علمت الوسط من مصادر موثوقة أن التحمع اليمني للإصلاح تقدم بمبادرة إلى المؤتمر الشعبي العام بغرض إغلاق ملفات الماضي وخلق جبهة للاصطفاف الوطني وهو ما من شأنه إعادة التحالف بين الحزبين بدرجة أساسية والترحيب بأي حزب آخر يود الانضمام لحلف وطني عريض يقف بمواجهة التمدد الحوثي. وبحسب هذه المصادر فإن عضو اللجنة العامة الشيخ ياسر العواضي قد التقى في منزله عضو الهيئة العليا للإصلاح محمد قحطان والذي عرض عليه المبادرة تحت لافتة الاصطفاف الوطني وإغلاق ملفات الماضي. مصدر الوسط أكد على تحمس العواضي للفكرة حيث قام بطرحها على اجتماع اللجنة العامة الذي تم في منزل الشيخ أمين ابو راس مطلع الأسبوع وكان اللافت أن الفكرة لاقت رفضا من قبل المجتمعين وبرر عدد من أعضاء العامة رفضهم مبادرة كهذه كونها أولا تمثل مقايضة لغلق ملف جمعة الكرامة مقابل ملف الهجوم على دار الرئاسة.. وأيضا لأن ما يقوم به الإصلاح على الأرض لا يتوافق مع هذه المبادرة ومن أنه تقدم بها كونه يبحث عن مناصرين لمواجهة عدوه الأساس، الحوثي. وبحسب ذات المصدر فإن أحد أعضاء العامة ذكَّر بضحايا دار الرئاسة ومن أن العواضي كان ضمن من تم استهدافهم، وهو الملف الذي يراد مقايضته بجريمة جمعة الكرامة تحت لافتة إغلاق ملفات الماضي.. إلا أن العواضي أبدى استعداده للتنازل عن حقه الشخصي إذا ما كان ذلك لدواعي المصلحة الوطنية إلا أنه عاد وقال، في حال ما تمت الموافقة عليه من قيادات المؤتمر، مؤكدا وإلا فإنني لن أكون إلا مع إخواني. يشار إلى أنه، وبشكل انفرادي، كان قد كتب على صفحته في تويتر أن المؤتمر لن يستقوي على الإصلاح بالخارج وكان بمثابة تطمين للإصلاح عقب مبادرته وهو ما جعل مصدرا بالمؤتمر يوضح من أن أي تعليقات أو تصريحات من قياداته تمثل أصحابها مالم تكن صادرة من قنواته الإعلامية المعتمدة موقع المؤتمر صحيفتي الميثاق و22 مايو. وعلى ذات السياق فقد أكد مصدر وثيق الصلة التقاء الشيخ يحيى الراعي الاربعاء الماضي باللواء علي محسن الأحمر في منزله رغم ما كذبه مصدر مسؤول في المؤتمر، الأحد الماضي، عن حصول اللقاء والذي استند في تكذيبه إلى كون الخبر أشار إلى أن اللقاء تم يوم السبت ومن أن اللجنة العامة اجتمعت لمناقشته وهو صحيح إذ أن أمرا مثل هذا لم يتم مناقشته. وفيما كان التسريب من أن الأحمر طلب وساطة الشيخ الراعي لعقد لقاء تصالحي مع الرئيس السابق، قال ذات المصدر إن اللقاء كان بغرض طرح مبادرة على غرار ما تقدم به الإصلاح عبر قحطان من إغلاق ملفات الماضي وإعادة التحالفات لمواجهة الحوثي الذي أصبح على أبواب صنعاء. وكشف مصدر موثوق آخر أن هذه المبادرة كان قد تم عرضها على الرئيس وأنه وافق على أن يكون الحامل لها مستشاره محسن كدلالة على الجدية في المضي بموضوع كهذا وهو ما يعد تطورا لافتا بالنسبة لهادي الذي كان يقلقه أي تقارب بين الحلفيين القديمين صالح ومحسن. وبخصوص رد صالح فقد أكد المصدر للوسط رفضه القاطع للمبادرة من أساسها وهو ما أغضب الإصلاح الذي اعتبر موقفا مثل هذا هو استغلال للحالة التي يمر بها على المستوى الداخلي من قبل الحوثيين وعلى مستوى الخارج المتمثل بالموقف الخليجي ومصر وعدد من دول العالم الذي بدأت تتعاطى مع القرار السعودي باعتبار الإخوان جماعة إرهابية.. وهو ما دفع قادة حزب الإصلاح للتعبير عن غضبهم بالرد في الموقع الرسمي للحزب تحت توقيع المحرر السياسي كلمة هي أشبه بتقرير استخباراتي تحت عنوان " طعنات صالح في الخاصرة السعودية". حيث تم تملق النظام السعودي وفي الوقت نفسه كان بمثابة تذكير ووشاية بأثر رجعي ضد صالح باستعادة المواقف السياسية التي اتخذها ضد السعودية بالإضافة إلى اتهامه بدعم الحوثيين والعمل على زعزعة المملكة.