كتب/عبد الله الحضرمي علينا أن نثق بجدية القيادة السياسية، حين يؤكد الرئيس على ألا فصلا سابعا للحرب. هدئوا من روعكم بخطاب السلام الرئاسي، وإياكم وفوضى التأويل، فالسلام يبدأ بالكلام كما أن الحرب أولها الكلام. وخلال فترة حكمه الطويلة ظل الرئيس علي عبدالله صالح يؤدي دور الإطفائي في بلد كل ما فيه قابل للاشتعال، ولا يزال لديه الكثير من المياه ليضع نهاية بها لتلك النار التي بدأت في أحد جبال صعدة وامتدت حتى مشارف صنعاء. ولا شك أن 6 سنوات من الحرب فترة كافية لمعرفة الحقيقة الساطعة وهي أن البارود لا يستخدم في عمليات الإطفاء، وأن القوة تصبح عبئا إذا لم تسير الحكمة أمامها. وقديما قيل "الرأي قبل شجاعة الشجعان". من هنا فإن الرهان معقود على حكمة الرئيس عبدالله صالح، وليس على قوته، لإنهاء فتنة التمرد، واليمنيون الذين تقاطروا عام 2006م بالملايين إلى صناديق الاقتراع وأفشلوا رهان المعارضة ومرشحها، اختاروا علي عبدالله صالح رغبة في استتباب الأمن وخوفا من مصير التحول إلى "الصوملة" و"العرقنة" وهم عرفوه رجل سلام ورمزا للحكمة اليمانية، وذا مواهب فذة في إحباط الفتن. لم ينتخبوا كفاءته العسكرية ولا مواهبه الحربية، رغم أهمية ذلك. بكلام آخر، الوضع الميداني شبه مستقر رغم بعض المناوشات ولدينا 6 سنوات حرب لم تسفر عن شيء ولا نصر لأحد. فإذا فشل الرئيس في انتزاع بطولة الحرب، ما تزال الفرصة مواتية لأن يكون بطل السلام. وهذا يقتضي استنفار حكمته المعهودة والبدء بتفكيك الفتنة، وهي عملية ليست من سابع المستحيلات بالنسبة إلى زعيم يتسم بالدهاء والحنكة. سيقال بأن المتمردين يدفعون باتجاه تفجر الوضع مرة أخرى، ولم يلتزموا بتنفيذ اتفاق النقاط الست، هذا صحيح، ونحن لا نتوقع سلاما من متمردين، ولا ننتظر مشروعا عظيما من مقاتلين يعيشون في الجبال، وهم ليسوا على حال المسئولية بحيث يعول عليهم صناعة السلام وحقن الدماء وإشاعة الطمأنينة. ماذا سيفعل الرئيس؟ كل ما نعرفه أن علي عبدالله صالح يستطيع إطفاء هذه الفتنة. ولو افترضنا غير ذلك ستصيبنا خيبة الظن وعدم التوفق في حسن الاختيار. النصر لصانع السلام، والرئيس مؤهل لانتزاع هذا النصر وبطولة السلام. الحكيم من يعرف كيف يستخدم أعداءه.