في الوقت الذي فشلت الجهات الحكومية في إطفاء النيران المشتعلة من بئر هجرة شوكان في بني سحام مديرية الطيال بخولان، التي تبعد 25 كيلو عن العاصمة صنعاء، حتى مساء أمس الثلاثاء، تصاعد الجدل بشأن ما إذا كان البئر يحتوي على كميات كبيرة من الغاز أم لا، خصوصًا وأن النيران المشتعلة ارتفعت إلى 20 مترًا فوق سطح الأرض في المنطقة التي تحولت إلى مزار لآلاف من المواطنين خلال اليومين الماضيين. وفي تصريح صحفي خاص ل"الوسط" أكد المهندس الجيولوجي/ محمد عبدالودود غالب أن سبب اشتعال النار في البئر هو اختلاط مواد أو معادن قابلة للاشتعال في مياه البئر، خصوصًا أن الحفر تعدي ال 1000 متر، وهو عمق كبير يفتح المجال للتنبؤ بإمكانية وجود غازات أو مركبات كيميائية أخرى مترسبة في نفس العمق الذي وجدت فيه المياه، وبتالي تدفقت مع مياه البئر بنفس اللحظة، مما أدى إلى اشتعال النار التي صاحبت تدفق المياه من البئر، ورجح الخبير الجيولوجي عبدالودود أن تكون كميات المركبات والغازات محدودة وغير كبيرة، واعتبر وجودها شيئًا عارضًا. وحول استمرار اندلاع النار من جوف البئر أشار إلى أن النار ستنطفئ من تلقاء نفسها بعد استنفاد هذه المركبات الغازية حتى لو لم يتم إطفاؤها؛ بحكم الطبيعة الجيولوجية للمنطقة التي يوجد فيها، وأكد عبدالودود أن احتمالات وجود غاز بكميات كبيرة وتجارية شيء ضعيف للغاية.. وفي سياق رده على إغلاق فريق من وزارة النفط والمعادن قبل عامين بئرًا مماثلاً في قرية الظهرة المجاورة لقرية هجرة خولان أشار عبدالودود إلى أن إغلاقها لعدم صلاحية المياه التي تم اكتشافها بالبئر لقربها من صخور وطبقات تغير من صفات المياه الطبيعية وتجعلها مياهًا غير صالحة للاستخدام البشري وغير البشري كري الأرض وسقي الحيوانات. إلى ذلك قال المهندس عادل عبدالله الحزمي، مدير عام الاستكشاف بهيئة استكشاف وإنتاج النفط: إن فريقًا فنيًّا من الهيئة قام بالنزول الميداني إلى موقع البئر، وتم أخذ عينات من الصخور التي في البئر، وعينات من الماء قبل وبعد اشتعال النيران.. ووفق مصادر فإن تلك العينات أرسلت إلى مختبرات خارجية متخصصة لفحصها والتأكد من أسباب النيران المشتعلة في البئر. وتضاربت الأنباء حول الأمر، حيث قال مختصون إن الغاز الخارج من البئر ناتج عن وجود جيوب غازية تكونت في الصخور الرملية على هذا العمق، بسبب النشاط البركاني الشديد الذي تميزت به المنطقة في العصور الجيولوجية القديمة، وأكد المختصون أن تلك الجيوب الغازية تسمى "gas chambers"، والنيران المشتعلة ستنطفئ تلقائيًّا بمجرد نفاد الغاز، ولا يعد له أية قيمة اقتصادية، وهو ما أكده الخبير الجيولوجي محمد عبدالودود في تصريحه ل"الوسط".. إلا أن آخرين أكدوا أن البئر يقع على امتداد حقل 21 الغازي بمحافظة مأرب، وأن وصول الحفر فيه إلى ما يزيد عن ألف متر ربما يكون قد وصل إلى الخزان الأرضي للغاز. (متابعات أوفى في الصفحة الثانية).