منذ الدعوة التي وجهها الرئيس علي عبدالله صالح للسياسيين اليمنيين المقيمين في الخارج بالعودة إلى الوطن وممارسة نشاطها السياسي داخل اليمن سواء في إطار الأحزاب التي تنتمي اليها أو من خلال تشكيل أحزاب جديدة باعتبار أن ذلك حق كفله الدستور للجميع (في خطابه بمناسبة العيد الأربعين للاستقلال في 30نوفمبر ) وهذه القضية مثار جدل وحديث واسعين للشارع اليمني ، رفع من سقفه هذا الأسبوع اثر تنافس عدد من الصحف المحلية والمواقع الالكترونية على تناول أخبار مختلفة –غير رسمية - بين نفي وتأكيد عن قرب عودة عدد من السياسيين في الخارج ممن غادرت اليمن عام 94 م. شائعات..ربما، بالون اختبار..ربما ، حقيقة.. هذا ما لم يستطع احد ان يظهره في ضل تباينات في التصريحات وغياب التوضيحات الرسمية في الداخل ومن المعنيين المباشرين في الخارج لاسيما وان ما ينقل من أخبار هي لمصادر مقربه لهذا الطرف أو ذاك. الأمر الذي خلق كثير من التكهنات في الشارع السياسي اليمني حول مفاجئات تتصل بهذا الموضوع بشكل مباشر وغير مباشر أسبوعية الغد في عددها الاثنين الماضي قالت إن اليمنيين قد يشاهدون على شاشات التلفزيون قريبا لقاءا يضم الرئيس علي عبدالله صالح و"قيادات جنوبية بارزة في الخارج، وان هناك مبعوثين كوسطاء لاعادة تلك القيادات وسبق ذلك ان قالت الأسبوع الماضي انه يتم حاليا ترميم منزلي نائب الرئيس الساق على سالم البيض ورئيس الحكومة السابق حيدر العطاس تمهيدا لعودتهما . وفيمانفى الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ياسين سعيد نعمان - في حوار مع أسبوعية النداء أمس الأربعاء - علمه بوجود مبعوثين رئاسيين إلى الخارج لارجاع تلك القيادات وقال "الحقيقة ليس لدي فكرة عن مثل هذه الحوارات. وشخصياً أبارك أي حوار، غير أنها إذا ستكون مثل الحوارات التي تدار في الداخل فلا داعي للإنشغال بها". خرجت أسبوعية الوسط المستقلة في عددها أمس الأربعاء بتصريح منسوب لمصدر مقرب من المهندس حيدر أبو بكر العطاس نفى فيه صحة ما تناولته مطبوعات ومواقع عن لقاء مرتقب بين الرئيس وقيادات معارضة في الخارج من بينهم العطاس والبيض وعلي ناصر ومحمد علي أحمد بغرض إعادتهم للحكم. معتبرا أن ما تم نشره تسريبا رخيصا يدل على تخبط السلطة ومطابخها المتعارضة والمتصارعة والتي لا تضع ضمن حساباتها مصلحة الوطن. كمانسبت ذات الصحيفة لمصدر آخر- لم تسمه- تأكيد عدم صحة مثل هذه التسريبات التي وصفها بأنها ليست أكثر من بالونات اختيار لا تمثل أهمية تذكر لمعارضة الخارج. وأضاف ل"الوسط" أن محاولة تسطيح قضية معارضي الخارج والحط بها إلى مستوى مشاكل شخصية لها علاقة بترميم منازل أو الحصول على مناصب ليست الطريقة المثلى للحوار. مؤكدا أنه لا وساطات وما يجري بين الحين والآخر ليس أكثر من رسائل تصل من هنا أو هناك، ولا تعبر عن جدية في حل قضايا البلاد وأزمتها المعرضة للتفاقم. وإشارة الصحيفة إلى أن ما ينشر في الصحف ومواقع الكترونية عدة عن لقاءات ووساطات بين السلطة والمعارضة بالإضافة إلى اقتراب عودة البيض إلى السلطة وإلقائه خطابات في المهرجانات كلها كانت عبارة عن تسريبات كاذبة. غير ان موقع "نيوزيمن" الإخباري أكد في وقت سابق هذا الأسبوع تأكده من وجود اتصالات بين الرئاسة اليمنية وقيادات معارضة في الخارج" وفي مجمل القول لتلك التضاربات في الأنباء والتصريحات -نفي وتأكيد - يمكن تبيان إن مختلف الأطراف تجمع ان هناك "اتصالات روتينية لم يتم فيها مناقشة أي ترتيبات مستقبلية". وكان محمد علي أحمد وفي أول حوار له مع صحيفة الوسط الأربعاء قبل الماضي قال إن دعوات الرئيس للمعارضة بالعودة "لا تحمل أي جديد، وهي فقط للاستهلاك الإعلامي". وعن تواصله مع الرئيس صالح قال "لم نتخاطب من بداية عام 2001م. ولا خلال الأزمة وقبلها، من ذلك التاريخ بالتحديد رغم ما بيننا من احترام شخصي لبعضنا البعض ولكن القضية ما فيها مساومة وهو يعرف رأيي في ذلك"، مضيفا: "أنا لا أجحد جهوده وما يبذله من جهد لعودة علاقتي به بواسطة أولادي وبعض من أسرته وأنا شكرته على ذلك وأكدت له أنني أحمل قضية ومرتبط بمصير ناس كانوا وقودا لهذه القضية، وأنا معهم حتى أخر جندي أو عامل فقد حقه ومصيره، فالقضية ليست قضية شخصية وحتى أنني كتبت له رائي ومقترحات للحلول ولكنها مش مفيدة له، وعند قبوله بذلك سيكون لكل حادث حديث، وإذا جاءت في مصلحة الوطن فنحن جنود هذا الوطن.!!