بقلم/ الكابتن سفن لم يكن النادي الأهلي على امتداد تاريخه الطويل نادياً لأبناء صنعاء فقط بل كانت سياسته التي توارثتها إداراته المتعاقبة وترسخت في أذهان أجياله المتجددة تقوم على أساس أنه حضن رياضي دافئ يحتضن كل أبناء الوطن، ليس للنادي الأهلي خصوصية ديموجغرافية كما مثلاً لنادي التلال أو شعب اب أو أهلاوية تعزوالحديدة أو حتى جاره الوحدة، فالنادي الأحمر العريق نادٍ للجميع بمختلف انتماءاتهم وجنسياتهم لذلك وعلى مدار تاريخه الطويل لم يكن ليتحرج النادي من ضم ابنأبين أو عدن أو تعز أو الحديدة لإدارة النادي أو للفريق ولم يكن هنالك حرج بالنسبة للأهلاوية في اعتبار الوافد الجديد مهما كان انتماؤه السابق أو جنسيته ابن النادي ولا فرق بينه وبين حتى مؤسس النادي.... كما أن الأهلي كنادٍ شُهر وعُرفَ خلال الفترة السابقة بأنه ليس مجرّد فريق كرة قدم فهو ناد لكل الألعاب وبطل لكل البطولات...... الثقافة الرياضية الأهلاوية غير المحدودة هذه هي التي جعلت الكثير من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية تنتمي للنادي دون تردد حتى أطلق عليه البعض في فترات سابقة باسم نادي الحكومة، النادي الأهلي قلعة حقيقية للبطولات وللأخلاق وللقيم، ولم يكن يوماً من الأيام يستطيع اكبر كبير في النادي مهما كانت درجة تأثيره أن يتجاوز هذه الأعراف ويقفز أو يفكر حتى بالقفز على هذه القيم المتوارثة بأصالة داخل أسوار النادي الكبير... اليوم والأهلي وهو مريض ويعاني فريق كرة القدم وبقية الألعاب انحساراً كبيراً يهدد أصالة النادي ويرعب محبيه الكُثر يحتاج إلى كل أبنائه للوقوف بجانبه وقد يبدو غريباً عند البعض لو قلت إن النادي بحاجة إلى إدارته الحالية قبل أي شيء آخر، إن ثقافة الإقصاء وسياسة الإحلال والتبديل ليست مُطلقاً مُجدية في حالة النادي الآن، لقد كتبت حلقتين مطولتين في منتدى كووورة عن الوضع السيئ الذي يعيشه النادي قبل حلول هذا الموسم وحذرت بشدة من عسكرة النادي وتحويله إلى مجرد بوق عسكري ينفخ فيه محمد الصرمي متى شاء، لكن لا يعني هذا بتاتاً الإطاحة بالإدارة الحالية وتوديعها من الباب الخلفي، إن إنقاذ النادي يجب أن يبداء بسد الثغرة التي سقط النادي الأهلي منها إلى الحالة التي هو فيها الآن، وهذا يعني إزاحة الإدارة الحالية من الانفراد باتخاذ القرار وبلغة أوضح يجب إسعاف النادي بلجنة موسعة تكون جزءاً منها الإدارة الحالية وليس الكل، على أساس أن تعمل هذه اللجنة على الإسراع بوضع الحلول الناجعة لإنقاذ النادي من شرنقة الهبوط...... الموقف الحالي لفريق كرة القدم لا يتفق مع تاريخ النادي ولا يتناسب مع إمكانياته المادية والفنية والبشرية وهذه حقيقة يجب على الكل أن يسلم بها، ليس صحيحاً ما يتردد وتعلنه إدارة النادي باستمرار أن النادي يعاني من ظروف مالية، فعلى الأقل النادي يمتلك من الأصول والسيولة المادية أضعاف ما يمتلكه فريق شعب صنعاء الذي يحتل الترتيب الثاني، كما أنه يمتلك من الإمكانيات أضعاف أضعاف ما تمتلكه فرق الاتحاد وشبابالبيضاء وحسان مجتمعة وهي الفرق التي تتقدم مراكز عن الأهلي وتمسك بمراكز الوسط في سلم الدوري العام، هذه حقيقة لا يجب أن تغفل عن الأهلاوية حتى لا تنطوي عليهم حيلة من يروج لمثل هذه المبررات الركيكة. كل من يتابع مباريات دوري كرة القدم سيلاحظ أن الفريق يقدم مباريات جيّدة من حيث السيطرة على اللعب وتناقل الكرات، كما أن الدفاع ليس ضعيفاً بالشكل الكبير، فمعدل تسجيل الأهداف في مرمى الفريق قليله نسبياً بترتيبه في جدول الترتيب العام للدوري حالياً، مشكلة الفريق الحقيقية هي في تسجيل الأهداف، وهذا يؤكد فعلاً أن الفريق بحاجة ماسة إلى لاعب مهاجم من طراز عال جداً وبالتالي على إدارة الفريق أن تبذل ولو النفيس الأغلى لاستقدام مهاجم من هذا الطراز حتى لو تساوى أجره مع ما يستلمه مدرب الفريق نفسه... استغرب كثيراً كيف تقدم إدارة الأهلي على تجميع لاعبي أندية هبطت إلى الدرجة الثانية وتضمهم إلى الفريق، ففي الغالب تكون روح هؤلاء اللاعبين منهزمة ومنكسرة ويقبلون الخسائر المتتالية بروح غير مبالية ونفسية جد باردة، لهذا على مدرب الفريق أن يستغني فوراً عن هؤلاء اللاعبين الذين لم يقدموا شيئاً للفريق ولن يقدموا أبداً لأنهم أصلاً لم يقدموا لفرقهم التي جاءوا منها شيئاً مذكورا، وعلى المدرب أن يصعّد لاعبي الصف الثاني وخاصة لاعبي المدرب العماد، وهذا أولى من أن يعتمد على لاعبين هرمت أعمارهم ونفسياتهم أيضاً، فهي وإن كانت مخاطرة إلا أنها في كل الأحوال محاولة إنقاذ لن يخسر فيها الفريق بذهابهم أكثر مما يخسره الآن بتواجدهم..... إن إقالة الإدارة لن يغير في الأمر شيئاً بالنسبة للمدرب واللاعبين، فليس هناك تأثير أكبر من تغيير المدرب على نفسيات اللاعبين والأهلي جرب تغيير المدرب ورغم هذا مازال الفريق يبحث عن فوز آخر بجانب الفوز الأول الذي حققه مع المدرب الأسبق...... الأهلي في وضع خطِر وإذا اعتمد الأهلاوية على النرفزة و والانفعال وتسابقوا لتصفية الحسابات وتبادل الاتهام فيما بينهم عند معالجة الوضع فإن الأمر سيزداد تعقيداً، ولهذا على الأهلاوية الشرفاء والمخلصين -ونحسبهم جميعاً كذلك- أن يبحثوا عن مخرج هادئ فسيح من هذا المنحدر الضيق الخطر، ومن ثم لا مانع من تصفية الحسابات ولترتفع بينهم السيوف حتى الحناجر فيكفي أن الأهلي وقتها سيكون بخير.