قرر خمسة من المتهمين بالضلوع في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول التي هزت الولاياتالمتحدة عام 2001، وعلى رأسهم "المخطط" المفترض للهجمات، خالد شيخ محمد، سحب عرضهم للاعتراف بالتهم الموجهة إليهم، بعدما اشترط القاضي ضرورة عقد جلسات استماع أولية لاثنين منهما. وكان المتهمون الخمسة قد فجروا مفاجأة كبرى في قاعة المحكمة العسكرية لمعسكر غوانتانامو، حين تقدموا بعريضة طالبين فيها الاستماع الفوري لاعترافاتهم. وأذهل الطلب العديد من الخبراء الذين تابعوا طوال أشهر جهود المتهمين، الذين يُعتقد أنهم من كبار عناصر تنظيم القاعدة، للطعن بشرعية المحاكمة، في حين أبدى البعض اعتقاده أن الخطوة توحي برغبة السجناء بصدور حكم إعدام بحقهم قبل تولي الرئيس الجديد، باراك أوباما، مقاليد السلطة بواشنطن. ولم يتضح - وفقاً للطلب المقدم - طبيعة الاعترافات التي سيدلي المتهمون بها، غير أن طبيعة الموقف تشير إلى احتمال أن يقرّوا بالذنب حيال الاتهامات الموجهة إليهم، خاصة وأن شيخ محمد سبق أن اعترف بأنه "العقل المدبر" للهجمات التي تسببت باندفاع واشنطن نحو "الحرب على الإرهاب" حول العالم، وغزو أفغانستان. وقال المتهمون إنهم قرروا التخلي عن جهود الدفاع عن أنفسهم، معرضين أنفسهم لخطر صدور حكم سريع بحقهم، قد يسبق وصول الرئيس الأمريكي الجديد، باراك أوباما، إلى منصبه الشهر المقبل، علماً أنه سبق أن تعهّد بإنهاء محاكمات "جرائم الحرب" التي تتم بغوانتانامو، وإغلاق المعتقل الموجود بالمعسكر. يذكر أن الجلسة شهدت حدثاً مميزاً ثانياً، تمثل في حضور تسعة من أقارب ضحايا الحادي عشر من سبتبمر/أيلول، وذلك للمرة الأولى منذ انطلاق المحاكمات، وقد جرى طلب سماع الاعتراف أمام أولئك الأقارب، وفق ما أكدته جينيفر داكسل، ممثلة منظمة "هيومان رايتس ووتش" التي حضرت الجلسة. وكان شيخ محمد قد قال للقاضي في جلسة عقدت بيونيو/ حزيران الماضي، إنه سيعترف بالتهم الموجهة إليه والمتعلقة بدوره المزعوم في التخطيط لتلك الهجمات. وكان خالد شيخ محمد، قد قال لقاضي المحكمة العسكرية في غوانتانامو الخميس إنه يرغب بأن يموت "شهيداً"، وذلك في معرض رده على سؤال حول ما إذا كان يعرف أنه يواجه عقوبة الإعدام، إذا تخلى عن محاميه. يذر أن شيخ محمد وسائر أفراد المجموعة متهمون بلعب أدوار في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، على نيويوركوواشنطن والتي أدت إلى مقتل حوالي 3000 شخص، ويواجهون عقوبات الإعدام إذا ما تمت إدانتهم. وتشمل لائحة الاتهام الموجهة بحقهم جريمة "القتل المخالف لقوانين الحرب" و"الإيذاء المتعمد" والانخراط في أعمال إرهابية. وتأتي المحاكمة بعد أعوام قضاها المتهمون في سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، وينتظر المراقبون لمعرفة ما إذا كان القضاة سيقبلون أدلة أو اعترافات تقدّم بها المتهمون بعد خضوعهم لوسائل الاستجواب المثيرة للجدل، في حين يعتبر بعض وكلاء الدفاع أن البيت الأبيض يرغب باستغلال المحاكمة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وإلى جانب شيخ محمد، يمثل أمام القضاة كل من رمزي بن الشيبة، وهو متهم أيضاً بتنظيم هجوم 11 سبتمبر/أيلول، ووليد بن عطاش، المشتبه بتدريب مجموعة مختطفي الطائرات المدنية التي استخدمت بتنفيذ الهجوم. وذلك إلى جانب مصطفى الحوساوي وعلي عبد العزيز علي الملقب ب"عمار البلوشي،" وهما متورطان، وفقاً للإدعاء العام الأمريكي، بتأمين تمويل العملية. وقد قبل القاضي طلب الاعتراف من جميع المتهمين، باستثناء الحوساوي وابن الشيبة بسبب وجود جلسة استماع معلقة لهم. سي ان ان
