ينعقد مؤتمر الحوار الوطني غدا في ظل احترازات أمنية مشددة وفذ صرح مصدر باللجنة الأمنية العليا أنه نظرا للمصلحة العليا للمجتمع يمنع منعا باتا مرور الدراجات النارية المرقمة وغير المرقمة بأمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية وذلك ابتداء من الساعة الثامنة مساء اليوم وحتى الساعة الثامنة صباح يوم السبت القادم. وأوضح المصدر أن هذا الإجراء يأتي حرصا على تعزيز أجواء الأمن والاستقرار خلال فترة تدشين مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وعلى نفس السياق يعبر الجنوبيون عن رفضهم للحوار من خلال التحضير لما اطلق على تسميتها مليونة القرار قرارانا في مدينة عدن وكذا مليونية أخرى في مدينة المكلا ردود الافعال السياسية توالت قبيل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني فالرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض اكد أن "الحوار الوطني الذي من المقرر أن ينطلق يوم غد الإثنين بالعاصمة اليمنية صنعاء لن يقدم جديدا لا للقضية الجنوبية ولا لليمن ككل". وأعتبر البيض أن "الهدف من هذا المؤتمر هو إبقاء اليمن في دائرة الضوء واستغلال الدعم الدولي الكبير خاصة في جانبه المالي، فضلا عن محاولة التوافق بين القوى صاحبة النفوذ باليمن على تقسيم المصالح والمكاسب فيما بينها، وإذا لم يستطيعوا التوصل لتفاهمات فقد يعرقل هذا الحوار". وشدد في تصريحات صحافية على أن "عدم مشاركته في مؤتمر الحوار لا يعود لرفضه للحوار بل لإيمانه بأن هذا الحوار لا علاقة له بالقضية الجنوبية"، مشيرا إلى أن "هذا الحوار يأتي وفقا للمبادرة الخليجية التي تجاهلت القضية الجنوبية بشكل كامل وبالتالي لا علاقة لنا به". وقال: "نحن مستعدون للحوار ولكن على أسس، أولها أن نتحاور كدولة جنوب اليمن مع أشقائنا بالشمال لفك الارتباط واستعادة دولة الجنوب"، مشترطا "وجود سلطة في صنعاء تستطيع أن تتخذ القرار" وعلى ذات الاتجاه أكد السلطان غالب بن عوض القعيطي أن بعض الأطراف التي وصفها ب" المغرضة " تصر على الاستمرار على نهج خط انعقاد مؤتمر الحوار الوطني قائلا بأن "هذه الممارسة إنما هي في سبيل مغالطة الرأي العام الدولي وحجب الحقائق الخاصة بقضية جنوبنا ومكوناتها". واضاف القعيطي " لأن هذا المؤتمر لا يعترف بحقيقة الحق الشرعي والطبيعي والإنساني لشعبنا ليعبر عن رأيه النهائي في أمر تقرير مصيره وهذا المؤتمر والمشاركون فيه هم أبعد ما يكونوا عن هذا المبدأ وبدون شك فإنهم إذا أصروا في المضي على هذا الخط وتجاهلوا إرادة هذا الشعب المظلوم لسوف يجدون أنفسهم مرتكبي أكبر جريمة في حق شعبنا". وأشار السلطان القعيطي إلى إن مؤتمر الحوار الوطني قد ينجح كممارسة إعلامية من أجل الدس لغش بعض الوسائل الإعلامية الأخرى في الخارج التي ليس لها علاقة ودراية عميقة بحقائق الأزمة وملابسات القضية لكننا نؤكد لهؤلاء بأن فشل هذا اللقاء المزيف تحت التغطية السطحية الإعلامية الهائلة التي وصفتها هو فشل حقيقي كما سيعلمه الجميع في ما بعد ونجاحه ينحصر في الهالة الإعلامية المزورة للحقائق. وعبر عن آسفة من مشاركة البعض باسم أبناء الجنوب لإشباع مصالحهم على حساب المواطن المسكين واعتبر مشاركة بعض قوى الحراك الجنوبي في الحوار الشكلي المزيف لن يقدم أو يؤخر أمام إرادة الشعب وصموده ولن يتوقف شعبنا أو يتردد في متابعة مطالبه إلى حين تحقيقها. وفي سياق متصل أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن السيد/جمال بن عمر بأن دعوى الحراك الجنوبي للاعتصام يمكن أن تؤثر على الحوار الوطني. وفيما وصل عضو مؤتمر الحوار الوطني أحمد الصريمة إلى صنعاء للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، أكد ما يسمى "المؤتمر الوطني لشعب الجنوب" والذي يعتبر من أهم الفصائل في الحراك في جنوبي اليمن مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني المقرر أن يبدأ غداً في حين تقول مصادر غير رسمية إن القيادي محمد علي أحمد الذي يتزعم القيادي البارز في الحراك قد وصل إلى صنعاء، كما أعلن رسمياً عن وصول أحمد بن فريد الصريمة. وأعرب أحمد بن فريد الصريمة في تصريح نشرته وكالة الانباء اليمنية (سبأ)، لدى وصوله صنعاء عن أمله في نجاح مؤتمر الحوار الوطني، داعياً كافة الأطراف للمشاركة الفاعلة في المؤتمر «لما فيه مصلحة واستقرار اليمن ونهضته التنموية والاجتماعية». وقال المؤتمر الذي يرأسه الصريمة ومحمد علي أحمد في بيان صحفي ، "انه لن يحيد عن الاهداف والمبادئ التي توافقت حولها كافة الفصائل الحراكية السلمية الجنوبية وكل القوى الخيرة مهما تباينت الاساليب". واشار البيان: "ان مشاركتنا في مؤتمر الحوار كتعبير سياسي لنضالنا الثوري لن يكون خارج نضالكم السلمي كما لن يكون على حساب المطالب المشروعه المتمثله بالإستحقاقات المشروعه لشعبنا .. مشيرا الى جهودهم متعددة الاوجه تتكامل مع نضالات الساحات المدافعة عن القضية الجنوبية .
من جانبه اكد الناشط السياسي "مراد الحالمي" إن مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني تأت بصفته الشخصية وليس لها علاقة بتمثيل الحراك الجنوبي السلمي ولا أي من مكوناته كما تناولت ذلك بعض وسائل الإعلام. وقال الحالمي في سياق تصريح صحفي: " مشاركتي بهدف تبني القضية الجنوبية والدفاع عنها داخل أروقة المؤتمر، وهي القضية التي ناضلنا من اجلها منذ وقت مبكر سبق الحراك الجنوبي السلمي الذي نفتخر بالانتماء إليه، ويتملكنا الاعتزاز بتضحياته العظيمة، ولن تغيب عنا تلك التضحيات الجسام التي اجترحها أبناء الجنوب منذ وقت مبكر". وأضاف الحالمي: " نقدر كثيراً حالة الاستياء التي انتابت إخواننا وأهلنا في الحراك الجنوبي جراء مشاركتنا في مؤتمر الحوار الوطني، ونلتمس لهم العذر، ويقيني أن مشاركتنا تأت تماشياً مع التوجه الدولي الراعي لمؤتمر الحوار الذي نعوّل عليه في إيجاد تفاهمات بين مختلف القوى المشاركة على طريق الاعتراف بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره كحق أصيل تكفله التشريعات الدولية". ولم يخف تشاؤمه من وجود بعض القوى التقليدية التي ليس لها هدف من المشاركة سوى وضع الألغام في طريق المؤتمر لإفشاله حتى تتسنى لها الفرصة لإعادة إنتاج نفسها وترتيب أمورها على حساب قضايا الناس في الجنوب والشمال. واختتم الحالمي تصريحه بدعوة أبناء الجنوب إلى تكريس ثقافة القبول بالآخر كواحدة من قيم التصالح والتسامح والتضامن ونبذ التخوين والكراهية، وتفويت الفرصة أمام مخططات كثير من القوى التي تسعى للوقيعة بين أبناء الجنوب وتحويل الصراع فيما بينهم، وعلى الجميع التقاط الفرصة لعقد مؤتمر حوار جنوبي- جنوبي لمختلف القوى والمكونات للخروج بحامل سياسي جامع يستطيع تمثيل الجنوب على طريق حل القضية الجنوبية في إطار حق تقرير المصير، بدلاً من إضاعت الوقت والجهد في تفريعات ذاتية هي من تسبب خلال المرحلة الماضية في إعاقة عقد مثل هذا المؤتمر الذي لو قدر له الانعقاد في الماضي لما وصلنا إلى هذه الحالة من الانقسام غير المبرر ممثل الاممالمتحدة الى اليمن جمال بن عمر في تصريح خاص لقناة "سكاي نيوز" العربية :إن الحراك الجنوبي والدعاوى للاعتصام قد تؤثر على الحوار الوطني، والقضية الجنوبية هي مطروحة في صلب عملية الحوار وعلى جدول أعمال المؤتمر، مشيراً إلى أن الهدف من الحوار هو إشراك جميع الأطراف السياسية بما فيها غير الممثلة في البرلمان، وهذا يضمن مشاركة الحراك والشباب وقطاع المرأة والحوثيين، عوضاً عن أن القضية الجنوبية مدرجة في جدول أعمال مؤتمر الحوار. وأوضح أن هناك مواقف متحفظة ورافضة في الحراك الجنوبي للحوار، إلا أن هناك في نفس الوقت أطرافاً في الحراك ستشارك في الحوار. وفي اطار الاستعدادات لإحياء مليونية القرار قرارانا التي دعا إليها الحراك الجنوبي للتعبير عن رفضه لحوار صنعاء ، أحيى عشرات الآلاف في شارع مدرم بالمعلا بالعاصمة الجنوبيةعدن مهرجان حاشد عشية مليونية "القرار قرارنا". وبدأ تجمع الحشود منذ الظهيرة فيما كان البعض قد نام في ساحة الحراك الجنوبي بالمعلا منذ ليلة البارحة استعداداً لمهرجان اليوم ،ونصب الحراك الجنوبي منصة الاحتفالات وسط الشارع الرئيس "شارع مدرم". حيث شارك مئات الآلاف مساء اليوم بحشود هائلة في مدينة المكلا محافظة حضرموت أمتد الحضور الجماهيري من الجسر البحري وحتى الجسر الصيني اتجاه بن عزون بجانب ضفة الخور من الجهة الغربية ، وقال مصدر خاص من المشاركين في فعالية القرار قرارنا أن هذا الحشد المليوني أشتمل على مشاركين من خارج المكلا كالشحر وغيل باوزير وشحير ومديريات وادي حضرموت وغيل بن يمين ومناطق شرق المكلا حيث انطلقت التظاهرة من شارع الهايبر مروراً بشارع الخور بن عزون وتوقف الجمع بساحة المهرجان وهم يرددون الهتافات الرافضة للحوار الذي يجري الآن في صنعاء وألسنتهم تردد ( لأتفاوض لاحوار نحن أصحاب القرار - الجنوب أنتفض ماحد بقي في منامة عاصمتنا عدن إلى يوم القيامة ) كما شهدت المكلا صباح هذا اليوم الأحد الموافق 17/3/2013م عصيان مدني شامل أغلقت فية المحلات التجارية والمقار الحكومية والمدارس والمعاهد والجامعات وأصيبت حركة المواصلات بشلل تام وهو اليوم الثاني للعصيان المدني الذي أعلنت فيه مكونات الحراك السلمي عصيان لمدة ثلاثة أيام ييداء من 16 مارس وينتهي 18 مارس وهو الموعد المحدد لأنطلاق الحوار اليمني هذا وقد قامت قوات الأمن بأطلاق الرصاص الحي بطريقة عشوائية وبشكل هستيري في بيوت المواطنين بمدينة المكلا خلق حالة من الرعب والهلع بيت الاطفال والنساء والشيوخ جراء وصول الرصاص الحي الى المنازل وتضرر ها مما كاد ان يؤدي الى إصابة ساكنيها وقد تضررت عدد من سيارات المواطنين ودراجاتهم النارية بألاعيرة النارية وسط سقوط عدد من الجرحى نتيجة للضرب العشوائي التي أتبعته قوات الأمن لفض العصيان بالقوة وقد أصيب عمر سعيد لجرب وهو عاقل حارة حي الصيادين وأحد أعضاء المجلس المحلي وكذا مواطن من أبناء الشمال يدعى محمد شنان الهندي نتيجة لطلق العشوائي . والجذير ذكرة ان مدينة المكلا تشهد حالة من الترقب الحذر وسط دعوات لتمديد العصيان وانتشاره الى عدد من مديريات المحافظة ليشمل محافظة حضرموت بشكل عام. وعلى صعيد متصل تواصلت الانسحابات من عضوية مؤتمر الحوار الوطني حيث اعلن الناشط السياسي والقيادي في الثورة اليمنية خالد الآنسي انسحاب عدد من المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني جاء نتيجة عدم التحضير الجيد للمؤتمر والتعاطي معه كمشروع يجب أن ينجز في فترة زمنية معينة كتحصيل حاصل لا أكثر. وقال الآنسي إن غياب القوى الفاعلة والمؤثرة في الساحة أدي إلي تحول المؤتمر إلي منتدى عائلي وكمشروع محاصصة. وأشار إلى أن مؤتمر الحوار عبارة مشروع أجنبي قدر فيه المانحون أن يعقد في وقت محدد وينتهي بمخرجات معينة، واصفاً المشاركون فيه بأنهم يمثلون دور الكومبارس. وقال «إن المقدمات حتى الآن توحي بالنتائج والمقدمات لا شك أنها مقلقة وغير مطمئنة ، وذلك لا يعني الفشل كون المشروع خارجي والقوة الخارجية قررت نجاحه عبر وكلائها في اليمن». ورأى الانسي أن مؤتمر الحوار الوطني في كلا الحالات سيخلص إلي إيجاد حالة فرز سياسي وحقيقي بين السلطة والمعارضة وسيؤدي إلي إنهاء حالة الإرباك التي وضع فيها الجميع بما في ذالك الثورة التي لم تعد تعرف من تواجه. وفي اتجاه مضاد عقدت الأحزاب الجديدة مؤتمراً صحفياً قال فيه أمناء عموم تلك الأحزاب: إن هذا الإقصاء يؤكد انحراف مؤتمر الحوار عن إشراك كافة المكونات السياسية والاجتماعية, كما انه توجه يتنافى عن مبدأ الشراكة الوطنية.. وأوضحوا في بيان صدر عن تلك الأحزاب ووزع على وسائل الإعلام المختلفة التي حضرت المؤتمر : أن الآمال ظلت تحدو تلك الأحزاب إن الأخوة في السلطة الحاكمة قد استوعبوا الدرس, وقرأت دلالات اللحظة الحرجة التي عاشها الوطن اليمني التي لا تقبل الإقصاء والتهميش ولا الوصاية على الوطني.. وأشار البيان إلى أن إقصاء الأحزاب السياسية المعارضة ابتداءً باللجنة الفنية وعضوية المؤتمر, تؤكد رغبة السلطة الدفينة في الوصاية على مستقبل الوطن وإفشال الحوار من قبل من نصبوا أنفسهم أوصياء على حاضره, في حين أن معظم منهم في السلطة من الصانعين الأساسيين لأزمات البلاد وصراعاتها.. وأكدت الأحزاب على حقها التصعيدي السلمي من خلال استخدام كافة الوسائل المتاحة لتحقيق ذلك ، من خلال التنسيق مع كافة الجهات الأخرى التي تم إقصائها.. وقال البيان إن الأحزاب الثمانية سوف تقوم برفع دعوى قضائية بهذا الخصوص, كما سيقوم رؤساء وأمناء عموم تلك الأحزاب برفع رسالة إلى رئيس الجمهورية والى السيد جمال بن عمر وسفراء الدول العشر ورعاة المبادرة الخليجية. من جانبها قالت رئيس حزب الربيع العربي الأستاذة آمال الثور أن الأحزاب الجديدة التي خرجت من رحم الثورة الشعبية الجديدة تم إقصائها من الحوار الوطني مؤكدة أن من اكبر مهام ومطالب هذه الأحزاب هو نجاح مؤتمر الحوار. وأضافت آمال الثور أن الإقصاء المتعمد لتلك الأحزاب إثارة حفيظة هذه الأحزاب بشكل عام متسائلة بالقول : لماذا لم تخصص لهذه الأحزاب حتى مقعدين ولماذا هذا التهميش والاهم من هذا لماذا حوار وطني يعقد بين نفس المتصارعين في الفترة السابقة الذين احكموا أكثر من 33 سنة وهم من افشلوا الوطن لعقود من الزمن كما أنهم الذين تنازعوا وافشلوا ثورة الشباب السلمية وهم أي الشباب المعول عليهم من السواد الأعظم من الناس في بناء الدولة المدنية الحديثة . وقالت إن هذا يسمى محاصصة هي نفس محاصصة حكومة الوفاق وكذا محاصصة تحضيرية الحوار الوطني . وأضافت آمال الثور إن الرسالة التي يود الأحزاب الجديدة إيصالها في المؤتمر الصحفي إلى الرئاسة هي أن مؤتمر الحوار الوطني لا يمكن أن يُكتب له النجاح ما لم تكن هناك شراكة حقيقية من الجميع. مسترسلة بالقول : إما أنهم يريدون أن يضحكوا على المجتمع الدولي بأن هناك شراكة حقيقة وحوار سيُعقد ا وان المجتمع الدولي والمتصارعين يتبادلون الأدوار في الضحك على الشعب اليمني بأن هناك حوار وطني. وأكدت في ختام تصريحها بالقول نحن نريد حوار وطني شامل مشيرة إلى ان هناك مؤتمر مصالحة من خلال قوائم رئيس الجمهورية وليس مؤتمر حوار الذي يعول عليه الشعب اليمني لبناء الدولة المدنية الحديثة. وهذه الأحزاب هي حزب الربيع العربي وحزب شباب التنمية الديمقراطي وحزب السلام الاجتماعي وحزب الحرية التنموي وحزب شباب العدالة والتنمية وحزب العدالة والحرية وكذا حزب الوفاق الوطني.