تبدأ اليوم محكمة عسكرية أميركية بمحاكمة خمسة أشخاص، يشتبه في أنهم لعبوا دوراً رئيسياً في تخطيط وتنفيذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة. وتبدأ وقائع المحاكمة التي ستُجرى في معتقل خليج غوانتانامو الأميركي في كوبا، بتلاوة الاتهامات الموجهة إلى خالد شيخ محمد، وأربعة أشخاص آخرين يُفترض أنهم شركاؤه، وذلك بحضور هؤلاء الأشخاص الخمسة الذين قضوا عدة سنوات في سجون سرية تابعة للاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) قبل نقلهم إلى غوانتانامو في سبتمبر من عام 2006. وأسفر هجومان، من هذه الهجمات، نُفذا باستخدام ثلاث طائرات مختطفة عن مقتل 2973 شخصاً في نيويورك وواشنطن، بينما أُحبط هجوم كان سينفذ بطائرة رابعة في بنسلفانيا. وفي لمحة قصيرة عن كل من المتهمين الخمسة الذين ستوجه لهم اتهامات قد تؤدي إلى الحكم عليهم بالإعدام، يعتبر خالد شيخ محمد الرجل الثالث في تنظيم «القاعدة» حتى اعتقاله في باكستان عام 2003، ويُعتقد أنه كان العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر. وكشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في مارس 2007 النقاب عن محضر لما قالت إنها اعترافات أدلى بها هذا الرجل البالغ من العمر 54 عاماً، ورد فيه أنه قال «لقد كنت المسؤول عن عملية 9/11 من الألف إلى الياء». وكان خالد شيخ محمد هو محور ادعاءات بأن الولايات المتحدة تعذب المعتقلين، وهو الاتهام الذي نفته إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش. وخالد شيخ محمد من مواليد الكويت، لكنه من أصل باكستاني. ودرس الهندسة في جامعة أميركية في ثمانينيات القرن العشرين. اما المتهم الثاني رمزي بن الشيبة، فيُعتقد أنه كان همزة الوصل بين قيادة تنظيم «القاعدة» ومنفذي الهجمات، كما أنه ساعد على إمداد هؤلاء الخاطفين بالأموال، وأقام ابن الشيبة (36 عاما) في شقة واحدة مع محمد عطا قائد المجموعة الذي لقي حتفه في الهجمات، وألقي القبض على ابن الشيبة في باكستان عام 2002. المتهم الثالث هو علي عبدالعزيز علي، وهو من مواليد الكويت ويُشتبه في أنه ساعد على تدريب الخاطفين وإمدادهم بالأموال، كما تربطه صلات بخالد شيخ محمد، ورمزي يوسف الذي يقضي حالياً حكماً بالسجن المؤبد في سجن أميركي لدوره في تفجير استهدف مركز التجارة العالمي عام 1993. واعتقلت السلطات الأميركية عبدالعزيز عام 2003. والمتهم الرابع، وهو مصطفى أحمد الحوساوي، سعودي الجنسية يُعتقد أنه ساعد الخاطفين على الانضمام إلى مدارس لتعليم الطيران في الولايات المتحدة، وكان مسؤولاً عن حسابات مصرفية، يقال إنه التقى أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بعد وقوع الهجمات، واعتُقل الحوساوي ونقل إلى سجن أميركي في مارس من عام 2003. اما المتهم الخامس ويُدعى وليد بن عطاش، يُعتقد أنه أقام صلات بمنفذي الهجمات وقدم لهم المساعدة. ويشتبه البنتاغون أيضاً بأنه لعب دوراً في حادث تفجير المدمرة الأميركية (يو إس إس كول) قبالة سواحل اليمن عام 2000. واعتُقل هذا الرجل في إبريل من عام 2003. (واشنطن - أ ف ب، د ب أ)