السؤال الذي شغل أذهان العديد من الناس في فضيحة حاكم ولاية نيويورك اليوت سبيتزر وسقوطه الذي كان بمنزلة ملهاة تراجيدية، لم يكن يدور حول الاخلاقيات أو السياسة، بل حول ما اذا كان سبيتزر ضحية صفقة جائرة. ويقول السؤال: ماذا يحصل شخص مثل سبيتزر عندما يدفع مبلغ 5 آلاف دولار الى عاهرة بدلا من اعطائها 500 أو حتى 50 دولارا؟ وهل ممارسة الجنس مع هذه المرأة افضل مرات أو مائة مرة مما هو مع واحدة أخرى؟ والكشف عن الهوية الحقيقية ل«كريستين» المرأة التي يقال ان حاكم ولاية نيويورك السابق دفع لها مبلغ ألف دولار مقابل قضاء ساعة في فندق ماي فلاور في فبراير الماضي، عقدّ هذا الأمر أكثر، فقد شرع الناس في تقدير ما يمكنهم القيام به اذا اتيحت لهم تلك الفرصة. ولم يهتم البعض بالضعف الأخلاقي لسبيتزر وعدم سداد احكامه السياسية والقانونية، بل ركز على السؤال الاهم وهو ان كانت كريستين «تستحق ذلك». واشار البعض الى ان حاكم الولاية قد يكون حصل على خدمة توازي المبلغ الذي دفعه، بيد انه اتضح ان السؤال ليست له علاقة بكريستين او بالدعارة، كما انه ليست له صلة من قريب او بعيد بسبيتزر ذاته، بل ان هناك منطقة في دماغ سبيتزر تعرف باسم القشرة الامامية. وهذا الجزء من الدماغ يقوم بوظيفة اصدار الاحكام حول المتعة، وهناك بحث جديد توصل الى ان الثمن الذي يدفعه الناس مقابل شيء ما يعكس بطريقة لاواعية مقدار المتعة التي يحصل عليها، ويشير ذلك البحث الى انه على العكس من الفهم السائد، فان من يشتري سلعة بسعر مخفض قد يحصل بصورة غير واعية على رضاء ومتعة اقل من تلك التي يحصل عليها من دفع الثمن الكامل مقابل السلعة ذاتها. ويقول باياشيف استاذ السلوك الاقتصادي في جامعة ستانفورد الذي شارك في البحث «اعتقد جازما ان الظاهرة ذاتها نجدها عند سبيتزر». وشيف وزملاؤه لم يدرسوا مجال الدعارة، بل مجالا آخر حيث توصلوا الى ان المتعة التي يحصل عليها الناس من اشياء اشتروها تخضع للتوقعات الشخصية. وهنالك مجموعة من الدراسات في السابق اوضحت ان احكام الناس حول النوعية تتأثر بصورة كبيرة بالسعر، وذلك بسبب افتراض سائد يرى ان الاشياء الغالية السعر تتميز بنوعية عالية. وقد ثبت ان الناس يقيّمون كل شيء من الملابس الى الطعام تقييما رفيعا اذا كان السعر غاليا مقارنة بالسلع ذاتها ذات السعر الزهيد. وما اثار دهشة الباحثين انه عند اجراء فحص بالصور للدماغ في دراسة تقييم ثمن الاشياء اكتشفوا ان من اختاروا الغالي حدث لديهم نشاط اكثر من منطقة وسط القشرة الأمامية. ¶ عن «واشنطن بوست» ¶