ثمانية أسابيع منذ اندلاع المواجهات في صعدة بين الحوثيين والسلفيين وامتدادها إلى محافظة عمران بعد أن تم فتح جبهة حاشد الذي يقودها الشيخ حسين الأحمر بمساندة من السلفيين الذي يتم تجميعهم من محافظات عدة في اليمن فيما الدولة غائبة عن المشهد بما في ذلك رمزية تواجدها من خلال اللجنة الرئاسية التي لم تحصد سوى الفشل. وفيما يعلن السلفيون من جانب تحقيقهم انتصارات على من يدعونهم بالروافض يجأرون بالشكوى من جانب آخر عن قيام الحوثيين بضربهم بمختلف انواع الأسلحة وحصارهم. وقال رئيس اللجنة الرئاسية يحيى أبو أصبع في تصريح نقلته صحيفة الثورة إن الحوثيين قاموا بالتقدم وإحكام الخناق على دماج من ثلاثة مواقع وإن إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة لم يتوقف طوال الأيام الماضية. موضحا أن الوضع في دماج مأساوي وبعض جثث القتلى تعفنت من دون أن تستطيع أية جهة الوصول إليها ونقلها. وتشهد جبهات القتال مواجهات عنيفة في كتاف وحاشد الذي اشتدت وتيرة القتال فيها بمختلف أنواع الأسلحة فيما يستعد السلفيون لفتح جبهة حرض. وفيما يتحدث السلفيون عن تقدم في جبهتي كتاف وحاشد، دعا الشيخ "حسين الأحمر"قبل يوم أمس في اتصال هاتفي بقناة وصال الفضائية كافة قبائل حاشد وبكيل إلى التوحد من أجل مواجهة المد الحوثي، مذكرا بما حصل لقبائل سفيان وصعدة، والمناطق التي احتلها الحوثي من تنكيل وتشريد واعتقالات وإخفاءات قسرية، وأن تكون عبرة للجميع. وفيما بشر الأحمر من أن نهاية الحوثي وهزيمته قريبة قال إن هناك جبهات قادمة وكل أسبوع ستفتح جبهة جديدة ضد الحوثي. ونتمنى الموت على أن يحكمنا شرذمة مثل الحوثي. وكان الدكتور شيبان الوادعي أعد تقريراً طبياً عن ضحايا حصار وقصف دماج منذ 53 يوماً حتى صباح الأحد جاء في التقرير: أن عدد القتلى من دماج (155) شهيداً وعدد الجرحى (406) جريحاً، وعدد المفقودين (139) مفقوداً، وقال: هناك (112) حالة جفاف شديدة بسبب سوء التغذية بين الأطفال ما دون الخامسة. ولقى القيادي حسين سالم العولقي البجيري مصرعه في اشتباكات مسلحة بين السلفيين والطائفة الزيدية في دماج, الاثنين الماضي. وتشهدت منطقة العصيمات منذ يوم الخميس الماضي اشتباكات عنيفة صاحبها قصف متبادل بين الحوثيين من جهة القفله والقبائل بالعشة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة فيما ينزح المواطنون من منطققة دنان والعشة مما يضاعف من سوء الأوضاع الإنسانية. وكانت كشفت صحيفة "الشروق" الجزائرية نقلاً عن مصادر مطلعة أن "أجهزة الأمن باشرت تحقيقات معمقة في شبكات تجنيد "سلفيين" للقتال ضد الحوثيين في اليمن بعد مصرع ثلاثة أشخاص من ولاية وادي سوف في الحرب الدائرة هناك"، مضيفة أن "هذه القضية فجّرها مقتل سلفي من الولاية الذي تمّ إقناعه من طرف شبكات التجنيد بعد أن رفض أحد الأئمة الترخيص له بالجهاد، لكنه أخبر زوجته أنه ذاهب للقتال في دماج اليمنية، ونصرة إخوانه من أهل السنّة والجماعة". وذكرت صحيفة "الشروق" الجزائرية، عن أناس حضروا مجلس عزاء فارس، معلومات تفيد بوجود جهات في دولة عربية تتكفل بنفقات شبكات التجنيد العاملة في الجزائر، وتدفع لها مبالغ مالية تقدر ب8000 دولار عن كل مقاتل يتم إرساله، وهو ما حفّز هذه الشبكات على النشاط وأرسلت 8 من شباب المنطقة قبل نحو 3 أسابيع بينهم المتوفي فارس من البياضة. إلى ذلك وفيما كان عبد الملك الحوثي قد طالب بإقالة وزير الداخلية على خلفية حادثة لاغتيال التي تعرض لها ممثل الحوثيين في الحوار الوطني عبدالكريم جدبان متهما حزب الاصلاح بالوقوف وراء اغتياله. وقالت وكالة خبر التابعة للإصلاح إن مصدرا أمنيا في وزارة الداخلية اليمنية كشف في وقت سابق إن الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على خلية حوثية كانت تخطط لمهاجمة مبنى وزارة الداخلية من الجهة الشمالية بالعاصمة صنعاء، إلا انه وحتى اليوم لم يتم تأكيد الخبر من مصدر أمني رسمي.