تقرير - خاص على الرغم من الدمار الكبير الذي خلفته الاشتباكات العسكرية التي دارت رحاها في منطقة الحصبة بين القوات الحكومية وأنصار الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد والتي اتسعت إلى أحياء سكنية مزدحمة وخلفت دمارا واسعاً طال آلاف المباني التابعة لمواطنين في منطقة الحصبة وجولة الحباري وجولة وشارع مأرب والأحياء القريبة من معسكر الشرطة العسكرية وقرية الدجاج وفي شارع الخمسين أيضا، كما طالت نيران حرب الحصبة أحياء سكنية قريبة لوزارة الإدارة المحلية ومناطق أخرى طالتها القذائف العشوائية التي استهدفت مباني المواطنين ومكاتب شركات عامة ومؤسسات ووزارات حكومية كوزارة التجارة والصناعة ووزارة الإدارة المحلية ووزارة الداخلية ووزارة الداخلية والمعهد العالي للإرشاد ومبان أخرى تعرضت للقصف العسكري بأسلحة ثقيلة تعود لمواطنين ، تلك الخسائر الكبيرة التي تعرض لها القطاعان العام والخاص والتي خلفت أضراراً بالغة في العديد من المؤسسات منها على سبيل المثال الأضرار الجسيمة التي لحقت بمبنى شركة طيران اليمنية (السعيدة حاليا ) الذي تعرض في يونيو من العام 2001م لحريق التهم 6 ادوار من أصل 13 دوراً ، وبلغت حينها الخسائر المباشرة 10 ملايين دولار خلافا للخسائر التي لحقت بالمبنى الذي احترق بالكامل نتيجة إصابته بقذيفة صاروخية أثناء الاشتباكات أواخر الشهر الماضي والتي حولت المبنى الزجاجي إلى ركام وفي الوقت الذي لايزال الغموض يسود الخسائر الحقيقية أشار مصدر مطلع من لجان الحصر الحكومية إلى ان المبنى الرئيسي للشركة دمر بشكل كامل واتلف الحريق كل محتوياته والتي منها شبكة التخطيط التجاري وجدولة الرحلات، وأنظمة الحجز الآلي وخدمة العملاء والأنظمة المالية والمحاسبية..وإتلاف كل أجهزة الكمبيوتر، يضاف إلى الأثاث والديكورات والنوافذ والتجهيزات والمعدات الفنية الخاصة ، وبينما تشير التوقعات إلى بلوغ الخسائر المباشرة 30 مليون دولار يتوقع ارتفاع الخسائر الاولية إلى أكثر من 50 مليون دولار . في الوقت تعرض مبنى وكالة الأنباء اليمنية سبأ لدمار كبير أصاب المبنى وكافة المحتويات وتشير التوقعات الأولية إلى ان خسائر الوكالة قد تفوق ال20 مليون دولار، سيما وان هناك شبكات دمرت بالكامل حيث أتلفت شبكتي إرسال واستقبال الأخبار وشبكة الرصد الإذاعي والتلفزيوني ، وإتلاف أجهزة الكمبيوتر التي يزيد عددها عن 450 جهازاً وأكثر من 180 طابعة كلها من الأنواع الحديثة ، بالإضافة إلى إتلاف وتعطيل المولد الكهربائي والمحولات وشبكة الكهرباء وكذا إلحاق أضرار جسيمة بالمطابع ، فضلا عن هدم جدران ونوافذ مبنى الوكالة. وفي سياق متصل تكبدت المؤسسة العامة للمياه خسائر كبيرة حيث تعرض مبنى المؤسسة لضربات الهاون والأسلحة الثقيلة والتي نجم عنها إحراق مخازن المؤسسة بالكامل حيث تم تشكيل ثلاث لجان لحصر الأضرار في المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي وأوضح رئيس المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي فؤاد عبد اللطيف لوكالة الأنباء اليمنية سبأ ان الأضرار التي طالت المؤسسة نجم عنها تدمير محتويات المؤسسة بشكل كامل ابتداء من البوابة الرئيسة وحتى آخر مكتب ، إضافة إلى إتلاف أكثر من 300 جهاز كمبيوتر مع ملحقاتها وتدمير معظم أثاث المكاتب من دواليب وأبواب وخزانات وطاولات وكراسي، بالإضافة إلى إتلاف جميع مستندات المشاريع والوثائق المالية والإدارية فضلا عن تدمير مكتب الحاسب الآلي الخاص بإصدار الفوترة لفروع المؤسسة وكشوفات المرتبات الخاصة بالموظفين وإتلاف جزء من مخازن المؤسسة كأجهزة المسح والمضخات". وتشير التقديرات الأولية الحكومية إلى أن خسارة المؤسسة تقدر بعشرة ملايين دولار حسب مصدر مسؤول في لجان الحصر الحكومية . وزارة الصناعة والتجارة هي الأخرى كانت مسرحاً للعمليات المسلحة بين أنصار الشيخ صادق الأحمر والقوات الحكومية والتي لحقت بالمبني أضراراً فادحة وقال مصدر في الوزارة ان الوزارة فقدت عدة وثائق ومستندات واتفاقيات اقتصادية دولية مهمة،والتي بسببها توقفت المفاوضات بشأن انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية بسبب الأحداث التي تعيشها البلاد من عمليات سطو تتعرض لها المباني الحكومية. وقال مسئول رفيع في وزارة التجارة والصناعة اليمنية، رفض ذكر اسمه، لوكالة أنباء (شينخوا) قبل أسبوعين إن عشرات الوثائق لاتفاقيات اقتصادية وتجارية بين اليمن ودول أخرى ومستندات مهمة فقدت ومن الصعب استعادة كل ما تم فقده أو إتلافه، مشيرا إلى أن قسم الأرشيف الورقي والالكتروني تعرض بالكامل للتدمير من قبل مسلحي الأحمر، كما تم نهب كافة أجهزة الكمبيوتر وغيرها من الأجهزة الالكترونية. من جهة أخرى، انقطع التواصل نهائيا بين اليمن ومنظمة التجارة العالمية وبين الدول الأعضاء في المنظمة بشأن استكمال المفاوضات بسبب فقدان اليمن لأهم الوثائق والاتفاقيات الخاصة بانضمامها إلى المنظمة.حيث أشار المصدر إلى أن عشرات الوثائق الالكترونية والورقية تعرضت للإتلاف من مكتب الاتصال والتنسيق مع منظمة التجارة العالمية، وفي هذا الصدد، قال رئيس مكتب الاتصال والتنسيق مع منظمة التجارة العالمية الدكتور حمود النجار إن " المكتب تعرض لنهب وسلب وتلف لجميع الوثائق والمستندات الخاصة بمكتب الاتصال والتنسيق مع منظمه التجارة العالمية سواء الالكترونية أو الورقية والتي تم تجهيزه لأكثر من 11 عاما وبمساعدة الاتحاد الأوروبي "، مؤكدا أن ما تبقى مجرد قصاصات من الورق المبعثرة. وأوضح النجار ان كافة الأجهزة الالكترونية والحاسبات الآلية التي تحتوي على الوثائق والمعلومات الأساسية الخاصة بالانضمام إلى المنظمة العالمية أتلفت لافتا إلى أنه بسبب ذلك تم قطع العلاقة والتواصل مع سكرتارية المنظمة من جهة والدول الأعضاء من جهة أخرى. وأشار إلى أنه من الصعب جدا حاليا استئناف المفاوضات خاصة في الظروف الحالية على الرغم من انه لم يتبق إلا الشيء اليسير في طريق انضمام اليمن إلى المنظمة، حيث لم يتبق من متطلبات التفاوض الثنائي سوى مع دولة أوكرانيا". وكان وزير الصناعة والتجارة المهندس هشام شرف عبد الله قد زار مبنى الوزارة في 13 يونيو واطلع على حجم الأضرار الكبيرة التي لحقت بمبنى الوزارة وأشار الوزير هشام شرف إلى ان المبنى تعرض لأضرار جسيمة وفادحة شملت كافة محتوياتها ومعظم وثائقها الرسمية مبينا أن حجم الأضرار التي خلفتها الاشتباكات في مبنى الوزارة قضت بشكل كامل على بنيته المؤسسية من معدات وتجهيزات فنية والكترونية بنيت على مدى سنوات طويلة وصرف عليها المليارات، بما في ذلك المشاريع التي تم تجهيزها في الوزارة بتمويل دولي من الاتحاد الأوروبي والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وهولندا ومنظمة التجارة العالمية وغيرهم من الشركاء الدوليين.. يشار إلى ان تلك المشاريع الممولة دوليا تتجاوز تكلفتها ال100 مليون دولار. وفي سياق متصل لاتزال ألاف المباني التي طالتها الاشتباكات العسكرية التي دارت بين القوات الحكومية وأنصار الشيخ الأحمر دون حصر للأضرار على الرغم من ان مجلس الوزراء اليمني وجه بحصر الأضرار التي لحقت بمنازل المواطنين.