عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يلتقي قيادات التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إندونيسيا.. فانتازيا السحر والدهشة
نشر في الجمهورية يوم 06 - 06 - 2010


(1 - 2)
قيل في الأمثال العربية ثلاثة أشياء تدخل السرور على النفس وتزيل الهم والغم وهي “ الخضرة والماء والوجه الحسن”، ومتى ما توفرت هذه الأشياء في موضع أو مكان معين اتصف هذا المكان بالمثالية، هذه الثلاثة الأشياء ليست حلماً صعب المنال في إندونيسيا، لأن الأرخبيل الإندونيسي سلسلة الجزر المتناثرة على صفحة المحيط يقدم كل هذا بل وأكثر من هذا بكل فخر واحترام، إلا أننا وللأسف لن نقدم لكم في هذا الحيز سوى بعض المعلومات الضئيلة عن (إندونيسيا) إحدى جنان الأرض، والسبب أن رحلتنا لم تتضمن سوى زيارة جزيرتين فقط هما (جاوة، بالي) من أصل آلاف الجزر التي تشكل قوام جمهورية إندونيسيا.
رحلتنا في إندونيسيا التي استمرت (عشرة أيام كاملة) بدأت ظهراً من جاكرتا العاصمة وانتهت ظهراً وفي العاصمة أيضاً، لكن بين نقطتي البداية والنهاية كانت هناك الكثير من المحطات الممتعة بين أحضان الطبيعة الساحرة التي لا مثيل لها في أي مكان من العالم بجمالها الرباني الأخاذ الذي يبهر زائريها.
بداية الرحلة
هبطت بنا طائرة الخطوط الجوية اليمنية في الساعة الثانية عشرة ظهراً (الثامنة صباحاً بتوقيت اليمن) في مطار جاكرتا الذي يحمل اسم مطار سوكارنو الدولي (Soekarno Hatta ) وهو بوابة إندونيسيا الرئيسية، وقد أطلق عليه هذا المسمى تيمناً بالرئيس الراحل سوكارنو، وهو أول معلم سياحي سيبهرك عندما تطأ قدماك إندونيسيا بما يمثله من تحفة معمارية رائعة، وتقف مشدوها أمام الحركة الدءوبة التي لا تتوقف في هذا المطار الذي يخدم عدداً كبيراً جداً من رحلات الطيران المحلية والعالمية.
وصلنا إلى المطار وبدأنا إجراءات الدخول التي تمت بسلاسة عالية مصحوبة بابتسامة ترحاب من قبل العاملين في المطار الذين يشعرونك وكأنك بين أهلك، وبعد أن استكملنا الإجراءات دلفنا بوابة الخروج الرئيسية للمطار لنجد أمامنا أحد المرشدين السياحيين الإندونيسيين واسمه (إيوان) الذي كانت مهمته استقبالنا وتعريفنا بكل المناطق والأماكن التي من المقرر أن نزورها،كما كان في انتظارنا باص تم تخصيصه لنا لاستخدامه في كل جولاتنا في جزيرة جاوة.
ينابيع حارة من باطن الأرض
المحطة الأولى في رحلتنا وبحسب البرنامج المعد والممول من وزارة السياحة الإندونيسية كانت في مقاطعة أو إقليم غرب جاوة حيث توجد هناك واحدة من أجمل المناطق الطبيعية في إندونيسيا وهي منطقة شياتر(Ciater) التي تبعد عن العاصمة جاكرتا بحوالي (4) ساعات، كما تبعد عن مدينة باندونج (عاصمة مقاطعة غرب جاوة) حوالي 45 دقيقة.
منطقة شياتر(Ciater) هي منطقة جميلة جداً معروفة بينابيعها الحارّة الطبيعيّة وهي عبارة عن مياه كبريتيّة تخرج من باطن الأرض يمكنك أن تستمتع بالسّباحة في الماء الممزوج بالكبريت الدّافئ في حمّامات سباحة صّغيرة أو كبيرة يمكن أن تجلس أو تسبح فيها ولها أثر في الشفاء من عديد الأمراض مثل الشلل والروماتيزم، كما أن المنطقة تشتهر أيضاً بغاباتها وجبالها الخضراء والأشجار الطويلة والشلالات وأيضاً بحدائق الشاي المتناثرة على أطرافها، وتنتشر في المنطقة العديد من المنتجعات السياحية الفخمة التي تلبي احتياجات كل من يزور المنطقة سواء للاستجمام أو الاستشفاء.
تخلص من التعب والإرهاق
وصلنا إلى المنطقة ليلاً ونزلنا في أحد منتجعاتها الجميلة الذي يمتد على مساحة تقدر بعشرات الهكتارات، فبالإضافة إلى الفندق الذي نزلنا فيه هناك العديد من الشاليهات المستقلة التي تعتبر بمثابة فلل مستقلة تقع على مسافات متباعدة عن بعضها البعض بما يوفر للزائر الحرية والخصوصية والاستقلالية، كما أن الماء الحار الكبريتي يصل إلى كل غرفة من غرف الفندق وأيضاً كل شاليه وبإمكان الزائر الاستمتاع بالاستحمام بهذه المياه الاستشفائية في مقر إقامته أو استخدام المسابح المرفقة بالمنتجع وهي مسابح متنوعة ومختلفة الأحجام.
بعد حوالي 24 ساعة من السفر المتواصل منذ انطلاقنا من مطار صنعاء الدولي ووصولاً إلى منطقة شياتر كان التعب والإرهاق قد أخذ منا مأخذه فكان لا بد لنا من إزالة أثار التعب والإرهاق بعد هذه الرحلة المضنية، ولم يكن أمامنا من طريقة أفضل من اللجوء إلى مسبح المياه الكبريتية الحارة في المنتجع التي ما أن تغطس فيها حتى تشعر بالراحة والهدوء وتنسى كل التعب والإرهاق، قضينا الليلة هناك وغادرنا المنتجع صباحاً باتجاه محطتنا الثانية.
بركان وأناناس وفراولة
محطتنا الثانية كانت الجبل البركاني الذي يوجد في منطقة ليمبانج ( Lembang) حيث توجد فوهة بركان تانكوبان براهو، الطريق المؤدى إلى البركان جميلة جداً ومحفوفة بالغابات والأحراش الخضراء حيث تتعانق أشجار الصنوبر على امتداد الخط المؤدى له، كما تنتشر في المنطقة مزارع الشاي و مزارع الأرز وخاصة بعد الخروج من الجبل البركاني.
وتعتبر ليمبانج ( Lembang) عاصمة الأناناس في العالم ففيها قرية تسمى قرية الأناناس Pineapple village، أسمها الحقيقي قرية سوبانج ( Subang) حيث تنتشر فيها زراعة فاكهة الأناناس وبيعها وتجد المحلات أيضاً مكتظة بهذه الفاكهة الطازجة والرائعة المذاق، وأيضاً تتواجد في المنطقة مزارع الفراولة حيث يستطيع الزائر شراء الفراولة الطازجة من المزارع مباشرة أو تذوق العصير الطازج خلال زيارتك للمزارع.
مدينة الزهور
المحطة الثالثة في زيارتنا كانت مدينة باندونج وهي عاصمة مقاطعة غرب جاوة ورابع مدينة إندونيسية من حيث الأهمية ترتفع (768 م) فوق مستوى سطح البحر. تبعد عن جاكرتا مسافة 180 كيلومتراً تقريباً، وهي مدينة الشلالات و الينابيع الحارة فهي تشتهر بالينابيع الحارة الكبريتية الاستشفائية التي تنبع من جوف الأرض.. حيث تحيط بها الجبال البركانية.
باندونج لها سحر خاص لجذب الناس الذين يتدفقون إلى المدينة في عطلة نهاية الأسبوع من العاصمة والمدن الأخرى للسياحة فيها، فهي تشتهر بموقعها الجميل ومناخها اللطيف بسبب ارتفاعها عن سطح البحر حيث أن متوسط درجة الحرارة في باندونج يبلغ 23°م، كما يبلغ المتوسط السنوي للأمطار حوالي 200 سم.. ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني شخص ، ولا يقتصر الأمر على كونها مدينة إدارية وصناعية بل هي أيضًا منتجع سياحي، حيث يجتذب مناخها الجميل وإمكاناتها السياحية أعدادًا كبيرة من الزوار من المناطق الساحلية لجاوة ذات الجو الحار، كما يتوافد إليها السياح أيضًا من مناطق إندونيسيا المختلفة، ومن الأقطار الأخرى لوجود العديد من المتنزهات الترويحية والمعالم التاريخية والأثرية.
وفي هذه المدينة تجد الشوارع الواسعة والأشجار الوارفة والمباني القديمة وعدد من الحدائق مما يجعل من هذه المدينة الملقبة بمدينة الزهور ( Kota Kembang) مكاناً مناسباً للتجول خاصة مع جوها المعتدل.
باريس جاوة
تعد مدينة باندونج واحدة من أشهر المدن الإندونيسية وأكثرها شعبية للتسوق..لذلك يطلق عليها « باريس جاوة »، حيث تنتشر في هذه المدينة وبشكل مفرط عشرات الأسواق والمراكز التجارية بعض هذه المراكز تضم أكثر من200 محل، وتجد في هذه الأسواق والمراكز كل ما تحتاجه من الملابس والمصنوعات الجلدية ذات الماركات العالمية المشهورة أو الماركات العادية وكافة الأدوات الإلكترونية، وفي المقابل هناك الأسواق الشعبية ذات الأسعار الزهيدة جداً، ولكن عموماً الأسعار معقولة جداً سواء في الأسواق الراقية أو الشعبية، وطبعاً كل هذه المراكز التجارية مجهزة بالمطاعم والمقاهي الحديثة والراقية والسوبر ماركات الفخمة، وبعضها تضم صالات سينما وبولينغ وصالات بلياردو وملاهي للأطفال وغيرها من المرافق التي تلبي احتياجات محبي التسوق، وهو ما يجعل من المدينة جنة التسوق مع توفر هذا العدد الكبير من الأسواق التجارية التي تقدم خدماتها بما يتناسب مع كافة الأذواق والمستويات وبأسعار منافسة.
قضينا في هذه المدينة نحو يومين ثم ودعناها باتجاه جزيرة بالي المشهورة عالمياً بشواطئها الفاتنة وطبيعتها الساحرة وجوها الرائع، بل هي واحدة من أجمل جزر العالم من حيث روعة الطبيعة وهي وجهة الباحثين عن المناظر الجميلة والهدوء بين أحضان الطبيعة.
انطلقت الطائرة بنا من مطار باندونج في تمام الساعة الثالثة والنصف عصراً باتجاه جزيرة بالي الواقعة شرق جزيرة جاوة وبعد حوالي ساعتين ونصف في الجو هبطت الطائرة في مطار مدينة دينبسار (عاصمة جزيرة بالي) وكان التوقيت حينها في الجزيرة حوالي الساعة السادسة مساءً، حيث أن التوقيت في بالي متقدم بساعة كاملة عن جزيرة جاوة.
جزيرة الأحلام
جزيرة بالي الأسطورية واحدة من أروع جزر الأرخبيل الإندونيسي، صحيح أنها ليست سوى واحدة من أصغر الجزر الإندونيسية , ولكنها الأكثر شعبية على مستوى العالم، فهي جزيرة الأحلام دون شك بشواطئها الشفافة ورمالها البيضاء الساحرة، وفي هذه الجزيرة الخلابة تنتشر الخدمات السياحية بكافة أنواعها وفي كل مكان حيث يعمل معظم أهل الجزيرة في مجال السياحة، ولهذا يؤمها العديد من الأوروبيين الذين يترددون على الجزيرة بشكل مستمر ويقيمون فيها لفترات طويلة رغبة منهم في إكساب بشرتهم اللون البرونزي.
والزائر للجزيرة لا شك أنه سيلاحظ مدى كثافة تواجد الأوروبيين في بالي خصوصاً في الشواطئ والمناطق القريبة منها، ولا ينافسهم في ذلك إلا الأستراليون الذين يتواجدون أيضاً بكثرة في هذه الجزيرة.
جنةً الله على الأرض
جزيرة (بالي) تعد مقصداً للسياح لما فيها من طبيعة ساحرة وجو خيالي رائع وهي تحتوي على العديد من المناطق والمنتجعات السياحية التي يستمتع الزائر فيها بقضاء وقت للراحة والاستجمام والتمتع بالمناظر الجميلة، كما يمكنه الصعود إلى المناطق البركانية لمشاهدة مجموعة من البراكين وقضاء وقت من الإثارة والمتعة أو بإمكانه الذهاب إلى مزارع الأرز أو التوجه إلى الشاطئ الصخري أو مدينة الألعاب المائية، أما محبو الرياضة البدنية فإنهم سيجدون ضالتهم في ملاعب الجولف، أو ممارسة لعبة التنس، أو التزحلق المائي ، بينما الغواصون سيجدون متعتهم بالغوص في المياه الصافية التي تحيط بالجزيرة من كل الجهات، هذه بعض التجارب الممتعة التي قد يحصل عليها الزائر لجزيرة بالي .
يمكن القول بأن بالي هي جنةً الله على الأرض بفعل التنوع المدهش والغزير الذي تمتاز به الجزيرة سواء التنوع النباتي أو الحيواني فهي مليئة بالأماكن الجميلة والرائعة، فهناك عدد من الشواطئ الجميلة المحاطة بأشجار النارجيل، وفيها مجموعة من الشلالات والمنتزهات والحدائق وفيها الأحجار المرجانية والجبال البركانية، فما قد تشاهده وتراه في هذه الجزيرة من النادر أن تشاهده في مكان آخر في العالم.
فالخصوبة الشديدة التي تتمتع بها الجزيرة والأمطار الغزيرة التي تهطل عليها تمنحها اخضراراً دائماً وتجعلها أكثر ازدهاراً وتنوعاً، بل إن الفواكه في« بالي » كبيرة الحجم وبشكل خاص ولذيذة جداً، في هذه الجزيرة تنمو الأشجار الاستوائية مثل الأناناس, الباباي, الموز، جوز الهند، كما أن وفرة الماء تمكن السكان من زراعة الأرز وهو أهم الزراعات في الجزيرة حيث يزرع الأرز في مدرجات مغمورة بالماء موجودة على سفوح الجبال .
تعايش وتسامح ديني
يبلغ عدد سكان جزيرة بالي أكثر من ثلاثة ملايين نسمة غالبيتهم من الهندوس أو الهندو الذين يشكلون أكثر من 86 % من عدد السكان فيما لا تتجاوز نسبة المسلمين ال(6 %) والبقية مسيحيون وبوذيون.
ما لفت نظرنا أثناء تجوالنا في أسواق البلدة هو وجود صحون صغيرة من الورق فيها قليل من الطعام والزهور إضافة إلى وجود أعواد البخور(الند) وعند سؤالنا عن المغزى من ذلك كان الجواب بأن هذا الأمر هو طقس ديني كما يوجد عند البوذيين، فعبدة الأوثان والبوذيون يقدمون للآلهة الطعام البسيط والبخور ويعتقدون أن الإله يأكله ويتغذى عليه.
وفي المقابل تجد هناك المسلمين ورغم نسبتهم الضئيلة جداً يمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية حيث كنا نسمع الآذان يرفع في أوقات الصلاة الخمس من عموم المساجد الموجودة في الجزيرة، وبالمثل يمارس كل من الهندوس والبوذيين والمسيحيين طقوسهم الدينية بكل حرية، بل إنك قد تجد كل من المسجد والمعبد والكنيسة في ساحة واحدة إما متجاورة أو متقابلة مع بعضها البعض في مشهد يمثل قمة التسامح الديني والفكري، ودليل على التعايش والتواصل الاجتماعي الخلاق بين أطياف المجتمع إلإندونيسي بمختلف الديانات والعرقيات والمشارب الثقافية والفكرية.
زيارتنا ل(بالي) استمرت يومين فقط لم نستطع معها اكتشاف كل أسرار ومكامن الجمال في هذه الجزيرة التي تعد جزيرة الشواطئ والمحيطات والمناظر الخضراء الخلابة وهي واحدة من أجمل الجزر في العالم من حيث جمال الطبيعة.
غادرنا الجزيرة باتجاه العاصمة جاكرتا التي مكثنا فيها الأربعة الأيام الأخيرة من زيارتنا لأندونيسيا وهو ما سأتحدث عنه في الأسبوع القادم بالتفصيل حيث جاكرتا المدينة العصرية التي تمثل واجهة أندونيسيا الحديثة خاصة مع ما شهدته وفى السنوات الأخيرة من طفرة عمرانية هائلة إلى أن أصبحت تضاهي أرقى المدن الآسيوية بما تحويه من وسائل جذب للزوار مثل الفنادق الممتازة والمطاعم الراقية ومراكز التسوق الحديثة والمناطق السياحية المتعددة.
إندونيسيا .. معلومات
{.. إندونيسيا هي دولة إسلامية تقع في جنوب شرق آسيا وأوقيانيا، وتتكون من حوالي (17508) جزر، منها (6000) جزيرة فقط مأهولة بالسكان، وهي منتشرة في كل من جانبي خط الاستواء، وأكبر خمس جزر هي (جاوة، سومطرة، كاليمانتان، غينيا الجديدة، وسولاويسي)، وتشترك في الحدود البرية مع ماليزيا في جزيرتي بورنيو وسابتيك، بابوا غينيا الجديدة على جزيرة غينيا الجديدة، وتيمور الشرقية في جزيرة تيمورند، وأيضاً لها حدود مشتركة مع سنغافورة وماليزيا والفلبين إلى الشمال واستراليا إلى الجنوب عبر المضيق الضيق من المياه.
{.. أصل التسمية: جاءت تسمية إندونيسيا من كلمتين يونانيتين هما أندوس ومعناها هندي ونيسوس ومعناها جزر، إذا فإندونيسيا معناها الجزر الهندية.
{.. أعلن استقلالها في 17اغسطس 1945م من الاحتلال الهولندي واعترف بها دولياً كجمهورية اتحادية مستقلة في 27 ديسمبر 1949م.
{.. تتكون إندونيسيا من 33 مقاطعة (2 منها دوائر خاصة وواحدة لمنطقة العاصمة)، وهذه المقاطعات هي: بالي، بانجكا، بليتونج، بانتن، بنجكولو، جاوة شرق، جاوة غرب، جاوة وسطى، كليمنتن جنوب، كليمنتن شرق، كليمنتن وسطى، كليمنتن غرب، سولاوسي شمال، سولاوسي وسطى، سولاوسي غرب، سولاوسي جنوب شرق، سولاوسي جنوب، نوسا تنجارا شرق، نوسا تنجارا غرب، سومطرة شمالية، سومطرة جنوبية، سومطرة غرب، جامبي، جورونتالو، لامبونج، مالوكو، مالوكو شمالية، بابوا (إيريان جايا)، إيريان جايا غرب، رياو، رياو كبولاوان، أما الدوائر الخاصة فهي: آتشيه (أو نانجرو آتشيه دار السلام)، يوجياكرتا، الدوائر الخاصة تتمتع بمزيد من الاستقلال الذاتي مقارنة بالمقاطعات، منطقة العاصمة هي جاكرتا والتي بالرغم من كونها مدينة إلا أنها تدار على أنها مقاطعة فيحكمها حاكم وليس عمدة.
{.. أهم المدن : جاكارتا ( العاصمة)، باندونج، يوجياكرتا، ميدان، ماديون، سيمارانج، سورابايا، ديماك، جايابورا، جامبين، تجيربون، بوكيتجي ، بنتيانك، بانجارماسين، باليكبابان، باليرنبانج، بالمبيانج، بادانج.
{.. تبلغ مساحة اندونيسيا حوالي 1،919،440 كيلومتر مربع، وهي في المركز السادس عشر على مستوى العالم من حيث المساحة، وهي خامس دولة في العالم من حيث الكثافة السكانية.
{.. يبلغ عدد سكانها حوالي 231 مليون نسمة، غالبيتهم من المسلمين الذين يشكلون نسبة (87 %) مسيحيون (10 %) هندوس (2 %)، وبذلك تكون رابع أكبر دولة سكاناً على مستوى العالم، وأكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، حيث دخل الإسلام إندونيسيا في حوالي القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي) على يد التجار المسلمين، ثم انتشر بين جزر الأرخبيل بواسطة الإندونيسيين أنفسهم، وكانت جزيرة سومطرة أول مركز للدعوة الإسلامية ونشأت بها أول دولة إسلامية.
{.. اللغة الرسمية : الإندونيسية والإنجليزية ويوجد فيها أيضاً بعض اللغات مثل الهولندية والعربية والصينية وعدد أخر من اللهجات المحلية.
{.. الاقتصاد: يعتبر الناتج المحلي الإجمالي لإندونيسيا (863 بليون دولار) الأكبر في العالم الإسلامي والخامس عشر على مستوى العالم، والعملة الرسمية: الروبية (Rp).
{..تحتوي على مناطق شاسعة من المناطق البرية وتعتبر ثاني أعلى دولة في العالم على مستوى التنوع البيولوجي بعد البرازيل، فهي غنية بالموارد الطبيعية وتغطي الغابات حوالي 62 % من المساحة الكلية للبلاد.
المصدر(ويكيبيديا، الموسوعة الحرة)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.