ان ما أقدمت عليه السلطة في المحافظات الجنوبية مؤخرا ، من اعتقالات ونشر للقوات المسلحة في كل من الضالع ولحج هو تأكيد لطبيعتها غير الديمقراطية وهو ما اكدنا عليه مرارا من ان حرب 94م أعادت أنتاج السلطة والنظام السياسي على قاعدة مختلفة عن المشروع الوطني الديمقراطي ترتكز هذه القاعدة على ادوات قمعية في الأساس وكان ان بدأ النظام بقمع شراكة الجنوب في الوحدة اليمنية ، الأمر الذي فتح الباب أمام المطالبة باعادة شراكة الجنوب باسس وحدوية تستمد مضامينها الحقيقية من وحدة 22مايو1990م وانخرط في هذا المسعى كثير من القوى والاحزاب والفعاليات السياسية والشعبية في الجنوب ، وساندتها القوى السياسية والشعبية على الصعيد الوطني ، في عمل سلمي ديمقراطي ونضالات اتسمت بمسؤولية وطنية واحساس عميق بالمخاطر التي تهدد اليمن جراء السياسات الخاطئة للمؤتمر الشعبي الحاكم وسلطته . وفي الوقت الذي كنا نعتقد فيه ان المؤتمر الحاكم قد استفاد من التجربة التاريخية وادرك اخطاءه التي قادت الى هذه الازمة الوطنية ، اذا بناء نفاجا بانه لم يستوعب حقيقة ما وصلت اليه البلاد من اوضاع تنذر بالكارثة ، بعد ان تفاقمت المشكلات السياسية والاقتصادية والمعيشية وبعد ان استبد اليأس بالناس من اصلاح الاوضاع وبعد ان تفجرت المشكلات ومظاهر العنف تحت عناوين مختلفة في معظم انحاء البلاد . وما كان له ولسلطته وأجهزتها الا الاتجاه الى الجنوب ليصفي حسابه مع المشروع الوطني الديمقلراطي بغطاء تكرر توظيفه كل مرة يواجه فيها المؤتمر وسلطته الغضب الشعبي من سياساته وايصاله البلاد الى طريق سدود وهو حماية الوحدة. ان الاعتقالت السياسية لقيادات وكوادر الاشتراكي والمشترك في المحافظات الجنوبية وغيرهم من النشطاء السياسيين والحقوقيين ، ليس له ما يبرره على الاطلاق سوى مواصلة قمع الحريات وتشجيع التطرف كما ان نشر القوات المسلحة والدبابات هو افلاس حقيقي لهذه السياسة في الجنوب . فالجنوب لا يحتاج الى دبابة والدبابة ليست هي الحل ولن تكون ، وانما يكمن الحل في الاعتراف بقضية الجنوب وشراكة حقيقية تضع الجنوب في مصاف الجناح ا لاخر للنهوض الوطني . ولابد في هذه اللحظة الراهنة من اطلاق سراح المتعقلين السياسيين واطلاق حق التعبير السياسي بدون شروط ورفع القوات المسلحة واعادتها الى ثكناتها ومباشرة الدعوة الى حوار وطني شامل يشارك فيه كل القوى والاحزاب والفعليات السياسية بدون استثناء. *امين عام الحزب الاشتراكي اليمني نقلا عن صحيفة الشارع