كتب/محمد صالح الحاضري قلنا بأن الفطرة هي الروح الكلي المتموضع على شكل طبيعة الإنسان والمجتمع، وتأصيل ذلك إسلاميا: (( يا أيها الناس إن خلقناكم من نفس واحدة)) فالنفس الواحدة مفرد في محل الجمع لأنفس عطفا على الناس و(خلقناكم)، وإنسان أو نفس أو جزء (نفس جزئية) من كل هي ( النفس الكلية) وذلك كمفهوم لشخصية الواحد (الروح الكلي) في تموضعه على شكل الكل الاجتماعي (الإناء والأنت الاجتماعية التبادلية لتموضعات المثل والقيم العليا) فالصدق قيمة تبادلية في إطار السلوك الاجتماعي وكذلك الحق في صورة الحقوق والقانون والعقل بوصفه المنطق كنقطة احتكام فطري ضمن الفعل واللغة والثقافة الطبيعية للواقع الاجتماعي, وأيضاً على مستوى الشكل الهندسي للطبيعية يتوجها الجمال المتخارج عن (الذات) في صورة الأشكال الطبيعية فنتماهي معها بوصفها (نحن) الموجودة في الواقع الموضوعي. إن النفس الواحدة في النص الفطري القرآني هي النفس الكلية وفارق لفظ الواحد والكلي هو فارق اللغة، كشكل خاطب به الدين الناس ضمن شروط وضعهم البيئي في زمن المخاطبة فلم تكن اللغة سوى آلية إيصال المضمون الإلهي الواحد إلى مختلف الأقوام على مختلف لغاتهم ومختلف شروط بيئاتهم التاريخية. ذلك أن تفكيك النص وإعادة تركيبه على وفق أسس الوعي ،يحقق اتحاد مفهوم الشكل اللغوي كاتحاد لمضمون الوعي الكلي بوصفه الفطرة أو الحقيقة الإلهية وبإسقاط أصول الإسلام الفطري على ذلك يتأسس على وعي تخارج إيجابيا عن مضمون الدين في صورة إسلام موضوعي للبيئة الاجتماعية الوطنية.