فيما بدا أعضاء مجلس الأمن الدولي متماسكون في مسألة التأكيد على الوحدة والدعوة إلى الحوار رغم محاولة الجنوبيين إيصال رسالتهم إليهم من خلال المسيرة التي نظموها بالتزامن مع حضورهم في عدن ولم تحظ بأية التفاتة من قبلهم. ناشد رئيس جنوب اليمن السابق علي سالم البيض الاثنين مجلس الأمن عدم فرض حلول ناقصة بشأن قضية شعب الجنوب الذي يطالب بالانفصال عن شمال اليمن. وقال البيض في كلمة -تلقت يوناتيد برس انترناشونال نسخة منها-: نخاطب مجلس الأمن الدولي ان لا يفرض الإرادة السياسية والمصلحية لبعض الدول على إرادة شعب ينشد التحرر من الاحتلال الشمالي. وأضاف مخاطبا مجلس الأمن: عليه أن لا يسجّل سابقة في تاريخه بأن يتعسف الإرادة الشعبية بفرض حلول منقوصة على شعب الجنوب فيسجل بذلك نقطة سوداء في تاريخ الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي. وقال البيض: إن الملايين التي تخرج لتعبر عن مطالبها بطرق سلمية يجب أن لا يتغاضى عنها كل ذي لب لأن من شأن ذلك يخلق التطرف الحقيقي ويوجد المبرر للعنف، ونحن لا نتمنى ذلك لشعب الجنوب. على ذات السياق بدا البيان الصادر عن اللقاء التشاوري لسكرتيري فروع منظمات الحزب الاشتراكي الذي تغيب عن حضوره عدد من فروع الجنوب أقل مما كان متوقعا في ماله علاقة بقضية الجنوب وتداعياتها، نشطت المهرجانات والفعاليات المستمرة في مطالبتها بالانفصال إلى حد قام أبناء الصبيحة بوضع جذع نخلة كتعبير رمزي عن إعادة الحدود إلى ما كانت عليها قبل 90. وركز البيان الاشتراكي على القضايا السياسية التي لها علاقة بتنفيذ المبادرة الخليجية والتهيئة للحوار باعتبار أن القضية الجنوبية من ضمنها وبما يحفظ اليمن موحدا. وقال بيان الاشتراكي: "إن ما لاحظه اللقاء التشاوري من تسويف او التفاف على القضايا الجوهرية الرئيسة، لاسيما الثلاث الكبرى المتعلقة بنقل السلطة، وهيكلة القوات المسلحة والأمن، وإنجاز قانون العدالة الانتقالية، تجعل اللقاء التشاوري يعرب بوضوح عن قلقه المتزايد إزاء عدم التقدم بالجدية المطلوبة لترجمة النقاط العشرين، التي سبق أن اقرتها اطراف العملية السياسية، يتقدمها رئيس الجمهورية الاخ عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق برئاسة الاخ محمد سالم باسندوة". وعبر اللقاء "عن قلقه المتزايد تجاه هذا البطء الذي يعني عدم توفير المناخات السياسية اللازمة للتهيئة لمؤتمر الحوار الوطني بالصورة المطلوبة التي من شأنها أن تمكن المؤتمر من الخروج بالتوافق الملائم على موقف موحد من القضايا الوطنية الكبرى وفي القلب منها القضية الجنوبية التي تمثل الحلقة المفصلية بمركزها القادم في البنية السياسية الاتحادية القائمة على الشراكة السياسية الندية المنصفة، والحافظة للوطن اليمني الموحد. وعلى سياق مغاير لم تتوقف المهرجانات والمسيرات في عدد من محافظات الجنوب، ومنها عدن مسنودة من عدد كبير من خطباء الجوامع الذين دعموا في خطبهم يوم الجمعة الدعوة للانفصال، وهو ماقام بتنفيذه عدد من الجنوبيين. حيث أقامت قوى الحراك الجنوبي بمحافظة لحج مهرجاناً على الخط الحدودي الفاصل بين الشمال والجنوب بمنطقة كرش محافظة لحج متزامنا مع فعالية خور مكسر وكذا مع انعقاد مجلس الأمن الدولي بصنعاء وقام المتظاهرون - وبعد الانتهاء من المهرجان الخطابي- يتقدمهم قيادات الحراك ورئيس الحراك بالمحافظة د- ناصر الخبجي بإعادة نصب براميل الحدود الفاصلة التي كانت قائمة قبيل يوم 22 مايو يوم إعلان الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب . ووجه الخبجي في كلمته رسائل مهمة وتخص المجتمع الدولي والدول الراعية للمبادرة والحوار قائلا: ((نؤكد مرارا وتكرارا لقادة المجتمع الدولي لسنا ضد الحوار من حيث المبدأ ولكن نرفض خلط الأوراق من خلال المبادرة الخليجية وعدم تسمية الأمور بمسمياتها، ونحن على استعداد كامل للحوار مع المجتمع الدولي كخطوة اولى ثم الحوار الندي مع الجمهورية العربية اليمنية المحتلة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مع احترامنا وتقديرنا لإخواننا في الخليج لكن ليس من العدل والحكمة والاخوة أن تجبروا شعب الجنوب بالقبول بالمبادرة الخليجية وآليتها ،وهو ليس لة علاقة بالتسوية السياسية لأطراف نظام الاحتلال ونرحب بإطلاق مبادرة جديدة للخروج الآمن للاحتلال اليمني من ارض الجنوب والتحرير والاستقلال بالتراضي لكي يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والحفاظ على العلاقات الاجتماعية والانسانية والمصالح المشتركة بين الدولتين في الشمال والجنوب)). ووجه الدكتور الخبجي رسالة لنظام صنعاء قال فيها : ((إننا نوجه رسالتنا لنظام صنعاء ونقول إن الوقت قد حان لرحيلك..... وإننا ماضون قدماً لتحقيق الحرية والاستقلال لدولة الجنوب الأبية ولن تستطيع أية قوة في الارض أن تكسر إرادتنا مهما كان حجم هذه القوة ونقول قد تستطيعون أن تقتلوا من تشاءون ومن تريدون منا، ولكن لن تستطيعوا أن تقتلوا أحلامنا وتقضوا على أهدافنا في الحرية والاستقلال....)). وعلى ذات التوجه تأكيداً على مطالب الجنوبيين في الاستقلال قام نشطاء جنوبيون صباح الأحد بإعادة ترسيم الحدود بالقرب من مضيق باب المندب وصولا إلى سلسلة جبلية ممتدة إلى جبال الصبيحة حيث تقع حدود دولية كانت تفصل بين الشمال والجنوب قبل عام 90. عقب مسيرة احتجاجية قام بها أبناء الصبيحة بمديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج انطلقت من منطقه خور عميرة حتى آخر نقطة حدودية سابقة بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية بمنطقة باب المندب، التي تبعد عن مكان انطلاق المسيرة حوالى 150 كيلو متراً، وعن عدن اكثر من 300 كليومتر. وهناك وضع المشاركون في المسيرة براميل التشطير السابقة في النقاط الحدودية القديمة بمعية حد فاصل بين الحدود، وهو عبارة عن جذوع من النخيل. وفيما يخشى من نزوع بعض الحراكيين إلى العنف في ظل الانفلات الأمني اقتحم ثلاثة مسلحين مبنى السلطة المحلية بمديرية المنصورة (مبنى الرعاية الاجتماعية) مطلع الاسبوع وقامت بإشعال النيران فيه لم تحدث أية إصابات لخلو المبنى من المواطنين. كما تم الاعتداء على الإرسال التلفزيوني والإذاعي في جحاف ونصب كمين لقائد نجدة الضالع. وعلى نفس اسياق هاجم مسلحون ملثمون مقر التجمع اليمني للإصلاح في الدائرة ( 25 ) بمدينة المنصورة وقاموا بطرد كل من كان في المقر والعبث بمحتوياته. وأكد رئيس فرع الإصلاح بالمنصورة أن العصابة المسلحة قامت في الساعة الثانية والنصف فجرا بمحاولة سرقة باص لإحدى رحلات التجمع اليمني للإصلاح بذمار، وتم اقتياده بمعية سائقه الذي كان نائما فيه الى ساحة الرويشان بالمنصورة، وتم توجيه التهديدات لسائق الباص بسبب حضوره بالرحلة الى عدن, ثم هاجمت تلك العصابة المكونة من خمسة عشر مسلحا في مقدمتهم شخص يدعى (ياسر الأصبحي) المقر الذي كان شباب اصلاح ذمار ضيوفا فيه وتحت تهديد السلاح ألزموهم بمغادرة المقر فجرا ثم اقتحموا المقر ونهبوا محتوياته ثم غادروا.. وكان أعلن مكتب الرئيس الجنوبي السابق "علي سالم البيض" مصادقته على الوثيقة السياسية التي قدمتها عدد من قيادات المكونات الجنوبية في الداخل. في حين تحدثت مصادر إعلامية أن "البيض" سيعمد خلال شهرين من الآن على تشكيل حكومة جنوبية مؤقتة من شخصيات جنوبية في الخارج ذي التأهيل الاكاديمي العالي، وستكون حكومة مجملها من كوادر جنوبية شابة تعمل على القضية الجنوبية في المحافل الدولية، وكذا تعيين سفراء مؤقتين للجنوب في عدد من الدول الأوروبية وأمريكا. وفيما لم تُبدِ قيادات الحراك الأخرى أي موقف حيالها فقد تضمنت وثيقة الأسس والمبادئ للحوار الجنوبي التي وقعتها قيادات الحراك الجنوبي في الداخل تصوراً مبدئيا لشكل الدولة الجنوبية القادمة على أنها دولة مدنية بحلة جديدة قائمة على أساس الفيدرالية والتعددية السياسية والديمقراطية تحقق العدالة الاجتماعية، وتعبر عن جميع أفراد الشعب الجنوبي دون استثناء، وتراعي خصوصية كل محافظة. وجاء في الوثيقة: "الاتفاق على أن مطلب استعادة دولة (ج.ي.د.ش) هو مطلب مرحلي للأسباب المعروفة، على طريق بلوغ هدف شعبنا في استعادة هويته الجيو- ثقافية والسياسية المستقلة، مع تأكيد الهوية العربية الإسلامية للجنوب، وأنه ليس جزءاً من هوية الجمهورية العربية اليمنية، على أن تخضع التسمية النهائية بعد الاستقلال للاستفتاء من قبل شعب الجنوب. وحسب مكتبه في بيروت فإن البيض اعتبر هذه الوثيقة هي المدخل الرئيس لتعزيز الثقة لإجراء الحوار (الجنوبي الجنوبي)، والمنطلق الأساسي لصياغة مشروع البرنامج السياسي وميثاق الشرف الوطني للثورة الجنوبية التحررية.. مؤكدا أن على قوى الثورة التحررية سرعة إنجاز صياغة مشروع البرنامج السياسي وميثاق الشرف الوطني والتحضير لمؤتمر عام.. مشيرا إلى أن المجال سيبقى مفتوحا للتوقيع على هذه الوثيقة والاطلاع عليها وإبداء وجهات النظر من قبل من لم يتمكن التوقيع عليها من الشخصيات الوطنية والمستقلة وكافة شرائح المجتمع الجنوبي التحرري