فعالية نسائية في الحديدة بذكرى الشهيد ووقفة تضامنية مع فلسطين    صنعاء : قرار تعيين ..    حماس : العدو يخرق اتفاق غزة يوميا .. واستشهد 271 فلسطينيا بشهر    إدريس يدشن حملة بيطرية لتحصين المواشي في البيضاء    صنعاء.. تعمّيم بإعادة التعامل مع شبكة تحويلات مالية بعد 3 أيام من إيقافها    قبائل شدا الحدودية تُعلن النفير والجهوزية لمواجهة الأعداء    "حماس" تطالب بفتح معبر "زيكيم" لإدخال المساعدات عبر الأردن    لحج: الطليعة يبدأ بطولة 30 نوفمبر بفوز عريض على الهلال    صنعاء.. اعتقال الدكتور العودي ورفيقيه    التوقيع على اتفاقية انشاء معمل للصناعات الجلدية في مديرية بني الحارث    وبعدين ؟؟    اليوم العالمي للمحاسبة: جامعة العلوم والتكنولوجيا تحتفل بالمحاسبين    قراءة تحليلية لنص "خصي العقول" ل"أحمد سيف حاشد"    الجدران تعرف أسماءنا    قرارات حوثية تدمر التعليم.. استبعاد أكثر من ألف معلم من كشوفات نصف الراتب بالحديدة    تمرد إداري ومالي في المهرة يكشف ازدواج الولاءات داخل مجلس القيادة    أبين.. حادث سير مروع في طريق العرقوب    شبوة تحتضن بطولة الفقيد أحمد الجبيلي للمنتخبات للكرة الطائرة .. والمحافظ بن الوزير يؤكد دعم الأنشطة الرياضية الوطنية    موسم العسل في شبوة.. عتق تحتضن مهرجانها السنوي لعسل السدر    الأرصاد يتوقع أجواء باردة إلى شديدة البرودة على المرتفعات    وزارة الخدمة المدنية توقف مرتبات المتخلفين عن إجراءات المطابقة وتدعو لتصحيح الأوضاع    توتر وتحشيد بين وحدات عسكرية غرب لحج على شحنة أسلحة    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    تسعة جرحى في حادث مروع بطريق عرقوب شقرة.. فواجع متكررة على الطريق القاتل    انتقادات حادة على اداء محمد صلاح أمام مانشستر سيتي    سؤال المعنى ...سؤال الحياة    برباعية في سيلتا فيجو.. برشلونة يقبل هدية ريال مدريد    بوادر معركة إيرادات بين حكومة بن بريك والسلطة المحلية بالمهرة    هل يجرؤ مجلس القيادة على مواجهة محافظي مأرب والمهرة؟    جحش الإخوان ينهب الدعم السعودي ويؤدلج الشارع اليمني    الأربعاء القادم.. انطلاق بطولة الشركات في ألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    العسكرية الثانية تفضح أكاذيب إعلام حلف بن حبريش الفاسد    إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثيين بمدينة نصاب    غارتان أمريكيتان تدمران مخزن أسلحة ومصنع متفجرات ومقتل 7 إرهابيين في شبوة    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية تُنظم فعالية خطابية وتكريمية بذكرى سنوية الشهيد    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    عين الوطن الساهرة (1)    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إندونيسيا.. فانتازيا السحر والدهشة
نشر في الجمهورية يوم 06 - 06 - 2010


(1 - 2)
قيل في الأمثال العربية ثلاثة أشياء تدخل السرور على النفس وتزيل الهم والغم وهي “ الخضرة والماء والوجه الحسن”، ومتى ما توفرت هذه الأشياء في موضع أو مكان معين اتصف هذا المكان بالمثالية، هذه الثلاثة الأشياء ليست حلماً صعب المنال في إندونيسيا، لأن الأرخبيل الإندونيسي سلسلة الجزر المتناثرة على صفحة المحيط يقدم كل هذا بل وأكثر من هذا بكل فخر واحترام، إلا أننا وللأسف لن نقدم لكم في هذا الحيز سوى بعض المعلومات الضئيلة عن (إندونيسيا) إحدى جنان الأرض، والسبب أن رحلتنا لم تتضمن سوى زيارة جزيرتين فقط هما (جاوة، بالي) من أصل آلاف الجزر التي تشكل قوام جمهورية إندونيسيا.
رحلتنا في إندونيسيا التي استمرت (عشرة أيام كاملة) بدأت ظهراً من جاكرتا العاصمة وانتهت ظهراً وفي العاصمة أيضاً، لكن بين نقطتي البداية والنهاية كانت هناك الكثير من المحطات الممتعة بين أحضان الطبيعة الساحرة التي لا مثيل لها في أي مكان من العالم بجمالها الرباني الأخاذ الذي يبهر زائريها.
بداية الرحلة
هبطت بنا طائرة الخطوط الجوية اليمنية في الساعة الثانية عشرة ظهراً (الثامنة صباحاً بتوقيت اليمن) في مطار جاكرتا الذي يحمل اسم مطار سوكارنو الدولي (Soekarno Hatta ) وهو بوابة إندونيسيا الرئيسية، وقد أطلق عليه هذا المسمى تيمناً بالرئيس الراحل سوكارنو، وهو أول معلم سياحي سيبهرك عندما تطأ قدماك إندونيسيا بما يمثله من تحفة معمارية رائعة، وتقف مشدوها أمام الحركة الدءوبة التي لا تتوقف في هذا المطار الذي يخدم عدداً كبيراً جداً من رحلات الطيران المحلية والعالمية.
وصلنا إلى المطار وبدأنا إجراءات الدخول التي تمت بسلاسة عالية مصحوبة بابتسامة ترحاب من قبل العاملين في المطار الذين يشعرونك وكأنك بين أهلك، وبعد أن استكملنا الإجراءات دلفنا بوابة الخروج الرئيسية للمطار لنجد أمامنا أحد المرشدين السياحيين الإندونيسيين واسمه (إيوان) الذي كانت مهمته استقبالنا وتعريفنا بكل المناطق والأماكن التي من المقرر أن نزورها،كما كان في انتظارنا باص تم تخصيصه لنا لاستخدامه في كل جولاتنا في جزيرة جاوة.
ينابيع حارة من باطن الأرض
المحطة الأولى في رحلتنا وبحسب البرنامج المعد والممول من وزارة السياحة الإندونيسية كانت في مقاطعة أو إقليم غرب جاوة حيث توجد هناك واحدة من أجمل المناطق الطبيعية في إندونيسيا وهي منطقة شياتر(Ciater) التي تبعد عن العاصمة جاكرتا بحوالي (4) ساعات، كما تبعد عن مدينة باندونج (عاصمة مقاطعة غرب جاوة) حوالي 45 دقيقة.
منطقة شياتر(Ciater) هي منطقة جميلة جداً معروفة بينابيعها الحارّة الطبيعيّة وهي عبارة عن مياه كبريتيّة تخرج من باطن الأرض يمكنك أن تستمتع بالسّباحة في الماء الممزوج بالكبريت الدّافئ في حمّامات سباحة صّغيرة أو كبيرة يمكن أن تجلس أو تسبح فيها ولها أثر في الشفاء من عديد الأمراض مثل الشلل والروماتيزم، كما أن المنطقة تشتهر أيضاً بغاباتها وجبالها الخضراء والأشجار الطويلة والشلالات وأيضاً بحدائق الشاي المتناثرة على أطرافها، وتنتشر في المنطقة العديد من المنتجعات السياحية الفخمة التي تلبي احتياجات كل من يزور المنطقة سواء للاستجمام أو الاستشفاء.
تخلص من التعب والإرهاق
وصلنا إلى المنطقة ليلاً ونزلنا في أحد منتجعاتها الجميلة الذي يمتد على مساحة تقدر بعشرات الهكتارات، فبالإضافة إلى الفندق الذي نزلنا فيه هناك العديد من الشاليهات المستقلة التي تعتبر بمثابة فلل مستقلة تقع على مسافات متباعدة عن بعضها البعض بما يوفر للزائر الحرية والخصوصية والاستقلالية، كما أن الماء الحار الكبريتي يصل إلى كل غرفة من غرف الفندق وأيضاً كل شاليه وبإمكان الزائر الاستمتاع بالاستحمام بهذه المياه الاستشفائية في مقر إقامته أو استخدام المسابح المرفقة بالمنتجع وهي مسابح متنوعة ومختلفة الأحجام.
بعد حوالي 24 ساعة من السفر المتواصل منذ انطلاقنا من مطار صنعاء الدولي ووصولاً إلى منطقة شياتر كان التعب والإرهاق قد أخذ منا مأخذه فكان لا بد لنا من إزالة أثار التعب والإرهاق بعد هذه الرحلة المضنية، ولم يكن أمامنا من طريقة أفضل من اللجوء إلى مسبح المياه الكبريتية الحارة في المنتجع التي ما أن تغطس فيها حتى تشعر بالراحة والهدوء وتنسى كل التعب والإرهاق، قضينا الليلة هناك وغادرنا المنتجع صباحاً باتجاه محطتنا الثانية.
بركان وأناناس وفراولة
محطتنا الثانية كانت الجبل البركاني الذي يوجد في منطقة ليمبانج ( Lembang) حيث توجد فوهة بركان تانكوبان براهو، الطريق المؤدى إلى البركان جميلة جداً ومحفوفة بالغابات والأحراش الخضراء حيث تتعانق أشجار الصنوبر على امتداد الخط المؤدى له، كما تنتشر في المنطقة مزارع الشاي و مزارع الأرز وخاصة بعد الخروج من الجبل البركاني.
وتعتبر ليمبانج ( Lembang) عاصمة الأناناس في العالم ففيها قرية تسمى قرية الأناناس Pineapple village، أسمها الحقيقي قرية سوبانج ( Subang) حيث تنتشر فيها زراعة فاكهة الأناناس وبيعها وتجد المحلات أيضاً مكتظة بهذه الفاكهة الطازجة والرائعة المذاق، وأيضاً تتواجد في المنطقة مزارع الفراولة حيث يستطيع الزائر شراء الفراولة الطازجة من المزارع مباشرة أو تذوق العصير الطازج خلال زيارتك للمزارع.
مدينة الزهور
المحطة الثالثة في زيارتنا كانت مدينة باندونج وهي عاصمة مقاطعة غرب جاوة ورابع مدينة إندونيسية من حيث الأهمية ترتفع (768 م) فوق مستوى سطح البحر. تبعد عن جاكرتا مسافة 180 كيلومتراً تقريباً، وهي مدينة الشلالات و الينابيع الحارة فهي تشتهر بالينابيع الحارة الكبريتية الاستشفائية التي تنبع من جوف الأرض.. حيث تحيط بها الجبال البركانية.
باندونج لها سحر خاص لجذب الناس الذين يتدفقون إلى المدينة في عطلة نهاية الأسبوع من العاصمة والمدن الأخرى للسياحة فيها، فهي تشتهر بموقعها الجميل ومناخها اللطيف بسبب ارتفاعها عن سطح البحر حيث أن متوسط درجة الحرارة في باندونج يبلغ 23°م، كما يبلغ المتوسط السنوي للأمطار حوالي 200 سم.. ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني شخص ، ولا يقتصر الأمر على كونها مدينة إدارية وصناعية بل هي أيضًا منتجع سياحي، حيث يجتذب مناخها الجميل وإمكاناتها السياحية أعدادًا كبيرة من الزوار من المناطق الساحلية لجاوة ذات الجو الحار، كما يتوافد إليها السياح أيضًا من مناطق إندونيسيا المختلفة، ومن الأقطار الأخرى لوجود العديد من المتنزهات الترويحية والمعالم التاريخية والأثرية.
وفي هذه المدينة تجد الشوارع الواسعة والأشجار الوارفة والمباني القديمة وعدد من الحدائق مما يجعل من هذه المدينة الملقبة بمدينة الزهور ( Kota Kembang) مكاناً مناسباً للتجول خاصة مع جوها المعتدل.
باريس جاوة
تعد مدينة باندونج واحدة من أشهر المدن الإندونيسية وأكثرها شعبية للتسوق..لذلك يطلق عليها « باريس جاوة »، حيث تنتشر في هذه المدينة وبشكل مفرط عشرات الأسواق والمراكز التجارية بعض هذه المراكز تضم أكثر من200 محل، وتجد في هذه الأسواق والمراكز كل ما تحتاجه من الملابس والمصنوعات الجلدية ذات الماركات العالمية المشهورة أو الماركات العادية وكافة الأدوات الإلكترونية، وفي المقابل هناك الأسواق الشعبية ذات الأسعار الزهيدة جداً، ولكن عموماً الأسعار معقولة جداً سواء في الأسواق الراقية أو الشعبية، وطبعاً كل هذه المراكز التجارية مجهزة بالمطاعم والمقاهي الحديثة والراقية والسوبر ماركات الفخمة، وبعضها تضم صالات سينما وبولينغ وصالات بلياردو وملاهي للأطفال وغيرها من المرافق التي تلبي احتياجات محبي التسوق، وهو ما يجعل من المدينة جنة التسوق مع توفر هذا العدد الكبير من الأسواق التجارية التي تقدم خدماتها بما يتناسب مع كافة الأذواق والمستويات وبأسعار منافسة.
قضينا في هذه المدينة نحو يومين ثم ودعناها باتجاه جزيرة بالي المشهورة عالمياً بشواطئها الفاتنة وطبيعتها الساحرة وجوها الرائع، بل هي واحدة من أجمل جزر العالم من حيث روعة الطبيعة وهي وجهة الباحثين عن المناظر الجميلة والهدوء بين أحضان الطبيعة.
انطلقت الطائرة بنا من مطار باندونج في تمام الساعة الثالثة والنصف عصراً باتجاه جزيرة بالي الواقعة شرق جزيرة جاوة وبعد حوالي ساعتين ونصف في الجو هبطت الطائرة في مطار مدينة دينبسار (عاصمة جزيرة بالي) وكان التوقيت حينها في الجزيرة حوالي الساعة السادسة مساءً، حيث أن التوقيت في بالي متقدم بساعة كاملة عن جزيرة جاوة.
جزيرة الأحلام
جزيرة بالي الأسطورية واحدة من أروع جزر الأرخبيل الإندونيسي، صحيح أنها ليست سوى واحدة من أصغر الجزر الإندونيسية , ولكنها الأكثر شعبية على مستوى العالم، فهي جزيرة الأحلام دون شك بشواطئها الشفافة ورمالها البيضاء الساحرة، وفي هذه الجزيرة الخلابة تنتشر الخدمات السياحية بكافة أنواعها وفي كل مكان حيث يعمل معظم أهل الجزيرة في مجال السياحة، ولهذا يؤمها العديد من الأوروبيين الذين يترددون على الجزيرة بشكل مستمر ويقيمون فيها لفترات طويلة رغبة منهم في إكساب بشرتهم اللون البرونزي.
والزائر للجزيرة لا شك أنه سيلاحظ مدى كثافة تواجد الأوروبيين في بالي خصوصاً في الشواطئ والمناطق القريبة منها، ولا ينافسهم في ذلك إلا الأستراليون الذين يتواجدون أيضاً بكثرة في هذه الجزيرة.
جنةً الله على الأرض
جزيرة (بالي) تعد مقصداً للسياح لما فيها من طبيعة ساحرة وجو خيالي رائع وهي تحتوي على العديد من المناطق والمنتجعات السياحية التي يستمتع الزائر فيها بقضاء وقت للراحة والاستجمام والتمتع بالمناظر الجميلة، كما يمكنه الصعود إلى المناطق البركانية لمشاهدة مجموعة من البراكين وقضاء وقت من الإثارة والمتعة أو بإمكانه الذهاب إلى مزارع الأرز أو التوجه إلى الشاطئ الصخري أو مدينة الألعاب المائية، أما محبو الرياضة البدنية فإنهم سيجدون ضالتهم في ملاعب الجولف، أو ممارسة لعبة التنس، أو التزحلق المائي ، بينما الغواصون سيجدون متعتهم بالغوص في المياه الصافية التي تحيط بالجزيرة من كل الجهات، هذه بعض التجارب الممتعة التي قد يحصل عليها الزائر لجزيرة بالي .
يمكن القول بأن بالي هي جنةً الله على الأرض بفعل التنوع المدهش والغزير الذي تمتاز به الجزيرة سواء التنوع النباتي أو الحيواني فهي مليئة بالأماكن الجميلة والرائعة، فهناك عدد من الشواطئ الجميلة المحاطة بأشجار النارجيل، وفيها مجموعة من الشلالات والمنتزهات والحدائق وفيها الأحجار المرجانية والجبال البركانية، فما قد تشاهده وتراه في هذه الجزيرة من النادر أن تشاهده في مكان آخر في العالم.
فالخصوبة الشديدة التي تتمتع بها الجزيرة والأمطار الغزيرة التي تهطل عليها تمنحها اخضراراً دائماً وتجعلها أكثر ازدهاراً وتنوعاً، بل إن الفواكه في« بالي » كبيرة الحجم وبشكل خاص ولذيذة جداً، في هذه الجزيرة تنمو الأشجار الاستوائية مثل الأناناس, الباباي, الموز، جوز الهند، كما أن وفرة الماء تمكن السكان من زراعة الأرز وهو أهم الزراعات في الجزيرة حيث يزرع الأرز في مدرجات مغمورة بالماء موجودة على سفوح الجبال .
تعايش وتسامح ديني
يبلغ عدد سكان جزيرة بالي أكثر من ثلاثة ملايين نسمة غالبيتهم من الهندوس أو الهندو الذين يشكلون أكثر من 86 % من عدد السكان فيما لا تتجاوز نسبة المسلمين ال(6 %) والبقية مسيحيون وبوذيون.
ما لفت نظرنا أثناء تجوالنا في أسواق البلدة هو وجود صحون صغيرة من الورق فيها قليل من الطعام والزهور إضافة إلى وجود أعواد البخور(الند) وعند سؤالنا عن المغزى من ذلك كان الجواب بأن هذا الأمر هو طقس ديني كما يوجد عند البوذيين، فعبدة الأوثان والبوذيون يقدمون للآلهة الطعام البسيط والبخور ويعتقدون أن الإله يأكله ويتغذى عليه.
وفي المقابل تجد هناك المسلمين ورغم نسبتهم الضئيلة جداً يمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية حيث كنا نسمع الآذان يرفع في أوقات الصلاة الخمس من عموم المساجد الموجودة في الجزيرة، وبالمثل يمارس كل من الهندوس والبوذيين والمسيحيين طقوسهم الدينية بكل حرية، بل إنك قد تجد كل من المسجد والمعبد والكنيسة في ساحة واحدة إما متجاورة أو متقابلة مع بعضها البعض في مشهد يمثل قمة التسامح الديني والفكري، ودليل على التعايش والتواصل الاجتماعي الخلاق بين أطياف المجتمع إلإندونيسي بمختلف الديانات والعرقيات والمشارب الثقافية والفكرية.
زيارتنا ل(بالي) استمرت يومين فقط لم نستطع معها اكتشاف كل أسرار ومكامن الجمال في هذه الجزيرة التي تعد جزيرة الشواطئ والمحيطات والمناظر الخضراء الخلابة وهي واحدة من أجمل الجزر في العالم من حيث جمال الطبيعة.
غادرنا الجزيرة باتجاه العاصمة جاكرتا التي مكثنا فيها الأربعة الأيام الأخيرة من زيارتنا لأندونيسيا وهو ما سأتحدث عنه في الأسبوع القادم بالتفصيل حيث جاكرتا المدينة العصرية التي تمثل واجهة أندونيسيا الحديثة خاصة مع ما شهدته وفى السنوات الأخيرة من طفرة عمرانية هائلة إلى أن أصبحت تضاهي أرقى المدن الآسيوية بما تحويه من وسائل جذب للزوار مثل الفنادق الممتازة والمطاعم الراقية ومراكز التسوق الحديثة والمناطق السياحية المتعددة.
إندونيسيا .. معلومات
{.. إندونيسيا هي دولة إسلامية تقع في جنوب شرق آسيا وأوقيانيا، وتتكون من حوالي (17508) جزر، منها (6000) جزيرة فقط مأهولة بالسكان، وهي منتشرة في كل من جانبي خط الاستواء، وأكبر خمس جزر هي (جاوة، سومطرة، كاليمانتان، غينيا الجديدة، وسولاويسي)، وتشترك في الحدود البرية مع ماليزيا في جزيرتي بورنيو وسابتيك، بابوا غينيا الجديدة على جزيرة غينيا الجديدة، وتيمور الشرقية في جزيرة تيمورند، وأيضاً لها حدود مشتركة مع سنغافورة وماليزيا والفلبين إلى الشمال واستراليا إلى الجنوب عبر المضيق الضيق من المياه.
{.. أصل التسمية: جاءت تسمية إندونيسيا من كلمتين يونانيتين هما أندوس ومعناها هندي ونيسوس ومعناها جزر، إذا فإندونيسيا معناها الجزر الهندية.
{.. أعلن استقلالها في 17اغسطس 1945م من الاحتلال الهولندي واعترف بها دولياً كجمهورية اتحادية مستقلة في 27 ديسمبر 1949م.
{.. تتكون إندونيسيا من 33 مقاطعة (2 منها دوائر خاصة وواحدة لمنطقة العاصمة)، وهذه المقاطعات هي: بالي، بانجكا، بليتونج، بانتن، بنجكولو، جاوة شرق، جاوة غرب، جاوة وسطى، كليمنتن جنوب، كليمنتن شرق، كليمنتن وسطى، كليمنتن غرب، سولاوسي شمال، سولاوسي وسطى، سولاوسي غرب، سولاوسي جنوب شرق، سولاوسي جنوب، نوسا تنجارا شرق، نوسا تنجارا غرب، سومطرة شمالية، سومطرة جنوبية، سومطرة غرب، جامبي، جورونتالو، لامبونج، مالوكو، مالوكو شمالية، بابوا (إيريان جايا)، إيريان جايا غرب، رياو، رياو كبولاوان، أما الدوائر الخاصة فهي: آتشيه (أو نانجرو آتشيه دار السلام)، يوجياكرتا، الدوائر الخاصة تتمتع بمزيد من الاستقلال الذاتي مقارنة بالمقاطعات، منطقة العاصمة هي جاكرتا والتي بالرغم من كونها مدينة إلا أنها تدار على أنها مقاطعة فيحكمها حاكم وليس عمدة.
{.. أهم المدن : جاكارتا ( العاصمة)، باندونج، يوجياكرتا، ميدان، ماديون، سيمارانج، سورابايا، ديماك، جايابورا، جامبين، تجيربون، بوكيتجي ، بنتيانك، بانجارماسين، باليكبابان، باليرنبانج، بالمبيانج، بادانج.
{.. تبلغ مساحة اندونيسيا حوالي 1،919،440 كيلومتر مربع، وهي في المركز السادس عشر على مستوى العالم من حيث المساحة، وهي خامس دولة في العالم من حيث الكثافة السكانية.
{.. يبلغ عدد سكانها حوالي 231 مليون نسمة، غالبيتهم من المسلمين الذين يشكلون نسبة (87 %) مسيحيون (10 %) هندوس (2 %)، وبذلك تكون رابع أكبر دولة سكاناً على مستوى العالم، وأكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، حيث دخل الإسلام إندونيسيا في حوالي القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي) على يد التجار المسلمين، ثم انتشر بين جزر الأرخبيل بواسطة الإندونيسيين أنفسهم، وكانت جزيرة سومطرة أول مركز للدعوة الإسلامية ونشأت بها أول دولة إسلامية.
{.. اللغة الرسمية : الإندونيسية والإنجليزية ويوجد فيها أيضاً بعض اللغات مثل الهولندية والعربية والصينية وعدد أخر من اللهجات المحلية.
{.. الاقتصاد: يعتبر الناتج المحلي الإجمالي لإندونيسيا (863 بليون دولار) الأكبر في العالم الإسلامي والخامس عشر على مستوى العالم، والعملة الرسمية: الروبية (Rp).
{..تحتوي على مناطق شاسعة من المناطق البرية وتعتبر ثاني أعلى دولة في العالم على مستوى التنوع البيولوجي بعد البرازيل، فهي غنية بالموارد الطبيعية وتغطي الغابات حوالي 62 % من المساحة الكلية للبلاد.
المصدر(ويكيبيديا، الموسوعة الحرة)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.