تتهدد العاصمة صنعاء كارثة بيئية بعد فشل مشروع النظافة في رفع مخرجات الحملة التي تعد الأولى في تاريخ اليمن، حيث لاتزال أكوام القمامة متراكمة بمئات الأطنان في شوارع وأزقة وأحياء العاصمة صنعاء وهو مادفع المواطنين في بعض الأحياء الى التخلص من تلك المخلفات بحرقها صباح ومساء الاربعاء الماضي، واستمر المواطنون في حرق المخلفات عدة ايام بسبب تقاعس مشروع النظافة في القيام بواجبه، ورغم تبرير مشروع النظافة بأن مخرجات الحملة تفوق امكانياته لرفعها وتحتاج عدة ايام لرفعها إلا أن قرابة 8 أيام مضت على الحملة ولاتزال كميات كبيرة من تلك المخلفات حتى كتابة هذا الخبر مكدسة في الشوارع والأحياء، وتلقت "الوسط" عدداً من الشكاوى من قبل المواطنين، كما تواصلت الأربعاء الماضي مع مدير مشروع النظافة وأبلغته بأن المواطنين، اضطروا -حسب قولهم- لحرق المخلفات ووعد بتحريك فرامات وقلابات لرفع القمامة، إلا أنه وحتى اليوم لم تأت أي فرامة او قلاب لرفع المخلفات من بعض الشوارع التي رصدتها الكاميرا. وبعد مضي 8 ايام من انتهاء الحملة الوطنية للنظافة لاتزال هناك المخلفات ونتيجة الإهمال غير المبرر من قبل مشروع النظافة في بعض المديريات عادت العاصمة إلى وضعها الأول. بقاء مخلفات القمامة دفعت بعض المواطنين لإحراقها بعد عدة أيام مما تسبب بحالة اختناق في بعض الاحياء المزدحمة بالسكان، كما شاهدت "الوسط" عشرات البراميل التابعة للقمامة البعض منها ممتلئة والأخرى مرمية ولاتستخدم بل تهالكت كما يبدو نتيجة الإهمال ونتيجة الحريق داخلها . ووفق معلومات مؤكدة حصل عليها "الوسط" فإن المستطبات الخاصة بتجميع القمامة في مشروع النظافة العامة مكتظ بالمخلفات التي لم ترحل إلى مقلب الأزرقين منذ عيد الأضحى، ولم تقم إدارة المشروع بترحيل تلك المخلفات التي يتكدس بها مستطب أو ساحة مشروع الأشغال العامة بمنطقة عصر، يضاف إلى ان إدارة المشروع اعتمدت قرابة العشرة ملايين ريال لسائقي وعاملي الفرامات والغرافات خلال المساء، بالإضافة إلى أن أموالاً صرفت دون عدالة، مما أدى إلى تقاعس البعض عن العمل بوتيرة عالية. وأفادت مصادر مؤكدة ل"الوسط" بأن إدارة المشروع طلبت من الأمانة دعمها بعشرين معدّة من غرافات وفرامات وقلابات، فتم دعمها بخمسين بزيادة 150% عن الدعم المطلوب إلا أن إدارة الحركة في المشروع ليس لها مدير حتى الان ومدير المشروع الذي خلف المدير السابق سليم مغلس الذي توفي بذبحة صدرية أثناء إضراب العمال عن العمل يرفض تعيين مدير للإدارة حتى اللحظة على الرغم من وجود كفاءات في المشروع . رغم النجاح الكبير والتفاعل الذي أثار انتباه الشعب اليمني وأذاب الفوارق الاجتماعية وأعاد لعامل النظافة اعتباره وكرامته إلا أن قيادة الإدارة العامة لمشروع النظافة فشلت في إثبات قدرتها على رفع مخرجات تلك الحملة رغم وجود المعدات الكافية، وهو ما اعتبره الآخرون محاولة لإفشال الحملة والتقليل من أهميتها، سيما وان المواطن هو من سيلمس نتائجها. وفي سياق متصل قال العشرات من الناشطين بأن بقاء المخلفات وعودة وضع النظافة الى سابق عهده في بعض المديريات بالأمانة يكشف عن خلل إداري في مشروع النظافة، حيث استغرب عدد من النشطاء قيام ادارة المشروع بحرمان العاملين في المشروع من عمال وسائقين من المكافآت بينما تم مكافأة العاملين اثناء الليل بمبلغ 2000 ريال للسائق على كل زفة مخلفات ينقلها الى المقلب وتسليم للعمال (1500) ريال على رفع كل حملة . ذلك الفشل في رفع المخلفات تسببت بإحراج كبير لمنظمي الحملة الوطنية الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن القيام بأي دور لرفع مخلفات الحملة التي حظيت بتجاوب وتفاعل كبير، حيث اضطر أمين العاصمة للعمل في الميدان والإشراف على رفع المخلفات في الميدان حتى وقت متأخر. وبعد مطالبات من قبل ناشطين بالشفافية فيما يتعلق بالتكاليف المالية التي انفقت على الحملة وخصوصا عقب فشل مشروع النظافة برفع مخرجات الحملة من المخلفات قدم أمين العاصمة الاستاذ عبدالقادر علي هلال كشفاً تفصيليا، وقال هلال عبر صفحته على الفيس بوك "نزولا عند رغبة الكثير من الأخوة المتفاعلين في الصفحة في التعليقات السابقة وانطلاقا من مبدأ الشفافية الذي تعودنا اعتماده كقيادة لأمانة العاصمة في تعاملنا مع الجمهور نقدم لكم كشفاً تفصيلياً لكلفة حملة " شارك " للنظافة 12-12-2012 البالغة (65) مليون ريال". واشار الى قيام الشركات التجارية وعلى رأسها شركات الاتصالات بتكفل 75% من إجمالي الحملة الإعلانية والترويجية، بالإضافة إلى شراء بعض أدوات النظافة تم توزيعه من قبل الشركات مباشرة . واشار الى أن عدداً من وسائل الاعلام أبدت تعاوناً كبيراً مع الحملة وخصصت الإذاعات والقنوات الرسمية والمستقلة أوقاتاً مجانية للمساهمة في نجاح الحملة، واشار الى ان ماتم توزيعه من قبل أمانة العاصمة من أدوات النظافة صرف كعهدة لمدراء المديريات ومكاتب التربية ومدراء النظافة، سيتم الاستفادة منه في حملات مقبلة، واوضح بأن اللجنة التحضيرية للحملة عملت على مدار شهرين وكان اغلب أعضائها من منظمة "يمننا لنبدأ من هنا" بشكل تطوعي دون مقابل للمساهمة في إنجاح تلك الحملة وهم يستحقون شكراً وتقديراً مضاعفين على جهودهم المبذولة. وعلى صعيد شدد رئيس النقابة العامة للبلديات والإسكان وأعضاء المكاتب التنفيذية بالمحافظات وزير الخدمة المدنية في لقاء جمعهم امس الاول الاثنين على ضرورة الاسراع في عملية تثبيت جميع العاملين في قطاع النظافة والتحسين دون استثناء او معايير او حواجز تعرقل عملية التثبيت، كون تلك المعايير لا تستند الى أية مرجعية عملية او قانونية , بالإضافة الى عدد من المطالب الحقوقية الاخرى . وفي اللقاء اكد وزير الخدمة المدنية نبيل شمسان على ضرورة ان تنجز اللجنة المشكلة لتنفيذ قرار مجلس الوزراء الخاص بمعالجة وتثبيت اوضاع قطاع النظافة والتحسين وعلى ضرورة تحديد موعد نهائي لتلك العملية, مشيرا الى وجود تقصير وتباطؤ من قبل اللجنة المشكلة، ولكن سيتم حل هذه الاشكالية والتواصل مع المحافظات لإنهاء عملية التثبيت بأقصر وقت ممكن. فيما اكد رئيس النقابة محمد المرزوقي على اصرار النقابة مواصلة ضغوطها من اجل نيل جميع العاملين في مختلف محافظات الجمهورية كافة حقوقهم غير منقوصة، منوها الى ان أي تلاعب او مماطلة سيدفع بجميع العاملين الى الاحتجاجات وإيقاف العمل . وقد هدد اعضاء المكاتب التنفيذية بالمحافظات بالاضراب عن العمل في كافة قطاعات النظافة والتحسين على مستوى الجمهورية في حال المماطلة وعدم الجدية في تنفيذ مطالبهم, فيما امهلت النقابة وزارة الخدمة المدنية شهرا كاملا لتنفيذ القرار والانتهاء من عملية التثبيت مالم فإنها ستقوم بإجراءاتها التصعيدية .