أقر المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية السيناتور باراك أوباما الخميس بأنه "ارتكب اخطاء" في حملته الانتخابية، وذلك بعد يومين من فوز منافسته هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية في تكساس وأوهايو. وقال أوباما لشبكة "ايه بي سي" انه يعتقد ان "الناس بدأوا يقولون: ربما نريد أن يستمر هذا الأمر قليلاً. يريدون أن أربح (هذه المعركة) وعدم الشعور بأنني اتراجع". وأضاف السيناتور الذي حصد أحد عشر فوزاً على التوالي في مواجهة كلينتون حتى جولة الثلاثاء الفائت "اعتقد اننا ارتكبنا اخطاء، وهو أمر لا مفر منه في حملة طويلة". ولن تتيح الانتخابات التمهيدية المتبقية في 12 ولاية لأوباما ولا لكلينتون بتجاوز عتبة 2025 مندوباً المطلوبة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي. وعليه، سيكون دور المندوبين الكبار في الحزب حاسماً، إلا إذا أتيح لولايتي ميشيغان وفلوريدا ان تقولا كلمتهما مجدداً، وذلك بعدما حرمتا من مندوبيهما اثر مخالفتهما قواعد الحزب عبر تقديم موعد انتخاباتهما التمهيدية إلى يناير/كانون الثاني الفائت. ورداً على سؤال عن وضع هاتين الولايتين، أكد أوباما أنه يحترم قرار الحزب الديمقراطي. وتطالب كلينتون بأن يأخذ الحزب نتائج تلك الولايتين التي فازت فيهما في الاعتبار. من جهة ثانية، أعلنت كلتا حملتي كلينتون وأوباما الخميس عن حصولها على تبرعات ضخمة جديدة. وقالت حملة كلينتون انها جمعت مبلغ أربعة ملايين دولار كتبرعات انتخابية منذ انتخابات الثلاثاء الماضي، أي خلال يومين فقط. وردت حملة أوباما على الفور بإعلان انها جمعت في شهر فبراير/شباط الماضي تبرعات قياسية بلغت 55 مليون دولار. وفي الشهر ذاته، جمعت حملة كلينتون تبرعات بلغت 35 مليون دولار. من جهة أخرى، اتهم الادعاء العام في مدينة شيكاغو الخميس أحد أصدقاء أوباما باستخدام نفوذه السياسي لابتزاز ملايين الدولارات في الشركات التي ترغب في تنفيذ مشاريع في ولاية إيلينوي، وهي ولاية أوباما. ورغم أن أوباما غير متهم بأي مخالفة ورغم قيامه بالتبرع للجمعيات الخيرية بكافة الأموال التي حصلت عليها حملته من انطوان (طوني) ريزكو، يقول المدعون إن بعض أموال الرشى دخلت خزينة حملة أوباما السيناتور عن ايلينوي. ويتعرض أوباما كذلك لانتقادات بسبب ابرامه صفقة أراض مع ريزكو في 2005 فيما كان من المعروف ان ريزكو، الذي يعمل في مجال تطوير العقارات، كان خاضعاً للرقابة من الحكومة الفيدرالية، وهو ما وصفه أوباما فيما بعد بالخطوة "الغبية". ومن المرجح ان تلقي الاتهامات الموجهة لريزكو بظلالها على أوباما الذي يسعى للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي. ويتوقع ان تستمر المحاكمة التي تجري في محكمة شيكاغو الفيدرالية عدة أشهر، ويرجح مراقبون سياسيون ذكر اسم أوباما خلال المحاكمة اضافة إلى عدد من الزعماء الديمقراطيين المتنفذين في الولاية. (وكالات)