أعلن نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني أمس، أمام العسكريين في قاعدة بلد الجوية شمال بغداد في اليوم الثاني من زيارته المفاجئة أن بلاده "ستبقى في العراق حتى لو تعب الآخرون من بذل الجهود". وأوضح أحد المساعدين أن تشيني كان يشير إلى المعارضة المتنامية للحرب في الولايات المتحدة وليس للدول التي شاركت في الاجتياح. وانتقد تشيني مطالب الديمقراطيين بسحب القوات الأمريكية من العراق قائلا "مع فهمنا لكل أخطار هذا العصر الجديد، لا ننوي التخلي عن أصدقائنا أو السماح بتحول هذا البلد إلى منطقة لشن المزيد من الهجمات على الأمريكيين". وفي الصباح الباكر قبيل أن يبدأ تشيني يومه، سمع دوي القذائف المدفعية بين الثانية والسادسة صباح أمس، في محيط قاعدة بلد حيث قضى نائب الرئيس ليلته، لكن مسؤولين عسكريين قالوا إن القصف كان مقررا سابقا وقد استهدف معاقل للمتمردين وليس على علاقة بزيارة تشيني. من ناحية أخرى، دعا تشيني اثر لقائه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، الأكراد إلى المساعدة في تحقيق المصالحة الوطنية عبر تمرير عدد من مشاريع القوانين الحيوية، وأكد أن واشنطن تعتمد على البرزاني في الوصول إلى اتفاق بين الحكومتين الأمريكية والعراقية حول العلاقات طويلة الأمد بين البلدين. من جهته، قال البرزاني إن الأكراد "جزء من الحل وليسوا جزءا من المشكلة كما أنهم عامل استقرار وسلام". وفي ختام زيارته للإقليم وجه تشيني دعوة رسمية للبرزاني لزيارة الولايات المتحدة. من جانبها قالت المترشحة الرئاسية الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، ان حرب العراق ربما تكلف الأمريكيين تريليون دولار وتزيد العبء على الاقتصاد الأمريكي الراكد وذلك في معرض تبرير حجتها لسحب فوري للقوات الأمريكية من حرب "لا يمكننا الفوز بها". وأضافت كلينتون ان السياسة الأمريكية بشأن العراق عند مفترق طرق وان الحرب أضعفت القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية وألحقت الضرر بالأمن القومي الأمريكي وازهقت أرواح نحو أربعة آلاف أمريكي وخلفت آلاف الجرحى. وأضافت انها إذا انتخبت فستجتمع بالمستشارين العسكريين وتطلب منهم وضع خطة لسحب القوات الأمريكية خلال 60 يوماً من توليها السلطة في يناير/ كانون الثاني المقبل. (وكالات)