ما زالت اليمن تحتل واجهة الإعلام الغربي من خلال متابعة ورصد وتحليل لِما يجري من أحداث سياسية متتابعة، كما أن خطر القاعد - أيضًا - لم يخلُ من المتابعة والاهتمام. وقالت "ميدل إيست" - تحت عنوان "هادي يتحايل للانفصال": تسود حالة من الضبابية على المشهد السياسي القائم في اليمن، في الوقت الذي تشير فيه التقارير إلى محاولات يبذلها الرئيس عبدربه منصور هادي من أجل التخلص من الحصار الذي تفرضه عليه جماعة أنصار الله، المعروفون ب"الحوثيين"، فيما يرى مراقبون أن البلد تتجه نحو الفيدرالية، وأن هادي يحث خطواته فعليًّا نحو الترتيب للانفصال وإعادة تقسيم البلاد كما كانت قبيل العام 1990م. وتقول صحيفة "ميدل إيست": إن الرئيس يسعى - بالتحايل - إلى تجهيز موازنة خاصة بالمحافظات الجنوبية، تُصرف من البنك المركزي بعدن (كبرى مدن الجنوب) بغية عدم التعرّض لمضايقات الحوثيين، في العاصمة صنعاء. وفي هذا الاتجاه قال موقع السياسة بوست «ستراتفور» في تقرير له بعنوان: "الرئيس اليمني فقد سيطرته على البلاد لصالح الحوثيين": يبدو أن السعودية ربما تلجأ - أيضًا - لموازنة علاقتها مع الإخوان المسلمين في اليمن بعد أن صبّت الحرب السعودية ضد بني الأحمر والتجمع اليمني للإصلاح في صالح جماعة الحوثي الموالية لإيران، التي صارت لها الكلمة العليا الآن في العاصمة صنعاء، تظن السعودية أنها ارتكبت أخطاء كبرى في اليمن، أسهمت في سقوط حديقتها الخلفية في براثن نفوذ خصمها اللدود.. وتشير تقارير إلى سعي السعودية للتواصل مع قبائل حاشد من أجل موازنة النفوذ الحوثي، كما تسعى لدعم الرئيس هادي، وفي كل الأحوال فإن موازنة نفوذ الحوثيين سيتطلب بالضرورة تخفيف الضغط على الإخوان المسلمين وحلفائهم. إن تطور القاعدة يُعتبر بمثابة ضربة خطيرة لحملة الحرب الطويلة من قبل الولاياتالمتحدة باستخدام طائرات بدون طيار ضد معسكرات القاعدة في جزيرة العرب. وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية: إن القاعدة يستفيد من تمدد الحوثيين باستقطاب القبائل المخالفة لسيطرة الحوثيين، كما أنه يستفيد منهم، كمصدر للمقاتلين ذوي الخبرة والمتعصبين للدفاع عن مجتمعهم.. مرجعة السبب إلى ضعف شخصية الرئيس وتردده في اتخاذ القرارات، وعدم امتلاكه رؤية وطنية أو خبرة اجتماعية، خاصة بما يتعلق بالمجتمع القبلي الذي تعمد تهميشه مع بدايات حكمه، وعدم تمثيله في مؤتمر الحوار الوطني، وانشغاله بصراعات واستقطابات مع الرئيس السابق داخل منظومة الحزب والدولة، وهو ما خلق بيئة حاضنة لتحالفات سياسية واجتماعية وضعت يدها مع يد الجماعات المسلحة لإسقاط ما تبقى من رمزية الدولة. وذكَرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنّ برنامج "مكافحة الإرهاب" الأميركي في اليمن، بدأ يتهاوى منذ استيلاء جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، على العاصمة اليمنيةصنعاء، في الحادي والعشرين من سبتمبر/ الماضي. وأوضحت الصحيفة - في عددها الصادر الجمعة الماضية: أنّ "استيلاء الحوثيين المدعومين من طهران على عاصمة الحكومة المدعومة من واشنطن، جعل من الصعب على أميركا مواصلة العمليات المباشرة وغير المباشرة، التي كانت تنفذها ضد القاعدة في اليمن بالتنسيق الكامل مع النظام هناك". وعلى هذا الاتجاه اهتمت صحف عربية وغربية بمخاوف المملكة السعودية من تسلل القاعدة إلى أراضيها، ما جعلها تبني أسوارًا ممتدة على حدودها مع اليمنوالعراق. وقالت صحيفة "التليغراف" البريطانية: إن السعوديين يقومون ببناء "سور عظيم" على طول 600 ميل، مؤلف من سياج وخندق؛ بهدف فصل بلادهم عما يحدث شمال العراق. وأغلب تلك المنطقة، على الجانب العراقي، يتم التحكم بها الآن من قِبل داعش، التي تَعتبر السيطرة على المملكة العربية السعودية، موطن الحرمين الشريفين من مكةالمكرمة والمدينة المنورة، هدفًا رئيسًا لها، وبالتوازي تعمل السعودية على استكمال بناء أطول سياج أمني حدودي في العالم على حدودها مع اليمن، التي تمتد إلى قرابة 2000 كم، من مضيق باب المندب وحتى حدودها مع سلطنة عمان، بعد أن تم توسيع النطاق الفاصل إلى أكثر من 20 كم وفقًا لاتفاقية الحدود الموقّعة بين البلدين في العام 2000. وبدأت السعودية في تعزيز حدودها الجنوبية مع الجمهورية اليمنية قبل عام، على أن يتم استكمال المشروع في غضون بضعة أعوام، بعد حادثة تسلل عناصر من جماعة الحوثي ودخولهم في حرب قوية مع القوات السعودية أواخر العام 2009. وعن خطط تأمين الحدود الجنوبية، قال الطريري: إن الحدود مع اليمن اليوم أكثر أمانًا بكثير عمّا قبل، وإن الحاجة اليوم إلى تسريع خطوات استكماله مطلب أمني وطني، خاصة مع الأحداث المتسارعة في اليمن، وغياب الدولة، وسيطرة الحوثيين الموالين لإيران على عدة أقاليم يمنية. وكان العام الماضي شهد تسلل عناصر من منفذ الوديعة الحدودي مع اليمن قبل أن يتحصنوا داخل مبنى أمني في مدينة شرورة، ونتج عن ذلك التسلل مقتل المهاجمين الخمسة واثنين من رجال الأمن.