يعتزم أبناء منطقة صرواح التابعة لمحافظة مأرب، على رفع دعوة قضائية ضد الحكومة اليمنية نتيجة لما ألحقته الطائرات الأمريكية بدون طيار من فزع لأبناء المنطقة وترويعهم. وقال مصدر محلي في منطقة صرواح ل"الوسط": إن أهالي المنطقة يعدون لرفع دعوة قضائية في المحاكم الدولية ضد الحكومة اليمنية والولايات المتحدةالأمريكية لما تسبب تمشيط الطائرة الأمريكية أجواء صرواح خلال يومين متتاليين من خوف على الأهالي واستفزاز لأمنهم". وحلقت طائرة أمريكية بدون طيار على أجواء منطقة صرواح - على بعد 173 كيلو مترا من العاصمة اليمنية صنعاء - منذ يوم الأحد وحتى اليوم الثاني بشكل مستمر، وقال مصدر من أبناء المنطقة: "إن طائرة أمريكية بدون طيار -تجسسية - ظلت تحلق في سماء منطقة صرواح لأول مرة وبشكل ملفت". وأضاف في حديث ل "الوسط": أن الطائرة الأمريكية بدأت تحلق في سماء المنطقة من الساعة 6 من مساء يوم الأحد وحتى مساء يوم الاثنين الماضي". وشهدت مناطق يمنية متفرقة خلال الأسبوع الجاري غارات أمريكية قالت السلطات اليمنية: إنها استهدفت عناصر من تنظيم القاعدة، وقد شنت غارة أمريكية - السبت الماضي - على مجاميع من القاعدة في مدينة أبين كانوا على متن سيارة، وقتلت الغارة - طبقًا لمعلومات متفرقة - العشرات، من بينهم القيادي جلال بلعيدي (المسئول الأول عن التنظيم في مدينة أبين)، أثناء فترة سيطرة أنصار الشريعة العام الماضي. وحسب معلومات خاصة فإن احتمال عدم وجود القيادي في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن جلال بلعيدي لم يكن من بين الرتل الذي استهدفته الطائرة الأمريكية في مدينة أبين. واستهدفت غارة أميركية أخرى بطائرة بدون طيار - الاثنين الماضي - شخصين قتلا مباشرة في محافظة البيضاء، كانا يمشيان بين منطقتي "الزوب، وخبزة" قبل صلاة الفجر، أثناء عودتهما من الوادي. وحسب ما نقله "المصدر أون لاين" عن سكان محليين أن سكان المنطقة تعرفوا على القتلى، وهم: "عبدربه مقبل الزوبة، وعُباد مسعد الخبزي". ونقل موقع وزارة الدفاع في حينه أن الغارة الأمريكية قتلت رجلين، قالت: إنهما ينتميان لتنظيم القاعدة، غير أن الخبر تم حذفه من الموقع بعد دقائق من نشره. وفي سياق متصل صرح مصدر مسئول في وزارة الدفاع أن الحكومة اليمنية لا تحتاج إلى قوات أجنبية من أجل الحرب ضد القاعدة، وقال المصدر - حسب ما نشره موقع "سبتمبر نت" التابع لوزارة الدفاع: "إن اليمن لا يحتاج إلى أية قوات أجنبية للتواجد من أجل مكافحة الإرهاب، وإن القوات المسلحة اليمنية والأمن قد تمكنت خلال فترة وجيزة من الحد من مشاريع تنظيم القاعدة، ودك أوكارهم في أبين وشبوة والبيضاء، وسجلت انتصارات شهد لها العالم أجمع". وحسب ما نقله الموقع عن المصدر بأن "وحدات من قوات مكافحة الإرهاب قد نفذت خلال الأيام الماضية ثلاث عمليات نوعية ناجحة ضد القاعدة في محافظة عدن وعملية أخرى في محافظة لحج ردا على مقتل الطيارين الثلاثة". وأضاف المصدر: "أن وحدة مكافحة الإرهاب التي كلفت بهذه العملية عادت إلى صنعاء فور الانتهاء من تنفيذ المهام المسندة إليها". وجاء هذا الرد بعد الذي أوصى في نهايته "تحري مثل هذه القضايا الأمنية"؛ ردا على البيان الذي نشرته (الأحد الماضي) بعض وسائل الإعلام عن عبدالملك الحوثي - زعيم جماعة الحوثي - في محافظة صعدة شمال اليمن. وجاء في البيان إدانة لما قال إنه "اقتحام قوات أمريكية لمنازل بمحافظة لحججنوب اليمن وترويع المدنيين، وحتى لا تكون بعدها مصير اليمن مثل العراق وأفغانستان". غير أنه، وطبقا لمعلومات محلية مؤكدة في منطقة "الحوطة"، لم يحدث اقتحام لقوات "المارينز" الأمريكية، كما وصفها البيان، نقلا عن عبدالملك الحوثي، بل أقدم ضباط أمريكيون بعد حادث اغتيال الطيارين وبمساعدة القوات اليمنية التحقيق في المنطقة، ومع هذا فإنه يعد تدخلا في سيادة الوطن. وفي سياق آخر أزاح الرئيس عبدربه منصور هادي أمس الثلاثاء النصب التذكاري تجسيدا لجنود الأمن المركزي الذين قتلوا في 12 مايو العام الماضي نفذها أحد أعضاء تنظيم القاعدة في منطقة السبعين. وكان الهجوم - حسب بيان صادر عن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عقب الهجمة - أن تنفيذ العملية ضد جنود الأمن المركزي كان ردا على ما مارسته قوات مكافحة الشغب التابعة للأمن المركزي من تعذيب في جهاز الأمن المركزي ضد المعتقلين. ومؤخرًا صدر بيان عن القاعدة - السبت الماضي - حذرت فيه من تكرار ممارسة جهاز الأمن السياسي تعذيب المعتقلين، ويأتي هذا البيان بعد أن دخل نزلاء جهاز الأمن السياسي بإضراب عن الطعام منذ 20 أبريل الماضي إلى الآن؛ تنديدا بعدم الإفراج عن الذين تم تبرئتهم، ولم يطلق سراحهم بعد. وأكد البيان: "أن أغلب المعتقلين لا صلة لهم بتنظيم القاعدة، وإنما اختطفهم النظام السابق واللاحق سعياً منه لتحقيق انتصارات مكذوبة في حرب الوكالة التي يخوضها ضد دعاة الشريعة وأنصارها"، وأن السجناء - حسب ما جاء في البيان - هم "من خرج يطالب بالتغيير ويسعى لإصلاح حال البلاد فاختطفتهم مليشيات الأمن السياسي والقومي وأخفتهم في سجونها بعد تعذيب ونكال".