بلمح البصر ينسى بعض قادة الإصلاح المهيمنين على إعلامه كل دعواتهم لإعلام حر وديمقراطي ويرتدون إلى حقيقتهم القائمة على عدم القبول بالآخر أو المساس بشخوصهم المصطفاة وبحزبهم المقدس. في العدد الماضي نشرت (الوسط) خبرا عن بيان مجلس الشورى، بعد يومين من لقاء رئيس الجمهورية بأمين عام الإصلاح عبد الوهاب الآنسي منفردا -والذي لم يعلن عنه كالعادة- صدر البيان الختامي لمجلس شورى الإصلاح خاليا من الإشارة إلى القضية الجنوبية كمسمى ولم نقل إنه لم ينظر إلى القضايا في المحافظات الجنوبية، كما ذكر الخبر تشكيل لجنة خاصة من الإصلاح لمتابعة تطورات الأوضاع في المحافظات رغم كذب الصحوة نت وقولها إننا تجاهلنا الإشارة إليه إلا أن صياغته كما يبدو لم ترق للقادة في الإصلاح وبالذات ما يخص ذكر لقاء الآنسي بالرئيس والذي يريده الإصلاح سريا وكشفه الخبر فتحول خطاب هؤلاء إلى اتهام للصحف التي نشرت بأنها صفراء تخدم مشاريع مشبوهة إرضاء لأطراف معينة وهي نفس مفردات السلطة التي يوجهها إعلامها ل"الوسط" في تماه عجيب. "الوسط" أصبحت مشبوهة عند الإصلاح لأنها قالت جزءاً من الحقيقة التي تخصهم ولم تكن كذلك فيما هي تنقل تصريحات قادتهم وتجري معهم اللقاءات التي تعبر عن مواقفهم.. هم يريدون للصحف المستقلة أن تكون تابعة لهم معبرة عن أفكارهم، مؤلهة لقادتهم الذين لا يأتيهم الباطل ولا يحيدون عن الحق. قادة الإصلاح يضطربون حين يكشف عن لقاءاتهم بالرئيس فيما هم يعلنون بزهو اجتماعهم بالسفير الأمريكي أو سفراء الاتحاد الأوروبي. وإذا كان ذلك من وجهة نظرهم معيبا وتفريطا بقضايا الناس فلم يلجون دار الرئاسة من الأساس بخصوص القضية الجنوبية التي إلى الآن ما زالت لديهم بيانات وتصريحات حول قضايا عائمة متبوعة بإدانات لا أول لها ولا آخر لمن تصفهم بأعداء الوحدة .. وهنا نسأل ويحق لنا ذلك: أين هي هذه القضايا في إعلامهم .. في خطبهم المنبرية؟!.. لماذا لا يسمون ناهبي هذه الأراضي وهم يعلمونهم تماما. أليس ذلك حرصا على علاقات مع هؤلاء العسكريين يخافون أن تفسد؟ أين هي المواقف الواضحة والصريحة من مسألة القضية الجنوبية التي يتستر قادة المركز حين الحديث عنها خلف اللقاء المشترك؟ قبل أعداد قليلة أجرت "الوسط" لقاء مع المهندس محسن باصرة رئيس مكتب إصلاح حضرموت، هذا اللقاء تم التبرؤ منه في الإصلاح ولم يشر إليه بخبر في إعلامهم مثلما لم يعد نشره في الصحوة نت بحسب ما هو معتاد. وقد كان ذلك بسبب أنه ناقش اليدومي في مسألة الوحدة الذي رآها باصرة مصلحة ووجدها اليدومي قيمة إيمانية يتوجب القتال للدفاع عنها. الإصلاح يعتبر قضايا الجنوب إحدى أدوات الضغط على السلطة ويسعى جاهدا لاحتواء الشارع الجنوبي على هذا الأساس فيما هو لم يناقش القضية الجنوبية كحزب كان أحد أهم أسباب مشاكل الجنوب اليوم، فقد ظلت المحافظات الجنوبية مقسمة تحت إشراف صنعاء وتعز إلى فترة قريبة وهي وصاية شبيهة بما تقوم به السلطة كما أن المدارس وأسماء الشوارع التي تمت أسلمتها ما زالت شاهدة حال ومثلها المباني التي تم الاستيلاء عليها. هذه القضية لن يكون بمقدور أي حزب ركوب موجتها كاستهلاك للاحتواء، إذ ما زال عدد من رؤساء فروع أحزاب المحافظات الجنوبية يقاتلون بمنأى عن قيادتهم وأول هؤلاء أنصاف مايو ومحسن باصرة. وسنظل ننتظر موقفاً حقيقاً مسانداً لمن نهبت أراضيهم في المحافظات الجنوبية بأن يتخلى أمين عام الإصلاح عن أرضيته في حضرموت المسجلة باسم نجله للصالح العام على الأقل ليحرج الناهبين الكبار. *رئيس تحرير صحيفة الوسط