على الرغم من التحضيرات المتسارعة لنقل الحوار من العاصمة صنعاء إلى الدوحة، إلا أن المعطيات على الأرض تجاوزت تلك المساعي، وأن المكونات السياسية لا تزال تراهن على الحوار رغم تصاعد المواجهات واتساعها في المحافظات الجنوبية. وفي سياق متصل قالت مصادر سياسية: إن المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر ألغى جلسة الحوار الخاصة بين القوى السياسية في فندق موفمبيك التي كانت مقررة مساء أمس الثلاثاء، دون معرفة الأسباب.. وأشارت المصادر إلى أن بنعمر أبلغ المكونات السياسية التي حضرت إلى موفمبيك تأجيل الجلسة، وسيتم إبلاغهم اليوم بموعد الجلسة القادمة. وعلى الرغم من إعلان بنعمر، خلال جولته الخليجية، أنه سيتم نقل جلسات الحوار إلى دولة قطر، وسيتم التوقيع عليه في السعودية، إلا أنه أجّل مؤتمرًا صحفيًّا كان من المزمع عقده مساء أمس لإعلان اسم الدولة التي ستستضيف فعاليات حوار حل الأزمة، الذي شارف على الانتهاء بعد مضي شهرين من عقده، وقال مصدر سياسي لوكالة "خبر" للأنباء: إن بنعمر، أبلغ المكونات السياسية المتحاورة في موفمبيك بالعاصمة صنعاء، أنه سيحدد مكان الحوار اليمني وبرنامجه في مؤتمر صحفي يعقده الثلاثاء، دون أن يشير إلى مزيد من التفاصيل. وفي الوقت الذي عاد عدد من المكونات السياسية من الرياض للتحضير للحوار في الخليج، وكان من المفترض إعلان نقل الحوار رسميًّا أمس الثلاثاء، إلا أن جماعة الحوثي أعلنت رفضها التام لأي حوار خارج الوطن، وهو الموقف نفسه الذي أعلنه زعيم الحوثيين السيد عبدالملك الحوثي في آخر خطاب له. وقال الناطق الرسمي لجماعة "أنصار الله" الحوثيين محمد عبدالسلام: إنه لا فرق بين موقف الدوحةوالرياض التي أبدت مواقف عدائية تجاه ثورة سبتمبر، ولم تعترف بها، واتهم الرياضوالدوحة بدعم القاعدة والتكفيريين سياسيًّا وماديًّا وعسكريًّا وإعلاميًّا، مشيرًا إلى أن موقفهم المعلن من أجل الوقوف مع هادي واستضافتهم للحوار محاولة لإيجاد غطاء فقط. واعتبر عبدالسلام موقف جماعته من الدوحةوالرياض نتيجة موقفهم السلبي من الثورة الشعبية، ومن تضحيات الشعب، ودماء الشهداء، ومعاناة الجرحى، مشيرًا إلى أن تقاسمهم أين يكون التفاوض، فالحوار في الدوحة والتوقيع في الرياض لا يعنينا. وفي المقابل أعلن وزير الخارجية المكلف من قبل هادي الدكتور رياض ياسين أن حوار صنعاء مرفوض، ولا يمكن القبول به، رغم تأكيد مجلس الأمن الدولي، في بيانه الرئاسي الصادر السبت الماضي، أن يكون حوار الرياض مكملاً لحوار صنعاء، ولا يُعتبر لاغيًا له. من جانبه قال أحمد الميسري، المقرب من هادي لقناة الجزيرة، مساء أمس: أن "لا حوار مع الحوثيين، إما ونقضي عليهم أو يقضون علينا". إلى ذلك قال مصدر في وزارة الخارجية القطرية - أمس الثلاثاء: إن الفصائل اليمنية المتنافسة وافقت من حيث المبدأ على إجراء محادثات مصالحة في العاصمة القطريةالدوحة، لكن لم يتحدد موعد لها بعد. وأدلى المصدر بالتصريحات ل"رويترز" عن مبعوث الأممالمتحدة في اليمن جمال بن عمر قوله: إن مناقشات ستُجرى في قطر، وإن أي اتفاق يتم التوصل إليه فيما بعد سيوقع في السعودية. إلى ذلك قال السفير الأميركي في اليمن ماثيو تولر: إن الحوار بين الفصائل اليمنية لن ينجح إذا سقط الرئيس هادي ودخل الحوثيون عدن. وقال السفير الأيمركي - أثناء اجتماع مع أعضاء غرفة التجارة العربية الأميركية: "نُدرك أنه يتعين علينا اتخاذ بعض القرارات بسرعة".. مشيرًا إلى التقدم السريع لميليشيا الحوثيين في اتجاه مدينة عدن الساحلية التي فر إليها الرئيس عبدربه منصور هادي. وتوقع تولر الإطاحة بالرئيس هادي بسرعة واعتقاله، وقال: "الحوار السياسي لن ينجح إذا أطيح بهادي أو اعتُقل، وسقطت عدن، وهو ما قد يحدث بسرعة".. وأشار إلى العدد الكبير لقوات الحوثيين في أنحاء البلاد. وقال ماثيو تولر: إن واشنطن وحلفاءها بحاجة لاتخاذ قرارات بسرعة للحفاظ على إمكانية التوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، وأعرب عن تفاؤله بأن تتوصل الفصائل المتحاربة في اليمن إلى اتفاق على تقاسم السلطة إذا تمكنت مجموعة واسعة من الممثلين أن تجتمع خارج البلاد ودون تأثير من أطراف خارجية مثل إيران. وفي سياق ذات صلة طالب مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبدالليهان - الأحد - المكونات السياسية اليمنية بالعودة إلى الحوار في أي مكان، وألمح إلى ضرورة تنحي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن المشهد السياسي في اليمن، وطالبه بلعب "دور بنّاء للحيلولة دون تفتت اليمن"، ونقلت وكالة "فارس" للأنباء، شبه الرسمية، عن مساعد عبداللهيان، قوله: إن طهران تدعم اليمن بشدة لاستكمال المسار السياسي وتحقيق الأمن المستدام للمنطقة. ودعا عبدالليهان المكونات اليمنية إلى العودة للحوار والمفاوضات في صنعاء أو أي مكان آخر، مضيفًا أن طهران تواصل مشاوراتها الإقليمية والدولية لتعزيز المسار السياسي في اليمن في ضوء التعاون بين المجموعات اليمنية كافة.