شباب اليمن يبدأ الاستعداد لبطولة غرب آسيا    اتهام بالخيانة.. كواليس جديدة في خلاف لابورتا وتشافي    انفراد.. "يمنات" ينشر النتائج التي توصلت إليها لجنة برلمانية في تحقيقها بشأن المبيدات    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    عودة خدمة الإنترنت والاتصالات في مناطق بوادي حضرموت بعد انقطاع دام ساعات    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    صيد حوثي بيد القوات الشرعية في تعز    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    أول رئيس إيراني يخضع لعقوبات أمريكا . فمن هو إبراهيم رئيسي ؟    عاجل : تأكيد مقتل الرئيس الايراني و جميع المسؤولين في حادثة تحطم المروحية .. شاهد اولى صور الجثث    قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    أول فيديو من موقع سقوط طائرة الرئيس الإيراني ووصول فريق الإنقاذ "شاهد"    تغاريد حرة.. هذا ما احاول ان أكون عليه.. الشكر لكم    هادي هيج: الرئاسة أبلغت المبعوث الأممي أن زيارة قحطان قبل أي تفاوض    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    تناقض حوثي مفضوح حول مصير قحطان    الليغا .. سقوط البطل المتوج ريال مدريد في فخ التعادل وفوز برشلونة بثلاثية    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    قبيل مواجهة البحرين.. المنتخب الوطني يقيم معسكر خارجي في الدمام السعودية    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    إعلامية الإصلاح تدعو للتفاعل مع حملة للمطالبة بإطلاق المناضل قحطان وجعلها أولوية    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قادري احمد: المقاربة السعودية اليمنية لمكافحة الإرهاب
نشر في الوسط يوم 07 - 12 - 2011

إنّ ما سبق من عرض للمقاربة السعودية يكشف بكل جلاء أننا أمام رؤية سياسية، أيديولوجية، ثقافية، تعليمية، تربوية، إصلاحية، معيشية، مادية، سلوكية، تشترك فيها منظومة دولة مؤسسية شاملة وتأتي المعالجة الأمنية فيها مستوعبة ومفهومهة، لذلك تؤتي المعالجة الأمنية ثمارها ونتائجها الإيجابية ، لأنها تدخل ضمن رؤية سياسية وطنية شاملة لمكافحة الإرهاب .، " وتحاجج الحكومة السعودية دوما الوزارات، والقادة البارزين ، بأن المعركة ضد التطرف ، ولاسيما " حرب الأفكار " ليست مسؤولية وزارة الداخلية وحدها ، بل مسؤولية كل فرد في المجتمع برمته ،(...) وإن النضال لاجتثاث الدعم للتطرف ليس صراعا يتم خوضه بوصفه معركة أمنية فقط، بل بوصفه صراعاً يتطلب جهداً منسقاً من جهاز الدولة كله : من المدارس، والمساجد،والإدارات المحلية والبلدية، ووسائل الإعلام ، والجهات والمنظمات التي توفر الخدمات الاجتماعية " ففي العديد من المدن السعودية تقرأ إعلانات رسمية كبيرة تدعو إلى مكافحة الإرهاب1 ، وتغطي مساحات واسعة وكبيرة في الأماكن العامة وفي مواقع بارزة ، حيث الشعارات واللافتات الموجهة ضد الإرهاب والإرهابيين،تسعى إلى حصار ثقافة التطرف ،و الإرهاب ، والقاعدة،كما تسعى إلى عزل الجمهور السعودي عن تأثيرات القاعدة ،وثقافة التطرف والإرهاب ، ويرتبط كل ذلك بتوجه جبري " لاستخدام التلفزيون ، والصحف / ووسائل الاتصال الأخرى ، وتتم إعارة الخبراء للمدارس والمساجد،للحديث عن مخاطر التطرف، وترعى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد محاضرات ، ودروساً في المساجد في كل البلاد ، مستخدمة الخطباء ، والمواد التي يوصي بها خبراء مكافحة التطرف ،وتنظم وزارة التربية محاضرات وبرامج في مدارس المملكة لتعليم وتحذير التلاميذ في سن مبكرة من مخاطر التطرف ، وآثار الإرهاب والعنف ، (..) وتمنح جوائز لأفضل المقالات واللوحات (...) وهناك لافتات ولوحات في أنحاء الرياض تركز الأنظار على شرور الإرهاب، (...) وتتكون اللجنة الاستشارية التي تتبع مكتب الأمير محمد بن نائف من أربع لجان فرعية : اللجنة الدينية الفرعية وهي أكبر اللجان وتتألف من مائة وخمسين من رجال الدين والعلماء، والأساتذة الجامعيين، وتشارك بشكل مباشر في الحوارات مع السجناء. اللجنة الفنية والاجتماعية الفرعية، وتتكون من خمسين عضواً من المؤهلين وأساتذة الجامعة المتخصصين. اللجنة الأمنية الفرعية. اللجنة الإعلامية. وهنا حقاً نجد أنفسنا أمام رؤية واستراتيجية شاملة، حقيقية وجادة2 لمكافحة التطرف والإرهاب . أثارت انتباه العالم ، وهو ما يؤكد الجدية ، والمصداقية ، على عكس المقاربة اليمنية التي ما تزال حتى اللحظة تدور بين المعالجة الأمنية أولاً ، والحوار ثانياً، أو العكس ،كما أشار إلى ذلك رئيس اللجنة ، ووزير العدل القاضي حمود الهتار. وحقيقة فإن التسامح مع المعتقدات المتطرفة في اليمن، لا يأتي من الجمهور ، بل من أجنحة نافذة في المؤسسة الرسمية ( السياسية ،والأمنية ، والعسكرية )وهو ما يفسر فشل المقاربة اليمنية لمكافحة الإرهاب. 5 والمفارقة هنا أن من ضمن اللجنة الحوارية في اليمن مع المتشددين والمتطرفين والقاعدة ،علماء،يتصفون بعدم التسامح والتشدد ، باستثناء القلة ، ومنهم القاضي حمود الهتار، والمفارقة الأخرى المحزنة والمضحكة ، ان العلماء الذين كانوا يفتون بالقتل والجهاد، والتكفير في السابق هم أو بعضهم من يفتي اليوم بالعكس ضد الفتاوى السابقة"، علماً ان اللجنة الاستشارية السعودية للحوار مع المتشددين،3يوجد فيها " بعض الأشخاص ممن كانوا سابقاً في صفوف المتشددين ، ومنتقدي النظام ، وهو ما يضفي على هذه العملية كما يقول كريستوفر بوشيك مصداقية كبيرة لدى المشاركين في البرنامج" ، وفي مقابلة مع رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح ، لصحيفة نيويورك تايمز4 ،يقول فيها عن جمال البدوي الهارب من سجن الأمن السياسي صنعاء 2006م، والمتهم الثاني في تفجير المدمرة الأمريكية كول " عندما وجد جمال البدوي نفسه محاصراً وشعر أنه لن يستطيع الفرار ، وسيلقى القبض عليه ، سلم نفسه للدولة ، وأبدى استعداده للتعاون مع الأجهزة الأمنية عن طريق إقناع هؤلاء الشباب الفارين من تنظيم القاعدة ، وأنه سيقنعهم ، وإذا لم يقنعهم سوف يتعاون مع الأجهزة الأمنية لملاحقتهم ، ولهذا تركناه في منزله ،(....) ولكن المسؤولين الأمريكيين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها.. اضطررنا إلى إيداعه السجن مرة أخرى"5، وهو أحد أوجه المقاربة اليمنية لمكافحة الإرهاب ، والإرهابيين في اليمن / مع أن المقاربة السعودية حول المجرمين الإرهابيين عبر استراتيجيتها التي تقسم السجناء والجناة الإرهابيين إلى مستويات مختلفة ، أو متفاوتة حسب الجرم ، والدور ، والاستعداد لتجاوز الوضعية السابقة لهم،وقبول الاندماج في المجتمع،ولا يتم إطلاق سراح السجناء إلا بعد انتهاء محكومياتهم القانونية ، وهو ما أشار إليه اللواء منصور التركي يوم 26/11/2010م ، من على شاشة قناة الجزيرة يوم إعلان القبض على 149 شخصاً من القاعدة موزعين على 19 تسعة عشرة خلية إرهابية، ومن ان القتلة لا يتم إطلاقهم أبداً إلا بعد إنفاذ أحكام القضاء بحقهم. وجمال البدوي الهارب من سجن الأمن السياسي،والمتهم الثاني في تفجير المدمرة الأمريكية كول يعاد اعتقاله تحت ضغط الأمريكان كما جاء في المقابلة الصحفية مع رئيس الجمهورية المشار إليها ، وفي ذلك نقرأ الفارق النوعي بين المقاربتين السعودية ، واليمنية في مكافحة الإرهاب. وتؤكد بعض التقارير أن نسبة نجاح المقاربة السعودية في مكافحة الإرهاب تصل إلى نسبة 80% و90%، وهو رقم قياسي كبير إذا ما كان هذا الرقم صحيحا ًودقيقا." ومن الصعب قياس النجاح النسبي الذي حققه البرنامج الإرشادي اعتماداً على مصادر مستقلة وخصوصاً في الفترة القصيرة التي تلت بدء البرنامج، ففي الأحوال العادية هناك حاجة إلى خمس سنوات لقياس معدلات العودة إلى الجريمة ،وكما يقول الأمير محمد بن نائف مساعد وزير الداخلية ، اعتباراً من الأول من تشرين الثاني / نوفمبر 2007م لم يتم إعادة اعتقال سوى خمسة وثلاثون شخصاً لأسباب أمنية بعد إطلاق سراحهم، وهذا ما يعادل نسبة انتكاس لا تزيد عن 10%" إلى 20%" وحسب المسئولين السعوديين فأنه لم يشارك أي ممن أطلق 6سراحهم في أي هجمات على الداخل السعودي ، وهو كذلك ما يشير إليه كريستوفر بوشيك ، وكما أكد المؤتمر الصحفي الذي ألقاه اللواء منصور التركي من على قناة الجزيرة يوم 26/11/2010م أن معظم العدد 149 إرهابياً الذين تم القبض عليهم بينهم 124سعودياً غالبيتهم من صغار السن جداً. وقد أشارمحقاً الباحث اليمني عبد الله سلام الحكيمي إلى " أن عمليات السعودية تعدت الداخل السعودي إلى خارج الحدود عبر عمليات أمنية خاصة ، ودقيقة وناجحة،وتمكنت من تصفية عدد من العناصر القيادية أو المؤثرة من السعوديين، أو إلقاء القبض على آخرين ، وأيضاً تتبع ورصد وكشف بعض أنشطتها ، وحركتها،واستباق أعمال إرهابية تزمع تنفيذها من خلال إجراءات اجهاضية استباقية على نحو استرعى انتباه وإعجاب القوى الدولية، حتى أصبحت مقتنعة أن الحرب التي شنتها السعودية ضد الإرهاب والإرهابيين تمثل النموذج الأكثر نجاحاً وفاعلية،وأثراً في تلك الحرب "7 ، ويمكننا القول في ضوء كل ما سبق إن مشروع القاعدة في السعودية يتراجع ،بعد مواجهته بحزم وببرامج سياسية تربوية تأهيلية، إصلاحية،شاملة . " أجبرت قاعدة السعودية على الاعتراف في مايو الماضي المقصود 2008م ، الباحث بأنها خسرت معركتها مع السلطات الأمنية السعودية وطالبت أنصارها بالهجرة إلى اليمن تفادياً للاعتقال ،فتقاطرت فلول القاعدة إلى اليمن لاستئناف مشروع المواجهة من خلال الالتحام ب قاعدة اليمن ،التي تنامت عملياتها ونشاطاتها الميدانية في الأعوام الماضية ،وجاء الإعلان عن أول تلاحم إقليمي بين فرعي القاعدة في السعودية واليمن" 8،وهو دليل فشل وعجز المقاربة اليمنية ، قياساً إلى الرؤية السياسية الاستيراتيجية الشاملة التي قدمتها وتقوم بها المملكة السعودية في مكافحة الإرهاب بعد ان أصبحت العديد من التقارير الدولية المتخصصة بالإرهاب والقاعدة ، تتحدث عن احتمالات انتقال مركز القاعدة من باكستان وأفغانستان إلى اليمن وباعتبارها ملاذاً آمناً وفقاسة لتخريج التطرف والإرهاب الديني ، عبر مدارسها ومعاهدها ،ومراكزها الدينية المتطرفة التي تصل إلى أكثر من أربعة آلاف معهد ومدرسة ومركز ديني متطرف ومتعصب دينياً ومذهبياً ،وكما يرى كريستوفر بوشيك في مقال له في صحيفة المصدر اليمنية " إن جهود مكافحة الإرهاب اليمنية مهددة بخطر تحول البلاد إلى دولة فاشلة وسيوفر مثل هذا الانهيار ملاذاً آمناً جديداً للإرهابيين في موقع خطير ، وهي الطرق الواسعة الرئيسة للملاحة البحرية الدولية"9. 6 كانت المؤسسة السياسية اليمنية طرحت ما أسمته "استراتيجية ضد التطرف" ولكنها استيراتبجية ، بدون استيراتيجية ،ولا رؤية ، و لا ترتكز على أي تصور أو مفهوم نظري أو عملي حول طرائق مكافحة الإرهاب ، وبدون أي آليات عملية ،تنفيذية، أو رؤى فكرية ،فنية إدارية ،مالية،تنظيمية، مؤسسية لمكافحة الإرهاب ، إستراتيجية لا يشارك فيها أحد سوى الضربات الأمنية الجوية الأجنبية، والاعتقالات الكيفية المزاجية للعشرات والمئات ، وتحويل المعتقلين إلى رهائن كما تشير العديد من الكتابات والتقارير السياسية والأمنية المتخصصة ، وهو قطعاً أمر لا يخدم مكافحة الإرهاب ، بل يوسع من قاعدته الجماهيرية ، في الواقع،وهو دليل غياب الاستيراتيجية وليس حضورها،والدليل العملي والنظري الهام على غياب الاستراتيجية اليمنية لمقاربة مكافحة الإرهاب يتمثل في ما أوردته الصحافة الرسمية، ومنها صحيفة 26سبتمبر الناطقة بلسان القوات المسلحة حيث جاء فيها " وجه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية دائرتي التوجيه المعنوي في القوات المسلحة ، ووزارة الداخلية ، بالتنسيق مع رئيس أكاديمية ، "حفاظ الوحيين العالمية"، الشيخ د. علي بن سعيد الربيعي،لوضع برنامج وأعداد كافية من المشرفين والمدرسين ، والمستلزمات ، لبدء عقد دورات لحفظ القرآن الكريم ، داخل صفوف القوات المسلحة والأمن، وفي المناطق العسكرية(..) أعلن ذلك في حفل تخرج الدفعة الأولى من دورة حفظة القرآن الكريم كاملاً حفظاً جيداً ، وكما هو محدد في البرنامج وخلال خمسة عشر يوماً وأعلن أنه سيتم منح كل من حفظ القرآن حفظاً جيداً وكما هو محدد في البرنامج وخلال 15 يوماً ، مبلغ مائتي ألف ريال كمكافأة ، جرى ذلك في الحفل الذي أقامته قيادة الحرس الخاص في جامع الصالح "10، فهل من المعقول ان يوكل أمر تربية وتعليم أبناء وأفراد القوات المسلحة والأمن إلى جمعية سلفية لحفظ القرآن ، لتدخل شريكاً مع قيادة المؤسسة العسكرية والأمنية في تأهيل وتربية وإصلاح أفراد القوات المسلحة ، وهل المشكلة كامنة في حفظ القرآن خلال خمسة عشر يوماً؟ إن هذا الإجراء بحد ذاته يكشف مدى وحجم الخلل في طرائق وآليات مكافحة الإرهاب في المقاربة اليمنية /ويوضح إلى أن المقاربة اليمنية ما تزال بعيدة عن الدخول الجدي في مشروع مكافحة الإرهاب. 7 حتى الآن ما تزال المقاربة اليمنية منحصرة في ، أولاً: البعد الأمني (القصف الجوي، والاعتقالات)، ثانياً: الحوار الفقهي الشرعي المتقطع والذي أساسه الفقري كان الدور المركزي للقاضي حمود الهتار، وثالثاً: في صورة الضجيج الإعلامي والإعلاني المحدود، لكسب ود ورضا الخارج وللحصول على المساعدات والمنح. ولم يدخل ضمن المقاربة اليمنية التوجه الجدي لضرب البنية الأيديولوجية ، والتعليمية،والثقافية لجماعات التطرف، والسلفية الجهادية المنتشرة على طول البلاد وعرضها كما سبقت الإشارة ، كما أن المقاربة لم ترتبط برؤية استراتيجية مؤسسية شاملة وما تزال محصورة في المعالجة أو المقاربة الإعلامية والتلفزيونية . مثل ظاهرة الداعية عمرو خالد ، التي تعكس سطحية وعدم جدية المقاربة اليمنية ، إننا على قناعة تامة أن صناعة التطرف، والإرهاب ، والقاعدة ليست يمنية ،كما يحاول أن يروج لها البعض، لأنها في الأصل والجوهر صناعة إقليمية ،ودولية،تجعل منها المقاربة اليمنية الفاشلة حالة وظاهرة يمنية مع الأسف. لقد نجحت المقاربة السعودية لأنها ارتكزت على رؤية
إستراتيجية مؤسسية ، كما نجحت " التجربة الاندونيسية في التصدي للتطرف والإرهاب .. لأنها أشركت المجتمع المدني عموما في هذا المجهود، وليس فقط الحكومة، بما في ذلك ا لشخصيات الإعلامية والثقافية، التي شكلت قوى مضادة للإرهاب "11، وهو الأمر الغائب في المقاربة اليمنية. وباختصار شديد نعتقد دون دحض إيديولوجية الجهاديين، وتفكيك البنية التحتية المادية والنظرية المؤسسية للجماعات السلفية المتشددة في اليمن، فلا مجال ولا إمكانية لمكافحة الإرهاب. علماً أن الجيل الثالث من القاعدة في اليمن (جيل الإنترنت)،أصبح يدخل إلى قطاع معين من الجمهور اليمني وخاصة الشباب عبر الإنترنت والوسائط الالكترونية المختلفة ،أصبح يوجه الناس إلى بعض الفضائيات السلفية المتطرفة والجهادية التي تنشر خطاب التكفير والقتل والإرهاب ،وهي قنوات فضائية ممولة يديرها " سلفيين متعصبين مثل قناة " الرحمة " ،وقناة "الفجر" ،وقناة"الناس"،وقناة " المجد"،وقناة " الرسالة"،وقناة "الحكمة"، وقناة "هدى"و"دليل" وغيرها " ،فالفرع اليمني من القاعدة ، أو الجيل الثالث من القاعدة :اليمني / السعودي اليوم12 يشتغلون على الإنترنت ، ولهم صحف بالعربية والإنجليزية ،فقد " أصدر الفرع اليمني من القاعدة نشرة بالإنجليزية اسمها "إنسباير" Inspire وهي مكتوبة بالكامل باللغة الإنجليزية ويقال ان أنور العولقي هو الأصل في إصدار هذه النشرة ،لأنه يرى ان من الضروري تكييف خطاب القاعدة الموجه للجمهور الأمريكي "13 ، ان الكمبيوتر والإنترنت هو فضاء حرية وإعلام واتصال مفتوح لدحض رؤى وطروحات الجماعات السلفية والجهادية ،وقد دخل الجيل الثالث من القاعدة اليمني والسعودي هذا المجال ، وما تزال المقاربة اليمنية تتحرك عند حدود صحافتها الرسمية المكتوبة ومحدودة الانتشار، وفي أحسن الأحوال وبصورة محدودة في التلفزيون، لقد دخلت القاعدة الفضاء الإلكتروني والإنترنت ، وبدأت تشتغل من خلاله ، وتجند الإرهابيين عبره ، ودعت ندوة علمية أقامتها جامعة نائف العربية للعلوم الأمنية في السعودية ،وبالتعاون مع جامعة القاهرة ندوة بعنوان "استعمال الإنترنت في تمويل الإرهاب، وتجنيد الإرهابيين" حيث ركزت العديد من أوراق الندوة " إلى التنبه وعدم تجاهل التأثير الفكري للمحتوى الإلكتروني المحرض على العنف والإرهاب، وأوصوا بوضع البرامج الوقائية ،وفق منهج علمي يستوعب القضايا السياسية ،والدينية بأسلوب شفاف وصادق ،مع دراسة طرق وأساليب الإقناع التي يستخدمها رموز الفكر المتطرف ،مطالبين بإيجاد آليات مؤسسية لتقييم ومراجعة المواقع التي تبث الثقافة الدينية للتأكد من عدم خروجها عن صحيح الدين في أطروحاتها للشباب" 14، فاليوم صار من الصعب التحكم بالكمبيوتر ، والانترنت وغيرها من الوسائط الإعلامية الاتصالية ، (البريد الإلكتروني) (الفيسبوك)، وغيرها ومن المهم ان تدخل إلى مقاربات مكافحة الإرهاب بقوة ،فهو فضاء إعلامي سهل وسريع التأثير / وبدون رقابة . ومن هنا ضرورة دخول الإعلام العربي الرسمي واليمني تحديداً هذا المجال والفضاء إذا ما أراد ان يتحدث عن مكافحة الإرهاب . علماً ان قاعدة اليمن لديها موقع اسمه" النداء" كما لديها مجلة نصف شهرية يصدرها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تحت اسم "صوت الجهاد" ، ومجلة "البتار" وهي مجلة عسكرية تعنى بنشر المعلومات العسكرية الميدانية ، وتجنيد المستعدين للجهاد والإرهاب ، فالإنترنت صار وطن وفضاء إعلامي مفتوح وعلى جميع المؤسسات السياسية العربية الرسمية الدخول إليه ومن خلاله لمكافحة الإرهاب ،وهو ما تمارسه المقاربة السعودية ،في واقع غياب المقاربة اليمنية عنه تماماً. تأتي هذه الفقرة خاتمة وتجسيد لما تضمنته الدراسة / البحث من فقرات هي متابعة لمحتوى العنوان: علاقة المؤسسة السياسية الرسمية ، بالتطرف والإرهاب ، (أي جماعات التكفير ، والجهاد،(القاعدة )،وخاتمة القراءة التي بين أيديكم ، هي محاولة تأكيدية ، عملية ، وقائعية ، تحاول ان تجيب بالوقائع المادية الملموسة على عنوان الدراسة / البحث، لقطع الشك باليقين ،وهي كذلك تحاول ان تؤكد على موضوعية الدراسة ، وأن هدفها المباشر تقصي وتتبع ، مفردات عنوان الدراسة / البحث، كما طرحتها الحقائق والوقائع النظرية ، والفكرية ،والسياسية ،والمادية العملية ، في سياقها الموضوعي التاريخي،دون تجن على حقائق الواقع ، ودون إسقاطات إيديولوجية ذاتية مسبقة قدر الإمكان. 1 كريستوفر بوشيك " أوراق كار نجي " مصدر سابق ص 5 2 كريستوفر بوشيك نفس المصدر ص 8-10-12. 3 انظر حول ذلك : أحمد الزرقة" تحولات تنظيم القاعدة في اليمن " نشوان نيوز تاريخ 6/2/2010م انترنت. 4 كريستوفر بوشيك " أوراق كارنجي " المصدر السابق ص 16. 5 على عبدالله صالح رئيس الجمهورية (مقابلة) منشورة في صحيفة الايام /عدن بتاريح23/6/2008م العدد (5436). 6 كريستوفر بوشيك" أوراق كارنجي" صادرة في سبتمبر 2008م مصدر سابق ص25. 7 عبد الله سلام الحكيمي صحيفة المصدر صنعاء الثلاثاء تاريخ 7/12/2010م 8 د. سعيد عبيد الجمحي/ صحيفة الشارع صنعاء السبت تاريخ 14/2009م. 9 كريستوفر بوشيك صحيفة المصدر صنعاء الثلاثاء 27/72010العدد "126". 10 صحيفة 26 سبتمبر صنعاء/ الخميس تاريخ 30/9/2010م العدد"1543. 11 صحيفة السياسية اليمنية الرسمية / صنعاء تاريخ 27/22010مالعدد "20870" ص11 12 صحيفة الحياة اللندنية السعودية تاريخ 10/10/2010مالعدد"7355" ص12. 13 مجلة " مدارات " يوليو أكتوبر2010السنة الأولى دورية تصدر كل شهرين عن مركز سبأ للدراسات الإستراتيجية. 14 صحيفة أخبار الأدب العربية المصرية تاريخ 31/10/2010م عدد "902" القاهرة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.