ارتفعت المخاوف الشعبية من اندلاع أزمة في المشتقات النفطية قد توقف الحياة العامة مجدداً بعد توقف مصفاة عدن السبت الماضي عن الإنتاج بعد نفاد إمدادات الخام في المصفاة التي سبق ان توقفت لشهرين ابتداء من ابريل الماضي اثر تعرض أنبوب النفط الرئيسي لاعتداء من قبل مسلحين قبليين إلا ان الاعتداءات تكررت خلال الشهرين الماضيين، حيث تعرض أنبوب نقل النفط الرئيسي لأكثر من سبعة اعتداءات كان آخرها مطلع الاسبوع الماضي ، وأكد مصدر مسؤول في مسؤول بالشركة المشغلة لمصفاة نفط عدن ان المصفاة توقفت عن الإنتاج يوم السبت بعد نفاد إمدادات الخام بسبب هجوم على خط أنابيب ،وقال المسؤول ان المصفاة كانت تحاول التأقلم مع نقص الخام منذ التفجير الذي تعرض له قبل شهر تقريبا خط أنابيب ينقل النفط من حقول مأرب شرقي العاصمة صنعاء إلى ميناء راس عيسى على البحر الاحمر، وسبق أن خفضت المصفاة حجم الإنتاج من 150 ألف برميل يوميا إلى حوالي 40 ألف برميل يوميا لكي تستمر المنشأة في العمل .وفي الوقت ذاته حذر نائب وزير الإعلام عبده محمد الجندي من تصاعد أزمة مشتقات نفطية خلال الأيام القادمة جراء توقف ضخ النفط من مأرب الى ميناء راس عيسى النفطي في الحديدة كما طالب عدد من أعضاء مجلس النواب باستجواب وزيري النفط والداخلية حول مايتعرض له أنبوب النفط الرئيسي وحول أزمة الديزل التي يشهدها السوق المحلي. من جهة أخرى وافق المجلس الاقتصادي الأعلى في اجتماعه السبت برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور على محمد مجور ، على إنشاء شركة المسيلة لاستكشاف وانتاج البترول "بترو مسيلة". ووجه المجلس بإحالة مشروع قرار إنشاء الشركة إلى مجلس الوزراء لمناقشة واستكمال الإجراءات القانونية لإصدار القرار ، وبموجب القرار فان الشركة ستتولى استلام القطاع 14 بمنطقة المسيلة محافظة حضرموت من شركة كنديان نكسن وإدارته ، وذلك بعد انتهاء اتفاقية المشاركة في الإنتاج مع نكسن المحدد في 17 ديسمبر 2011 ، حيث أكدت المادة ال7 من مشروع قرار الإنشاء على قيام الشركة بإدارة وتشغيل القطاع 14 حسب اصول الصناعة البترولية العالمية, وتنقل لها كافة الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها المشغل السابق "نكسن" وكذلك كافة الواجبات والالتزامات عليها . ونظم مشروع قرار الإنشاء كافة الجوانب المؤسسية المتعلقة بالشركة وذلك على غرار ماهو معمول به في الشركات البترولية ، كما نص مشروع قرار الشركة عند استلامها القطاع إجراء المزيد من عمليات الاستكشاف والتطوير في القطاع ، والقيام بنفسها أو التعاقد مع متخصصين للقيام بأنشطة في هذا القطاع عدا التعاقد مع خبرات محلية أو أجنبية في مجال نشاطها إلى غير ذلك من الأعمال النفطية . وكان المجلس قد ناقش تقرير وزارة النفط والمعادن حول مستقبل قطاع 14 منطقة المسيلة والبدائل المتاحة لإدارة وتشغيل القطاع بعد انتهاء الاتفاقية الحالية مع شركة كنديان نكسن والتي على ضوئها وافق المجلس الأعلى على انشاء شركة المسيلة لاستكشاف وانتاج البترول . وناقش المجلس تقريراً بشأن احتياجات السوق وقطاع الكهرباء من المشتقات النفطية ولاسيما مادتي الديزل والمازوت ، وفي ذات الاتجاه أفرغت الأحد في ميناء الزيت بمصفاة عدن 48 ألفاً و600 طن من مادة الديزل. وأوضحت بيانات ملاحية واردة من ميناء عدن الخاصة بالنشاط الملاحي اليومي بأن شحنة الديزل أفرغتها ناقلة النفط الليبيرية سي تيسي البالغ طولها نحو 183 متراً ستوزع على كافة محطات الوقود العاملة في محافظات الجمهورية ، وأشارت الإحصائية بأن 7 سفن تجارية وناقلات الحاويات ونفط وديزل وغاز للطبخ المنزلي تنتظر حالياً خارج ميناء عدن للدخول إلى الميناء لتفريغ شحناتها من المواد الغذائية والحاويات والمحروقات لتأمين احتياجات المواطنين من تلك المواد والسلع الضرورية في عموم محافظات الجمهورية ، من جهتها أقرت اللجنة العليا لتسويق النفط الخام الأحد مبيعات النفط الخام دورة يناير 2012 م وذلك بكمية تقديرية 2 مليون و500 ألف برميل . وأقرت اللجنة سعر البيع الرسمي لنفط المسيلة بيرنت المؤرخ زائداَ 257 سنتاً للبرميل وذلك بحسب أفضل العروض المقدمة من قبل الشركات الدولية المتنافسة على الشراء والمقدم من شركة "اركاديا". وفيما يتعلق بنفط خام مأرب أقرت اللجنة العليا للنفط بيع الكميات المتوفرة عند إصلاح أنبوب النفط وعودة تدفق النفط إلى رأس عيسى وذلك لشركة مصافي عدن بسعر برنت المؤرخ (فلات) أي بدون علاوة أو خصم سعري ، وبموجب قرار اللجنة بهذا الخصوص و ناقشت اللجنة مجموعة من التدابير الكفيلة بتوفير النفط الخام لمصافي عدن خلال الفترة الراهنة ، وذلك بما يمكنها من إعادة التشغيل وبالتالي توفير احتياجات السوق المحلي من المشتقات النفطية يشار إلى أن أنبوب نقل النفط مأرب - رأس عيسى قد تعرض للتفجيرات التخريبية لعدة مرات خلال الأشهر الماضية وذلك بعد إصلاحه في شهر يوليو الماضي