ترددت عبارة لم استطع التخلص منها وأنا اقرأ مقال في صحيفة "الوسط" العدد (413) الأربعاء 16 يناير 2013 م في الصفحة الأخيرة.. بعنوان (إرث الحوار في محاضرة دولة)؟!.. تلك العبارة كانت ((هل هذا القول صادر عن الدكتور الارياني.. أم أن ذلك مجرد تلفيق كلام .. أو انه مجرد كلام جرايد.. مع احترامي للصحافه ودورها الريادي، والذي يحلو للمسئولين في الوطن ترديد جملة - كلام صحافة.. أو كلام جرايد.. عندما يلمسهم (الواير) الكهرباء من قول الحقيقة ((فيهزهم ويدقدق مفاصلهم)) انتابتني الدهشة عندما قرأت كلام حسب على الدكتور الارياني الذي نجلّه ونحترمه .. ونقول عليه.. بأنه واحد من الحكماء الذين نعول عليهم قليل من القدر لإنصاف الناس الذين ظلموا في الوحدة.. بل ونكلت بهم السلطة الجائرة التي كانت تحكم البلاد خلال زمن الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح ؟!.. لكن يظهر إن (المزمّر) يموت وأصابعه تلعب ولا تترك الحركة المعتادة عليها حتى وقد رحلت الروح عن الجسد ؟!.. فقد قيل إن (الارياني) قد أبدع في تلك المحاضرة التي القيت فين (لا أدري) فقط نسبت كالعادة للسيد/ علي سيف حسن، رئيس منتدى التنمية "السياسية" المنظمة لفعالية المحاضرة بالتعاون مع مؤسسة "بيرجهوف" الالمانية، وبرضه ذكر اليوم (الأربعاء)، ولم يذكر: أين كانت المحاضرة حول تاريخ الحوار اليمني؟!.. مصدر دهشتي بعد قراءتي لكل محتويات المقال.. عندما ترحلت بين فقرات المقال تصدمني الجمل والمعاني والمقاصد من كل ماكتب حول تلك المحاضرة.. ففي مؤتمر حرض عام 1956م قال الارياني تعانق اليمانيون قبل دخولهم إلى قاعة المؤتمر (جمهوريون وملكيون) حين قطع طرفا التحاور أجزاء من الأسلاك الشائكة الفاصلة بين معسكريهما.. فاجأ الوسيطين (السعودي والمصري) هذا الموقف قبل دخول المؤتمر.. وكانت الجملة الافتتاحيه لهذا المقال دليلاً قطعياً أن كل ذلك كان يحدث في الشمال بقوله: "يتضاربوا ويرجعوا يسدوا"، حتى (الكبة) يعني كرة القدم التي أقيمت بين قطبين متناقضين هما أفراد من الحرس وأفراد من الفرقة.. وبرضه هذه المباراة أقيمت في ارض الصراع الشكلي في صنعاء؟!.. لم يبتعد (الارياني) عن أسلوبه الفكاهي وهو يتباهى بأسلوبه المتفرد بين أقطاب الاختلاف الشكلي في الشمال بتلك الجملة التهكمية عندما سرد جانباً من ذلك الصراع والخلاف في صورة الإفطار الذي يتناوله الجنود معا قبل أن يعود كل منهم إلى مترسه ضد الآخر، وكيف كانت قذائفهم في اغلب الوقت (لماذا لا تقول كل الوقت يادكتور) توجه ضد الجدران أو في الفراغ، وليس نحو الأفراد؟!. هذه الصور.. يادكتور .. يا أرياني تحدث هناك في الشمال، لكن لماذا أقفلت ما يقوم به جنود السلطة التي كانت تحت إمرة الرئيس السابق عندما كانوا يوجهون رصاص بنادقهم الحي إلى صدور ورؤوس أبناء عدن والجنوب .. حتى يادكتور المسكينة المواطنة الجنوبية ( فيروز) لم يسلم رأسها الطاهر والنقي من رصاص جنود (علي عبدالله صالح) ومن تلاه (وأنت واحد منهم).. والأدهى من كل ذلك الصورة البشعة واللاأخلاقية واللا إنسانية عندما تركوا (فيروز) تسبح في دمائها الزكية وحولها أطفالها الرضع وإغلاق باب غرفتها بيد الجنود الذين يوجهون رصاصاتهم إلى جدران صنعاء أو فراغها وبقيت لوقت هذه الإنسانة المسكينة وبجانبها أطفالها في غرفة مغلقة!.. أين هذه الصور مما ذهبت إليه في محاضرتك حول (الصفاط) الذي هو سمة الجنود الذين تتلمذوا على يد ومنهج وسياسة الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح وكل الزمرة الذين كانوا من حوله وأنت (آسف أقول لك) واحد منهم ؟!.. فلماذا هذا التبجح لما يحدث هناك في الشمال وتتجنبوا الصور المخزية والكاشفة لحقائق سياستكم الرعناء التي تظهر أنكم مازلتم (تستجرونها) حتى يومنا هذا ؟! أما الحوار الذي حاول كاتب المقال تسريبه لإقناع المظلومين بأن ينسوا مظالمهم ليأتوا ويروا كيف يكون (الصفاط) الذي مازال حتى يومنا هذا هناك في صنعاء.. فإن ذلك لايمثل في حقيقة أمره سوى كونه محاولة لحجب عين الشمس بمنخل؟!.. أي سقف ممكن تصوره لبناء دولة مدنية مستقبلية والأوضاع مازالت كما هي (رغم أن الدكتور الارياني حاول ربط الأشواك التي مزقها أطراف الصراع (جمهوري ملكي) في الشمال لمثل الأشواك التي هي قائمة بين (الشمال والجنوب) .. فهل هناك من يستطيع توقيف نهب الثروة الجنوبية من قبل الذين هم ركائز نظام (علي)، وهم الذين اعترفوا بأنهم استعمروا الجنوب .. ونهبوا ثروته ونكلوا بأهله ورموهم على أرصفة البطالة والتقاعد القسري ؟!. فقط.. يادكتور.. يا إرياني .. هنا أسألك بالله أن تقول لأبسط جاهل واصغر الناس في الجنوب.. هل الناس سواسية أمام القانون والنظام في دولة بنيت على أساس أطراف رسمية كدولة لكل طرف ؟!.. وقانون التقاعد لايطبق إلا في المحافظات الجنوبية وهو واحد من القوانين الجائرة التي جسدت مظالم الجنوب بيد (فطاحلة) الشمال .. وإلا أنت لم تسمع مقولة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر (رحمه الله) عندما قال "ماهوه.. اجل أول.. واجل ثاني .. مابلا اجل واحد يوديني إلى خزيمة" .. هل بعد هذا كله تعتقد يا دكتور أن ما يحدث للجنوبيين من فقر (حملته لهم الوحدة) وشبع وغنى فاحش (حملته لكم الوحدة كشماليين) (أو الآ) مازلتم على الوحدة لكي تزيد هذه الوحدة من إفقار متزايد للجنوب وغنى فاحش وشبع للشماليين.. والله المستعان؟!