عنجهية العليمي آن لها ان توقف    إقالة رشاد العليمي وبن مبارك مطلب شعبي جنوبي    إستشهاد جندي جنوبي برصاص قناص إرهابي بأبين    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    تربوي: بعد ثلاثة عقود من العمل أبلغوني بتصفير راتبي ان لم استكمل النقص في ملفي الوظيفي    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    دولة الأونلاين    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    احتجاجات في لحج تندد بتدهور الخدمات وانهيار العملة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حجة" محافظة لسطوة المتنفذين.."عبودية وقيود وحرب قبلية بسبب دجاجة
نشر في الوسط يوم 15 - 07 - 2009

تحقيق/ محمد غالب غزوان محافظة حجة تتميز بالمديريات المتعددة والتضاريس المتنوعة والكثافة السكانية وفيها الظلم متنوع واللهف والعبث بحق المواطنين يمارس بدم بارد وبكل بجاحة وبدون خوف أو حتى شفقة أو رحمة وسطوة المشائخ تكمم الأفواه وتشرد المواطنين وتتعنطز وتركب السيارات الفارهة وبقوة الرعية تذل الرعية فإلى محافظة حجة. تقع محافظة حجة في الشمال الغربي من اليمن وتمتد من فوق مرتفعات جبلية هي كحلان والشغادرة ومبين ونجرة وحتى سهل تهامة إلى مديريات مستبة وأسلم وشفر وحرض ومن جهة الساحل تمتد إلى مديرية ميدي التي تتبعها جزر بحرية أهمها جزيرة فشت وبكلان المجاورتين لجزيرة فرسان السعودية وتعتبر أهم مديرياتها مديرية حرض التي تطل على عدد من المنافذ الحدودية مع السعودية والتي تستقبل المئات من المواطنين الذين يصلون إليها لغرض التسلل من الحدود ومئات آخرين من المرحلين.. وليست المديريات التي تم ذكرها هي كل مديريات حجة بل هناك مديريات أخرى مثل عبس ووشحة وغيرها. مجور محافظ المدينة حين تصل إلى مدينة حجة عاصمة المحافظة وتتحدث مع المواطنين تجدهم يستحسنون المحافظ فريد مجور ويفضلونه على غيره ممن سبقوه، حتى أن أحدهم قال "يا أخي أفضل مما يدو لنا واحد سارق ومهنجم" ولكن حين تخرج خارج المدينة وتتفقد حال أصحاب المديريات والريف تجدهم يلعنون المحافظة من رأسها إلى ساسها وليس المحافظة فقط بل المجالس المحلية والحكومة مع مراكز الشرطة وحتى السلطة القضائية وسبب هذا التذمر من المواطنين هو ذلك العبث الذي يمارسه المتنفذون العتاولة في حق الرعية من تأخير تنفيذ شق الطرق وتعطيل الرعاية الصحة وإهمال المدارس وتسخير مولدات الكهرباء لمنافع شخصية وشبه شخصية في المديريات وخضوع أقسام الشرطة للمشائخ الذين يحولون القضايا التافهة بين البسطاء من المواطنين إلى شريعة طويلة لغرض الارتزاق، فدب الخوف والذعر في نفوس الرعية وأفقدهم الثقة بشيء اسمه "دولة"، لأن الدولة عندهم محكومة بسطوة المتنفذين واللادولة التي أصبحت تحكم الدولة وتنغص حياة وأمن المواطنين. كل يهبش ما"لفي" مديرية كحلان كان لها ماطور كهربائي ولكن مديرية الشغادرة استولت عليه، لأن الماطور الخاص بها سقط من فوق القاطرة التي كانت تحمله وتحطم جزء منه ولهذا تقطعوا لماطور مديرية كحلان واستولوا عليه ورغم هذه المجازفة والاستيلاء ما زال الماطور رهن عهدة أخرى ولم يسلم للمديرية وقالت مصادر من الشغادرة إنه يجري التمهيد لبيعه وعضو مجلس النواب في المديرية يعلم بالقصة. أما طريق مديرية الشغادرة فإلى اليوم لم يبدأ تنفيذها رغم الإعلان عنها وقصة الطرق في المديريات في عموم الجمهورية عجيبة وغريبة، حيث يتم تثبيت لوحات عديدة يكتب فيها مشروع تنفيذ خط الخرط والكذب مثلا وتستمر اللوحة (مركوزة) سنوات حتى يأكلها الصدى وتنقض وسبحان الله ما أنشطهم في ركز لوحة أخرى ولكن بدون شق أو عمل ولكن بمقابل مبالغ تصرف وتلهف والجميع يدعي الشرف.. فمثلا خط طريق أسلم الثلوث وادي حبل المكحيلة الكولة مديرية مستبة الصيابة يشق من أيام الرئيس الحمدي رحمه الله ومنذ خمسة وثلاثين عاما وحتى اليوم لم يكتمل شقه والأبشع من ذلك أن بعض الجهات ترغب في حرف مساره السابق إلى مسار آخر ومناطق أخرى أصبح لها من رجالها نفوذ ورغم أن من حق كل منطقة أن تصلها الخدمات ولكن ليس على حساب مناطق أخرى وقد ناشد أهالي المناطق المذكورة آنفا الدولة عدم حرف مسار خط الطريق الذي طال انتظارهم له ولم ينفذ حتى الآن مطالبين بسرعة تنفيذه لأنه حق من حقوقهم ومات آبائهم وهم ينتظرون هذا الطريق وأن وصول الطريق إليهم سيرفد الاقتصاد، لأن محافظتهم زراعية وتتمتع بتنوع المحاصيل الزراعية التي أصبحت تتلف من جراء وعورة الطريق مع العلم أن طول الطريق لا يتعدى 80 كيلو متر وأضافوا -ساخرين- لو أن في الشهر الواحد يشق نصف كيلو متر لتم إنجاز الطريق منذ سنوات. الشراكة في النهب قصة المدارس وباقي المنشآت الحكومية من مستوصفات وكهرباء وسدود وغيرها دائما لا يتم إكمال تنفيذ المشروع إلا بعد أن يرهق المواطنون نفسيا وفي ظروف كثير يكتمل بناء المشروع ثم يبقى سنوات مغلقاً أشبه بالنصب التذكاري الذي يذكر أهل المنطقة أن عندهم مستوصفاً وحكومة ووزارة صحة ولكن التغطية مقطوعة وتتحول الفرحة بتلك المنشأة إلى حسرة وألم.. ففي منطقة أسلم وادي حبل مدرسة الجوابر لم يكتمل بناؤها منذ سنوات، فقد تم إنشاء المدرسة على حساب الصندوق الاجتماعي للتنمية وقالوا المشائخ وأيضا على المواطنين أن يساهموا بمبلغ مائة آلاف ريال فرضوا على كل مواطن مبلغ خمسة ألف ريال ولكن البعض سدد المبلغ والبعض صعب عليه ولم يلتزم وتحت هذا المبرر تعرقل مشروع إنشاء المدرسة وأصبح مئات الأطفال بدون دراسة بسبب مبلغ بسيط ويعلم الله وحده حقيقة أن الصندوق الاجتماعي يطلب المساهمة من المواطنين أم أنها من اختراع المستفيدين من تلك المبالغ. وفي منطقة بني مأمون انهارت مدرسة كانت تسمى مدرسة النور قبل أربعة سنوات وحتى الآن لم تنشأ مدرسة جديدة وبحكم أنها كانت ابتدائية وثانوية، فأغلبية الطلاب الذين كان عليهم تحصيل دراستهم الثانوية من أجل التحاقهم بالدراسة الجامعية ولكنهم حرموا من ذلك وأصبح مصيرهم الضياع ولا يعلم أحد إلى أين تم الاتجاه بالكادر التربوي الذي كان يتبع مدرسة النور وهل يعلم المسئولون بأن المدرسة أصبحت في خبر كان؟ وفي مدرسة بني حامد في العشلة يوجد كادر دراسي ولكنه غير موجود فعليا، وهناك مدرسون يقومون بدور زملائهم لتتحول عملية التدريس إلى فوضى وعبث بالطلاب الصغار ولتصبح مهمة التدريس السامية مهنة إفساد للطلاب من خلال تدريبهم على ممارسة الفساد واللاوطنية فهناك الأستاذ محمد أحمد شوعي يقوم بدور المدير والمدرس والكل في الكل وحين يشكو المواطنون من عبث المدرسين وعدم التزامهم والمطالبة بنقلهم يطلب منهم الرشوة حتى يتم نقل المدرس ويتم إصدار أمر بنقل المدرس الذي يصل ويدفع أكثر فيلقى القرار وإن كان أمر مثل هذا يعتبر كارثة ولا يصدق ولكن بقاء حال المدرسة بذلك الشكل وعدم إلزام المدرسين يدل على أن ما يصرح به المواطنون حقيقة لا يضاهيها أي شك وما ننقله نحن هو حسب تصريح المواطنين. مواطير السوق كل مديريات حجة تم لها صرف ماطور كهربائي حتى يقال إن الكهرباء في عموم الأرض اليمنية وما دام هناك مولد كهربائي يتم صرف مخصصات من الديزل تصل بعض تلك المخصصات إلى 450 ألف لتر شهريا وبعضها أقل ومنها أكثر وفي نهاية المطاف يتم وضع هذه المولدات في مركز المديرية ليتحول المولد خاصاً بسوق المديرية وربط الكهرباء للمحلات التجارية بمقابل مادي وترك القرى المجاورة في الظلام.. يعمل الماطور لمدة خمس أو ثمان ساعات مقسمة بين الصباح والمساء ولا يعلم أحد إلى أين يذهب مصير المبالغ المحصلة وفائض الديزل وهناك أساليب أخرى ابتكرت لمواصلة النهب في مجال الكهرباء في المديريات التي عاصمة مدنها متطورة التي تم إلزام تسديد الفواتير عن طريق البريد فيتم التحايل بعدم تشغيل الكهرباء العمومية من تلك المواطير لمدة ساعات محدودة حتى يتم توفير الديزل وسنوضح بشكل أكبر في الفقرة التالية من هذا التحقيق. دجاجة حجة بنت القبائل هو أمر لا يصدق أن تعجز إدارة الأمن في حل مشكلة نشبت بين اثنين من المواطنين بسبب دجاجة فتقوم بإحالتها إلى المشائخ الذين يقومون بجلالة قدرهم بعقد اجتماع وطلب كفلاء عن الغرماء ومبالغ مالية أجور التحكيم والنظر في القضية على مدى ثمانية أشهر ولم يتمكنوا من إنهائها. هذا الموضوع ليس له علاقة إلا بذلك الاستخفاف بالمواطنين واستثمار أوجاعهم والهنجمة عليهم والقصة في حرب الدجاجة التي سوف تشتعل في مديرية أسلم بدأ حين أقدمت امرأة على شراء دجاجة من امرأة أخرى وحصل خلاف على سعرها ثم انصرفت تلك المرأة بالدجاجة وقامت بذبحها فلحق بها زوج المرأة الأخرى ليشتم تلك المرأة التي كان زوجها غائباً وحين وصل الزوج اتجه بشكواه إلى إدارة امن أسلم وعجز نائب مدير الأمن عبدالعزيز أبو سالم عن حل القضية وقام بإحالتها إلى المشائخ وقام شيخ مشائخ أسلم الشيخ جلال علي أفندي بتكليف الشيخ علي صغير ضايع والشيخ محمد أحمد بحل القضية واللذين قاما بدورهما بطلب ضمناء من الغرماء فقدموا ضمناء لهما هم أيضا مشائخ وهما حسين علي محجوب وأحمد علي يحيى واللذين طلبا من كل غريم دفع مبلغ خمسين ألف ريال -مع العلم أن مديرية أسلم مديرية فقيرة وهي تقع ما بين السهل التهامي والجبل وفيها نسبة الأمية كبيرة- واستمرت القضية تنظر بين الغرماء وهما جبران علي الأسلمي ومهدي أبكر محمد بدوي وتكبد الغرماء خسائر التقاضي حق الطلعة والنزلة والغمز والضحك على العقول مبالغ تصل إلى أربعمائة ألف ريال وبدأ أحد الغرماء يتذمر من الحالة التي وصل إليها وبدأ يتمرد على المشائخ ويطالب بإحالة القضية إلى محكمة المحرق بحكم أنه من البداية لجأ إلى إدارة الأمن ولكن تم سجنه في سجن الشيخ وكبل بالقيود مما اضطره إلى الادعاء بالخضوع حتى أفرج عنه فغادر قريته وأصبح في حكم الهارب والمشرد في مديرية حرض وقد التقته صحيفة "الوسط" وهو في المدينة التي فر إليها وصرح للصحيفة أنه فقير ولا طاقة له بعبث المشائخ، لأن الحكم سيكون في صالح من يملك الإمكانية المادية وهو قد صرف كل ما ادخره وطلب منه مؤخرا مبلغ خمسين ألف ريال حق الكفلاء والمشائخ وخشي أن يصل الأمر إلى أن يجبر على التنازل عن أرضه وتجويع أطفاله فلاذ بالفرار وقال إنه سيطالب من فخيذته (القبيلة) التدخل وحسم القضية بسلاح الكلاشنكوف وناشد محافظ محافظة حجة والمشائخ الأجلاء من أصحاب العقل الرشيد من محافظة حجة التدخل لحسم القضية حتى لا تتحول الدجاجة سبباً في حرب جاهلي وأضاف أن أمله في المحافظ كبير في حل القضية وتأمين عودته إلى دياره التي أصبح عنها شريداً. عبودية السهل التهامي الغربي الذي يقع عند جدر جبال حجة والمناطق الجبلية القريبة من السهل التهامي الدافئ تتمتع جميعها بالخصوبة وكثرة الأودية مما جعلها منطقة زراعية وكانت قديما تنتج الحبوب ولهذا كان أصحاب المزارع يحتاجون كثيرا وبشكل ملح للأيادي العاملة وامتلاك العبيد كان من أهم احتياجات أصحاب المزارع والمشائخ بحكم أنهم كانوا يعتبرون جزءاً من أملاكهم والمنطقة غنية بعدد هائل من العبيد الذين كانوا في الأساس ملك أشخاص هم تجار أرض ومزارع وسرعان ما يتحول هؤلاء إلى مشائخ وكان سادتهم يمنحوهم مكاناً للسكن وهم من يقررون لهم ما يصرف من زاد ويبقون ملكاً لسادتهم هم وذريتهم وأغلبية العبيد يتواجدون في منطقة العبادل ووادي مور ومديرية مستبة وما زالت الصكوك القديمة تقول بأنهم ملك سادتهم ولم يتم عتقهم بشكل رسمي ومعلن حتى بعد قيام الثورة مثل ما حصل في السعودية عندما أصدر الملك فيصل قرار بعتق العبيد وإنهاء الرق والعبودية والبيع والشراء بهم والمشكلة الكبرى لا تقع في تلك الصكوك التي ملكها المشائخ ويلوحون بها سرا في وجه العبيد وإنما المشكلة تقع في وضع العبيد أنفسهم الذين إذا تمردوا على تلك الصكوك سيطلب منهم مغادرة ذلك السكن القديم أو الأرض التي تحتضن جرابهم وأطمارهم لأنهم يعيشون في أرض لا يملكون فيها شيئاً بجانب أنهم يعانون من الجهل والأمية وأغلبهم لا يعلم أن له حق حرية التصرف بنفسه وما زال يظن أنه ملك سيده شرعا، خاصة وهو يرى سيده يملك السجن ويسجن القبائل ويوجه أوامره لقسم الشرطة ولهذا كل من يحاول إفهامه أنه حر ينكر هو بنفسه ويؤكد أنه ملك سيده.. وفي وادي مور ذهب أحد العبيد المسنين يستأذن من سيده أن يسمح لولده أن يلتحق بسلك العسكرية بالمدينة فسمح الشيخ بذلك وبعد أن التحق العبد بسلك العسكرية عاد إلى قريته وهو منتش ويرى نفسه أكبر سلطة من الشيخ ليجلد بعد ذلك ويتدخل والده متوسلا ودموع أمه أن يتم السماح عنه وغادر القرية ولم يعد إلى العبودية ولكنه بدون أسرة وأرض يعني بدون وطن. وهناك العديد من العبيد في منطقة العبادل لدى الشيخ جلال أفندي يعملون كجنود عنده وهو يملكهم.. إن قضية العبيد في اليمن سيتم تناولها في صحيفة "الوسط" بعد أن نكمل نزولنا الميداني للمحافظات وسيكون تحقيقا موثقاً. القيود والرسامة ما زالت القيود حاضرة في محافظة حجة وإن كانت أقسام الشرطة في المدينة تخلو منها لكن المديريات الريفية الأكثر تخلفا ما
زال الوضع الإنساني برمته سيئاً للغاية ومزر والقيد حاضر بقوة والعكفي شاوش السجن بصلفه وبطشه ما زال حيا يتنفس، فسجن المحابشة القيود ما زالت فيه تستخدم ووضع السجن سيء للغاية وما زال السجناء يسجنون بدون طعام وفي وسط القمائم والقاذورات وأيضا سجن أسلم الثلوث البدوي الذي يقع في السوق ما زالت القيود فيه حاضرة ويشرف على عملية التقييد مجموعة من العبيد أيضا في مديرية مستبة وفي وشحة وعبس واللحية والزيدية وأما الرسامة حق شاوش السجن أمر يطالب به شاوش السجن كحق شرعي وأمر سماوي، تحت مرأى ومسمع المشائخ ومدراء المديريات وكافة المتهبشين الذين يرهبون المواطن وكأنهم يدفعونهم إلى التمرد. تسمم المجانين مثلما تسمم الكلاب.. فخامة الرئيس.. مواطنوك في حرض كرامتهم تهدر قبل عبور الحدود وبعد الحدود الله لا وراك حرض مدينة كبيرة ومن مديريات محافظة حجة وهي مدينة متحركة وسوق دائم بحكم أنها منفذ حدودي رسمي وتتبعها منافذ عديدة غير رسمية وبسبب كثرة أسواقها واستمرار حركتها وكثرة الوافدين إليها والمرحلين من اليمنيين الذين يتم القبض عليهم فهي تعج بالمشاكل وتفتح شهية المرتزقة على حساب الكادحين والفقراء.. فإلى حال المواطنين من أبناء حرض وحال العاملين والوافدين والمرحلين. أبشع مأساة تفجع كل من لديه إنسانية وضمير حي وقلب رحيم هي تلك المأساة التي تعرض لها المجانين في مدينة حرض، حيث فوجئ المواطنون بالمجانين يتلوون ألما في أزقة الشوارع والأسواق العامة بعد أن تم توزيع غداء لهم من قبل شخص أو جهة غير معروفة وقال الموطنون إنه تم إسعاف المجانين إلى مستشفى حرض وأن عدد المتوفين ثمانية أشخاص أحدهم توفي قبل أن يتم إسعافه وهو كان الدافع لدى المواطنين من أجل إسعاف الباقين ولا يعلم الموطنون بعد ذلك ما هي الإجراءات التي تمت ولا يعلمون ما هو الدافع من وراء تسميم المجانين. صحيفة الوسط قامت بالتحري حول هذا الأمر والتأكد من صحته بعد أن أكد مواطنون كثر هذه الواقعة وبلقاء الصحيفة بوكيل نيابة حرض أكد الوكيل أن لا علم له بالإجراءات التي تمت ولم ترسل الأجهزة الأمنية أي تقرير بذلك ولم ينكر الواقعة وتملص من تأكيدها وعلى الفور قمنا بالتواصل مع مدير مستشفى حرض الدكتور أيمن مذكور الذي أكد أنه تم نقل اثنين من المجانين إلى المستشفى أحدهما كان متوفياً والآخر كانت حالته سيئة توفي بعد ذلك وبحكم أن ثلاجة حفظ الموتى كانت عطلانة تم إصدار أوامر من جهات الاختصاص بدفن المجانين الموتى ولم يتم تشريح جثثهم وقال الدكتور أيمن إن سبب الوفاة ربما تكون الملاريا الشديدة التي ضربت مديرية حرض لكن المواطنين استبعدوا تحليل الدكتور وقالوا إن المجانين لو كانوا أصيبوا بالملاريا كانوا سيصابون بالشعور بالبرد وكانت حرارتهم سترتفع وكانوا سيعرفون من خلال تلك الأعراض أنهم أصيبوا بالملاريا وكيف سيصابون بالملاريا في يوم واحد جميعهم، مؤكدين أن عدد المجانين الذين اختفوا بعد عملية التسميم خمسة بينما أكدت مجموعة أخرى كانت تتابع حالتهم أن المتوفين ثمانية وقالوا من سيجرؤ على الإقدام على قتل نفس محرمة وأشخاص فقدوا عقولهم وحالهم بائس. وأضاف الموطنون ربما تكون هناك دوافع لمن قام بهذه العملية المفجعة وعلى أجهزة الأمن والبحث أن تتحرى وتقوم بدورها. والغريب في أمر واقعة تسميم هؤلاء المجانين أن أجهزة الامن لم تتحقق ولم يتم تشريح الجثث وتم دفنها في يومها والواقعة تحاول الأجهزة الحكومية نكران حدوثها رغم الأدلة الدامغة والأكيدة التي تؤكد الواقعة أن أمراً مثل هذا يجب أن تنتفض المنظمات الحقوقية والإنسانية اليمنية والدولية للتحقيق فيه باعتباره جريمة شنعاء ومساءلة الأجهزة الأمنية عن مصلحتها في إخفاء حادث مثل هذا ونحن ننتظر تحرك أصحاب الضمائر الحية وحتى لا يهدر دم إنسان بغير حق. مدينة الظلم في مدينة حرض الظلم مستفحل للغاية وبشكل مدهش ومريب ومشاهد الجائعين والمغلوبين تقابلك في كافة أزقة المدينة ومناظر حزن البؤساء من المرحلين لا تفارق عينيك وتطاردك في كل مكان، شباب تهدر حياتهم في الصحارى والكر والفر ما بعد الحدود والنهب والبطش والسرقة والتعسف وغياب الأمن في أزقة وشوارع وأسواق المدينة لكن الظلم لا يستهدف فقط شريحة من يسمون مجهولين أو مرحلين أيضا سكان المدينة يعانون من غياب الجهات المسئولة في أمور مهامها وحضورها الدائم في مواقع العبث فمثلا لا توجد تسعيرة مستقرة في مدينة حرض وعملية النظافة الخاصة بالمدينة فيها الكثير من العبث الضرائب مرتفعة جدا وتعتبر أضعافاً مضاعفة عن الضرائب التي تفرض في داخل العاصمة صنعاء من أجل دفع المحلات التجارية لرفع الأسعار واستغلال الفقراء بتلك الأسعار الخيالية ورغم أن المبالغ المفروضة كجباية باسم الحكومة تلهف ولا تعود بأي نفع للمديرية وتذهب للجيوب الخاصة، حيث أن المسئولين في المديرية مترابطون بروابط المصلحة. شفاطو الديزل وسنفصل العبث الذي يجري في حرض ونبدأ بالكهرباء، فرغم وجود محطة كهرباء وتصرف للكهرباء كمية من الديزل تصل إلى خمسمائة ألف لتر ولأن فواتير الكهرباء أصبحت تسدد عبر البريد كانت الحيلة في عدم تشغيل المواطير الكهربائية الوقت الكافي ولكن في حرض تصل بجاحة مسئولي الكهرباء وتواطؤ المجلس المحلي أن تعمل محطة الكهرباء لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات في اليوم ثم تنقطع باستثناء الدوائر الحكومية والجمرك أما المواطنون لا حق لهم في وطن مسئولي حرض. المجلس المحلي كانت هناك العديد من الأسئلة للمجلس المحلي في حرض واتجهنا إلى مقر المجلس الذي يقع في شقة بالإيجار مجاورة للمؤتمر الشعبي الحاكم ومن جاور الخوف أمن ولم نجد أحداً في المجلس المحلي وكررنا الزيارة يوم الأحد والاثنين من الأسبوع المنصرم وأكد المواطنون أن مقراً المجلس المحلي هو مجرد مكان مستأجر من أجل إفادة المؤجر ويقال إن هناك مقر للمجلس المحلي وقد قمنا بالتواصل مع الأمين العام للمجلس المحلي الشيخ حمود حيدر محجب لطرح بعض الأسئلة ولكنه اعتذر بحكم أنه في صنعاء وأن البيانات التي سئل عنها لا يمكن الإدلاء بها إلا عندما يكون في حرض. وفي كل الأحوال تعتبر مديرية حرض ذات دخل ممتاز من ناحية الجباية والضرائب المتنوعة التي تفرض على المحلات التجارية التي يتكبد عواقبها الموطنون والعمال والضعفاء وسبب هذا هو القصور الواضح من المجلس المحلي صاحب الدور الرقابي والإشرافي الذي لا يقوم بدور غير ذلك الدور الذي يبحث فيه كل عن حصته. مصالح المصالح المتبادلة لأصحاب النفوذ تؤدي إلى عرقلة العديد من الحقوق، فمثلا منطقة الجمرك منطقة حيوية وتعج بالمحلات التجارية والمطاعم والاستراحات واللوكندات ولم يتم شبك الكهرباء لهذه المحلات الكهرباء وأصغر محل تجاري يدفع مبلغ ثلاثين ألف ريال مقابل الكهرباء فلماذا لا يتم شبك الكهرباء لهم رغم عدمها ولكن الجواب معروف هو أنه لا توجد في حرض جهات ممكن أن يتقدم المواطن إليها بالشكوى، فالمسئولون حبايب تجمعهم جلسات القات الشماخي غالي الثمن يوميا والخير دوار على الجميع. أمن هات ما زال المواطنون يطلقون زفرات الألم من أمن حرض وبإجماع من الكبير والصغير بدون استثناء، وأوضح المواطنون أن جنود الأمن أشبه بمادة (الشلك) التي تلتصق ولا تنتزع من الشاكي أو المشكو به إلا بحق ابن هادي.. لازم الجميع يدفع و(يقطب) وطز في القانون والدولة في ساعة الدفع ومن أجل المصداقية استثنى بعض المواطنين مدير الأمن من هذا الهبر وقالوا مشكلته إنه يغض الطرف عنهم بينما قال مواطنون آخرون أنه لا يعلم وحين يصل الأمر إليه ينصف ودوما يشكو مسئولو الأمن أننا نتبلى عليهم رغم أن ما يجب على هؤلاء المسئولين إن كانوا يتقون الله أن يتقصوا الحقائق وهم أخبر بجنودهم ومدرائهم ومن تحتهم، فإذا كانت السرقات تتم في شوارع حرض بصورة علنية واللوم دوما يقع على المهمشين الذين يتكاثرون في المنطقة وعندهم ثلاثة أحياء جميعهم فقراء وجياع فقد شاهدت أحد المرحلين الذين كان يرتدي ثوباً نظيفاً وساعة من نوع ممتاز وقد حاولوا سرقة ساعة وتنبه لهم ولكنهم في الأخير جائعون ومنبوذون ومحرومون ولم توجد أي حلول لحل مشاكلهم والمصيبة الكبرى تقع أن هناك حراجاً يستقبل بيع وشراء مثل هذه المسروقات وهو تحت نظر الأمن ولكن أعطي حق العسكري والأمر يسير طبيعي ولهذا دائما لا تكتشف السرقات وفي حالة تزايد دائم والمؤسف أن الأمن ينكر بكل بجاحة.. أيضا شكا عدد من الموطنين أن حياً المعجار أصبح حي لعصر وبيع الخمور التي تباع في قوارير "الديو" وأن الجهات الأمنية تغض الطرف عنهم وأن المروج الذي أصبح أشبه بعلامة تجارية تنافس علامة المرسيدس هي علامة (الببح) وأن عملية أي مداهمة ستتم على المعصرة تتسرب من داخل الأمن قاصدين أنه اخترق الببح اخترق الجدار الأمني حسب تصريح المواطنين. منوع هناك الكثير من القضايا المتنوعة والعديد من التصريحات التي أدلى بها المواطنون تجنبنا ذكرها لفضاعتها ولهذا نأمل تشكيل لجنة تقصي الوضع الأمني والإنساني والإداري في حرض حسب رغبة المواطنين ولكن بشرط أن لا يكون أعضاء اللجنة من هواة مضغ القات الشماخي ويتعففون من مذاق عسل السلام. خالد طفل اللوكندات الشريد الطفل خالد لم يبلغ الخامسة من عمره ولكنه معروف في لوكندات حرض، فهو مثل الكبار يتناول القات ولكنه طفل ذكي وحبوب ولطيف لا يعرف شيئاً عن أبيه، فهو يجمع القات من زبائن اللوكندة وقال إنه يبيع بعضه ويخزن بالبعض الآخر، هذا الطفل بريء لا يعلم أحد ما يخفيه له القدر ولكنه طالما هو في حرض فالمتوقع الضياع طالما هو فقير والضمان الاجتماعي يصرف لغير الفقراء. مأساة عائد المواطن علي المعمري الذي يعمل في منطقة أبو عريش السعودية اتصل به من قبل أسرته أن والده توفي ولم يكن في جيبه غير أربعين ريالاً سعودياً فركب من منطقة أبو عريش إلى أطراف الحدود بمبلغ خمسمائة ريال وعندما عبر الحدود ووصل إلى النقطة العسكرية اليمنية قام العسكري اليمني بمصادرة جواله أو أن يعطيه مبلغاً مالياً وبعد مساومة أعطاه عشرة ريالات سعودية وبقي في جيبه مبلغ 25 ريالاً سعودياً قال لصحيفة "الوسط" -وعينه تكاد تذرف الدموع- لا أعلم هل هذا المبلغ يوصلني إلى البلاد أم لا.. حصل هذا في تمام الساعة السادسة والربع يوم الأحد الماضي مساء في منفذ الطوال.. اتقوا الله يا جنود الوطن.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.