تستعد باكستان باستنفار أمني وسياسي لانتخابات تشريعية ومحلية تجرى بعد غد الاثنين بعد تأجيل دعي إليها أكثر من 80 مليون باكستاني للمشاركة فيها وستكون حاسمة في بلد يواجه أزمة سياسية حادة وموجة عنف غير مسبوقة راحت ضحيتها رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو. وترتدي هذه الانتخابات التي سماها الرئيس الباكستاني برويز مشرف ب (ام الانتخابات) أهمية خاصة بعدما باتت هذه القوة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي منذ اشهر تحت مجهر الاسرة الدولية التي تراقب ما يجري فيها عن كثب. وسقط سيناريو «مثالي» لم ينكر الاميركيون بانه كان من تصميمهم في 27 ديسمبر باغتيال بنازير بوتو في عملية انتحارية بعدما اجرى معها مشرف بضغط من الاميركيين مفاوضات لتقاسم السلطة بينهما تمهيدا للانتخابات التشريعية المقررة آنذاك في الثامن من يناير الماضي. وفي انتظار الانتخابات، نشرت تعزيزات من عشرات آلاف الجنود في جميع أنحاء البلاد لضمان امن مكاتب التصويت ال 64 الفا والف مراقب وصحافي سيواكبون عمليات الاقتراع. وبقيت الحملة الانتخابية شبه مشلولة منذ مقتل بوتو اذ باتت الشخصيات السياسية تخشى تنظيم مهرجانات حاشدة وتركز اهتمام الباكستانيين بالتدهور السريع في قدرتهم الشرائية واوضاعهم الامنية اكثر منه بالمشاجرات السياسية والحزبية في بلد يعتبرون ان الجيش هو الذي يمسك فعليا بزمام الامور فيه. وانقضت الايام الاخيرة من الحملة الانتخابية على وقع اعتداءات استهدفت مرشحين ومهرجانات انتخابية ما يبعث مخاوف من تسجيل نسبة مقاطعة عالية بعد غد الاثنين غير ان الاسوأ قد يحصل بعد الانتخابات اذ دعت المعارضة الى التظاهر بكثافة في حال حصل تزوير انتخابي. وقد يغتنم الاسلاميون هذه الفرصة لمحاولة تسديد ضربة قاضية لرئيس بات في موقع اضعف من اي وقت مضى. (ا.ف.ب)