الإصلاح والسلفيون والمشايخ باتوا جميعا اليوم يطالبون ببسط الدولة لنفوذها على كل شبر في اليمن بعد أن تقدم الحوثيون في عمران وهجروا أولاد الأحمر وقبلهم سلفيي دماج. ليس هناك شك في حرج موقف أولاد الأحمر بعد سقوط قراهم بعد أن كانت حاشد تعد آخر حصونهم التي طالما هددوا بالعودة إليها، وصار اليوم أمرا بعيد المنال. مع عودة من قاد المواجهات في الميدان من أبناء الشيخ وهم حمير وحسين وهاشم، كانت الصدمة هي التي تحكمت بردود الأفعال التي لم تكن تصب في صالحهم. إذ في أيام المعارك الأخيرة في العصيمات، وتقدم الحوثيين إلى معاقلهم، وبدلا من دراسة الأسباب والسعي لتلافي الأخطاء، لجأ هؤلاء إلى إعلان انتصارات وهمية من خلال الإعلام، وبعد أن أصبحت التغطية على الهزيمة أمرا مستحيلا بسبب أن الصورة التي ينقلها الإعلام تصدق الخبر أو تكذبه، وهو ما كان في غير صالح المنهزمين، سعوا إلى بث اتهامات لمشايخ حاشد بالخيانة، وكان المقصود مشايخ العصيمات، وتم التركيز على الشيخ علي حميد جليدان. بل وأكثر من ذلك أكدوا على أن هناك اجتماعا لهؤلاء المشايخ لمعاودة الزحف والقتال، وهو ما اضطر الشيخ جليدان إلى إصدار بيان توضيحي بشأن ما حدث في حاشد وما ما نشرته وسائل إعلامية عن وجود نفير وحشد وعن وساطات نجحت. وأكد البيان أن "حاشد كقبيلة شاملة لم تكن طرفاً في الأحداث التي وقعت في "حاشد" مؤخراً، منوّهاً إلى أن القتال كان محدوداً بين الإخوة أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، وأنصارهم من حزب الإصلاح من بعض أبناء حاشد من جهة، وبين الحوثي وبعض أنصاره، من جهة أخرى، وفيهم من هو من أبناء حاشد، ومن غيرها". وأوضح أن قبيلة حاشد بمختلف رموزها من غير المقاتلين كانت قد وضحت لطرفي القتال أنها ليست طرفاً فيما يحدث بينهم، ولا ترغب بأن تكون طرفاً في ذلك، وأشار إلى أن قبائل حاشد حاولت مرات عدة ومنذ البداية بنصح الطرفين والتوسط لديهما ومحاولة وقف القتال وفرض الصلح، باعتبار أنها حرب عبثية وغير ضرورية. واختتم مكتب الشيخ جليدان، البيان الصادر عنه بتأكيد حرص قبيلة "حاشد"على استتباب الأمن والسلم بين كافة مكونات الشعب، وحث الجميع على أن يكونوا أدوات للبناء، وليس معاول للهدم، وأن الحروب لم تعد وسيلة مقبولة لحل الخلافات، خصوصاً أن شعب اليمن قد اختار لغة الحوار كمنهج ثابت في حل جميع قضاياه ومشاكله. وكان هذا البيان بمثابة آخر أمل لأولاد الأحمر في الاتكاء على حاشد كسند ودعم لهم في حرب يمكن أن يخوضوها، ولذا سعوا إلى الاستنجاد بمشايخ اليمن جميعها حين أعلنوا عن اجتماع لمشايخ اليمن في قاعة أبوللو لم يحضره أحد وانتهى كخبر إعلامي، وبدلا عن ذلك ومن أجل الضغط على رئيس الجمهورية لإدخال الجيش في حرب مع الحوثيين، عقد اجتماع في منزل الشيخ صادق الأحمر في الحصبة وحضره عدد قليل من المشايخ وكذا الشيخ عبد المجيد الزنداني، حيث تم مناقشة قضية ما حصل في حاشد. وقالوا إن الاجتماع ، قضى بتشكيل لجنة تضم قرابة 60 شخصية من علماء ومشايخ اليمن، لمقابلة رئيس الجمهورية وطرح عليه عدد من النقاط أهمها: فرض سيادة الدولة على كل شبر من أراضي اليمن، وإيقاف الحروب القائمة في بعض المناطق اليمنية، وإجبار الحوثيين على تسليم أسلحتهم الثقيلة، مع إجبارهم على تشكيل حزب سياسي. كما أقر الاجتماع تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد لعقد مؤتمر عام وشامل لكافة القبائل اليمنية. وفيما هدد الشيخ الأحمر " أن الدولة اذا لم تقم بواجبها، فإن المآل سيكون حرب أهلية".حرص الشيخ الزنداني على عدم ذكر الحوثييين بالاسم ودعا إلى توحيد الصف، وجمع الكلمة لجميع أفراد الشعب اليمني وجيشه". واقترح تشكيل ثلاث لجان لإطفاء ما وصفها "النيران المشتعلة" وتوقيفها من قبل تحالف قبائل اليمن، ثم تشكيل لجنة مقابلة رئيس الجمهورية، مضيفاً" ونحن سنقف معه في السراء والضراء". ثم لجنة ثالثة لعقد مؤتمر شعبي يشارك في كافة اليمنيين". وكان اللافت حضور اللواء غالب القمش - رئيس جهاز الأمن السياسي باعتباره من حاشد، حيث وصف الأحداث الأخيرة في حاشد وأرحب والرضمة وغيرها ب"النار المشتعلة"، وإذا بقي الشعب اليمني وخاصة المشايخ والعلماء يتفرجون فإن اليمن ستذهب في خطر كبير، وإذا سكتنا على الفتنة فإن حريقها سيصل بيت كل شخص، ولن يستطيع أحد رد هذه الفتنة". وأضاف "علينا أن نوحد كلمتنا، ونقف ضد من يريد الفتنة، ونقول لمن يريد أن يفرض نفسه بالقوة..لا..وعلى الدولة أن تتواجد في كل مكان وتردع كل من يريد فرض نفسه بالقوة". من جهته حمل الشيخ عبدالله صعتر الدولة المسئولية عما يجري، قائلاً: إن إعفاء الدولة عن مسئوليتها فيه خطورة كبيرة". مضيفاً" لأن لديها الجيش والأمن وهي تنفق عليهم ميزانية كبيرة في الأسلحة والتدريب وغيرها، وبالتالي هي ملزمة بحماية المواطنين". الشيخ حمود الذارحي، وهو قيادي إصلاحي، قال "إن الشعب اليمني لم يثر ضد الاستبداد حتى يعود ليركع للاستعباد". وأضاف "كنا نعذر رئيس الجمهورية من قبل لحرصه ألا تتفكك مكونات الحوار، أما الآن وقد اكتمل الحوار، عليه تنفيذ وثيقة الحوار وحماية اليمنيين وبسط نفوذ الدولة بكل مكان". وكان القيادي الإصلاحي محافظ عمران محمد حسن دماج قد عقد اجتماعا لعدد من العسكريين ومدراء المديريات، وكلهم تم تعيينهم من قبل أولاد الشيخ، حيث تحدث كممثل للإصلاح حين هدد بصد المسلحين الحوثيين إن هم أقدموا على توسيع سيطرتهم المسلحة باتجاه المديريات الأخرى في المحافظة، و حذر من أن أية محاولات للتوسع في المحافظة بعد مديرية حوث، ستواجهها الدولة بالقوة، وبدعم من القبائل. وطالب من مدراء المديريات بإغلاق مناطقهم، وعدم السماح للحوثيين بالتوسع، مؤكداً دعم الدولة لهم في حال حدثت مواجهات مع الحوثيين. وهو ما رفضه الكثير من الحاضرين واعتبروه دعوة لإدخال المحافظة كلها في الحرب. وعقد شيوخ ووجاهات بمديريتي «عيال سريح» و«عيال يزيد»، اجتماعاً لمناقشة الأوضاع في المديريتين بمشاركة من مختلف الأطراف. وهاجم عدد ممن حضروا محافظ عمران وانتقدوا التحركات لمواجهة المسلحين الحوثيين مطالبين بتغيير المحافظ والعميد حميد القشيبي قائد اللواء 310 مدرع. وفي إطار إحراج أولاد الشيخ فقد كتب ياسر بن فيصل بن حسين بن قاسم الأحمر حول قضية حاشد أن من يقود الحرب في حاشد هم من أبناء حاشد من كل مناطق حاشد حتى من الخمري قرية آل الأحمر .. لأن الناس ثاروا على الظلم والطغيان . وأن من انتصر في الحرب هم أبناء حاشد وقبيلة حاشد.. بل أقول انتصر كل اليمن.. لأن فساد عيال الشيخ الأحمر عم كل اليمن.. واعتبر أن هناك سببين للحرب في حاشد، الأول ما قال إنه الظلم الذي مارسه أولاد الأحمر، والثاني، وهو السبب المباشر للحرب، هو إقدام أحد أتباع أولاد الأحمر، ويدعى عبد الله باقي عمران، على قتل امرأة مسافرة مع أفراد أسرتها أمام أطفالها في طريق حوث.. وهذه الأسرة من إخوتنا أبناء عذر، قبيلة حاشد.