الأسواق اليمنية التي تتجاوب مع ارتفاعات الذهب بحساسية مفرطة تعاملت مع الانخفاضات ببرود شديد وعزفت عن مجاراة الانخفاضات العالمية، حيث لا يزال سعر البيع جرام عيار 22 في أسواق العاصمة صنعاء 9500 ألف ريال بينما يتم الشراء ب 8500 ريال، وفي جولة ميدانية ل"الوسط" شاهدت ارتفاع مستوى الإقبال على محلات الذهب في شارعي جمال وهائل بصورة كبيرة إلا ان ارتفاع الطلب على الذهب قوبل بإصرار تجار الذهب في السوق المحلي على البيع بأسعار ما فوق ال 1500 دولار للأوقية، وهو ما أثار حالة استياء في أوساط مرتادي محلات الذهب الذين اعتبروا البيع بأسعار قديمة والشراء بسعر منخفض استغلالا للمستهلك. عالميا واصلت أسعار الذهب انخفاضها للأسبوع الثاني على التوالي لتصل إلى أدنى مستوى لها، حيث وتراجع الذهب في السوق الفورية إلى 1338.95 دولار للأوقية مسجلا أضعف مستوياته منذ 16 ابريل حينما سرت مخاوف من أن بنوكا مركزية أوروبية ربما تقوم بتسجيل جانب من احتياطياتها من الذهب وبفعل اختراق المعدن النفيس لمستوى فني عند 1525 دولارا، وهو ما أطلق موجة بيع، وقلص الذهب خسائره لكنه ظل منخفضا 0.3 بالمائة عند 1355.64 دولار للأوقية، وهبطت عقود الذهب الأمريكية نحو اثنين بالمائة قبل أن تتعافى جزئيا إلى 1353.60 دولار للأوقية بانخفاض قدره 0.8%. وجاءت موجة الانخفاض عقب تكهنات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بتقليص برنامجه للتحفيز الاقتصادي. وتراجع سعر الذهب للجلسة التاسعة على التوالي - أمس الأول الاثنين - ليسجل أطول موجة هبوط في أربع سنوات، ويتفق كبار المتداولين في أسواق الذهب العالمية ان المرحلة المقبلة سوف تكون شديدة الصعوبة بالنسبة للمعدن الأصفر، كما يتفق هؤلاء المتداولون على أفضلية بيع الذهب كي لا تتزايد أوجاع وآلام المستثمرين فيه مع توقع المزيد من الهبوط في أسعاره.
