في الوقت الذي مازال الوضع في قيادة المنطقة الثانية العسكرية يحضرموت يكتنفه الغموض بسبب عدم إصدار بيانات رسمية حول عدد القتلى والمصابين الذي أكدت مصادر للوسط أن أعدادهم كبيرة، علمت الوسط من مصادر خاصة أن مقاتلي القاعدة مازالوا يسيطرون على المبنى الثاني، ونفت مصادر للوسط ماتناقلته وسائل إعلام رسمية عن تحرير جزء من المبنى وإخراج بعض الرهائن منه وأنها مازالت تحتجز أكثر من 40 ضابطاَ وجنديا حتى كتابة هذا الخبر. ويأتي ذلك في ظل تحليق مكثف وعلى ارتفاع منخفض لطائرات أمريكية بدون طيار منذ عصر أمس. وإذ نقلت معلومات غير رسمية عن تمكن قوات من الجيش الإفراج عن أركان حرب المنطقة العسكرية الثانية، بعد أن كانت تمكنت عناصرمسلحة من اقتحام مبنى معسكر المنطقة الثانية يوم الاثنين في مدينة المكلا فقد أكدت مصادر الوسط عن وجود مفاوضات مع المسلحين تقوم بها اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت مستعينة ببعض الوجهاء ومشايخ الدين للإفراج عن بقية المحتجزين، وكان موقع الوسط قد نشر عن مصادر عسكرية موثوقة أن قوات من الأمن المركزي وكتيبة من القوات الخاصة تمكنت من اقتحام مبنى المنطقة الثانية وحررت جميع الجنود الذين كانوا في الطابق الأول بعد أن كان المسلحون سيطروا عليه فيما مازال الدور الثاني مسيطرا عليه من قبل المسلحين وبحوزتهم عدد لا يعرف بعد من الضباط والجنود، حيث يقومون بإطلاق النار ورمي القنابل بمجرد اقتراب أية قوة عسكرية منهم. وبحسب المصدر العسكري فإنه وفي صباح يوم الاثنين أقدمت سيارة إلى البوابة الخارجية للمبنى وعليها أشخاص يرتدون الزي العسكري حيث نزلوا منها وصرخوا بأن السيارة مفخخة وهو ما حصل، حينما انفجرت وتسبب ذلك بذعر الناس وفر عساكر حراسة البوابة مما أعطى فرصة للمسلحين الذين كان بجانبهم مواطنون من الدخول إلى الدور الأول. وقال ذات المصدر ل"الوسط" إن المسلحين بمجرد دخولهم الى المبنى الأول قاموا بقتل خمسة من الجنود ثم تابعوا الصعود حيث قتلوا ثلاثة آخرين كما قتل مسلحان من المقتحمين. وفي حين لا يزال المسلحون محتجزين للضباط ومحاصرة المنطقة بكاملها من قوات الجيش اليمني فإن هناك عدة خيارات لعناصر القاعدة لإنهاء الحصار وهي، إما أن يتم تسهيل خروجهم دون أن يتم القبض عليهم، أو أن يستمروا في الدفاع عن أنفسهم، والانتهاء بتنفيذ عملية هي أشبه بالانتحارية وقتل عدد من الجنود ثم تنتهي بقتلهم أثناء المعركة، وهو ما يعتبرونه عملية "الانغماس في العدو"، وهذا الخيار قد يكون هو المحتمل، إذ أن مقاتلي القاعدة لا يمكن أن يسلموا أنفسهم للأجهزة الأمنية في حالة الحرب، وهو ما فعله ثلاثة من أنصار الشريعة أثناء حرب "دوفس" عام 2011م، حين تمكنوا من اقتحام معسكر 25ميكا وبايع جميعهم على الموت وقد قتل عدد من الجنود حتى وصلوا إلى مقر قيادة الصوملي، ثم قتلوا جميعاَ. و كانت "براقش نت" تحدثت عن تمكن القوات الخاصة مساء أمس من تحرير كبار ضباط قيادة المنطقة العسكرية الثانية، بينهم أركان قيادة المنطقة العسكرية العميد عبدالكريم السعدي (الذي قتل ابنه في الاشتباكات) والعميد علي الخيشمي- رئيس العمليات، والعميد خالد محمد بن طالب- نائب القائد لشئون التدريب، والعقيد علي باراس- رئيس شعبة شئون الأفراد، والنقيب الدحان من شئون الأفراد. وأكد المصدر استشهاد العقيد سالم شبوة- رئيس شعبة المدفعية، والمقدم وليد واكد- قائد الحماية في قيادة المنطقة، أثناء هجوم عناصر تنظيم القاعدة على قيادة المنطقة قالت مصادر رفيعة إن السلطات اليمنية تلقت معلومات عن تحرك مسلحين لتنظيم القاعدة باتجاه مدينة المكلا قبل يوم واحد من الهجوم الذي نفذه المسلحون على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية. وأشارت المصادر في تصريح خاص ل " براقش نت " إلى أن جهاز الامن القومي أبلغ قيادة المنطقة العسكرية الثانية بتلك المعلومات في حينه. مشيرا إلى أن قيادة المنطقة العسكرية قامت بتعزيز الحراسات على ميناء الضبة النفطي ومطار الريان, غير أن المسلحين اتجهوا صوب مقر قيادة المنطقة العسكرية .