حذر مسؤول أمريكي بارز سابق من "سيناريو كارثي" للمحاكمات المقررة لستة مشتبهين في هجمات 11/9 عام 2001 على الولايات المتحدة، ومطالب إدارة واشنطن بإنزال عقوبة الإعدام بهم، قائلاً إن المحاكمات قد تشوبها إجراءات تدحض عدالتها، وتطرح خالد شيخ محمد، العقل المدبر المفترض للهجمات، كشهيد بين أنصاره. وأشار المدعي العام البحري الأمريكي السابق، شارلس سويفت خلال حديثه مع CNN إلى أن "اللجان العسكرية" لا تملك العدد الكافي واللازم من "المحامين المؤهلين للترافع في قضايا الإعدام." وقال إنه إبان فترة عمله في الهيئة جرى تخصيص محاميين مؤهلين أثنين للدفاع عن المهتمين في قضايا الإعدام، فيما يخصص حالياً واحد فقط للترافع عن ثلاثة أو أربعة متهمين. وكان البنتاغون قد أعلن الاثنين تقديم ستة من المشتبهين في الهجمات في مقدمتهم خالد شيخ محمد، ومحمد القحطان، ورمزي بن الشيبة، وعلي عبد العزيز علي، ومصطفى أحمد الهوساوي، ووليد بن عطاش، للمحاكمة في قاعدة غوانتانامو العسكرية، عقب إجازة قاض التهم ضدهم والنظر في إنزال عقوبة الإعدام بحقهم. وعقب سويفت في هذا السياق قائلاً: "ما من أحد ليمثل هؤلاء المعتقلين.. ذوي الأهمية البالغة." إلا أن الناطق باسم شؤون المعتقلين في وزارة الدفاع الأمريكية، ج. دي. غوردون، دحض خلال مقابلة مع CNN مخاوف سويفت، مؤكداً أن المتهمين سيتم تمثيلهم جيداً أثناء مثولهم أمام المحكمة. وعقب قائلاً: "عندما تتم الإشارة للتهم من قبل السلطة المنعقدة، سيتم تعيين مجلس الدفاع المفصل." ونفى غوردون علمه بطاقم الدفاع الذي سيوكل إليه مهام الدفاع عن المتهمين الستة، إلا أنه شدد على "كفاءتهم"، ونوه مشيراً إلى أن طاقم كبير من محامي الدفاع يبلغ عددهم قرابة 500، يمثلون حالياً 275 معتقلاً في "غوانتانامو." وأكد قائلاً : "سيكون هناك الكثير من المحاميين الأكفاء." وكان البنتاغون قد أكد الاثنين أن المعتقلين سيتم تمثيلهم بصورة عادلة ومناسبة، وقال العميد طيار، توماس هارتمان خلال مؤتمر صحفي في البنتاغون: "سنتيح لهم حقوقاً مطابقة لتلك الممنوحة للعناصر العسكرية." إلا أن سويفت شدد على أن الإجراءات، وكما مخطط لها، سينجم عنها "سيناريو كارثي" سيزعم على إثره العقل المدبر المفترض للهجمات 11/9، وأبرز المتهمين الستة، عدم حصوله على محاكمة عادلة، مما سيعزز صورته ك"شهيد" بين مؤيديه. وحث المسؤول الأمريكي السابق البنتاغون على تغيير خطته، مؤكداً على قدرة "نظام العدالة الأمريكي" على إصدار أحكام عادلة ضد متهم بالإرهاب. وأشار إلى تساؤلات مطروحة حالياً بشأن استخدام المعلومات المستخلصة عبر تقنية "ركوب المياه" للاستجواب، كشهادات قانونية، فيما سيعد كسابقة لم يشهد لها مثيل سوى إبان فترة محاكم التفتيش الإسبانية منذ أكثر من 500 عام. فيما يلي نبذة عن هؤلاء المتهمين والتهم الموجهة اليهم، حسب عدة مصادر منها وزارة الدفاع الامريكية ومسؤولين في الاستخبارات الامريكية. خالد شيخ محمد خالد شيخ محمد الذي تصفه الاستخبارات الامريكية بانه من اخطر الارهابيين في التاريخ أقر "بمسؤوليته عن هجمات 11 سبتمبر من اولها الى آخرها"، حسب البنتاجون. كما اعترف شيخ محمد بضلوعه في 30 مخططا ارهابيا آخر غير 11 سبتمبر، بما في ذلك هجوم على ساعة بيج بين ومطار هيثرو بلندن، وقطع رأس الصحافي الامريكي دانييل بيرل في باكستان عام 2002، وذلك حسبما جاء في تقرير عن جلسة الاستماع اليه بجوانتنامو. ويعتقد ان خالد شيخ محمد كان الرجل الثالث في تنظيم القاعدة قبل ان يتم القبض عليه في مخبأ بباكستان في مارس آذار 2003. وقد بقي رهن الاعتقال لدى السلطات الامريكية في مكان سري منذ ذلك الحين الى ان نقل الى جوانتنامو في 2006. ويقول شيخ محمد الكويتي المولد والباكستاني الاصل انه التحق بجماعة الاخوان المسلمين عن عمر يناهز 16 عاما. وبعد اتمام دراسته الجامعية في الولايات المتحدة، توجه الى افغانستان للجهاد ضد القوات السوفييتية، حيث التقى شيخ محمد بزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، حسبما ورد في التقرير. وشارك شيخ محمد ايضا في مخطط في الفلبين لتفجير طائرات ركاب فوق المحيط الهادي في 2005، فيما اطلق عليه "عملية بوجينكا". ويبرز شيخ محمد جليا في تقرير لجنة التحقيق في احداث 11 سبتمبر، كما استخدمت اعترافاته من قبل محامي الدفاع عن زكريا الموسوي، الفرنسي المغربي الاصل والمدان الوحيد في ملف 11 سبتمبر. وطد خالد شيخ محمد علاقاته بتنظيم القاعدة والجماعة الاسلامية في جنوب شرق آسيا، حسبما تقول الاستخبارات الامريكية. وفي اواخر 2001، اصبح من كبار القادة الميدانيين في تنظيم القاعدة، حيث شارك في عدة مخطات تستهدف الولايات المتحدة وبريطانيا. ويقول الرئيس الباكستاني برفيز مشرف ان شيخ محمد كان وراء تفجيرات 7 يوليو تموز 2005 بلندن. رمزي بن الشيبة وفي محاكمة لتحديد وضع المقاتلين الاجانب في جوانتنامو، ذكرت الولايات المتحدة أدلة على كون رمزي بن الشيبة منسق هجمات 11 سبتمبر. وحسب نفس المصادر، فان رمزي بن الشيبة اصبح من ابرز عناصر خلية لتنظيم القاعدة في مدينة هامبورغ الالمانية بعدما طلب اللجوء اليها في اواخر التسعينيات وواصل دراسات جامعية هناك. ويقول المسؤولون الامريكيون ان رمزي بن الشيبة التقى في 1997 بمحمد عطا، زعيم خلية هامبورغ، واثنين آخرين من المجموعة التي اختطفت طائرات 11 سبتمبر، وهما مروان الشهري وزياد الجراح. وبعد عامين، توجه الاربعة الى افغانستان حيث التقوا بابن لادن. وتقول ذات المصادر انه كان مقررا لابن الشيبة ان يكون ضمن المجموعة التي اختطفت الطائرات، لكنه لم يحصل على تأشيرة دخول للولايات المتحدة. ومع ذلك، شارك في الهجمات بنقل الاوامر من قيادة التنظيم بباكستان وافغانستان الى عناصره بالولايات المتحدة والمانيا، كما تكفل بسفرهم وتحويل الاموال اليهم. تقول المخابرات الامريكية ان رمزي بن الشيبة غادر المانيا قبل الهجمات باسبوع، حيث توجه الى افغانستان ثم الى باكستان حيث تعاون مع شيخ محمد في مخططات لمهاجمة اهداف في الغرب، بما في ذلك خطة لاسقاط طائرة في مطار هيثرو. وكان صحافي من قناة الجزيرة القطرية قد استجوبه في 2002، حيث روى له تفاصيل عن مخططات 11 سبتمبر، بما في ذلك دليل لقيادة الطائرات يحمل توقيع محمد عطا. اعتقل رمزي بن الشيبة في باكستان في سبتمبر 2002 وتصفه الولايات المتحدة بانه غير متعاون. مصطفى احمد الحوساوي مصطفى احمد الحوساوي مواطن سعودي تقول الولايات المتحدة انه احد كبار المسؤولين الماليين بتنظيم القاعدة الذين استعان بهم خالد شيخ محمد لتمويل هجمات 11 سبتمبر. وتعتقد السلطات الامريكية ان الحوساوي التقى بعدد من قياديي القاعدة بما في ذلك اسامة بن لادن، بعد الهجمات بفترة وجيزة. كما وجدت سجلات لمعاملات مالية بين الحوساوي وعدة متهمين آخرين والمجموعة التي اختطفت الطائرات، كما تكلف بتنظيم سفر بعض منهم. وذكر الحوساوي الذي اعتقل في باكستان عام 2003 ايضا في ملف دفاع زكريا الموساوي، حيث قال المحامون انه رآه في احدى الاقامات في بداية 2001، لكن لم تكن له اية علاقة به. علي عبد العزيز علي يتهم علي عبد العزيز علي المعروف ايضا باسم عمار البلوشي بكونه احد اهم مساعدي عمه، خالد شيخ محمد، في عمليات 11 سبتمبر. ولد علي عبد العزيز علي في بلوشستان وترعرع في الكويت، وكان ملهمه الاكبر ابن عمه رمزي يوسف الذي سجن في الولايات المتحدة بتهمة تدبير تفجير مركز التجارة العالمي في 1993. ويقول مسؤولون استخباراتيون امريكيون انه سلم مبالغ مالية لمختطفي طائرات 11 سبتمبر، وساعد خالد شيخ محمد على التواصل مع ريتشرد ريد المعروف ب"مفجر الحذاء" الذي دس متفجرات في حذائه وحاول اشعال فتيلها على متن احدى الرحلات الجوية، وكذلك مع ارهابيين آخرين، منهم مجيد خان. وتقول نفس المصادر ان علي عبد العزيز علي تبنى بعد اعتقال عمه مسؤولية مخطط اختطاف طائرة بمطار هيثرو بلندن وتفجير اهداف غربية في كراتشي بباكستان. ولما اعتقل، كان علي عبد العزيز علي على بعد ايام معدودة فقط من انهاء استعداداته لمخطط كراتشي. وليد بن عطاش تقول السلطات العسكرية الامريكية ان اليمني وليد بن عطاش اقر بالتدبير لتفجير المدمرة الامريكية يو اس اس كول في اليمن عام 2000، وهو الهجوم الذي ادى الى مقتل 17 بحارا امريكيا حسب حصيلة البنتاجون. كما اقر بالوقوف وراء التفجيرات التي استهدفت السفارتين الامريكيتين في كينيا وتنزانيا، والتي خلفت 213 قتيلا عام 1998. وتقول الولايات المتحدة ان وليد بن عطاش المعروف ايضا باسمي توفيق بن عطاش و"خلاد" كان قياديا بارزا في تنظيم القاعدة منذ 1998 الى ان اعتقل عام 2003. ويتهم بن عطاش ايضا بالضلوع في هجمات 11 سبتمبر حيث التقى باثنين من مختطفي الطائرات، نواف الحمزي وخالد المحضار. وحسبما جاء في تقارير اجهزة الاستخبارات، فان بن عطاش اختير هو الآخر ليكون من مختطفي الطائرات، لكن تعذرت عليه المشاركة في العملية لاعتقاله لفترة وجيزة في اليمن في نفس العام. وتعتقد نفس المصادر انه كان حارس امن شخصي لبن لادن. ويقول المسؤولون الاستخباراتيون ان بن عطاش كان يخطط لمهاجمة القنصلية الامريكية في كراتشي الى جانب علي عبد العزيز علي لكنه اعتقل خلال عملية امنية في المدينة. ويتهم بن عطاش ايضا بالضلوع في مخطط يستهدف مطار هيثرو. محمد القحطاني حاول محمد القحطاني دخول الولايات المتحدة في اغسطس آب 2001، وتعتقد المخابرات الامريكية انه كان ليصبح المختطف العشرين في هجمات 11 سبتمبر. ومنعته سلطات الهجرة من الدخول في مطار اورلاندو بفلوريدا ورحلته الى دبي من حيث اتى، ثم اعتقل فيما بعد في افغانستان واحيل على معتقل جوانتنامو. وفي 2006، تراجع القحطاني عن تهم وجهها الى سجناء معه بكونهم على علاقة بتنظيم القاعدة، وقال محاميه لمجلة تايم ان تلك الاقوال انتزعت منه تحت تعذيب غاية في القساوة.
