* عبدالكريم الرازحي 1- لعنة الآلهة لكيما تدلفَ الى عالمً ساحرٍ لابد لك من بابٍ سحري ، ولكيما تدلفَ الى عالمٍ من الفتنة والجمال ، لابد لك من مدخلٍ فاتنٍ وجميل . أما عندما تريد ان تدلف الى كشمير فلا بد لك من ان تقف حائراًمحتاراً ، ولابد من أن تجد نفسك في حيرة. وبالنسبة لي فقد وقفت حائراً محتاراً ووجدت نفسي في حيرتينِ إنْ صحّ التعبير. لكن الحيرة وحدها لاتكفي ولاتفي ولاتشي بحقيقة انفعالاتي وبحقيقة ما اعتمل في نفسي . إذ انني لم اقف حائراً محتاراً فقط، وإنما وقفت متهيّباً ومتردداً في الحالتين. فقد ترددتُ كثيراً وتهيّبتُ من الذهاب الى كشمير، وبدوتُ مثل عسكريٍ جبان مطلوبُ منه التحرك الى جبهة القتال. ثم ترددتُ وتهيبتُ اكثر عند الكتابة. ذلك أن الكتابة عن كشمير تعني أن تكتب عن ما بعد السحر وليس عن عالمٍ ساحر. عن ما بعد الفتنة وما بعد الجمال وليس عن عالمٍ فاتنٍ وجميل. وهي- أي الكتابة عن كشمير- تعني بمعنى آخر الكتابة عن الجنة .. جنة الهملايا وجنة الله في الأرض. ومع اني دخلت الجنة من اخطر واضيق ابوابها، وعدت منها مزهواً مثل جنرال عاد منتصرا من المعركة. إلا أنني -فيما يتعلق بالكتابة- كان عليّ أن أعتذر وأنسحب واعترف بالهزيمة. ولولا أني - في لحظة طيش - تهوّرتُ وتسرّعتُ ووعدتُ القراء بالكتابة لما كتبتُ ولما تجرأتُ على اقتراف إثمٍ كهذا. وعند الهنود أن آلهة الهملايا قد تتسامح وتسمح لك بدخول الجنة لكنها لاتسمح ولن تتسامح معك ان انتَ تجرأتَ ورحتَ تصفُ جنتها وتفسدها بالكلام والثرثرة. وفي الاساطير الهندية ان آلهة الهملايا بعد ان خلقت جنة الهملايا" كشمير" وقفت مذهولة ومندهشة ، حائرة وعاجزة وغير قادرة على وصف جمال الجنة التي خلقتها. . ويقول الهنود : اذا كانت الآلهة نفسها قد أعْيَتْ وعجزت عن وصف جمال جنتها فالأحرى بك كإنسان ان تتواضع أمام هذا الجمال ..ان تتوقفَ وتتأملَ بدلاً من ان تفسدهُ بالكلام وبالثرثرة. وعندما قلتُ لأحدهم بأنني - بعد عودتي - ساكتب عن جنة الهملايا قال لي محذراً: أخشى عليك من لعنة الآلهة.