كتب/رشيد الحداد حراك اقتصادي غاضب يشهده ميدان التغيير في العاصمة صنعا فلاحدود للعرض ولاحدود للطلب فالعلاقة بينهما تتفاعل بزخم غاضب، فعشرات المحلات حولت وجه تجارتها من نوع لآخر، حتى أن الأمر أصبح معتادا لدى المعتصمين فقد يتحول الكشك الذي اعتاد عليه طالب الجامعة لشراء الصحف والمجلات إلى بقالة وقد تحل الثلاجات محل كبائن الاتصالات، فلا غرابة في ذلك فالغضب فرض نفسه على العرض لمواكبة الطلب الغاضب أيضا الذي يفرز كل شحناته في ميدان التغيير الفسيح ، فمحمد وعبد الرحمن قررا استغلال زخم الطلب المتزايد من قبل المعتصمين الذين يتزايدون بمعدلات كمية في حين تتزايد المحلات الخدمية بمعدلات عددية.. يقول محمد أنا متواجد هنا منذ قرابة ثلاثة أسابيع.. هنا معتصم ولكن يجب أن أفيد واستفيد وحول حركة البيع والشراء يقول نشتغل تمام وفي يوم الجمعة يزيد الطلب بصورة كبيرة ، حول محمد خيمته الى متجر الثورة، ونظرا لارتفاع أعداد المعتصمين في الميدان ارتفع عدد الباعة الذين يزيدون عن 700بائع يعملون في أسواق منظمة يتم الإشراف على تنظيمها من قبل لجان التنظيم الخاصة بالميدان ، ولم تكن حركة البيع والشراء تدب في أرجاء الميدان وحسب بل تتحول منصة الثورة إلى منصة مزاد علني لبيع بعض المنتجات التي تقدمها بعض الأسر يبدأ المزاد بمبلغ بسيط ثم يتضاعف إلى آلاف ومن ثم إلى عشرات آلاف الأسبوع الجاري تم بيع دراجة نارية كانت تتبع احد شهداء جمعة الكرامة، حيث وصلت القيمة الإجمالية لها إلى مليون ريال وتم بيعها بمليون ريال ولم تكن دراجة الشهيد الوحيدة التي تم بيعها بالمزاد العلني بل سبقتها تورتة قدمت هدية للمعتصمين وكتب عليها (ارحل) حيث تم بيعها بالمزاد العلني لتصل إلى 25الف ريال إلى جانب بيع العديد من التبرعات العينية وتسييلها إلى مبالغ مالية في مزاد علني. * الحراك الغاضب امتد إلى كل شيء وكل من يعمل في ميدان التغيير الحركة الحقيقية اليوم عند أصحاب البقالات والبوفيات والمطاعم.. أما صدام مصطفي صاحب بقالة أمام ألجامعه أكد أن حركة البيع والشراء ارتفعت بنسبة300% منذ البداية تدريجيا وتابع قائلا: نضطر أحيانا إلى إغلاق باب البقالة من شدة ارتفاع الطلب على السلع والخدمات التي نقدمها ، وفي السياق يعمل أصحاب محال الاتصالات والأشرطة والسيد يهات والصيدليات، حيث يقول إبراهيم سعيد صاحب اتصالات قرب جولة سيتي مارت أن العمل جيد جيدا حسب قوله والاهم لدى إبراهيم أن يستمروا في البقاء لأن وجودهم بالنسبة له مكسب ورحيلهم من الميدان خسارة فادحة فإبراهيم يقول حركة البيع والشراء 100% واهم شيء عند إبراهيم هو الشعب يريد بطاقة اتصال. الشعب يريد يتصل، أما البقية فيقول إبراهيم مبتسما الشعب مالش دخل بحد أهم شيء يبيع، أهم شيء يشتري فقط، وفي بوابة الجامعة تتواجد العديد من الأكشاك الخاصة ببيع الصحف والمجلات والمستلزمات القرطاسية مع ارتفاع أعداد المعتصمين في الأسابيع الأخيرة استحدث أصحاب تلك الأكشاك بسطات صغيرة لبيع المياه والمشروبات الغازية والسجائر وأنواع من السلع الغذائية الخفيفة. أصدقاء بوعزيزى ينتشرون في كافة أرجاء الميدان فالكل هناك يعمل على مدى الساعة، فأكثر من 700فرصة عمل توفرت لأنصار بوعزيزى من أصحاب عربيات وبائعين جوالين الذين ينتشرون في الميدان على كافة الاتجاهات ويقدمون خدماتهم ليلا ونهارا، فالميدان سوق كبير لباعة الآيسكريم منذ الصباح الباكر حتى المغرب وسوق كبير لباعة الصور المختلفة وسوق كبير لباعة القات بمختلف أنواعه وسوق كبير لباعة البطاط والبيض والبليلة وسوق لباعة المشروبات الغازية والسجائر والمياه المعدنية وأصحاب البقالات المتنقلة التي تتواجد في أركان الميدان وفي الرصيف بالإضافة إلى البوفيهات المتنقلة التي تحظى بإقبال كبير ويحقق أصحابها أرباحاً يومية تفوق ال5 آلاف ريال وسوق لهواة التصوير والمصورين الجوالين، كما هو سوق مفتوح لباعة الصحف والمجلات الجوالين ولبيع مختلف أنواع الكمامات والنظارات الواقية من الغازات السامة، فالجميع هناك يعمل مادام الجميع من هناك يمر يقول احمد عبده الوصابي نحن نعمل بحمد الله وبفضل الشباب المتواجد نجني أرباحنا كيفما كانت كثيرة أو قليلة، فهي بركة.. يعمل احمد على عربية يبيع فيها البطاط والبيض ويقول (أنا أتواجد هنا منذ 20يوماً والعمل يزداد يوما بعد آخر مما اضطرني للبحث عن عامل آخر لمساعدتي ) وحول مستوى الإقبال على خدماته يقول احمد يمكن نسبة 150%عن الأيام الأولى، فالناس زادوا بكثرة والباعة زادوا أيضا والجميع يأخذ رزقه والى جانب احمد يعمل علي حميد قاسم في بيع البطاط والبيض منذ 10 أيام يقول: الحمد لله الشغل يزيد يوميا كلما زاد المعتصمون, أما علي عبد الرقيب بائع الشاي فيقول: أنا لي يومين فقط ولازلت مبتدئاً والحركة جيدة هنا والحمد لله وفي الجهة الاخرى من ميدان التغيير التقينا علي حسن فارع صاحب عربية والذي أفاد بان حركة الطلب على خدماته تتضاعف يوما بعد آخر ويقول بائع شراب البرتقال الكبس احمد الدياني الشغل هنا تمام والحمد لله ولكن الأهم أن يجلسوا هنا لكي نعمل بحرية من البلدية ، وقبل أن نغادر المكان سألنا محمد صالح الوصابي بائع البليلة عن مستوى البيع فقال لنا 100% ، أما الأطفال فهناك مايقارب 100طفل إلى 150طفلاً وهم اسر فقيرة كما تشير صورهم يعملون في بيع الماء منذ الصباح حتى العصر ثم يتوارون عن الأنظار، الملاحظ أن الاحتجاجات انعشت كل بائر وغير مرغوب مثل الخيم التى انتعشت بصورة كبيرة جدا، حيث فتحت الاضطرابات مجالا واسعا للخيم الصغيرة والمتوسطة في السوق، حيث تضاعف الطلب عليها بنسبة 300% وأدى ذلك الارتفاع إلى ارتفاع أسعارها بنسبة 150% في الآونة الأخيرة حيث بلغ سعر الخيمة سعة نفر واحد 2500ريال في حين كان سعرها الأساسي والثابت حتى منتصف فبراير 1500ريال وارتفع سعر الخيمة سعة نفرين إلى 400الف ريال في حين كان سعرها الثابت 2500ريال بسبب ارتفاع الطلب عليها من المعتصمين أمام جامعة صنعاء، الارتفاع في الطلب دفع تجار آخرون إلى استيراد كميات كبيرة منها لتغطية الطلب المتزايد، وفي ذات الاتجاه ارتفع مستوى الطلب على الخيم الكبيرة والتي تتباين أسعارها مابين 50الف ريال إلى مليون و200الف ريال للخيمة الكبيرة التي تستخدم في الأعراس أحيانا في العاصمة صنعاء وعلى الرغم، محدودية استخدام تلك الخيم في الحياة العامة إلا أن الاعتصامات التي يشهدها الشارع اليمنى أتاح فرصة كبيرة لتجار بعض تلك الخيم والتي تعد من السلع الراكدة تجاريا في السوق اليمنى وتستخدم لأغراض محدودة وطارئة، كما أن المحلات المختصة بتقديم خدماتها للإعراس في العاصمة والتي تمتلك المئات من الخيم الكبيرة المجهزة والتي يقتصر استخدامها على الأعراس وتحظى بطلب ضعيف طيلة العام باستثناء بعض المواسم حققت أرباحا كبيرة في الفترة الأخيرة، خصوصا وان الإيجار اليومي للخيمة الكبيرة بدون تجهيزات داخلية يتراوح مابين 50الفاً إلى 70الفاً إذا كانت مخيماً وهو أوسع من الخيمة، كما انعكست الاضطرابات إيجابيا على قطاع الدعاية والإعلان الذي تكبد في الأشهر القليلة الماضية خسائر فادحة بسبب قرار أمانة العاصمة منع محلات الدعاية والإعلان من رفع اليافطات القماشية في الشوارع العامة تحت مبرر حماية البيئة وهو الأمر الذي أصاب قطاع الدعاية والإعلان بشلل شبه كامل، ويقدر ارتفاع حركة الدعاية والإعلان إلى 100% بل إن احد أصحاب مكاتب الدعاية والإعلان اعتبر ارتفاع الطلب فرصة ذهبية لن تتكرر إلا أيام الانتخابات، وفي أرجاء الميدان يتواجد مايزيد عن 500جهاز تلفزيون ومئات البروكترات التي تستخدم في العديد من الاستخدامات ، وأخيراً يمكن القول إن ميادين التغيير لها ايجابياتها ولها سلبياتها... ولنا بقية.