توفى اليوم الثلاثاء في العاصمة المصرية القاهرة جريح الثورة عبد الرحمن الكمالي متأثرا بالمضاعفات المرضية التي تسبب بها اهمال الحكومة في علاجه منذ رقوده في المستشفى قبل حوالي سبعة أشهر. وكان جريح الثورة الكمالي قد وصل العاصمة المصرية القاهرة يوم الأحد الماضي، بعد تأخير تسفيره مدة شهر، على الموعد الذي كان من المفترض تسفيره فيه، نتيجة إهمال موظفي اللجنة الوزارية لعلاج جرحى الثورة في حجز مقعد نائم له. وأعيد الكمالي من مطار صنعاء قبل أسبوع بسبب حجز مقعد واحد، وعدم اعتماد مرافق له، على الرغم من أنه لا يقوى على الوقوف منذ شهرين. ونقل ” يمنات عن نجل الكمالي رعد قوله أن والده أعيد من المطار إلى المستشفى الجمهوري الذي يرقد فيه منذ أكثر من ثلاثة أشهر، نتيجة عدم حجز مقاعد نائم له واعتماد مرافق، مع أن اللجنة الوزارية تعلم بأنه لا يقوى على الوقوف بسبب اصابته في اربع فقرات، فضلا عن كونه وصل إلى المطار على نقالة. وأكد رعد الكمالي أن الغرغرينا انتشرت في جسم والده خلال الاسبوعين الأخيرين، ما ضاعف من مرضه، وأدى لوفاته، نتيجة غياب الرعاية الصحية في المستشفى الجمهوري بصنعاء. وكشف أنه أضطر يوم الأحد الماضي لدفع “100″ دولار قيمة الاكسجين في الطائرة، بعد أن رفضت اللجنة الوزارية دفع المبلغ. وأكد أنه اضطر لدفع المبلغ بعد أن رفض طاقم الطائرة تسفيره إلا بالأكسجين نتيجة خطورة حالته، أو توقيع تنازل بعدم تحميلهم مسؤولية ما سيحصل له. وأشار أن والده وصل مطار القاهرة الخامسة من مساء الأحد الماضي، وظل مرميا في صالة المطار، حتى تم التواصل به قبل مطار القاهرة، ما تسبب في حصول مضاعفات صحية خطيرة له، مؤكدا أن الاسعاف لم يصل إلى المطار إلا بعد الثامنة مساءا، ونقله إلى مستشفى غير متخصص. وحمل الكمالي الابن حكومة الوفاق واللجنة الوزارية واللجنة الطبية لعلاج جرحى الثورة مسؤولية وفاة والده، نتيجة الاهمال الشديد الذي تعرض له.
وكان الكمالي قد حصل حكم من المحكمة الادارية قبل شهرين يلزم الحكومة بعلاجه على نفقة الدولة في الخارج، ضمن حكم صدر لصالح عدد من جرحى الثورة الذين أهملت علاجهم حكومة الوفاق. وتعرض الكمالي لإصابات في العمود الفقري جراء الاعتداء على شباب مسيرة الحياة 2من قبل قوات مكافحة الشغب التابعة للأمن الخاص (المركزي سابقا) أمام دار الرئاسة، تسبب في انزلاق اربع فقرات في عموده الفقري، ونتيجة للضرب المبرح الذي تعرض له أصيب بمشاكل في القلب. و أسعف الكمالي إلى مستشفى الثورة بصنعاء، لكن اهمال اللجنة الطبية هناك، وعدم وجود العناية الصحية اللازمة، ضاعف من مرضه، وبعد اعلانه الاضراب عن الطعام، نقل إلى مستشفى آزال الأهلي، لكنه طرد منه، بسبب مضايقات طبيب اصلاحي وعدم دفع الحكومة المبالغ المستحقة للمستشفى، كما تعرض بعدها للاعتداء من قبل مجهولين أمام المستشفى مع مرافقه. وعندما تدهورت حالته الصحية نقل إلى المستشفى الجمهوري بصنعاء، وظل فيه أكثر من ثلاثة أشهر في ظل اهمال شديد، على الرغم من أنه أدخل المستشفى بقرار المحكمة الادارية بالأمانة وبأمر وزير الصحة رئيس اللجنة الوزارية لعلاج جرحى الثورة. وظل الكمالي ينتظر تنفيذ الحكم القضائي الذي قضى بتسفيره إلى الخارج، حتى انتشرت الغرغرينا في جسده، ليتوفى اليوم في القاهرة بعد يومين من وصوله.