تزامنا مع التحضيرات لانطلاق مؤتمر الحوار تزامنت التحضيرات التصعيدية التي أجراها فصيل البيض المحسوب على الرئيس السابق علي سالم البيض في عدد من محافظات الجنوب اليمني. فالحراك الأبيض الرافض للحوار الوطني والمؤيد لحوار دولة لأخرى برعاية دولية نفذ عصياناً مدنياً ومسيرات ومظاهرات في عدد من المحافظات والمديريات التابعة للجنوب . فبينما بدأ العد التنازلي للحوار بدأ العد التنازلي للترتيب لفعاليات مناهضة للحوار حيث نفذ الحراك الجنوبي منذ الأربعاء الماضي عدداً من المسيرات في معظم المحافظات الجمهورية. وفي يوم الخميس خرجت مسيرات متعددة في يوم "الأسير الجنوبي" من عدد من المحافظات والمديريات طالبت بتلبية دعوة الحراك الجنوبي بالاحتشاد في ساحة العروض بعدن لإحياء فعالية (القرار قرارانا) رفضا للحوار الوطني. مساء الخميس اجتمع محافظ عدن مع عدد من قيادات الحراك، واكد القيادي البارز في الحركة الوطنية الجنوبية (الحراك الجنوبي) محمد حيدرة مسدوس أن ماحدث مساء الخميس أن عدداً من القيادات الجنوبية تلقت اتصالا هاتفيا من رئاسة الجمهورية عبر "محمد الشدادي" وطلبت فيه عقد لقاء بين المحافظ والقيادات الجنوبية بهدف التباحث حول إطلاق سراح المعتقلين. وذهبت القيادات إلى محافظ عدن، ونحن كل من أنا محمد حيدرة مسدوس والشيخ صالح بن فريد العولقي والشيخ حسين بن شعيب والاخ اديب العيسي. وتم اللقاء بالمحافظ، أوضحنا له ان مطالب الحراك الجنوبي بعدن في الوقت الراهن هي كالتالي إطلاق سراح المعتقلين الجنوبيين وعددهم 35 معتقلاً وعدم ملاحقة النشطاء الجنوبيين أو اعتقالهم وعدم اعتراض الفعاليات السلمية، وتقديم الجناة ممن ارتكبوا جرائم قتل بحق أبناء الجنوب إلى القضاء مقابل رفع العصيان المدني، وتابع قائلا: "استمع إلينا المحافظ، وقال إنه لا يستطيع الموافقة إلا بالعودة إلى اللجنة الأمنية واخبرنا بأنه سيلتقي بها لاحقا وسيعرض عليها ماطرحناه من مطالب وبعدها بساعات تلقينا اتصالاً من محافظ عدن يطلب من احدنا الذهاب إلى مدير أمن عدن لتسلم ورقة الإفراج عن المعتقلين الجنوبيين. وقال مسدوس: "حينما ذهبنا إلى مكتب مدير أمن مدينة عدن اللواء صادق حيد تم تسليمنا ورقة تقضي بالافراج عن أربعة من المعتقلين فقط دون أن تشتمل على ال34 معتقلاً جنوبياً ودون أن يتم التطرق إلى المطالب الاخرى التي طرحت. واختتم مسدوس تصريحه بالقول: "إذا وطالما أن المحافظ وسلطته هم من اخلوا بالاتفاق الذي كان ممكن التوصل إليه إذا تم تنفيذ المطالب التي طرحناها فإن الدعوة إلى استمرار العصيان المدني يوم غد السبت تظل قائمة كما يظل موقع إقامة مهرجانات 17 مارس في مكانه ولا صحة لنقله إلى ملعب 22 مايو. وعقب الاتفاق نفذت السلطات الأمنية في محافظة عدن الجمعة انتشارا امنيا مكثفا بعدد من الطرقات والتقاطعات الفرعية ونصبت عدداً من نقاط التفتيش المستحدثة بعدد من الأماكن، حيث أعادت قوات الأمن نشر عدد من جنودها وسط ساحة العروض بخور مكسر. وبدء ظهر الجمعة أنصار الحراك الجنوبي بالتقاطر الي مدينة عدن، وعقب صلاة الجمعة شيع الآلاف من الجنوبيين في مدينة عدن جثامين (5) من القتلى الذين سقطوا برصاص قوات الأمن خلال الأيام الماضية. ورفع المشيعون الأعلام الجنوبية والشعارات المنددة بأعمال المجازر التي تمارس ضد أبناء الشعب الجنوبي ، مجددين رفضهم للحوار الوطني المزمع تدشينه يوم الاثنين القادم. وانتشرت قوات الأمن والجيش في عدد من الشوارع الرئيسة والجولات، خصوصا أمام فندق عدن حيث ينتصب علم وحدوي. وتحدث خطيب الجمعة عن اهمية المشاركة بفعالية في المهرجان المليوني الذي سيقام في عدن يومي الأحد والاثنين القادمين ، داعيا إلى إنجاح الفعالية الهادفة لإرسال للعالم حول رفض الجنوبيين حوار صنعاء والتأكيد على مطلب استعادة الدولة الجنوبية. وقال خطيب جمعة (القرار قرارنا): إن الشعب الجنوبي سيواصل تقديم الشهداء والجرحى في سبيل تحقيق اهدافه واستعادة دولته . صباح السبت نجح الحراك الجنوبي فصيل الرئيس على سالم البيض في تنفيذ عصيان مدني في معظم محافظات الجنوب في إطار فعاليات مهرجان (القرار قرارنا) للتعبير عن رفض شعب الجنوب للحوار الوطني . وشل العصيان المدني الحركة التجارية في العاصمة الاقتصادية ، وفي ظل مخاوف من اندلاع أعمال عنف استجابت معظم المحال التجارية في مدينة عدن والمناطق المحيطة بها ، لدعوات الحراك الجنوبي إلى العصيان المدني، أغلقت معظم المحلات التجارية والشركات أبوابها . وفيما مارست المحلات الخدمية نشاطها منذ الصباح الباكر جابت مدرعة مصحوبة ببعض الجنود المترجلين شوارع المعلا لتمشيط المنطقة ومنع أي من أنصار الحراك من قطع الطرق. وشهدت مدينة المكلا صباح االسبت عصيانا مدنيا شاملا شل حركة المواصلات وأغلقت المحلات التجارية أبوابها والمدارس والجامعات والمقار الحكومية بمديرية المكلا. وفيما ارتفعت المخاوف من تحول الفعالية الى مأساة ناشدت عدد من الملتقيات والتكتلات الحكومة اليمنية عدم منع قوى الحراك الجنوبي من الدخول الى المحافظة عدن او الدخول معها في مواجهات. الاحد اقتربت ساعة الحوار الوطني اقتحم الحراك الجنوبي ساحة العروض وأحيا عشرات الآلاف في شارع مدرم بالمعلا بالعاصمة عدن مهرجاناً حاشداً عشية مليونية "القرار قرارنا" مساء الاحد ،وبدأ تجمع الحشود منذ الظهيرة فيما كان البعض قد نام في ساحة الحراك الجنوبي بالمعلا منذ ليلة البارحة استعداداً للمهرجان، ونصب الحراك الجنوبي منصة الاحتفالات وسط الشارع الرئيس "شارع مدرم". حيث شارك مئات الآلاف مساء الاحد بحشود هائلة في مدينة المكلا محافظة حضرموت، امتد الحضور الجماهيري من الجسر البحري وحتى الجسر الصيني اتجاه بن عزون بجانب ضفة الخور من الجهة الغربية، وقال مصدر خاص من المشاركين في فعالية (القرار قرارنا): إن هذا الحشد المليوني اشتمل على مشاركين من خارج المكلا كالشحر وغيل باوزير وشحير ومديريات وادي حضرموت وغيل بن يمين ومناطق شرق المكلا، حيث انطلقت التظاهرة من شارع الهايبر مروراً بشارع الخور بن عزون وتوقف الجمع بساحة المهرجان وهم يرددون الهتافات الرافضة للحوار الذي يجري الآن في صنعاء وألسنتهم تردد (لا تفاوض، لا حوار، نحن أصحاب القرار - الجنوب انتفض ما حد بقي في منامه عاصمتنا عدن إلى يوم القيامة) كما شهدت المكلا صباح الأحد الموافق 17/3/2013م عصياناً مدنياً شاملاً أغلقت فيه المحلات التجارية والمقار الحكومية والمدارس والمعاهد والجامعات وأصيبت حركة المواصلات بشلل تام، وهو اليوم الثاني للعصيان المدني الذي أعلنت فيه مكونات الحراك السلمي عصياناً لمدة ثلاثة أيام يبدأ من 16 مارس وينتهي 18 مارس وهو الموعد المحدد لانطلاق الحوار اليمني، هذا وقد قامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي بطريقة عشوائية وبشكل هستيري في بيوت المواطنين بمدينة المكلا خلق حالة من الرعب والهلع بين الاطفال والنساء والشيوخ جراء وصول الرصاص الحي الى المنازل وتضررها مما كاد ان يؤدي إلى إصابة ساكنيها وقد تضررت عدد من سيارات المواطنين ودراجاتهم النارية بالأعيرة النارية وسط سقوط عدد من الجرحى نتيجة للضرب العشوائي الذي اتبعته قوات الأمن لفض العصيان بالقوة، وقد أصيب عمر سعيد لجرب وهو عاقل حارة حي الصيادين وأحد أعضاء المجلس المحلي، وكذا مواطن من أبناء الشمال يدعى محمد شنان الهندي نتيجة لطلق العشوائي. الجدير ذكره أن مدينة المكلا تشهد حالة من الترقب الحذر وسط دعوات لتمديد العصيان وانتشاره الى عدد من مديريات المحافظة ليشمل محافظة حضرموت بشكل عام.