك تماما. ونصحت اللجنة العامة الشباب المتطلع للتغيير التمسك بالثوابت الوطنية وعدم السماح للقوى الانتهازية من استغلال تطلعاتهم والانحراف بها عن أهدافها السامية ، أو الزج بهم في أتون الصراعات الحزبية. وعلى خلاف الدعوة للحوار فقد شن البيان هجوما على المعارضة واتهمها بالعمل مع "بعض القوى الانقلابية المتمردة بهدف المساس بالأمن والاستقرار والسكينة العامة،وكذا إعاقة الجهود المخلصة للوصول إلى حل سلمي للأزمة". وفيما يبدي مراقبون مخاوفهم من اتساع نطاق الصراع المسلح قال الدكتور ياسين سعيد نعمان الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك إن "النظام يرفض الحل السياسي وقد تكون له خيارات اخرى لكنها خيارات خاطئة". ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن نعمان قوله "صنعاء تعيش حالة حصار وهناك عقاب جماعي للناس من القوات الحكومية بقطع الماء والكهرباء". وتابع "الخيار العسكري خيار خاطىء، مشيرا إلى أن ما تبقى من النظام يرفض الحل". بالمقابل جدد المجلس الوطني لقوى الثورة إعلانه عدم شرعية النظام وقال:"إن كل الإجراءات التي يقوم بها بقايا النظام هي إجراءات تفتقر للشرعية لأنها صادرة عن أفراد أو هيئات لا تمتلك الشرعية وبالتالي وبعد أن أسقطت الثورة الشعبية شرعيتها ".و دعا المجلس في هذا السياق كافة القوى الإقليمية والدولية إلى عدم التعامل معها . وعلى ما يبدو فقد أغضبت هذه الدعوة النظام ، وانتقد مصدر مسئول في الأمانة العامة للحزب الحاكم تصريحات ومواقف أحزاب "المشترك" حيال دعوات الحوار.. مشيرا إلى أن دعوات "المشترك" للمجتمع الدولي بعدم التعامل مع النظام "يعكس حالة الإحباط واليأس التي أصابت تلك الأحزاب بعد فشل مخططهم التآمري في الانقضاض على السلطة عبر الانقلاب المسلح الذي وصل إلى حد استهداف رئيس الجمهورية وكبار قيادات الدولة في مسجد الرئاسة في أول جمعة من شهر رجب الماضي".. وقال إن أحزاب اللقاء المشترك تعيش حالة من التناقض، فتارة تخاطب المجتمع الدولي بمطالب.. وتارة أخرى توجه إليه الإساءات والاتهامات لا سيما للأشقاء في السعودية ودول الخليج.. وقدم المصدر المسئول في الأمانة العامة للحزب الحاكم نصحه لمن وصفهم بأصدقاء اليمن بقراءة الواقع اليمني قراءة صحيحة بعيدًا عن التدخل في الشأن الداخلي وعدم إطلاق المواقف التي تشجع الخارجين عن القانون والشرعية الدستورية لممارسة أعمالهم سواء عناصر تنظيم القاعدة الإرهابية أو القيادات العسكرية المتمردة أو عصابات التخريب . وكان المجلس الوطني للثورة نبه إلى خطورة استمرار بعض الدول في تموين بقايا النظام بالأسلحة والمعدات والتي تم شراؤها من احتياطات الوطن من العملة الصعبة ,قائلا:"انه كان يجب تسخيرها
وتوجيهها لتوفير الخدمات الضرورية والاحتياجات الإنسانية الملحة لأبناء الشعب". وأعلن المجلس عن توسيع قوامه إلى 281 عضوا بدلا من 143 وتشكيل مجموعة اتصال إقليمية ودولية من أبناء اليمن في الخارج لحشد الدعم والمناصرة للثورة . وفي ختام اجتماعه الخميس الفائت أقر المجلس بالإجماع توسيع تمثيل الشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني في المجلس وفي الجمعية العمومية لقوى الثورة .ودعا الثوار في الساحات إلى الصمود والمرابطة وتنويع وسائل التصعيد وتوسيعها لتشمل جميع المحافظات وفق الالتزام الكامل بالنهج السلمي وصولا الى تحقيق هدف الثورة في الحسم الثوري. على الصعيد الثوري للشباب ، يواصل المواطنون حشودهم المليونية لحضور صلوات وخطب الجمعة في محتلف المحافظات تحت شعارات سياسية مختلفة. أمانة العاصمة تنقسم بين "جمعة شارع الستين" حيث ترتفع شعارات الثوار المطالبين بإسقاط النظام، و"جمعة ميدان السبعين"، حيث يجتمع انصار الرئيس علي عبدالله صالح الذين يطالبون ب"حماية الشرعية" مع أن أعداد الأخيرين في تناقص مستمر. وعدا الجمعة الفائتة التي شهدت فيها تعز تجمعا ضئيلا لأنصار الرئيس صالح، فان جمع تعز والحديدة وصعدة وإب، تغلب عليها رايات الثوار، فيما تتوزع اغلب المحافظات الجنوبية والشرقية بين اغلبية مطلقة للمطالبة بخيارات جنوبية خاصة تبدأ من الضالع ولحج تتمسك بفك الارتباط، وتتوزع في حضرموت وعدن بين فك الارتباط وتقرير المصير والفيدرالية، والتمسك بالوحدة مع حضور جماهيري لانصار اسقاط النظام في كل من عدن وحضرموت، التي تحظى فيها السلطة المحلية بحضور منافس. ولاتغطى أخبار الجمعة في بقية المحافظات، الا اذا شهدت احداثا أمنية، وتكتفي الوسائل الإعلامية المؤيدة للثورة بالقول ان جمعة الثورة اكتظت بالمصليين "في 17 محافظة. ويتبارى خطباء صلوات الجمعة، في حشد وتعبئة المصلين، كلا بخياراته السياسية، مدعما بآيات وأحاديث دينية. يذكر ان جمعة تعز الماضية، جمعت توقيعات لأول "رسالة الشعب للعالم والضمير الإنساني" احتجاجا على مايصفه الثوار بالتقاعس الدولي عن دعم الثورة اليمنية، فقد رفعت مسيرات صعدة، عقب الصلاة شعارات "رفض الوصاية الخارجية ودعوة الشعب إلى التمسك بمطالبه المحقة والعادلة". وفي صنعاء اسمى انصار الرئيس جمعتهم ب"حب الوطن من الإيمان"، فيما سمت حشود شارع الستين المطالبة بالحسم الثوري جمعتها التي خطب فيها الشاعر والخطيب فؤاد الحميري ب"نصر من الله وفتح قريب". وكان ناشطون طالبوا بتسيمة الجمعة ب"لا للارهاب"، لقرب الجمعة من ذكري العمليات الارهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الامريكية في ال11 من سبتمبر. وطالبت جمعة حب اليمن بالاستجابة لدعوات الحوار الوطني المتكررة، وآخرها الدعوة التي وجهها الرئيس صالح في كلمة له من الرياض بمناسبة عيد الفطر المبارك، التي أكد فيها أهمية الحوار من أجل حل الأزمة السياسية الراهنة ، ورفض العنف الذي تلجأ إليه بعض القوى السياسية اليمنية، وفقا للوكالة. جمعة "اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية"، التي انتظمت في شارع الستين أكبر شوارع العاصمة اليمنية صنعاء، تطالب بتماسك الثوار واستعدادهم للحسم الثوري لترحيل "بقايا النظام". ويسعى الثوار إلى إنهاك بقايا نظام الرئيس علي عبدالله صالح، بإسقاطه في المدن التي تشهد احتجاجات وصدامات ،حيث أعلن شباب الثورة ومؤيدوها عن إسقاط محافظة المهرة وسلطاتها المحلية التابعة للنظام ، وتشكيل مجلس انتقالي أهلي لإدارة شؤون المدينة خلال المرحلة الانتقالية المقبلة . ويبدو أن الثوار ينتهجون سياسة التصعيد للحسم الثوري في المدن الأخرى وتأجيله في العاصمة صنعاء تلبية لرغبة قيادة القوى العسكرية المؤيدة للثورة في نقل الصراع إلى المحافظات وجعل المركز بعيداً عنها . وتعتبر المهرة ثالث محافظة يعلن الثوار عن سيطرتهم عليها وتشكيل مجالس انتقالية تقوم بإدارتها بعد صعدة والجوف، وهو ما يرشح سقوط بقية المحافظات التي تشهد احتجاجات مشابهة، أبرزها محافظة تعز التي تكثف القوات الأمنية والعسكرية من استخدامها للعنف المسلح ضد المتظاهرين فيها . وقال بيان إشهار المجلس الانتقالي الأهلي لمحافظة المهرة إن المجلس سيعمل على توحيد أبناء المحافظة والحفاظ على أمنها واستقرارها، وإرساء السكينة العامة والسلم الاجتماعي فيها، والتواصل مع نظرائها من المجالس في جميع المدن اليمنية لتحقيق أهداف الثورة السلمية. وتم انتخاب هيئة رئاسية للمجلس الانتقالي من شخصيات اجتماعية خلال اجتماع سمي "الاجتماع التأسيسي"، مطلع الأسبوع الجاري، بمدينة الغيظة، ودعا المجلس في بيان الإشهار أبناء المدينة ومكوناتها الشعبية والثورية والاجتماعية إلى الالتفاف حول المجلس والانضمام إليه، وتفعيل دوره لتحقيق الأهداف والتطلعات المستقبلية لأبناء محافظة المهرة . واعتبر مصدر قيادي في اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية السلمية سقوط ثالث مدينة بعد محافظتي صعدة والجوف "خطوة لإسقاط بقايا النظام في العاصمة صنعاء وبقية المدن اليمنية من دون خسائر بشرية" . وكشف عن تصعيد للحسم الثوري ستشهده كل المناطق لإسقاط بقايا النظام، والخروج بمسيرات خارج ما يطلق عليها "المنطقة الخضراء" التي يسيطر عليها الثوار، مشيراً إلى أنهم سوف يدخلون المناطق والأحياء التي ينتشر فيها بلاطجة النظام" . وفي ظل هذه الأجواء تتواصل المواجهات في أرحب وتعز ، كما تتصاعد الاتهامات المتبادلة بين السلطة والمعارضة لتفجير الأوضاع والترتيب للاغتيالات وقد دان المؤتمر الشعبي العام محاولة الاغتيال التي تعرض لها محافظ مأرب ناجي الزايدي وأدت إلى مقتل أحد مرافقيه وإصابة أربعة آخرين بينهم شقيقه. واتهم المصدر عناصر مسلحة في حزب الاصلاح بمحاولة اغتياله ، معتبرا ذلك تصعيداً خطيراً يستهدف تأجيج الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد ومحاولة لنقل الخلافات السياسية إلى مربع العنف، كما اعتبرها بأنها مؤشر خطير يشعل الأزمة السياسية. وقال إن محاولة اغتيال محافظ مأرب تؤكد حقيقة سعي أحزاب المعارضة وعلى رأسها حزب الإصلاح إلى تنفيذ مخطط إجرامي يقوم على العنف والتصفية الجسدية للخصوم السياسيين، ومحاولة لجر البلاد نحو التصعيد والعمل المسلح الذي تزايد الحديث عنه في الآونة الأخيرة في تصريحات ومواقف أحزاب المشترك وفي المقدمة متطرفو حزب الإصلاح. ويركز المؤتمر في هجومه على الإصلاح في التحضير لتوسعة الحرب فضلا عن وقوفه وراء مواجهات الحصبة وارحب وتعز، غير أن حزب الإصلاح ينفى ذلك بشدة ويقول إنها محاولة رخيصة للنيل من دوره الوطني عبر الزج به في جريمة الحرب التي ارتكبتها عائلة صالح في الحصبة وتسعى لتكرارها وذلك لحرف الصراع القائم بين الشعب وبقايا النظام وتحويله إلى صراع عائلي بين علي صالح وأولاده وأولاد الأحمر . -الرئيس يقتصر تفويضه للنائب على الحوار مع المعارضة والتوقيع على المبادرة والمشترك يعتبرها تضييعاً للوقت ويدعو لاستمرار التصعيد.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.