كتب/محمد صالح الحاضري *إلى روح إبراهيم الحمدي، قائد الشعب وشهيد الدولة الوطنية يعني الإصلاح الديني إعادة الدين إلى الفطرة (إنهاء لاغترابه داخل الشكل التاريخي السلبي بإعادته إلى مضمونه الإلهي) فتأصيل النبي للإسلام على الفطرة تم على أساس مرجعيتها للدين وأولويتها على الشكل التاريخي الديني، وفي هذه الحالة فإن (الحقيقة) بوصفها الفطرة هي مرجع أحكام الدين، وطالما الأمر كذلك فإن العودة إلى الأصول تقتضي تعريفها على أنها الأصول الإلهية وفي مقدمتها الحق الذي بموجب أحكام الفطرة هو أصل متعين موضوعيا على شكل الواقع الاجتماعي (سكون الحق كوعي وشعور في الفطرة الإنسانية وتخارجه عنها موضوعيا على شكل المنطق كنقطة احتكام فطري هو أصل العقل، وكذلك الأخلاق الموضوعية- الاجتماعية بوصفها شكل تموضع الأخلاق الإلهية كقانون فطري (يحثنا الدين على التخلق بأخلاق الله) وأيضا الحق الموضوعي (الحقوق والقانون والدولة) وعلى ذلك فإن المضمون الإلهي الفطري هو أساس عملية تأصيل الدولة على الحق بوصفه حقاً اجتماعياً في الدولة وأنها بطبيعتها إلهية، بينما ارتبط الشكل التاريخي بحركة الفكر الديني التاريخي ومفهومها للدولة الدينية، وبفئة أو فرد كمفهوم لمصادرة الدولة. * هامش يكمن تخلف الواقع في عدم مطابقتنا الأصول الفطرية المنصوص عليها في الإسلام (فطرة الله التي فطر الناس عليها) مع الحقيقة الإلهية بوصفها مصدر المعرفة الإنسانية العامة، وهو تخلف فكري في عملية قراءة المسلمين للإسلام ولذلك لم يعرفوا تاريخيا مبدأ الإصلاح الديني إلا بوصفه تجديدا في إطار الشكل الديني التاريخي، وليس إصلاحا دينيا بشروط إعادة الدين إلى الفطرة.