اتهمت هيومن رايتس ووتش، اليوم، قوات التحالف الذي تقوده السعودية بقتل عشرات المدنيين في مدينة صعدة بشمالي اليمن منذ أبريل 2015، في انتهاك ظاهر لقوانين الحرب، داعية التحالف إلى إجراء التحقيقات وتقديم التعويضات وغيرها من سبل الجبر للضحايا المدنيين حسب مقتضى الحال. وأشارت المنظمة في تقرير نشرته، اليوم، بعنوان "استهداف صعدة: غارات التحالف الجوية غير المشروعة على صعدة في اليمن" إلى أنها وثق 12 غارة جوية على محافظة صعدة تسببت في تدمير أو إتلاف منازل مدنية وخمسة أسواق ومدرسة ومحطة وقود، رغم غياب الأدلة على استخدامها في أغراض عسكرية. وأوضح التقرير أن الغارات تسببت في قتل 59 شخصاً تفيد التقارير بأنهم كانوا من المدنيين، بين 6 أبريل و11 مايو، وكان بين القتلى 35 طفلاً على الأقل. وقالت المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة سارة ليا وتسن: "تسبب قصف التحالف الجوي لصعدة في قتل عشرات المدنيين فدمر عائلات بأكملها. ويبدو أن تلك الهجمات شكلت انتهاكات جسيمة لقوانين الحرب مما يتطلب التحقيق السليم فيها". وأضافت سارة ليا ويتسن: "تنتشر حفر القنابل والأبنية المدمرة وغيرها من دلائل غارات التحالف الجوية في شوارع مدينة صعدة. ولا يسع المدنيون الذين ما زالوا يعيشون هناك القيام بشيء يذكر لحماية أنفسهم من الغارات الجوية، التي تضيف إلى معاناتهم اليومية". وأوضحت منظمة هيومن رايتس ووتش أن تقريرها يستند إلى تحقيقات ميدانية ومقابلات مع 28 من الضحايا والشهود، أجرتها هيومن رايتس ووتش في مدينة صعدة في مايو، علاوة على مراجعة لصور فوتوغرافية ومقاطع فيديو وتحليلات لصور الأقمار الصناعية. وأشارت إلى أنها حققت في ست غارات على منازل تستخدم للسكنى، ومدرسة خالية في صعدة. وقالت المنظمة "في أكثر الوقائع دموية، مساء 5 مايو، أسقطت طائرات التحالف عدة قنابل على مركز ثقافي والمنزل الملاصق له، فقتلت 27 من أفراد عائلة الإبي وبينهم 17 طفلاً". وأضافت "كما قصفت طائرات التحالف خمسة أسواق ومحطة للوقود مزدحمة بسائقي السيارات المصطفين لملأ سياراتهم بالوقود. ولم تكن تلك الهجمات غير مشروعة فقط لغياب أية أهداف عسكرية، بل ايضاً لأنها ساهمت في زيادة مصاعب المدنيين في المدينة، حيث يعاني الناس من نقص الطعام والماء والوقود. وقد حذرت الأممالمتحدة من كارثة إنسانية محدقة في اليمن". وأشارت المنظمة إلى أنها وجهة رسالة إلى الحكومة السعودية للاستعلام عن الأهداف المقصودة في 13 غارة جوية على صعدة، لكنها لم تتلق رداً. وتابعت المنظمة "تبين تحقيقاتنا في مواقع الارتطام وبقايا الأسلحة المستخدمة أن طائرات التحالف ألقت بذخائر لها آثار انفجارية ومتشظية يمكنها إحداث الإصابة والدمار على مساحات واسعة". وشددت المنظمة على قوات التحالف ألا يلجأ لاستخدام الأسلحة الانفجارية ذات الآثار واسعة النطاق في المناطق المأهولة بسبب ما تلحقه من أضرار حتمية بالمدنيين. ودعت المنظمة الولاياتالمتحدة وغيرها من مؤيدي التحالف ممارسة الضغط على التحالف في سبيل التقيد بالتزاماته القانونية الدولية والتحقيق في مزاعم الانتهاكات في أية هجمة قاموا فيها بدور مباشر.