جنوب اليمن لا يعيش في منأى عما يدور في الشمال، فحين اكتفت المناطق الشمالية بالحراك السياسي ممثلا بما يدور في مؤتمر الحوار تشهد المناطق الجنوبية حراكًا سياسيًّا ومسلحًا في نفس الوقت، ففي يوم الاثنين الماضي، قالت الأجهزة الأمنية بمحافظة عدن: إن عناصر مسلحة قامت بإطلاق النار من أسلحة آلية على خدمات بوابة معسكر قوات الأمن الخاصة، الواقعة في مدينة كريتر، ما أدى إلى مقتل الجندي وائل عبدالله - 30 عامًا - إثر إصابته بطلقة نارية في البطن وطلقة أخرى سطحية في العين، وأصيب جندي آخر بطلقة نارية في الصدر. وفي مدينة أبين التي تتمركز فيها اللجان الشعبية بعد خروج أنصار الشريعة منتصف 2012م، قالت اللجان بمديرية لودر: إنها نفذت قبل أيام حكمًا بالجلد على شخص ضُبِط وهو يشرب الخمر وسط المدينة. ويُعد إقدام اللجان الشعبية على تنفيذ حكم الجلد على شرب الخمر - يُعدّ طفرة جديدة منذ أن استحكمت اللجان على مدينة أبين بعد خروج أنصار الشريعة، وقد كانت اللجان قد مارست ضد المواطنين انتهازية مما دعا البعض لمراجعة موقفه مع أنصار الشريعة بحكم انهم كانوا يحكمون دون انتهاز لضعف المواطنين، وهذا ما جعل من اللجان إقدامها على تطبيق مثل هذه الأحكام حتى تظهر للناس بالمثالية، وأنها قادرة على صنع ما صنعته أنصار الشريعة أثناء سيطرتها على مدينة أبين وأجزاء من مدينة شبوة. وقالت اللجان، التي تبسط سيطرتها على مدينة لودر منذ أكثر من عام، ويمارس أعضاء منها مهامًا حكومية عدة، إنها نفذت حكمًا بالجلد بحق شخص؛ بسبب انه كان يتعاطى موادًا مسكِرة، حسب ما ذكرته على صفحتها الرسمية في فيس بوك، وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها اللجان بجلد احد الأشخاص عقب اتهامه بارتكاب جريمة مخالفة. في ذات اليوم شهدت مديرية مودية في ذات المدينة مسيرة تقدمها قيادة مجلس الحراك السلمي وقيادات اتحاد شباب الجنوب والحركة الشبابية، وبعض المشاركين من المنطقة الوسطى، وفي المسيرة رفع المشاركون فيها الأعلام الجنوبية وصور البيض والمعتقلين (المرقشي والضالعي)، ولافتات كُتِب عليها الدعوة إلى العصيان المدني يوم 7 يوليو المشئوم - حسب قولهم، وفي عدن هي الآخرى التي أُقيم فيها - الاثنين الماضي - فعالية في منطقة خور مكسر إحياء لذكرى استشهاد كلٍّ من "احمد الدرويش" وجياب الجعبي - حسب ما وصف به المهرجان. وأقيمت الفعالية بمشاركة المئات على ساحة الدرويش بخور مكسر، وقد رفع المشاركون لافتات تدعو لمحاكمة قتلة الشابين ولافتات أخرى تطالب باستقلال الجنوب عن الشمال. من جانب آخر اعتقلت القوات اليمنية - الاثنين الماضي - نجل حسن باعوم بمطار صنعاء الدولي أثناء توقفه فيها في طريقه إلى العاصمة الهندية "دلهي" للعلاج، وقال مقربون من الناشط "فواز باعوم - حسب ما نقله موقع "عدن الغد": إن مسئولين في جهاز البحث الجنائي بمطار صنعاء أنزلوه من على متن طائرة كانت قادمة من المكلا، وتوقفت في صنعاء في طريقها إلى العاصمة الهندية "دلهي"، وبحسب المصادر فقد تم اقتياد "باعوم" إلى مكتب الأمن في المطار ويجري مساءلته. حرب في صحراء في صحراء جنوب اليمن تشهد المناطق مواجهات مسلحة، حيث نقلت معلومات عن اندلاع مواجهات، قتل فيها ما لا يقل عن ستة أشخاص وجرح 17 آخرون حتى في مواجهات مسلحة عنيفة تدور في الصحراء الفاصلة بين محافظتي شبوةومأرب بين قبيلتي بلحارث وآل ابو طهيف على خلفية نزاع على ملكية أرض صحراوية تسمى الفرشة. ونقلت مصادر: ان المواجهات اندلعت بين القبيلتين بعد فشل جميع الوساطات التي قادتها شخصيات قبلية ورسمية على مدى الأسابيع الماضية في محاولة لتسوية النزاع بين القبيلتين، وبحسب المصادر فإن المواجهات ما زالت مستمرة، حيث تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة، الي ذلك نقل موقع "الاتجاه نت": ان الصحراء الفاصلة بين محافظتي شبوةومأرب تشهد حالة توتر تنذر باندلاع مواجهات مسلحة قد تشعل حربًا لها بداية وليس لها نهاية بين قبيلتي بلحارث من مديرية عسيلان بمحافظة شبوة من طرف، وقبيلة آل ابو طهيف من مديرية حريب بمحافظة مأرب من طرف آخر، وذلك على خلفية نزاع حول ملكية منطقة صحراوية تسمى (الفرشة). ونقل الموقع عن مصادره: ان قبيلة بلحارث بدأت منذ صباح الاثنين بحشد الآلاف من مسلحيها ونقل كمية كبيرة من مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة إلى صحراء الغربية للمديرية؛ استعدادًا لخوض معارك مسلحة مع قبيلة آل ابو طهيف التي يتمركز عدد من رجالها في منطقة النزاع بعد ان رفضت القبول بمختلف الحلول والتسويات التي طرحتها عدد من الوساطة القبلية والرسمية خلال الأسابيع الماضية أو تقديم عدول للجلوس في الحق والشرع حسب الأسلاف والأعراف القبلية. وقالت المصادر: إن الرئيس عبدربه منصور هادي لم يتمكن من التسوية مع مشائخ آل بو طهيف في إقناعهم برفع تمركزهم من منطقة النزاع وتكليف الجيش بتوقيف الآبار ورفع المعدات والاستحداثات في الموقع، وإعطاء فرصة مدتها اربعة اشهر لحل القضية، وبحسب المصادر فإن مجاميع مسلحة من قبيلة آل ابو طهيف قد قامت قبل اشهر بالتمركز والاستيلاء على منطقة الفرشة وبدأت بتشغيل آبار للمياه واستحداث مساكن ومزارع، وتدعي ملكيتها للأرض، بينما تؤكد قبيلة بلحارث أن المنطقة من أملاكها. وحذّر مراقبون من وقوع أية مواجهات بين القبيلتين، والتي قد تقود الى حروب قبلية تأخذ نزعة مناطقية في هذه المنطقة الحساسة، التي تعد حدودية بين ما كان تسمى جمهورية اليمن الديمقراطية في الجنوب والجمهورية العربية اليمنية في الشمال، وخصوصًا في ظل مخاوف من الاستثمار السياسي لبعض القوى. من جانبها دعت منظمة "صنّاع السلا" القبيلتين الى ضبط النفس والاحتكام للعقل والمنطق والجلوس على طاولة الحوار لحل القضية بالطرق السلمية بعيدًا عن العنف. وطالبت المنظمة - في بيان لها -السلطات الى تحمل مسئولياتها في منع أي تطورات تقود الى العنف والاقتتال، والقيام بإنزال قوة عسكرية الى منطقة محل النزاع، ومنع أيٍّ من الطرفين التواجد فيها.